«مربى لارنج» .. بعض السكر يقلل مرارة الحياة

 

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

على الرغم من أن الفيلم الروائى القصير«مربى لارنج» هو ثانى أفلام المخرجة علا عز الدين حمودة، فقد استطاعت المشاركة به  فى عدة مهرجانات سينمائية من بينها الاسكندرية السينمائى ومهرجان الفيلم القومى ومهرجان سينما المرأة بولاية فلوريدا  بالولايات المتحدة الأمريكية، ومهرجان مالمو السينمائى بالسويد، ومع ذلك تتطلع مخرجته علا عز الدين حمودة لعرضه فى أكبر عدد من المهرجانات حتى يصل للجمهور فى كل مكان.

وفيلم «مربة لارنج» يتناول فكرة الحياة والموت – هناك من يموت وهو على قيد الحياة، ومن يعيش بعد رحيله – والأمر يتوقف على مدى استعداد كل منا لكى يتجاوز أزماته واحباطاته،  ويقبل على الحياة بنفس راضية.

تدور أحداث الفيلم الذى تلعب بطولته ميرنا المهندس وكريم قاسم  من خلال  قصة  الزوجة الشابة «سما» التى تشعر بغربة فى علاقتها بزوجها، وتؤثر تلك العلاقة الفاترة  على عملها ككاتبة أغانى، غير أنها تقرر السفر للقاهرة لزيارة شقيقها الذى يصغرها لتصاحبه أثناء علاجه من مرض السرطان، ووسط حالة احباط تسيطر عليها تلتقى شقيقها الشاب المريض فى أيامه الأخيرة، لتجده أكثر تمسكا بالحياة، مقبلا عليها، فيمنح شقيقته بعضا من اصراره، وخلال رحلة سفرها بين القاهرة والاسكندرية ومع لعبة استدعاء الماضى والخيال التى تلعبها مع أخيها تستطيع أخيرا أن تتواصل مع نفسها ويلهمها شقيقها الموشك على الموت كيف تستطيع أن تعيش الحياة، وخلال أحد مشاهد الفيلم يطلب منها شقيقها أن تحضر له مربة «لارنج» بطعمها اللاذع حتى يتغلب على طعم الأدوية  التى يتناولها.

مخرجة الفيلم علا عز الدين هى سينارست وأستاذ للسيناريو بأكاديمية فنون وتكنولوجيا السينما وسبق وكتبت فيلمين روائيين الأول «ولد وبنت» اخراج كريم العدل عام 2009 والثانى «تلك الأيام» انتاج 2010 المأخوذ عن رواية فتحى غانم وأخرجه ابنه أحمد غانم، وقد حصل سيناريو الفيلم على دعم انتاجى من وزارة الثقافة، ورغم وجود عدة مشاريع سينمائية جديدة لديها الا أن الظروف الانتاجية الصعبة التى تشهدها السينما المصرية حالت دون ظهورها، ووجدت فى الأفلام القصيرة فرصة لتقديم نفسها كمخرجة، وأن ظل تطلعها قائما لتخرج فيلما روائيا طويلا،  حيث ترى أن الفيلم القصير لايلقى اهتماما جماهيريا ولا ترحب دور العرض السينمائى به، ولايشاهده سوى جمهور محدود داخل القاعات، فهو يعامل كفيلم «درجة ثانية»  فى مصر، فى حين يلقى اهتماما كبيرا فى كل دول العالم.

علا هى زوجة المخرج الكبير رأفت الميهى –شفاه الله – وهو أيضا أستاذها الذى تعلمت الكثير على يديه وعملت معه كمصممة أزياء فى فيلمه «عشان ربنا يحبك» كما عملت مخرج فني فى فيلمه «شرم برم» وتتطلع لتجمع مثله بين الكتابة والاخراج.

وفيلم «مربى لارنج» كتبته اللبنانية يارا أبوحيدر، وكتبت علا الحوار وفاز بدعم وزارة الثقافة التى تمنح من خلالها نصف تكاليف الفيلم، وتؤكد علا سعادتها بأولى تجاربها الاخراجية التى حملت رسالة مهمة وهى أن الحياة تحتاج «أن يرش» كل منا عليها بعض السكر حتى يتحمل مرارتها.

بين فيلمها الروائى الطويل الأول «ولد وبنت»، وفيلمها الثانى «تلك الأيام» تبدو المسافة شاسعة، زمنيا وفنيا، اذ يعد الأول فيلما عصريا بكل معنى الكلمة، حيث يتناول قصة حب بين شاب وفتاة منذ طفولتهما وكيف يكبر الحب مع الأيام، ولحظات اختلافهما التى يطفئ الحب غضبها ويعيدهم الى سيرته، وقد لعب بطولة الفيلم الوجهين الجديدين أحمد داوود ومريم حسن وأخرجه كريم العدل ولاقى الفيلم نجاحا جماهيريا واسعا.

أما الفيلم الثانى «تلك الأيام» فهو عن رواية للأديب الراحل فتحى غانم وأخراج ابنه أحمد غانم، ورغم فوز السيناريو الذى كتبته علا عز الدين بدعم وزارة الثقافة الا أن المخرج كتب سيناريو خاص به، ووقعت خلافات فى وجهات النظر ثم كتبا معا نسخة أخيرة توافقية.

ويتناول الفيلم قصة سياسى كبير فى الحكومة يتزوج طالبة تصغره فى السن، ويستعين بضابط  سابق  ليساعده فى تأليف كتاب عن الارهاب، ويدخل الضابط حياة الزوجين فتنقلب تماما وتكشف أسرار عديدة وقد لعب بطولته محمود حميدة وأحمد الفيشاوى، وتعترف علا أن فيلم «ولد وبنت» هو الأقرب الى روحها وقلبها، وتؤكد ان فيلمها الروائى القادم كمؤلفة سيكون مع المخرجة عبير فريد شوقى حيث يبحثان منذ فترة عن تمويل له.

Exit mobile version