الناصرة ـ «سينماتوغراف»: يوسف الشايب
تواصل مجموعة أصدقاء الفنان الفلسطيني محمد بكري حملة التضامن معه بعد انطلاقها قبل أربعة أشهر مباشرة بعد صدور قرار المحكمة المركزية الإسرائيلية في اللد ومقاضاته بشأن تصويره وإخراجه فيلم “جنين جنين” وتغريمه بمبلغ 225 ألف شيكل (70 ألف دولار) ومنع عرض الفيلم.
وقالت مجموعة أصدقاء الفنان بكري إنها تعتز بأعضائها الذين يقودون الحملة ويتطوعون بكل طاقاتهم لإنجاحها، تحت شعار “لن نترك الحصان وحيداً “، موضحة أن هذا العطاء تجلى بنجاح كبير للمؤتمر الصحافي الذي عُقِد في مسرح سينمانا الناصرة، مساندة للفنان بكري ضد محاكمته الجائرة وإعلان الانطلاقة الرسمية لحملة التضامن مع الفنانين والمبدعين من أجل حرية الإبداع وضد الملاحقات السياسية وسط تغطية إعلامية واسعة من الإعلام العربي وتغيُب غير مُستَهجن من الإعلام العبري.
وحضرت المؤتمر الصحافي في الناصرة قيادات تمثيلية واعتبارية من كافة الأطر السياسية والوطنية والدينية تمثِّل الغالبية الساحقة من ألوان الطيف السياسي والفكري والفني في الداخل الفلسطيني في مقدّمتهم رئيس لجنة المتابعة محمد بركة، ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية مضر يونس، والممثل الكبير سهيل حداد، وكتاب ومثقفون.
وشكرت مجموعة أصدقاء الفنان بكري مؤسستي “ثقافات وأكثر” وهي جسم مختص بالبرامج الثقافيّة و”سينمانا”، شركة مختصّة بتقديم حلول وتقنيّات على مساندتهما للفنان بكري ولحملة التكافل معه.
في كلمتها الافتتاحية أكدّت عريفة المؤتمر الفنانة الملتزمة ربى بلال، أن أصدقاء الفنان محمد بكري تنادوا في مطلع عام 2021 إبان صدور قرار المحكمة المركزية في اللد بإدانة محمد بكري وباشروا بالحملة، وستستمر حتى ينتصر بكري وينتزع حقه. وكانت الكلمة الافتتاحية للمؤتمر للأستاذ ماهر نمر حسين عن أصدقاء محمد بكري، تلاه المهندس رامز جرايسي عن مؤسسة محمود درويش، ثم قرأت مديرة المؤتمر الفنانة ربى بلال رسالة مسانِدة من الفنان مكرم خوري، بعدها عُرِضت على الشاشة كلمة مصورة داعمة من الإعلامي اللبناني زاهي وهبي، وكانت الكلمة الأخيرة لرئيس لجنة المتابعة محمد بركة، جميعهم أعربوا عن دعمهم ومساندتهم للفنان محمد بكري في قضيته العادلة.
من جهته قال الأستاذ ماهر نمر حسين في الكلمة التي ألقاها: “باسم لجنة أصدقاء محمد بكري وسائر المبدعين، ندعو الجمهور الواسع لدعم الحملة المنطلقة رسميا في هذا المؤتمر، والمشاركة في الأمسيات التضامنية التي تتضمن عرض أعمال على طرفي الخط الأخضر.
وأضاف أنّ ملاحقة الفنان محمد بكري بكل الوسائل مدة 20 عامًا بمحاكمة ظالمة هزيلة وبضغط من كل أجهزة الدولة الإسرائيلية أدت إلى منع بث فيلم “جنين جنين” وتغريمه مادياً، ما هي سوى “خوف من فضح جرائمهم وكشف الحقيقة التي تدين دولة الاحتلال”. وشدد حسين على ضرورة الانطلاق إلى القدس الشريف للتظاهر أمام المحكمة الإسرائيلية العليا، التي ستنظر في الاستئناف القضائي، وذلك يوم الاثنين نهاية الشهر الجاري.
وقال رئيس لجنة المتابعة محمد بركة في كلمته “مجتمعنا وشعبنا في الداخل وكل الشعب الفلسطيني وجميع الأحرار في العالم يقفون إلى جانب الفنان محمد بكري لأنه يدافع عن حرية الإبداع وحرية الفن، وعن الحقيقة التي شاهدها بأم عينيه وشاهدناها معه في مخيم جنين عام 2002”.
وتابع بركة “أنا أعترف أن شهادتي لمحمد بكري مجروحة، هناك محطات جميلة بيني وبين محمد بكري، أدعو الجميع في قرانا العربية لدعم حملة التضامن مع محمد بكري”، لافتا إلى أن فيلم جنين جنين هو فيلم واقعي يجسد أرض الواقع ونوه لدخوله إلى جنين عقب انتهاء عدوان “السور الواقي” عام 2002 بعد انتهاء تحويل حي كامل لركام، ألعاب الأطفال تم تدميرها.
ويضيف “ما كان يشغلنا هو الشهداء الذين يتواجدون تحت الأرض. في الحقيقة أعتقد أن الوقوف إلى جانب محمد بكري قضية فنية سياسية وطنية أخلاقية، لأنها تنتصر للحقيقة. أطالب أن يكون حضور واسع في الفعاليات وفي المظاهرة أمام المحكمة الإسرائيلية العليا، هناك أهمية كبيرة للحضور الجماهيري، لذا أريد أن أنتقد سكوت الكثير من الفنانين الإسرائيليين”.
وخلص بركة للقول متسائلاً عن فنانين يهود: “لا نسمع الأصوات التي يجب أن نسمعها، فكيف لفنانين أن يسكتوا على ملاحقة فنان؟ إن صوتكم يجب أن يسمع. أنادي كل من له ضمير أن يسمع صوته الصافي ضد هذه الملاحقة، نحن ندين كل الملاحقات للفنانين عامة، وبالأخص محمد بكري”.
من جهته قال رئيس بلدية الناصرة السابق وعضو إدارة مؤسسة محمود درويش رامز جرايسي “تتبنى مؤسسة محمود درويش تنظيم أمسيات تضامنية، منها أمسية في قصر الثقافة في رام الله بحضور قيادات فلسطينية، مؤسسة محمود درويش أخذت على عاتقها تنظيم ندوات وأمسيات ونشاطات في الضفة الغربية وغزة، نشكر كل المشاركين والشخصيات التمثيلية والإعلاميين”.
بدوره شكر الفنان محمد بكري كل من ساهم ووقف إلى جانبه، وخاصة مجموعة الأصدقاء التي قادت حملة التضامن، وكذلك مؤسسة محمود درويش التي تستعد لتنظيم أمسية كبيرة في قصر الثقافة في رام الله في تاريخ 24.1.2022. وأجزل شكره للجنة المتابعة ولجنة الرؤساء على الدعم والمساندة.
وقال بكري إن المعركة بجوهرها ليست ضد الفيلم أو ضد محمد بكري شخصياً، وإنما على الرواية، حيث يحاولون فرض روايتهم المزعومة عن طريق طمس وتجاهل الرواية الفلسطينية الحقيقية، فجاء فيلم “جنين جنين” ليكشف عورة الاحتلال وجرائمه.
وفي ختام المؤتمر، دعت عريفة المؤتمر ربى بلال كافة الفعاليات الناشطة لتلبية نداء لجنة أصدقاء محمد بكري بالتظاهر أمام المحكمة الإسرائيلية العليا في نهاية الشهر الجاري حيث ستنظر في الالتماس المقدم من قبل بكري ضد قرار محكمة اللد المركزية.
وأكدت بلال أن مجموعة أصدقاء بكري بالتعاون مع مؤسسة محمود درويش في رام الله تستعد لتوسيع رقعة حملة التضامن مع الفنان محمد بكري وسائر الفنانين والمبدعين الفلسطينيين في الضفة الغربية، وستنطلق بأمسية تضامنية في رام الله بتاريخ 24/1 يتبعها برامج وفعاليات تضامنية واسعة.
يذكر أن الفنان الفلسطيني محمد بكري يواجه منذ عقدين محاكمة سياسية وحملة تحريض وملاحقة إسرائيلية في أعقاب تصويره وإخراجه لفيلم “جنين جنين”، الذي كشف من خلاله ووثّق بأدوات فنيّة، واحدة من أفظع الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي الغاشم بحق شعبنا الفلسطيني في مخيم جنين للاجئين في عام 2002.