الوكالات ـ «سينماتوغراف»
عندما بدأ «أولي سيج» البحث عن الفن الصيني المعاصر قبل نحو ثلاثة عقود، فوجئ بأنه ليس هناك من يجمع هذه الأعمال بشكل منهجي لذا قرر أن يأخذ هذه المهمة على عاتقه.
ويحكي الفيلم الوثائقي (ذا تشاينيز لايفز أوف أولي سيج) الذي سيعرض إلى جانب 44 فيلما آخر في «مهرجان بيروت أرت فيلم» كيف أصبح سيج أكبر جامع للفن الصيني المعاصر في العالم بعد أن جمع أكثر من ألفي قطعة. وفي 2012 تبرع سيج بنحو 1400 قطعة منها لمتحف إم + للتصميم البصري والذي سيفتتح في هونج كونج عام 2019.
وقال الدبلوماسي ورجل الأعمال السويسري خلال زيارة للبنان الشهر الماضي “اعتقدت أن الأمر غريب للغاية. هذه أكبر مساحة ثقافية في العالم ولا أحد يهتم بالفنانين المعاصرين.”
ووصف سيج المهرجان الذي يدار بشراكة مع وزارة الثقافة اللبنانية والسفارتين البريطانية والسويسرية وسفارات أخرى بأنه “مبادرة مثيرة للاهتمام لتناول الأفلام الوثائقية عن الفن بشكل موسع.”
وبدأ سيج يزور الصين في أواخر السبعينيات فيما أدخل الزعيم الصيني السابق دينغ شياو بينغ إصلاحات اقتصادية تاريخية مهدت الطريق في نهاية المطاف لانفتاح البلاد على العالم.
وكان سيج يعمل لحساب شركة شيندلر السويسرية الصناعية وساعد في المفاوضات لإنشاء أول مشروع صناعي مشترك بين الصين وأوروبا. ويقول “لم يكن هناك من هو مستعد للقيام بهذا في ذلك الحين. الناس اعتقدوا أننا مجانين.”
ويقول سيج الذي كان سفير سويسرا إلى بكين في أواخر التسعينيات إنه بحث عن الأعمال الفنية التي قد تبرز التحولات التي مرت بها البلاد في الفترة المضطربة التي أعقبت وفاة ماو تسي تونغ مؤسس الصين الحديثة.
وقال “كنت آمل أن يكون الفنانون مصدرا آخر للمعلومات لكن لم يكن هناك ما يمكن رؤيته لأنهم كانوا في عزلة تامة.”
وفي عام 1997 أسس سيج جائزة الفن الصيني المعاصر الذين كان معظمهم يعملون سرا في ذلك الحين، وفي دورته الثانية سيعرض مهرجان بيروت آرت فيلم أفلاما من مختلف أنحاء العالم وسيتضمن قسما خاصا للمنتجين اللبنانيين.