«سينماتوغراف»: رغدة صفوت ـ الأقصر
احتفى مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية في دورته الثالثة بفيلم «قط وفار» للمؤلف الكبير وحيد حامد والمخرج تامر محسن، حيث عرض الفيلم في قصر ثقافة الأقصر مساء أمس، في حضور بطله، محمد فراج، والمخرج في حين غاب بقية أبطال الفيلم.
القاعة التي شهدت إقبالا كبيرا من جمهور الأقصر ووسائل الإعلام المختلفة، ظلت مزدحمة حتى الندوة التي تلت عرض الفيلم وقدمتها الناقدة ماجدة موريس.
استهل الحديث الفنان محمد فراج الذي أكد على إن السبب الرئيسي لقدومه للأقصر هو اهتمامه بمعرفة رد فعل الجمهور الصعيدي على الفيلم، ذلك رغم انه بدأ عرضه في القاهرة منذ أيام قلائل ، وكان يتطلب ذلك بقاءه هناك لمتابعة الفيلم في دور العرض.
وكشف المخرج تامر محسن عن أنه قرأ السيناريو عام 2009 عندما عرضه عليه الكاتب وحيد حامد، وطلب منه أن يخرجه، ثم تأجل تصويره عدة مرات حتى بدأ تجهيزه مؤخراً
وتحدث محسن عن اختياره لأبطال الفيلم والذى يقول عنه «أن كل ممثل في مكانه، فدور سوسن بدر لم يكن هناك ممثلة أخرى تستطيع أن تشكل هذا الوجود القوي في 4 مشاهد فقط، وحينما قرأت سوسن بدر السيناريو وأدركت مدى تأثير تلك المشاهد وافقت فوراً، ومجرد وجودها في الدور كما رآها الجمهور دليل على أن هذا الدور ما كان سيصلح لغيرها».
أما فيما يخص «القط» فقال : فكرت لأول وهلة فى الفنان محمود حميدة ، لأني كنت أخطط لتنفيذ الفيلم في إطار كارتوني ووجدت أن شخصية حميدة الصارمة ستصنع حالة مناسبة للكوميديا الخاصة بالفيلم. أما بالنسبة لمحمد فراج فيرى محسن أن لديه «ملكة» تقديم أي دور لأنه تميز بالأدوار المتنوعة. وبالوصول للفنانة السورية سوزان نجم الدين، كشف المخرج عن أنها كانت ترشيح وحيد حامد، وأنه حينما شاهد بعض أعمالها رأى أن لديها ملمحا كوميديا في أدوارها تقدمه بمنتهى الجدية مما جعلها مناسبة لأداء دور زوجة وزير الداخلية عباس القط التي تعوض له النقص من وجهة نظره، بل تعزز لديه الشعول بالنقص لأنها هي من تدير حياته حارج العمل وتوزع الأوامر في المنزل، وأن ذلك انعكاس طبيعي لشخصية الوزير الذي يستمتع بتسليم نفسه لها كوزيرة في البيت.
ومن ناحيتها قدمت الناقدة ماجدة موريس الفنان محمد فراج مذكرة الجمهور بأنه تخرج فى فرقة المخرج خالد جلال، وبدأ نجمه في الظهور مع مسرحية «قهوة سادة»، مشيرة لأدواره الأخيرة في المسلسلات.
وتحدث فراج مؤكداً على أن تجربة «قط وفار» من أولها لآخرها كانت موفقة بالنسبة له لأنه أحب دوره جداً وشعر بالحماس له وشكر المخرج على ثقته فيه لثاني مرة حيث كانا قد تعاونا من قبل في مسلسل «بدون ذكر أسماء» وهو ما جعله يشعر بكيمياء معه.
وتابع فراج: شاركنا بالفيلم في المهرجان ليراه الناس بالتزامن مع عرضه التجاري، ومن عملت معهم في هذا الفيلم أثبتوا انه لا فارق بين فيلم مهرجانات وفيلم تجاري، فمن الممكن أن يكون الفيلم جماهيرياً وصالحاً للمهرجانات بنفس الوقت.
أشادت موريس بدور سوسن بدر الذي وصفته بالدافىء رغم ظهورها الخاطف، وتحدثت عن أن الفيلم يرصد المفارقات القريبة من حياتنا والتي تعكس كثير مما نمر به يومياً.
فيما أشار محمد فراج الى أنه أحب في الدور اختلافه، مضيفاً الاختلاف هو سحر الممثل وأنا يجذبني أن أعمل أشياءا مختلفة خصوصاً إذا كان مع مخرج «استند بظهرى عليه» وأثق فيه وأنا أعمل معه.
وكشف عن كيفية تجهيزه لشخصية «حمادة الفار» : المخرج هو من اقترح علي النظارة السميكة، وقد تحدثنا في تعديلات كثيرة كان أهمها الأسنان التي قام بتركيبها لي الدكتور محمود ابن الفنان عزت العلايلي، حيث جربناها أكثر من مرة حتى توصلنا للشكل الذى ظهرت به في الفيلم وبدت حقيقية وغير مركبة، أما النظارة فكان قياسها +6 ، ما اضطرني أن استخدم عدسات لاصقة على عيني مقياسها -6، حتى أرى ولكني كنت لا أرى من الجانب، فكان ذلك يضطرني بالتوالي أن أتحرك بكل جسمي لكي استدير للرد على أحد. وهي تفصيلة بدت كوميدية أيضاً في الشخصية.
تساؤل مهم طرحته الناقدة ماجدة موريس، حيث وجهت سؤالا للمخرج عن مدى قصده لإظهار البطل معقد وخجول فى نفس الوقت، وهي طباع تتعارض مع بعضها، فقال : رأيت انه يصلح أن يكون خجولا ومعقدا بنفس الوقت، فهو معقد لأنه منذ صغره وهو يرى ردود أفعال الحارة التي يسكنها مع أمه وكيف ينظرون لها نظرة شهوانية، فيما هي تعتبر سيدة متعددة الازواج، أما جانب خجله فكان مرتبطاً بمشاعره الشخصية نحو زميلته في العمل «رانيا» التي يحبها ويشعر أنه لا حول ولا قوة له ولا يستطيع التعبير عن مشاعره لها.
وحول الحرج الذي شعر به فريق عمل الفيلم بسبب تقديم قيادات وزارة الداخلية في مظهر كوميدي، قال تامر : وحيد حامد كان الأشجع في ذلك وكنا نتدارى فيه، فهو عنده تقدير فيما ممكن أن يقال وما لا يقال، ولا أنكر إننا انشغلنا بكيف ستشعر الشرطة تجاه الصورة التي قدمناها، ولكني أرى أنه مع تتابع الرؤساء في دولة ديموقراطية، ستكن التساؤلات في المستقبل عن الفكرة وليس الشخص، والجمهور تدريجيا سيتحرر من من الشخصنة.
وبرر محسن اظهار رؤساء التحرير بأنهم يتلقون معلومات ويتملقون النظام قائلاً : في فترة ما كانت العلاقة هكذا ورؤساء التحرير يتم تعيينهم بتلك الحسابات، ولا أعتقد أن هناك من يمكن أن ينكر تلك الحقيقة.
وفسر المخرج تناقض أخير في الفيلم، بخصوص مشاعر أهل الحارة نحو «ألطاف» أو سوسن بدر، حيث كانوا يحاولون معاكستها في حياتها، ولكن بعد وفاتها نكتشف إن من كانوا يطاردونها، لم تكن عندهم رغبة فيها بقدر انهم واقعين في عشقها، وأضاف : هناك دائماً التباس بين الشهوانية من ناحية والعاطفة والتقدير من ناحية آخرى في اسلوب تعبير الرجال عن مشاعرهم، فطوال الفيلم يظهر ان هؤلاء الرجال ينظرون لجسدها بإعجاب، ولكن لو كانت تلك هي نظرتهم المجردة لها لما كانوا ظهروا بآخر مشهد في الفيلم وهم أوفياء لها ويزورون قبرها بعد 5 سنوات من دفنها.