«سينماتوغراف» ـ متابعات
افتتح مهرجان برلين السينمائي الدولي في نسخته الثانية والسبعين أعماله مساء اليوم الخميس بعرض فيلم “بيتر فون كانت” للمخرج الفرنسي فرنسوا أوزون، والذي تدور أحداثه خلال فترة إغلاق صحي.
والفيلم من بطولة دينيس مينوشيه، وإيزابيل أدجاني، وهانا شيجولا، ويشارك في المسابقة الدولية للمهرجان الذي شهد عرضه العالمي الأول في قصر البرلينالي.
والفيلم مقتبس من مسرحية “The Bitter Tears” للمخرج الألماني راينر فاسبندر.
وقال المدير الفني لمهرجان برلين كارلو شاتريان “يسعدنا أن نرحب بعودة فرنسوا أوزون في المهرجان ويسعدنا إطلاق نسختنا الحالية بفيلمه الجديد”.
وأضاف “في افتتاح هذا العام، كنا نبحث عن فيلم يمكن أن يجلب الخفة والحيوية في حياتنا اليومية الكئيبة، وفيلم ‘بيتر فون كانت‘ عبارة عن جولة مسرحية حول مفهوم الإغلاق حيث يصبح هذا الإغلاق وعاء مثاليا للحب والغيرة والإغواء والمرح في الواقع، كل ما يجعل الحياة والفن متشابكين للغاية”.
وأكد أن الفيلم يُوصف بأنه “تفسير جديد” لفيلم راينر فاسبندر بتحويل شخصية بيترا فون كانت إلى رجل وصانع أفلام، يؤديه دينيس مينوشيه بشكل رائع، ولا يشيد أوزون بالفيلم الأصلي فحسب، بل يثني على فاسبيندر نفسه.
وقال أوزون “إنه لمن دواعي سروري وشرف أن أعود إلى برلين، حيث لدي فقط ذكريات رائعة، بعد 22 عاما من العرض الأول لفيلم ‘قطرات الماء على الأحجار الساخنة‘، كما أن مهرجان برلين السينمائي الدولي هو المكان المثالي لاكتشاف ‘بيتر فون كانت‘، الذي يحتفل بتعليقي كمخرج فرنسي بالثقافة الألمانية.. شكرا للاختيار”.
وقلصت الفترة المخصصة للمهرجان بعد أن كان من المقرر أن يمتد من العاشر إلى العشرين من فبراير 2022، ليصبح السادس عشر من فبراير موعد الإعلان عن الجوائز واختتام المهرجان الذي يُعتبر الأكبر في أوروبا بعد مهرجاني كان والبندقية.
وسيكون المهرجان هذه المرة بالصيغة الحضورية، بعدما أجريت دورة العام الماضي بشكل شبه كامل عبر الإنترنت.
ويراهن منظمو المهرجان على عودة الجمهور إلى الصالات بعد عام اضطروا فيه بسبب جائحة كوفيد – 19 إلى إقامة معظم فعاليات المهرجان عبر الإنترنت، إذ أجريت مسابقته في مارس بالصيغة الافتراضية، ثم أقيمت بعدها عروض للجمهور في الهواء الطلق خلال الصيف.
ولكن بسبب التدابير الصحية ذات الصلة بكوفيد – 19، سيكون هناك انخفاض في سعة المقاعد في دور العرض في برليناله إلى 50 في المئة، وسيقع تقديم العروض على مدار 4 أيام فقط، والتشديد على الإجراءات الوقائية، كما تم إلغاء جميع الحفلات وحفلات الاستقبال.
وكان التواجد على السجادة الحمراء مقصورا على الصحافة فقط بأعداد محدودة ولمدة دقائق لالتقاط الصور للنجوم الحاضرين لفعاليات عروض الأفلام.
وقدمت لجنة التحكيم الدولية للمهرجان لهذا العام نفسها برئاسة المخرج الأميركي إم نايت شيامالان وهي التي ستكون أمام مهمة صعبة لاختيار الفيلم المتوج بالجائزة الكبرى للمهرجان.
واكتسب المخرج الأميركي من أصل هندي البالغ 51 عاما والمعروف أكثر باسم م. نايت شيامالان شهرة واسعة بفضل فيلم التشويق النفسي “الحاسة السادسة” الذي رشح لستّ جوائز أوسكار، وأدى دور البطولة فيه الممثل بروس ويليس.
وتمحورت أفلامه مذّاك حول التشويق والقوى الخارقة، ومنها “أفتر إيرث” و”ذي فيزيت” و”غلاس” و”أولد”، بالإضافة إلى المسلسل التلفزيوني “وايوورد باينز“.
ولاحظ المدير الفني لمهرجان برلين كارلو شاتريان في بيان أن شيامالان “أوجد بأفلامه عالما تتقارب فيه المخاوف والرغبات، ولا يقتصر فيه دور الشباب على كونهم الشخصيات الرئيسية، بل هم أيضا القوى الدافعة إلى التغلب على المخاوف”.
وأضاف أن شيامالان “يُعتبر شخصية مميزة في عالم السينما الأميركية، وهو مخرج بقي مخلصا لرؤيته”.
أما م. نايت شيامالان فأكد أنه متشوق لترؤس لجنة التحكيم في المهرجان الألماني، واصفا “فرصة دعم أفضل المواهب في العالم والاحتفاء بها” بأنها “هدية” يسعده قبولها.
وانخفض عدد أفلام مهرجان برلين هذا العام بنسبة 20 في المئة مقارنة بعام 2020، ويعرض البرنامج 256 فيلما قصيرا وروائيا، مع اختيار 18 عملا للمنافسة في المسابقة الرئيسية.
ومن بين الأفلام المعروضة يشارك 12 مخرجا نافست أفلامهم مرات سابقة في مهرجان برلين، وفاز خمسة منهم بجائزة الدب الذهبي أو الفضي في نسخ سابقة.
وشارك حوالي 800 ضيف في عرض فيلم “بيتر فون كانت”، الذي يقول المهرجان إنه يتميز بـ”الحب والغيرة والإغواء والفكاهة”.
والفيلم هو واحد من 18 فيلما تتنافس على جائزة الدب الذهبي، وهي الجائزة الأعلى التي تمنح في المهرجان.
وفي المجموع، سيتم خلال هذه الدورة عرض حوالي 400 فيلم من جميع الأنواع والأطوال والأشكال.