يرصد الديمقراطية وحرية التعبير في الجزائر
الجزائر ـ «سينماتوغراف» نبيل حاجي
في عرضه العالمي الأول، يشارك المخرج الجزائري مالك بن إسماعيل بفيلمه الوثائقي الجديد «ضد القوى» ضمن المسابقة الرسمية للدورة ال68 لمهرجان لوكانو السينمائي الدولي (سويسرا 05-15 أغسطس)، عمل يعيد فيه المخرج بن إسماعيل قراءة العلاقة بين الصحافة والسلطة في الجزائر من خلال يوميات عمل صحفيين بجريدة «الوطن» الناطقة بالفرنسية.
بعد عام من التصوير وعمليات مابعد الإنتاج يشارك المخرج الجزائري مالك بن إسماعيل صاحب «الصين ماتزال بعيدة» و«اغتربات» ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية لمهرجان لوكانو للفيلم بسويسرا بهذا العمل الذي يدوم عرضه ساعة و37 دقيقة رافق فيها مجموعة من صحفي جريدة «الوطن» الجزائرية وهي تواكب الانتخابات الرئاسية لشهر أبريل عام 2014 والتي توج بها الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة بمدة رئاسية رابعة، وهو إنتاج مشترك جزائري فرنسي بين شركة المخرج «حكايات للأفلام» وشركة المنتج والموزع الجزائري الهاشمي زرطال، بالشراكة مع مؤسسات فرنسية.
ويستعرض هذا الفيلم الجديد لمالك بن إسماعيل حياة هذه الصحيفة الشهيرة التي تأسست مع الانفتاح الديمقراطي والإعلامي في الجزائر مطلع التسعينات والهزات التي تعرضت لها طيلة مسيرتها المهنية، وخاصة في علاقتها بالسلطة الحاكمة في الجزائر، ومسألة حرية التعبير التي عرفت طيلة عشرين عاما الكثير من المواقف، حيث ظلت صحيفة «الوطن» بطاقمها الشاب تتحيز للكلمة الحرة وكشف الحقائق المختلفة التي تعرفها البلاد وهي تمر بمحطات عسيرة في الانتقال الديمقراطي ومواجهة آلة الإرهاب.
وكتحية لمسيرة هذا العنوان الصحفي العريق، نصب المخرج وفريقه الكاميرا طيلة أشهر في قاعة تحرير مكاتب الصحيفة، وهي تواكب مرحلة مهمة من هذا التاريخ، هو الحملة الانتخابية، وبوادر «الربيع الجزائري» كما أراده المخرج، الذي أستجوب لساعات عدد من صحفيي الجريدة وتسجيل مواقفهم وأرائهم – وحالات الغضب أيضا- حول الانتخابات الرئاسية، التي كانت عند الكثيرين فرصة لتحول جديدة في مسيرة البلاد. كما كانت هذه المعاينة فرصة لجس نبض الشارع الجزائري وكيفية تعاطيه مع هذا الحدث الكبير في تاريخ الأمة. ومن بين شخصيات هذا الفيلم نجد من بينهم مدير الجريدة عمر بلهوشات، والصحفيين حسان وعلي، مصطفى بن فوصيل حسان موالي، فلة برجة، علي بن يحي، ومراد سليماني..
وفيلم «ضد القوى»، بقدر ما هو نظرة عميقة عن حال الجزائر والجزائريين اليوم، فهو تحية خاصة لنضال أجيال من الصحفيين الجزائريين (سواء في صحيفة الوطن أو غيرها من الصحف الجزائرية الخاصة) الذين دفعوا الثمن من أجل حرية الكلمة والتعبير في الجزائر وهي تواجهه الإرهاب والقتل من جهة والآلة البيروقراطية الحاكمة والمتحكمة في تفاصيل وأجهزة الدولة.
وسبق للمخرج مالك بن إسماعيل ( من مواليد مدينة قسنطينة عام 1966)، بعد أن درس السينما بباريس، أن حقق عدد من الأفلام الوثائقية المهمة منها «إغتربات» حول المرضى العقليين في الجزائر، وفيلم «اللعبة الكبرى» عن موضوع الانتخابات الرئاسية عام 2002 ، وفيلم وثائقي عن التاريخ والتعليم في الجزائر بعنوان «الصين ماتزال بعيدة»، الذي توج في عدد كبير من المهرجانات العربية والغربية، كما يحمل المخرج مالك بن إسماعيل أيضا مشروع فيلم روائي طويل تجرى أحداثه بين الجزائر واليابان في طور التحضير.