الإسكندرية ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير
احتفي مهرجان الاسكندرية اليوم بمئوية ميلاد فارس السينما المصرية أحمد مظهر، من خلال ندوة قدمها الناقد أشرف غريب وشهدها سيف حفيد الفنان الراحل ابن ابنته ريهام، الذي عبر عن سعادته لحضور تكريم جده الذي رحل وهو لايزال في العاشرة من عمره، وقال سيف أن جده كما علم من أسرته كان مثل شخصية صلاح الدين التي جسدها وكان فارساً ونبيلاً ووطنياً شجاعاً وفناناً عاشقا للفن.
فيما تحدث الناقد أشرف غريب موجهاً التحية لمهرجان الاسكندربة باعتباره المهرجان الوحيد الذي يحتفي بمئوية فارس السينما أحمد مظهر في نفس يوم ميلاده الذي يواكب المهرجان، مضيفاً أننا نحتفي بالفنان الكبير ليس لأنه صاحب 98 فيلماً يعد أغلبها من كلاسيكيات السينما المصرية والعربية، بل لأنه أيضاً أحد الضباط الأحرار الذي شارك في الإعداد لثورة يوليو وكان الضباط يجتمعون في بيته، كما شارك في الحرب العالمية الثانية بالإضافة إلي أنه كان بطلاً لرياضة الفروسية التي حقق فيها نجاحات عديدة، وقد سعي ليجمع بين حبه للفن وانتمائه العسكرى لكنه لم يتمكن من ذلك وخاصة بعد أن لفت الانظار إليه بقوة عقب فيلم “رد قلبي”.
وطالب أشرف غريب بضرورة أن تنتبه جهات الدولة لذكرى ميلاده المئوية وتعطيه حقه كفنان ووطني شجاع، منوهاً عما حدث له قبل وفاته حينما انتزعت وزارة الاسكان أرضه وحطمت مزرعته بكل مافيها من نباتات نادرة من أجل مشروع المحور ولصالح أمير قطرى وأن الرجل بكي وتأثر كثيراً لهذا الأمر.
وعلق الفنان سامح الصريطي علي ذلك بقوله أنني تعاملت معه عن قرب في مسلسل “قابيل وقابيل”، وكان يدعونا لمزرعته كل يوم جمعة وكان يحلو له أن يعرفنا علي النباتات النادرة التي تحويها، ولهذا شعرت بالدموع التي سقطت منه حين تم انتزاعها، ويجب علي الدولة حماية الفنان واحترام تاريخه.
وتطرق المخرج الكبير علي عبد الخالق إلى تجربته معه في فيلم “عتبة الستات”، وقال أنه كان فنانا منضبطاً انعكست عليه الحياة العسكرية، وكان لايزعجه أبداً لو قمنا بإعادة المشهد عدة مرات، وكان يمكنه أن يبقي منتظراً اليوم كله لتصوير مشهد آخر النهار ليس هو فقط بل أغلب نجوم جيله، فأذكر حين كنت أصور فيلم “أغنيةعلي الممر” ولاحظت أن محمود مرسي انتظر بالساعات في غرفته حتي نستدعيه للتصوير فذهبت اعتذر له فأبدي دهشته، وقال لي علي أي شئ تعتذر ألستم تعملون هذا شغل وسأنتظر معكم حتي تصوير المشهد، مؤكداً أن الجيل بأكمله كان يتمتع بروح صداقة ومحبة كبيرة للفن.
وفجر عبد الخالق مفاجأة بقوله “ومع الأسف الشديد أحمد مظهر جاء ليصور معنا ثلاثة أيام فقط وكان يحصل علي أجره باليوم، وهذه ظاهرة مصرية خالصة ولاتحدث بأي مكان في العالم، فالفنان في الخارج حينما يكبر تتاح له أيضاً أدوار البطولة التي تناسب سنه وخبرته ويحصل علي أجره المناسب عكس مايحدث عندنا.
وتحدث الفنان خالد بهجت عن تجربته في فيلم “رغبات” التي عمل فيها كمساعد مع المخرج كريم ضياء الدين، وكان الفيلم قبل الأخير الذي شارك به أحمد مظهر فقال: كانت للفنان الكبير 6 مشاهد فقط بالفيلم، وحددنا ٤ عصراً موعداً لحضوره وفوجئت به يصل إلي الاستديو الواحدة ظهراً وقلت لابد أنهم أرسلوا أمر التصوير بالخطأ، فذهبت لأوضح له أن كاميرته ستكون الرابعة عصراً وفوجئت به يقول أعلم ذلك لكني جئت لأجلس معكم، وأخذ يعرض لي الملابس التي سيرتديها في المشهد ثم طلب مني أن أستأذن المخرج ليدخل البلاتوه يتابع التصوير حتي يتعايش مع الفيلم، وقتها فقط تمنيت لو كنت مخرجاً في عصر هذا الفنان العظيم .
وقالت د.غادة جبارة الأستاذ بمعهد السينما أنها تركت عرض فيلم تحبه لحضور ندوة الفنان أحمد مظهر مؤكدة أنه موهبة لم تتكرر في تنوع أدواره وصدق أدائه الذي يجعل المشاهد يصدقه في كل حالاته وهو برنس ارستقراطي أو عطشجي أو عاشق أو لص أو قائد عظيم.
وتذكر مدير التصوير د.سمير فرج كيف التقي به في أول فيلم له كمدير تصوير وهو” ليلة الزفاف” وأنه ظل عاشقاً للفروسية ونصحه بأن يعلم طفليه هذه الرياضة وقال أنني عملت بنصيحته وانتقلت الهواية من أولادي لأحفادي الذبن يحصدون الآن جوائز عالمية فيها بفضل أحمد مظهر.
وكان قد عرض فيلم تسجيلي عنه في بداية الندوة وقال المخرج حمدي متولي أنه صوره في بيته في حياة الفنان خلال تكريمه بمهرجان القاهرة وأشار الي اعتزاز أحمد مظهر بتاريخه وجوائزه.