لوس أنجلوس ـ «سينماتوغراف»
سيكون اقتصاد منصات البث ومكانة المؤلفين فيه موضوعاً رئيسياً للمحادثات المنتظرة بين استوديوهات هوليوود ونقابة المؤلفين الأميركيين.
ينتهي العقد الحالي للنقابة في الأول من مايو المقبل. وتستعد السوق لمعركة كبرى وما يمكن أن يكون الإضراب الأول منذ 15 عاماً، وفقاً لمجلة “فرايتي” المتخصصة.
وأدى هذا الاحتمال إلى تزايد القلق في هوليوود، إذ يخشى رؤساء الاستوديوهات والمنتجون والمسؤولون التنفيذيون في منصات البث من انسحاب المؤلفين. وسينتج عن هذا الانسحاب توقف الإنتاج وتعطيل العمل وتعريض الصناعة للمخاطر، بينما هي أصلاً تعاني من الضغوط المالية، سواء بسبب ارتفاع الديون أو انخفاض أسعار الأسهم، مع احتمال حدوث ركود في الأفق.
ما يزيد الطين بلة أن شركات الترفيه تحتاج أيضاً إلى اتفاقيات جديدة مع النقابات الكبرى، التي تمثل المخرجين والممثلين الذين قد ينتقلون أيضاً إلى صفوف الاعتصام إذا لم تتحقّق شروطهم.
وقال مؤسس شركة بولز آي للترفيه، توم نونان، لـ”فرايتي”: “الضربة ستكون مدمرة. إنها تأتي في وقت يسود فيه الغموض بشأن المستقبل. هناك بالفعل انكماش هائل في الصناعة، مع تسريح الشركات آلاف الأشخاص والمستخدمين لتخفيض النفقات، بعد بضع سنوات من الازدهار”.
تنتهي عقود نقابة المخرجين الأميركيين ونقابة ممثلي الشاشة في 30 يونيو المقبل. وأصدرت نقابة المخرجين تحذيراً إلى الاستوديوهات بأن أعضاءها لديهم أيضاً مشكلات رئيسية يجب حلها في ما يتعلق بتحولات الصناعة التي تجعل مداخيل المؤلفين تتآكل.
وتغلبت نقابة الكتاب للتوّ على وكالات المواهب الكبرى، وتشعر بأنها إذا لم تتحرك بقوة الآن، فإنها ستخاطر بتعريض مستحقات أعضائها للخطر، في وقت تتبنى فيه الاستوديوهات وخدمات البث نماذج ربح تهدد الطريقة القديمة لجني الكُتّاب الأموال.
وفي حالة حدوث إضراب، سيتعين على مسلسلات عدة التوقف عن الإنتاج، لأنه لن يتوفر أحد لكتابة حلقات جديدة.
ولن تتوقف الأفلام عن التصوير فوراً، لأن هناك سيناريوهات منتهية في انتظار صنعها. ومع ذلك، لن يكون لهذه الأفلام كاتب في متناول اليد لحل مشكلة في الحبكة.
وتحسباً للإضراب، بدأت شركات الإنتاج والاستوديوهات بتخزين المشاريع تحسباً لحدوث تباطؤ.
ولم تنجح النقابة في حشد كُتّاب تلفزيون الواقع والرسوم المتحركة، ما يعني أن إنتاج هذه الأنواع سيستمر. ومع ذلك، هذا لا يكفي للحفاظ على النشاط التجاري في وقت يحتاج فيه إلى مواصلة كسب المال.
لا تريد الأطراف الإضراب حتى لا تتكرر تجربة 2007، عندما شُلَّت هوليوود مدة ثلاثة أشهر وخاض الجميع تجربة مرهقة. وإذا حدث إضراب في 2023، فسيؤدي ذلك إلى الإضرار بالشركات التي تكافح من أجل التعافي من وباء كوفيد-19، وتشهد بالفعل تخفيضات في الإنفاق
وأشارت شركات مثل نتفليكس وديزني ووارنر بروس ديسكفري إلى أنها جادة بشأن خفض التكاليف، إذ تتطلع إلى سداد الديون التي نتجت عن بناء قوائم البث أو عن الخضوع لعمليات اندماج ضخمة.
ولم يعد يكتفي المستثمرون بكسب المزيد من المشتركين، بل يريدون تحقيق المزيد من الأرباح. في المقابل، يعاني الكتاب من مهمات مرهقة، مقابل تراجع مداخليهم نتيجة القواعد الجديدة التي أتت بها منصات البث.
وقال رئيس برنامج ماجستير إدارة الأعمال في كلية نيويورك تيش للفنون، بيتر نيومان، لـ”فرايتي”، إن “هوليوود تعاني الخوف والقلق والاكتئاب، وهذا من دون وقوع إضراب كبير. الشركات تستنزف الأموال، ولم يبتكر أحد خطة عمل مقنعة للعقد المقبل. قد لا يكون هناك ما يكفي للجميع”.
وعلى الرغم من الخوف المتزايد من أن الإضراب يلوح في الأفق، فإن بعض مديري الاستوديوهات يشعرون بالتفاؤل إزاء إمكانية تجنب مثل هذه النتيجة.