** يبدأ موقع «سينماتوغراف» في نشر بعض سيناريوهات الأفلام والكتب المتخصصة بمجال السينما، ويهدف من هذه الخدمة إمداد القاريء بنصوص من مدارس سينمائية مختلفة عربية وأجنبية، وكتب يجد فيها المهتم بعالم السينما الإفادة والمتعة، وهي محاولة لتأسيس مكتبة تمد جسور التواصل بين الماضي والحاضر في مختلف البلدان، وتثري الجيل الجديد بتجارب وخبرات نحو الكتابة والإلمام بالفن السابع **
فيلم الجــزيـرة 1
القصة السينمائية : شريف عرفه
سيناريو و حوار : محمد دياب
م /1 غ / خ
منظر بارنورامي من أعلى
أراضي زراعيه خضراء تمتد على جانبي النيل
هناك جزيره أقرب للضفه الشرقية من النيل . مساحتها حوالي نصف مساحه جزيره الزمالك . وسط كل أرض زراعيه منزل متوضع من الطوب اللبن .
السماء تظلم أكثر فأكثر .. نقترب من ضوء يتحرك بجانب منزل معزول ومتهالك في الجزيره .
الضوء يتحرك أياباً وذهاباً .
نقترب لأكثر لنرى أن هذا الضوء هو عباره عن فحم مشتعل في ماشه .
هناك من يحمل الماشه التي بها الفحم ويلوح بها أياباً وذهاباً لكي يزداد الفحم توهجاً .
يقرب من يحمل الماشه وجهه من الفحم لكي ينفخ فيه … ينير ضوء الفحم وجهه .. أنه شاب في منتصف الثلاثينات .. يبدو متقد الذكاء .. أنه على حفني .
ينفخ في الفحم فيتوهج أكثر وتصدر منه شرارات متطايره تتوهج ثم تخبو .. تقترب الشرارات من وجهه لكنه لا يهتز ولا يطرف له جفن .
يرجع على حفني إلي داخل المصطبه الخاصة بالمنزل المتهالك . ” المصطبة هي المكان المخصص للجلوس واستقبال الضيوف وشرب الشيشة في المنازل الريفية .. تفرش بالحصير والشلت ” المكان مغطى بالدخان .
مصدر الدخان هو جوزة يتبادل عليها أثنان يبدوان أكبر سناً من على حفني .
يمد أحدهما يده المعدنية ليأخذ فحماً من ماشة علي ويظبط به الجوزة وهو أبو حديد.
ويسعل الآخر كاشفاً فماً اختفت أسنانه الأماميه وهو هريدي .
يمرر هريدي الجوزة لعلى حفني الذي يمررها مباشرة لأبو حديد بدون أن يشرب منها.
يضحك بشده
أبو حديد |
ما بتشربش ليه |
على حفني |
لما يبقى فيه شغل ما بشربش |
هريدي |
ما ده شغل .. أحنا بنجرب البضاعه قبل ما نبعها |
على حفني |
وإيه رأيك |
هريدي |
تسلم يد اللي أشترى ويسلم خطاف اللي عمر |
يضحكون .. ترب حشيش عديده أمامهم .. بعضها وضع داخل أكياس بلاستيك محكمه الأغلاق .. على حفني يكمل وضع باقي ترب الحشيش داخل أكياس ويحكم غلقها ..
أبو حديد
(لعلي) |
ما تروح تشوف مرتك .. مش قلت شكلها هتولد الليلة |
على حفني |
ليها رب |
هريدي |
أنت خايف نغدر بيك |
على حفني |
حرص ولا تخونش |
أبو حديد |
اللي هيغدر منا بالتاني .. مش كفايه يقتله .. ده لازم يقتل كل واحد في عيلته .. رجاله ونسوان .. عيال وكبار .. يعني مالآخر محدش فينا يقدر يغدر .. |
هريدي | ||||||||||||||||||||||||||
خوفنا من بعضنا هو الأمان
م/2 ل/د مركز شرطة أسيوط فؤاد بسيوني ضابط يحمل رتبة نقيب يشرح لعساكر ومجموعة من الصولات ..
يرفع فؤاد بسيوني صورة هريدي
نرى هريدي وسط أحد القبور وقت الغروب وهو يشد من رأس جثه سنه ذهبية يتأمل السنه ويبتسم ابتسامه تخلو من سنتين أماميتين .
– هريدي يفتح فم أحد الميتين داخل قبره باحثاً عن أسنان .. الميت فمه فارغ بلا أسنان على الأطلاق .. – يخرج هريدي الكفن .. أنه عباره عن قطعه قماش فرقه مثقوبه هريدي في غضب يرمي الكفن في وجه الميت ويضرب جثته المره بعد الأخرى .. يرفع فؤاد بسيوني صورة أبو حديد ..
نرى أبو حديد مختبأ وسط زراعات وهو ينشن على شخص ما شخص وسط أشخاص كثيرة مما يصعب ضربه . يطلق عليه النار ليرديه قتيلاً وسط صراخ من حوله . أبو حديد لا يبدو عليه الإثارة لأنه أصابه بهذه الصعوبة بل ينفخ في إصبعه وهو يراقبه من بعيد في برود
أبو حديد أمام شريط السكة الحديد في تردد ينظر لأصبعه في حزن .. فهذا الأصبع هو مصدر رزقه ..
سيد حديد مستلقي بجانب شريط السكة الحديد .. ماداً أصبعه فوق شريط السكة الحديد في خوف
القطار يقترب وأبو حديد يغمض عينه .. ثم صرخه رهيبة
م 31 ن/خ شوارع الجزيرة يرفع صورة لعلي حفني ..
م 32 ن/خ على جبل على حفني صغيراً يتأمل الجزيره والقرية من فوق الجبل ..
م33 ن/خ شوارع الجزيرة
على حفني يظهر وراء شخص يذبحه بالسكين ثم يجره بعيداً .. على حفني يصوب بندقيته نحو شخص بجانب النيل ليرديه قتيلاً فيأخذ التيار جثته بعيداً
م 34 أرض زراعية ن/خ أحد الفلاحين يزرع يرتطم فأسه بجثة
م 35 أحد المنازل ن/د منزل به خمس جثث لأسرة … أب و أم و أطفالهم
|
م /2 ل/د
منزل متهالك
على حفني وأبو حديد و هريدي يجهزون ويعمرون بنادقهم .. طرقات على باب المنزل .. الثلاثة يتحفزون .. يفتح أبو حديد الباب في بطء .. أنه طفل صغير حسن الأخ الأصغر لعلي ..
أبو حديد يمسكه من جلابيته ..
أبو حديد |
أنتى مين يا واد |
يضرب حسن يد أبو حديد
على حنفي |
ده أخوى الصغير |
حسن
(لعلي حفني) |
مرتك بتولد ….. |
على حفني |
قلها تمسك نفسها شويه دي لسه في السابع .. |
حسن |
هو بمزاجها |
على حفني ينظر لأبو سنه وسيد حديد اللذان ينظران لبعضهما ..
هريدي |
روح شوف مرتك يا علي .. لو لحقتنا قبل أتناشر لحقتنا ملحقتناش .. أحنا قدها |
ينظر لهما علي حفني متردداً
أبو حديد |
متخافش على نصيبك |
ينظر لهما على حفني
على حفني |
هنتقابل هنه بعدها |
يهزون رؤسهم ..
هريدي
(يبتسم) |
أمان يا علي .. |
م /3 ل/د
منزل علي حفني
– علي حفني ينتظر خارج الغرفة .. زوجته تصرخ في ألم في الداخل ..
الساعة على الحائط .. علي حفني شارد ما بين صراخ زوجته وصوت عقارب الساعة التي تقترب من الثانية عشر ..
م/4 ل/خ
أرض زراعية
هريدي و سيد حديد في النيل يسبحون من ضفة إلى الأخرى ويجرون حبلاً به كيس المخدرات بهدوء وحذر يصلون إلى الشاطئ .. ثم يخرجون ويخرجون من الكيس السلاح والمخدرات مع بداية تحركهم يسمع هريدي صوتاً .. يرفع سلاحه في شك .. فجأة يظهر البوليس من كل جهة .. لكن هريدي وأبو حديد يرفضان الأستلام ويطلقان النار الشرطة تمطرهم بالرصاص ..
– صراخ الزوجة يتوقف داخل غرفة زوجه علي .
يتغير وجه علي حفني إلي الابتسام .
م/5 ن/د
مصلحة حكومية
موظف يملأ استمارة شهادة ميلاد مكتوب بها النوع : ذكر والتاريخ 1/8/1968 في خانة الأب علي حفني وأمام خانة الأسم يكتب : منصور علي حفني ثم تختم بختم النسر .
(تتر الفيلم)
م/6 ن/د
قطــار
القطار يقطع الأراضي الزراعية الشاسعة . القطار ملئ بالركاب على مختلف المستويات لكن يجمع معظمهم الملابس الصعيدية . هناك بعض الأجانب الذين يحملون حقائبهم على ظهورهم منهم من يقرأ ومنهم من يستمع لموسيقى على الـ I.POD الخاص به .
ارتطام عنيف يدفع الجميع من على مقاعدهم للأمام . صوت احتكاك معدني يصم الآذان .
السائق المساعد وحده في عربة المقدمة يحاول أن يسيطر على أعصابه ليسيطر على القطار .
يدخل عليه سائق القطار جزعاً .
السائق |
حصل إيه ؟!! |
المساعد |
خبطنا عربية نقل …معرفش طلعتلي منين |
ينظر السائق من النافذة إلى الخلف .. لا يرى شيئاً ..
السائق
(بغضب) |
مزلقان القرنة .. أكيد محدش واقف عليه .. كل يومين عربية نقل تتشال فيه .. |
المساعد
(برعب) ريس السائق |
ميهمكش أنت ملكش دعوة .. أنا هكلم رئيس الوردية |
يشير المساعد وعيناه تتسعان للأفق أمامه .
المساعد |
ريـــس |
قائد القطار أمامه يجد ثلاث شاحنات عملاقه تسد الطريق أمامه على بعد كيلو متر واحد. تتسع عيناه في ذهول .
- الركاب الذين يحاولون النظر من زجاج نوافذهم ليتأكدوا إن كل شئ على ما يرام تباغتهم فرامل القطار العنيفة .
- يصرخ الكثير من محاولة توقيف القطار . كل منهم يمسك بما تصل إليه يداه . يقع الكثير منهم أرضاً .
- يقف القطار خطوات قبل الشاحنات .
- السائق ومساعده مبللان بالعرق وينهجان في توتر شديد .
- يقف الركاب بعد أن تنفسوا الصعداء . ينظر الجميع خارج القطار ليجدوا طوفان من الأشباح الملثمين على أحصنة مسلحين بأسلحة رشاشة تبدو غريبة ومعدله. فلكل سلاح خزانتان ملتصقتان ببعضهما .
- يقود الملثمين شخص مهيب على حصانه ..
مساعد السائق
(هامساً) |
مين ده ؟! |
السائق |
منصور الحفني .. كبير الجزيرة |
م/7 ل/د
وزارة الداخلية (غرفة اجتماعات)
لواءات يجلسون على طاولة اجنماعات يجلس على رأسها وزير الداخلية … على البروجيكتور تعرض صور لمانشيتات الجرائد عن ايقاف القطار و تفتيش القطار عن طريق ملثمين في الصعيد .. يتوقف البوجيكتور ….
الوزير |
ايه الحكاية دي كمان … |
لواء |
قطع الطرق بيحصل كتير في الصعيد يا افندم بس الجرايد دي مفتحة عينها و بتعمل من الحبة قبة .. |
ينظر له الوزير نظرة من لا يعجبه الأمر …
الوزير |
عذر أقبح من ذنب … |
يمتقع وجه اللواء ..
لواء آخر |
مديرية أمن قنا لسه بتعد تقرير عن الموضوع .. |
الوزير |
مش كفاية .. أنا عايز حد هناك … |
لواء |
أروح أنا يا افندم …. |
لواء آخر |
كلنا تحت أمرك .. |
يهز الوزير رأيه نافيا …..
اللواء أحمد أبو هيبة |
سيادتك عايز حد يبقى تحت الرادار ….رتية صغيرة محدش يقلق منه … حد مخدمش في الصعيد .. |
الوزير |
بالضبط … |
يشير اللواء أحمد أبو هيبة للشخص وراء البروجيكتور فيشغله مرة أخرى لتظهر صورة طارق بملابس الاقتحام وسط فريقه ..
اللواء أحمد أبو هيبة |
أول امبارح كان في مهمة …. خلية ارهابية حاصرتها الشرطة بقيادة المقدم وائل صديق … الرائد طارق بسيوني رأيه يفاوضوهم لأن الارهابيين معاهم سلاح كتير …. بس المقدم وائل رفض .. |
صور على البروجيكتور …. بجثث قتلى من الجانبين …
اللواء أحمد أبو هيبة |
مات عدد كبير من الارهابيين و الشرطة و اتحولت لحرب … لكن طارق و فريقه دخلوا … |
(cut)
طارق يقتحم هو فريقه و يضربون أيدي و أرجل الارهابيين و لا يقتلونهم باحتراف شديد ..
(cut)
اللواء أحمد أبو هيبة |
و قدروا يسيطروا على الوضع من غير ولا حد يموت … |
(cut)
طارق و فريقه في مواجهة مع مجموعة من الارهابيين المتوترين … طارق يشير لهم أن يضعوا سلاحهم أرضا و يؤكد أنهم لن يقتلونهم … يقترب منهم مما يزيد توترهم لكنه بشجاعة يهدأهم حتى يضعوا سلاحهم أرضا ….
(cut)
اللواء أحمد أبو هيبة |
رائد طارق فؤاد بسيوني … سجله نظيف , عمره ماخدم في الصعيد … خدم تلات سنين في الأمم المتحدة و تقاريره كلها ممتازة … أنا شايفه المناسب للمهمة دي … |
البروجيكتور يعرض صورة لطارق بعد الاقتحام و قد قبض على الارهابيين ووراءهم صناديق سلاح ….
م 8 منطقة شعبية ل/دخ
لقطات لدخول القوات الحارة.
لقطات لمحاولة إقتحام الضابط الكبير المبنى و قتله هو بعض أفراد من القوة.
– إشارة طارق لأحد الضباط أن يتفاوض مع المجرم ثم تسلل طارق لإقتحام المبنى من الخلف بطريقة بطولية و قتل المجرم و تحرير الرهائن من أطفال الشوارع.
م /9 ن/د
مستشفى
طارق يمشي في أروقة المستشفى حتى يصل إلى غرفة تخرج منها امرأة في الأربعينات . إنها أخته أماني . تغلق الباب في بطء وهي تحاول عدم إصدار أي صوت . ترى طارق فتبتسم .
أماني |
قعد يسأل عليك طول الليل |
طارق (يبتسم) |
عايزني أجيبلو الجرايد من ورا الدكاتره .. أنتي جوزك لسه ماجاش |
أماني |
مأمورية جديدة .. أخويا ضابط وبابايا ضابط مش أعقل .. لأ .. أتجوز واحد أنا كمان |
يدخل طارق الغرفة
م/10 ن/د
غرفة / مستشفى
اللواء فؤاد بسيوني على سرير يقرأ الجرائد .. بمجرد شعوره بدخول أحد إلى الغرفة يخبئ الجريدة تحت السرير لكن طارق يلمحه ..
طارق
( يضحك ) |
أمال كنت بتسأل عليا ليه لما عرفت تجيب الجرنان |
فؤاد بسيوني |
كنت عايزاك تجيبلي سجاير |
طارق |
سجاير ليه يا سيادة اللوا أنت مش عارف أنت هنا ليه |
فؤاد بسيوني(بسخرية) |
المرض الوحش .. سرطان رئة .. يعني اللي بيخوفونا بيه حصل .. يبقى أشرب براحتي بقه .. |
طارق يجلس على كرسي بجانبه ويلتقط الجريدة ويناولها له ..
طارق |
أنت تشرب ميه تشرب الدوا .. أنما تشرب سجاير .. ماينفعش .. أقرئ أقرئ الجرايد قبل ما أماني تيجي وتاخدها منك هي كمان .. |
فؤاد بسيوني |
مابتسمعش كلامي أبداً .. |
يأخذ الجريده بعنف من طارق
فؤاد بسيوني |
سمعت عن موضوع قطر الصعيد |
تدخل أماني بظهرها وهي تجر وراءها منضدة بعجل عليها طعام مسلوق ..
أماني |
يا بابا أنت المفروض تبقى في راحة تامة .. يعني مفيش جرايد ولا دوشة .. |
فؤاد بسيوني |
لا جرايد ولا سجاير ولا أكل .. متكتمي نفسي أحسن علشان تبقى راحة تامة فعلاً .. |
تضع أماني الأكل أمامه .
أمـاني |
بعد الشر … خد الجرنان يا طارق |
يناول الجريدة لطارق ويشير للموضوع في الصفحة الأولى الذي يشير إلى إيقاف قطار الصعيد
فؤاد بسيوني |
أقرأ علشان لما يسألوك تبقى عارف |
يعقد طارق حاجبيه في عدم فهم لكنه يقرأ المقال .
م /11 ن/د
وزارة الداخلية / مكتب مساعد الوزير
طارق |
طبعاً يا فندم سمعت عنه .. ده في كل الجرايد |
مساعد الوزير على مكتبه وأمامه يجلس طارق . مساعد الوزير يتفحص ملف طارق الذي يحتوي على صورته بملابس الشرطة ومعلومات عنه .
مساعد وزير الداخلية |
أنت طلبت تنهي مهمتك ليه في الأمم المتحدة.. متدلع ووحشك بيتكو . |
طارق |
لا يا فندم |
مساعد وزير الداخلية |
دخلت الشرطة واسطة ودخلت الأمم المتحدة واسطة وخرجت منها واسطة .. بتخش الحمام كمان واسطة ولا لوحدك .. |
يمتقع وجه طارق . يقف ويعطي مساعد الوزير التحية العسكرية مستأذناً في الانصراف.
طارق |
هستأذن حضرتك يا فندم
|
مساعد وزير الداخلية |
أقعد .. أقعد يا خويا ما تتحمقش كده , أبوك أستاذنا و موصي عليك …هو عامل ايه دلوقت . |
يطلق زفيراً
طارق |
أحسن الحمد لله |
مساعد وزير الداخلية |
اسمع الموضوع تقيل أنا عارف أن أنت ضابط شاطر بس رسالة الماجستير اللي انت عملتها عن أصل الجريمة و تكوين الشخصية في الأماكن العشوائية هي اللي رشحتك للعملية دي … |
يتوقف مساعد الوزير ويشير له على خريطة
مساعد الوزير |
الصعيد …. الصعيد منطقة الوزارة مهتمه بيها جدا في الفترة اللي جاية , مش عاوزين نستنا لما خط جديد يظهر لنا .. أو بؤر ارهابية جديدة تعملنا مشاكل .. |
طارق |
طب أنا هايكون ايه دوري هناك و أنا حتى ماخدمتش في الصعيد … |
مساعد الوزير |
هو ده المطلوب , عين جديدة بتعرف تفتش و تدور , و انت عندك الميزه دي , حادثة القطر تبان انها صغيرة و التحقيق اتقفل فيها , ناس وقفوا قطر و هربوا … التفاصيل اللي ادتها الأهالي كالعادة ماتفيدش بحاجة , ممكن يكون خوف , ممكن يكون تواطؤ , عندنا أسماء كتير و احتمالات برضه كتير , لكن المهم نلحق قبل ما يطلع لنا وحش جديد , مش عاوزين خط صعيد أو عزت حفني تاني , و ده دورك . |
طارق |
مش هعرف أشتغل غير مع المجموعة بتاعتي يا أفندم ….. |
مساعد الوزير |
خدهم معاك .. الاداره هناك عندها أوامر تسهل لك كل حاجة , اعتبر نفسك هناك أكبر راس في الداخلية ….
طارق سياده الوزير !!! مساعد الوزير مش للدرجه دي .. اتفضل مع السلامة … جوز أختك هناك ماسك مدير مباحث المديرية ضابط شاطر و تاريخه مشرف عايزك تبقى زيه … |
طارق يأخذ ملف الصعيد ..
– قطع –
م /12 ن / د
قطار
القطار يتحرك .. الأراضي الزراعية على الجانب الأيسر والنيل على الجانب الأيمن.
طارق يتفح الملف المكتوب عليه (العلاقات العامة بوزارة الداخلية ) الصعيد
أول صفحة هناك خريطة لجمهورية مصر العربية .
بصوت رشديV.O |
يمتد الصعيد من جنوب الجيزة شمالاً وحتى أسوان جنوباً . |
م 13 ن/خ
نرى صعايدة في جنوب الجيزة تبدو عليهم المدنية قليلاً ثم نرى أسوان والصعايدة فيه ذوى بشرة داكنة .
V.O |
الصعيد مكون من أجناس وأعراق مختلفة .. أقباط |
نرى أقباط من الصعايدة في قداس وفي جنازة ومدافن عليها صلبان .
م/ 14 ن/خ
صحراء
V.O |
وقبائل مهاجرة من شبه الجزيرة العربية |
نرى قبائل من اليمن في شكل بدوي قديم يعود للقرن الخامس عشر وهم على قافلة من الجمال وسط الصحراء متجهون غرباً .
م/ 15 صحراء ن/خ
V.O |
وقبائل مهاجرة من المغرب |
قبائل أخرى يبدون مختلفين عرقياً من المغرب على قافلة من الجمال متجهين شرقاً .
V.O |
وعلشان معظم الناس دي كانت حضارتها صحراوية .. فهم أكتر ناس تقدر الأرض الزراعية . الأرض للصعيدي زي شرفه ما يقدرش يفرط فيها . |
م/16 ن/خ
أرض زراعية
صعيدي يزرع في أرضه المطلة على النيل .. غرقان في عرقه لكنه يبدو مستمتعاً
V.O |
علشان كده بيع الأرض زي بيع العرض .. ما تقدرش بعده ترفع راسك وسط الناس |
صعيدي وسط منازل قرية مطأطئ الراس والجميع ينظرون إليه باشمئزاز .
V.O |
السلاح بالنسبة للصعيدي زي إيده أو رجله ما يستغناش عنها .. |
م/17 ل/خ
السوق
نرى أحد أسواق الصعيد بالسرعة البطئية .. ونرى بأشعة إكس سلاح مختلف مختفي تحت ملابس كل صعيدي .
V.O |
زراعة المخدرات بالنسبة لكتير من الصعايدة زيها زي زراعة الجرجير .. خير الأرض جايباه |
رجال ونساء وأطفال يعملون في زراعة أرض بها أفيون ..
V.O |
و دول المشروبات الرسمية المعتمدة عندهم السجاير والشاي والحشيش والأفيون . |
- جلسة أصدقاء دائرية في مصطبة . يتم شرب فيها كوب الشاي وراء الآخر وراء الآخر وراء الآخر .
- ويتم تدخين الحشيش على الجوزة مراراً وتكراراً . ثم لف سجاير حشيش مراراً وتكراراً .
- بين الهنيهه والأخرى يتم وضع قطعة أفيون تحت لسان كل منهم .
م/18 ن/خ/د
Stock Shot
V.O |
مش كل الصعايده كده .. بس كل الصعايده التار عندهم لو مانتهاش بصلح .. مش هينتهي أبداً |
صلح يحمل فيه طرف كفنه . هناك ذبائح والمكان ملئ برجال الشرطة .
V.O |
لأن حتى لو القاتل هرب أو مات بتورث العيلة التار . وتفضل كل عيله تقتل أهم واحد في العيلة التانية وهكذا إلي ما لا نهاية . |
م /19 ن / د
سيارة
رشدي وهدان |
هنا فيه العادات و التقاليد و بعدين أي حاجة تانية … |
صوت رشدي وهدان زوج أخت طارق هو صوت ال (V.O ) الذي كان يشرح موضوع الصعيد ..
رشدي و بجانبه طارق في الكرسي الخلفي لسيارة فاخرة يقودها عسكري .. يبدو كبيراً على أن يكون لكي يكون سائقاً .. أنه عواد ..
وراءهم سيارة أخرى يقودها عسكري آخر بها خالد زميل طارق و فريق الاقتحام …
رشدي |
بقولك تعالى هنا الصعيد .. من زمان أتفرج وشوف |
طارق |
ده مراتك مبترضاش تيجي كنت هاجي أنا |
رشدي |
أختك دي .. ولا بلاش .. مش طايقه الصعيد وهي مولوده هنا أساساً |
طارق |
متقلهاش كده .. ده هي بتكره شغل الضباط علشان شغل بابا خلاها تتولد هنا .. |
تعبر الطريق جاموسه يجرها شخص يحمل بندقيه آليه لا يهتم لوجود سياره الشرطه ..
طارق |
أنا مش قادر أفهم أنتوا بتتعاملوا هنا إزاي |
رشدي |
زي مدير المدرسه اللي عنده فصل مشاغبين هيغشوا هيغشوا .. يعمل معاهم إيه |
طارق |
يعملهم محاضر غش ويرفدهم كلهم .. |
رشدي |
لأ .. شكل المدرسه يبقى إزاي وسط المدارس التانيه وكلها غشاشين .. أنت تسيبهم يعملوا اللي هما عايزينه .. بس صوتهم ميطلعش بره الفصل .. |
طارق |
ويطلعوا هما الأوائل على المدرسه .. |
رشدي
(بسخريه) |
لا لا الفصل ده كله بيسقط في الآخر .. لأنهم غشوا من فشله زيهم .. |
يبتسم رشدي .. الأراضي الزراعيه ورائها الجبال تبدو خلابه ..
م /20 ن / خ
أمام مديرية أمن قنا
سيارة رشدي تتوقف أمام مديرية أمن قنا , يخرج منها رشدي و طارق , تتوقف ورائهم سيارة فريق طارق ..
يفتح خالد زجاج السيارة في ارهاق …
خالد |
احنا هانطلع على الاستراحة نريح شوية يا باشا |
طارق |
روحوا بس خللي تليفوناتكم مفتوحة |
رشدي يصعد السلالم أمام المديرية و معه طارق .. العساكر تنتفض و تؤدي التحية العسكرية بمجرد رؤية رشدي …
رشدي |
لو عجبك الجو هنا بعد ماتخلص المأمورية دي , هاجيبك عندي المديرية .. |
طارق |
يا سلام و أعيش نفس الفيلم تاني .. بس المرة دي بدل ماهايقولوا مسنود من أبوه اللواء , هايقولوا مسنود من جوز أخته العقيد |
رشدي |
عميد بعد اذنك .. |
طارق |
و الله !! ألف مبروك |
رشدي |
تفتكر في كل ترقية ماحدش كان بيقول نفس الكلام … ده بيترقى علشان حماه و الكلام الهجص ده … عمرها ما فرقت معايا , أنا عارف أنا مين و باشتغل ازاي , خلي الناس تخبط دماغها في الحيط .. |
طارق |
معلش أنا حساس شوية |
رشدي |
انت هاتقوللي , ده أنت ماكنتش هاتقدم في كلية الشرطة لولا أنا اللي قدمتلك ورقك .. |
يرن تليفون رشدي , يتفحصه ….
طارق |
لسه بادعي عليك لحد النهارده |
يبتسم رشدي …
رشدي |
أختك يا عم أهه , و التقرير اليومي عن مشاكل البيت.. |
يرد على السماعة …
م /21 ن / د
مكتب رشدي
رشدي يجلس على مكتبه الفاخر , و أمامه يجلس طارق الذي يشرب الليمون ..
طارق |
أبدأ إزاي .. أستجوب شهود حادثة القطر ؟!! |
رشدي(بسخرية) |
اللي انت عايزه .. أنا مقدرش أديك معلومات .. مش أنت الأوامر اللي عندك ما تخدش معلومات مالمديرية وتجيبها من تحرياتك مع الناس .. |
طارق |
بس دي مش معلومات .. أنا باقولك أبدأ ازاي , مش أشتغل ازاي .. |
رشدي |
بص يا سيدي , أنا عندي ملف فيه أسماء الشهود بتوع حادثة القطر , اللي اتكلموا منهم قالوا ان منصور الحفني هو اللي وقف القطر , بس هاتفتح محضر كله هايقول ماشفتش حاجة … |
طارق |
من أولها كده |
رشدي |
أنت لسه شفت حاجه .. الناس هنا عايزه كتالوج علشان تعرف تفهمهم .. |
طارق |
على العموم أنا مش فارق معايا الكلام الرسمي , أنا عايز أعرف كل حاجة الناس بتقولها عليه .. |
يرفع سماعة هاتفه و يضغط رقما داخليا ..
رشدي |
يبقى تنزل الجزيرة و هابعت معاك العسكري السواق بتاعي ليه قرايب هناك , لأن الناس مش هاتكلمك لو رايح لوحدك …(في التليفون)
اندهلي عواد يا ابني |
م /22 ن / خ
شوارع الجزيره
عواد يسير وورائه طارق .. عواد يسبقه ويمشي بجديه .. طارق يحاول اللحاق به وهو يتأمل شوارع ومباني الجزيره .. هناك العديد من الدشم أمام نوافذ المنازل .. هناك أبراج عاليه للحراسه وسط الأراضي الزراعيه ..
هناك طفلين يلعبون سيجا على الأرض .. عندما يقتربون منهم يرى طارق أنهم يلعبون سيجا على الرمال لكن بالرصاص الحي ..
يتوقف طارق وينحني للطفلان ويمسك رصاصه ..
طارق |
ده رصاص حي .. دي ممكن ينفجر ويعوركو .. |
ينظر له الطفلان وكأنه كائن فضائي .. تبدو على ملامحهم الصرامه والجمود .. يظهر عواد ورائه ..
عواد |
دول بيفكوا السلاح ويركبوه حته حته أحسن من العساكر عندنا .. |
يلتفت لهم طارق .. ثم يترك الرصاصه مكانها .. يظل الطفلين يتابعونه بأعينهما ..
يسير مره أخرى وراء عواد ..
عواد |
فكرتني بأول ما رشدي بيه وصل .. كان عامل زييك |
طارق يتأمل شوارع الجزيرة الضيقة و منازلها المحصنة بالدوشم …
عواد يتردد بين اليمين واليسار ..
عواد |
و الله مافاكر …. |
طارق |
أبن عمك ومتعرفش بيته .. |
عواد (ببساطه) |
هنا أي حد قريبك يبقى واد عمك .. أنا حتى معرفش هو يقربلي إيه .. |
يتوقف طارق في دهشه بينما يستمر عواد في السير ..
Cut
م /23 ن / خ
كوخ
الكوخ يطل على شاطئ النيل .. خشب متناثر في كل مكان .. هياكل مراكب في طور التصنيع ..
طارق يجلس في الجهه المقابله لعواد وأبن عمه مظهر ..
يبدو على مظهر السعاده وهو يضع يده حول عواد .. يشربون الشاي ..
مظهر (لعواد) |
أهلاً .. أهلاً .. شرفتنا يا غالي.. |
(لطارق) |
تشرب الشاي ونقوم علطول |
مظهر |
ضيف فؤاد ضيفنا وطلباته أوامر |
طارق يبتسم في اندهاش …يبتسم عواد و ينظر لطارق ….
عواد (لمظهر) |
عواد … واد عمك عواد |
م /24 ن / خ
شوارع النخيله
مظهر يتبعه طارق و عواد , يتوقف مظهر أمام سيدة عجوز أمام منزلها
مظهر |
أزيك يا خاله .. |
الخاله |
أنت مين |
مظهر |
مظهر بن رمضان الكيلاني .. واد عمكو .. كنت عايز أسئلك على منصور حفني .. |
الخالة |
راجل زين ..هو اللي فاتح بيوت البلد كلها …. |
طارق وعواد ومظهر يتحدثون إلي رجل كهل أمام منزل آخر …
كهل |
أنا ما أقدرش على مصاريف العلاج فببعتله الروشته و يقوم يبعتلي الدوا على طول .. |
م /25 ن / خ
مصنع أنابيب
تقف أمام المصنع سيارات تحمل أنابيب
طارق وعواد ومظهر يتبعون أحد السائقين المتجه لسيارته
السائق |
بطلوني أخد الطريق الزراعي .. كل ما أعدي من قدام الجزيرة يوقفوني .. |
فلاش باك : مجموعة من الملتمين المسلحين توقف سيارته النصف نقل المحملة بالأنابيب .
السائق |
يأخذوا كل الأنابيب .. ويهددوني لو بلغت عليهم هيبقى حسابي مع منصور الحفني |
فلاش باك : ينزلون الأنابيب ويتركونه
السائق |
مفيش عربية محمله بضاعة بقت بتاخد طريق الجزيرة . |
– قطع –
أمام منزل آخر ….
شاب |
بيصرف على تعليمي أنا و اخواتي !! من ساعة لما أبويا دخل السجن و احنا مالناش غيره .. |
– قطع –
طارق يكمل سؤال الخالة ..
طارق |
منصور ده تاجر مخدرات يا حاجة .. |
الخالة |
لأ مخدرات ايه أنا أعرف انه بيزرع أفيون بس .. |
– قطع –
نفس الشاب ….
الشاب |
ياريت الناس كلها تبقى تجار مخدرات لو هايبقوا زيه .. |
الكهل ….
الكهل |
أنا أعرف أنه بيبيعه رخيص يا أبني .. |
م /26 ن / د
البوابة الخارجية لمنزل عائلة ناجح
طارق و عواد أمام المنزل.
عواد |
لأ يا باشا مش هاينفع نقرب من الناس دول .. |
طارق |
ليه .. ايه الحكاية .. |
عواد |
أصل ده موضوع قديم يا باشا.. |
طارق |
له علاقة بمنصور ؟؟ |
عواد |
له علاقة بالبلد كلها ….البلد كانت متقسمة مابين تلاته .. ولاد حفني , و النجايحة , و الرحايمة .. |
م /36 ن /خ أمام منزل النجايحة
عواد و طارق ما بين المنازل …
عواد |
عملوا عملية سوا و اتقبض فيها على هريدي و ناجح و عمر ما النجايحة صدقوا ان علي حفني مالوش دخل باللي حصلهم , و كبر الخلاف أكتر بعد ما منصور بقى كبير الجزيرة , و دلوقت مايقدرش حد من النجايحة يعدي عتبة داره … اللي يخرج بره داره رجالة منصور يطخه طوالي … |
طارق |
ولما كل الناس عارفه, ليه ما اتقبضش على منصور لحد دلوقت ؟؟
|
عواد |
عمر ما جالنا بلاغ منهم ضده يا بيه اللي بيحرك الناس هنا مش الخوف .. العيب .. وهنا عيبه يا بيه لما الحكومه هي اللي تاخدلك حقك .. |
تظهر فتاة تحمل في يدها أكياس تبدو ثقيلة من الخضروات والفواكه . إنها كريمة. يتبادل طارق معها نظرة قبل أن تختفي داخل المنزل الذي كان به توفيق .
طارق |
منصور سايب ستات النجايحه ؟ |
عواد(بخبث) |
منصور عنده الرجاله زي الحريم |
يغمز عواد بعينه ..
عواد |
بس دي كريمه |
يلتفت له طارق محاولاً الفهم ..
م\ 37 خارج الاستراحه ل\خ
- عربة الشرطه ينزل منها ايهاب وخالد أمامهم طارق ..
ايهاب |
عربية المراقبة في مكانها .. و أنا جاهز … |
خالد |
و احنا تمام …. مستنيين اشارتك … |
طارق |
ريحوا النهارده …. علشان بعد كده مافيش راحة .. |
قطع
م 38 ل / د
الاستراحة
طارق يخرج من الحمام يرتدي بيجامه . ينشف شعره بالفوطة ثم يفتح نور الصالة الصغيرة المطلة على غرفة نومه .
نور الصالة ينير نصف غرفة النوم ليكشف عن شبح يجلس على الكرسي الملاصق للسرير . شبح يرتدي ملابس صعيدية فاخرة .
يراه طارق .
الإضاءة تكشف تصف وجه الشبح
الشبح |
منصور .. منصور الحفني |
يبتلع طارق المفاجأة ورغم مسدس طارق الموضوع على منضدة بين السرير ومنصور فإنه يتقدم ناحية منصور ببطء .
طارق(بثقة) |
أؤمر يا منصور |
منصور يعبث بالمسدس
منصور |
قالولي إنك بتسأل عليا في البلد قلت عايزني في حاجة |
طارق |
لا يا منصور لو عايزك هجيلك |
يستمر طارق في تنشيف يده بثقة وكأن ما يحدث شئ عادي .
يتبادل هو ومنصور نظرة . يقوم منصور ببطء
منصور |
تشرف وتآنس يا بيه .. وتاخد واجب الضيف .. |
طارق |
هما الضيوف عندكوا بيطبوا على الناس كده |
المسدس الآن موجه ناحيه طارق ..
منصور
(بتهديد) |
الضيف عندنا له الأمان تلات أيام محدش يسأله فيهم على حاجه .. |
يترك منصور المسدس ..
طارق |
وأنت ناوي تقعد هنا التلات أيام |
يقوم منصور من الكرسي ببطء ..
منصور |
أحنا مش ضيوف يا بيه .. أحنا صحاب مكان .. |
يكتب منصور أرقامه على خلفيه كارت صغير ويتركه على الكومود ..
منصور |
تليفوناتي أهه لو أحتجت حاجه .. أو زهقت من كدب الناس كلمني .. |
طارق |
وأنت بقى اللي هتقولي الحقيقة يا منصور |
منصور |
في الصعيد ماحدش بيقول لغريب الحقيقة , بتبقى مدفونة جواهم , علشان حتى لو قالوها مش هايفهمها لأنه مش زيهم , لأنه غريب …و بعدين ياباشا و انت محتاجنا نقولك الحقيقة .. ده انت الحكومة و عارفين كل حاجة .. |
يتجه منصور نحو الباب ثم يفتحه ..
طارق |
على فكره يا منصور أنا مش ضيف أنا جاي علشان أقعد يعني نظريه التلات أيام بتاعتك دي متلزمنيش .. |
يتقدم منصور منه خطوه ..
منصور |
أنت أول مره تخدم في الصعيد يا بيه .. |
طارق لا يرد ..
منصور |
لأنك لو قديم كنت عرفت أن العيال الصغار لما بيلعبوا هنا عسكر وحراميه .. العساكر هما اللي بيستخبوا |
ينظران لبعضهما في تحدي ثم يخرج منصور ..
يغلق الباب خلفه
يتنفس طارق الصعداء.. يتجه إلى شرفه الاستراحة المطلة على أراضي زراعية . منصور ينطلق بحصانه مبتعداً .
حصانه يقطع المروج الخضراء بسرعة محولاً كل ما يراه منصور إلى بحر من اللون الأخضر .
– فلاش باك –
م/ 39 ن / خ
قطار
بحر من اللون الأخضر هي كل ما يراه منصور من داخل القطار ….منصور يجلس بجانب الشباك , بجانبه شاب يقرأ من كتاب ..
هناك طفل يبكي تحاول أمه اسكاته و يبدو على أبيه الامتعاض … تعبر سيدة تحمل سبت على كتفها به خس .. توقف الأم السيدة التي تحمل الخس و تشتري منها ثم تعطي للطفل قطعة خس .. يراها منصور ….
منصور |
غلط كده يا ست انت .. الخس ده مش مغسول و ممكن يبقى فيه فاشيولا .. |
تأخذ السيدة الخس من ابنها ليبكي مرة أخرى … ينظر له الأب في امتعاض ..
الأب(للأم) |
ادي الواد الخساية ..(لمنصور) يا أخي احنا بنحبها بالفاشيولا …. مالكش صالح … |
يقوم الرجل من مكانه معلنا استعداده للعراك … لكن الشاب بجانب منصور يشير له أن يهدأ ..
الشاب |
اهدى يا عم خلاص مافيش حاجة .. |
يجلس الرجل مكانه …
الشاب |
الفاشيولا دي دودة بتاكل في الكبد .. ممكن بعد سنين تموته .. |
الأب |
يبقى اتكتب في عمره كام سنة زيادة … لأنه لو مابطلش بكا أنا اللي هاموته دلوقت .. |
ييأس منه الشاب و ينظر الى منصور ..
منصور |
كلية طب و لا زراعة ؟؟ ما همه دول الكليتين اللي ممكن تعرف فيهم الفاشيولا . |
يهز رأسه مؤكدا ..
الشاب |
طب … و انت ؟؟؟ |
منصور |
زراعة … |
يمد الشاب يده له معرفا نفسه …
الشاب |
أحمد الغمري .. |
القطار يعبر منطقة وعرة ترفع أصوات العجل ..
منصور |
منصور الحفني …. |
يقترب منه أحمد الغمري أنه لم يسمع .
منصور(بصوت أعلى) |
منصور علي الحفني …. |
يسمعه الجميع الآن ..
يلتفت له الجميع في رهية .. تموت الحياة في يد أحمد الغمري الذي مازال يسلم على منصور .. الأب ببطء ينزع الخسة من فم ابنه و هو يختلس النظر لمنصور في رعب ..
م /39 أ ن / خ
محطة القطار
حسن عم منصور و معه فضل أخو منصور يدخلون المحطة وسط مجموعة من رجالهم … يحملون البنادق … الكل في المحطة يوسع الطريق لهم .
يصلون للرصيف مع توقف القطار … فضل يرى منصور داخل القطار و هو يتحرك ناحية المخرج … يطرق الزجاج ليراه منصور … يراه منصور الذي ينظر له بلهفة … يتكلمان مع بعضهما بلغة الاشارة .
يخرج منصور من القطار ليحتضن فضل …
منصور |
وحشتني يا فضل … البلد كلها وحشتني .. |
حسن |
ماقلنالك أقعد و سيبك من العلام و الكلام اللي مش جايب همه…. |
يبتسم منصور ثم يحتضن حسن ..
منصور |
خلاص يا حسن خلص العلام خدت الشهادة و مش هاسيبكوا تاني .. |
يلمح منصور الطبيب الشاب ينزل من عربة القطار التالية له … يشير له …
منصور |
سلام يا دكتور .. |
يشير له الطبيب باستياء و يختفي وسط الناس في خوف بعد ما يلمحه حسن الذي ينظر له متفحصا ..
م /40 ن / د
سيارة فاخرة
فضل و حسن و منصور و معهم سائق في السيارة … تتبعهم سيارة أخرى بها الحرس مسلحون ..
منصور |
أبوي و أمي وحشوني قوي .. هما كويسين .. |
حسن |
مستنيينك ..
(بخبث) عملت ايه مع نسوان البندر المتشلحين ؟؟ |
منصور |
عملت اللي لازم يتعمل .. ماكنش ليه صالح بيهم … |
تهدئ السيارة سرعنها … يلتفت حسن الى حملة شرطة تقطع الطريق … سيارات شرطة و مدرعة ..
منصور(لفضل بخبث) |
كل الناس كويسين ؟؟.. |
فضل بالاشارة و هو يبتسم …. يهز رأسه ..
تتوقف السيارة … هناك ضابط ينظر للجميع بتفحص هو و ضابط آخر … يبدو التحفز على العساكر و هو يصوبون مدافعهم الرشاشة ناحية السيارة …
المخبرين يروا من بداخل العربه و يمرروها
تنطلق السيارة مرة أخرى …
منصور |
هو فيه حرب و لا ايه !! |
حسن |
حرب بين الحكومة و الارهابيين … كل شوية يقتلوا سياح و ييجوا يداروا في القصب … |
منصور يرى في المرآة السيارة الحملة و هي تبتعد أكثر فأكثر ..
– قطع –
م /41 ن / خ
أمام منزل علي حفني
السيارة تسير في شوارع النخيلة … أمام كل منزل دبيحة و بحيرة صغيرة من الدماء …
أمام السيارة منزل ريفي كبير .. حوله أفراد كثيرون .. هناك بقايا أكثر من عجل مذبوح .
فوق المنزل يقف على حفني في الستين من عمره الآن لكنه ما زال يشع حيوية.
احد الرجال يقذف من فوق سطح المنزل أكياس بها لحم للأفراد المتجمعين تحت المنزل ومع كل قذفة يتجمع الناس ويتقاتلون على أكياس اللحم ….
على حفني يراقب هذا في شموخ وكأنه ملك . و يبتسم لأبنه منصور عندما يلمحه يخرج من السيارة …
– قطع –
م /42 ن / د
منزل على حفني
علي حفني يصطحب منصور و يده على كتفه في حب ..
على حفني يتجه إلي المكان الذي به بقايا العجول وهناك جزار ما زال منتظراً .. منصور وفضل ما زالا يتكلمان بالإشارات في لهفة واشتياق . يبدو على فضل ارتباطه الشديد بمنصور .
منصور وفضل وحسن يتبعان على حفني الذي يبدو عليه السعادة .. هناك عجل ما زال حياً ..
علي حفني |
الناس مستنية آخر عجل أنا قلت ما حدش هيدبحه غيرك |
حسن يتجه للعجل ويمسكه من رأسه بعنف ويضع قدمه خلف أرجل العجل .. بعنف يوقع العجل أرضاً ..
يعطي الجزار سكين لمنصور يأخذها منصور الذي يبدو عليه أنه لا يعرف ماذا يفعل.. لكنه ينحني على العجل ويقرب منه السكين فتتعالى الصيحات حوله . ينحني فضل ليمسك برأس العجل ليساعد منصور .
الجزار وغيره |
بسم الله الله أكبر |
منصور يذبح العجل .. تسيل الدماء
يحتضن على حفني منصور
على حفني |
حمد الله على السلامة |
حوائط المنزل الخارجية تطبع عليها كفوف دامية .. إنه منصور وفضل ووالده وحسن بأيديهما المخضبة بالدماء يطبعون كفوفهم على المنزل لحمايته من الحسد .
م /43 ن / د
غرفة الحريم
المكان مكتظ بالنساء و به شباك يطل على غرفة المجلس التي يترأس فيها علي حفني مجلسه …..
والده منصور تدخل و هي تحمل صينية شاي .. فائقة و كريمة يضحكان سويا و لكنهما يقوما معا عندما يلمحا والدة منصور …
كريمة و فائقة |
عنك يا خالة .. |
تصل كريمة أولا و تأخذ منها الصينية …. تنظر لكريمة و فائقة …
والدة منصور |
بنات الرحايمة و النجايحة احلوا كده ليه ….
خليتوا شكل بناتنا وحش …. |
تضحك النساء …
فايقة بجانب كريمة تأخذ من الصينية أكواب الشاي و توزعها على النساء .. يعملان معاً كفريق
الآن يستطيعون أن يروا مجلس الرجال بشكل واضح …. كريمة تبحث بعينيها عن شخص …
فايقه |
لسه ماجاش |
كريمه |
وحشني قوي |
فايقه |
بيحبك زي ما بتحبيه |
كريمه |
بيقول |
فايقه |
أهو أنا عايزه واحد كده يقول .. مش فاهم المرجله أنه يبقى ناشف زي صخر الجبل .. |
تشير لها كريمه برأسها إلي أخواها توفيق ومحمود الجالسان وسط المجلس ويبدو عليهم الجديه ..
كريمه |
بقولك إيه يا بت أنا هجوزك حد من خواتي |
فايقه |
لا يا أختي دول شكلهم يخوف |
تضحكان .. يظهر منصور فتلمحه فايقه التي تنظر له بأعجاب مستتر ..
فايقه |
أهو جه |
تتهلل أسارير كريمه ..
م /44 ن / د
منزل العائلة
منصور داخل المنزل يحاول اختراق الصفوف الآن منصور بملابس صعيدية جديدة فالمنزل به زحام شديد . الأنظار كلها تتجه إلى غرفة المجلس .. وهي غرفة واسعة يجلس بها على حفني كأنه أمير المؤمنين وعلى يمينه حسن وعلى جوانب الغرفة يجلس كبراء العائلات في القرية ومن لا يستطيع الجلوس في الداخل يحاول أن يسمع ويعرف ماذا يحدث في الخارج .. كمحكمة عرفية . حتى سيدات القرية خارج المنزل يتابعون من شبابيكه كبير النجايحه هليل ناجح يبدو متربصاً وسط عائلته .
يحاول منصور أن يصل لمكان يسمع أو يرى منه ما يحدث في الداخل وعينه على الشباك تلو الآخر ناحية السيدات .. يبدو أنه يبحث عن شئ ..
فايقة تتأمله في وله و لكنه لا يلاحظها …..
على حفني (بحسم) |
مفيش تار في النخيلة |
على حفني يحادث شخصاً يقف في منتصف الغرفة يبدو في عينه الغضب والحزن. تلتقي عينا منصور بعين كريمة التي تنظر له بلهفة . يضطر للاستمرار في التقدم ناحية المجلس .. تتحرك كريمه بمحازاته خارج المنزل لتتلقى أعينهما في شباك بعد الآخر . تلاحظهم فايقة ..
على حفني |
أنا بقالي عشرين سنة مانع التار في النخيلة إحنا مش عايزين مدخل تدخلنا منه الحكومة وكل شوية تنطلنا هنا . |
يحاول الشخص أن يتحدث لكن حسن يقاطعه بعنف
حسن |
إنته هتجن ولا إيه ؟ هتعارض الكبير .. لو عملت حاجة تارك هيبقى مع ولاد حفني .. وورينا هتاخد تارك إزاي بقه |
ينكسر الشخص وتقارب عيناه أن تتحولا إلى دماء
علي حفني (بلجة أقل حدة) |
حقك هيجيلك .. هتاخد دية وهيجلك شايل كفنه |
يومئ الشخص برأسه في ضعف وبطء راضياً بالأمر الواقع يسعل على حفني بشده .. يصمتون .. يخرج منديله ويسعل به ثم يتأمله ويضعه في جيبه ..
علي حفني |
أستنى بره شوية |
يخرج الشخص .
يلمح علي حفني منصور فيشير له أن يجلس بجانبه . يفتح الجميع الطريق الآن لمنصور الذي يقترب ويجلس بجانب والده . منصور يبحث عن الفتاة بعينه لكنه لا يراها . يدخل شخص آخر . إنه عبيد بمجرد دخوله يتجه إلى علي حفني ليقبل يديه ثم يتراجع ليكون في منتصف الغرفة .
علي حفني |
دية أبو طالب نص أرضك .. وهتروحلهم شايل كفنك . |
هريدي ناجح |
نص أرضه كتير يا كبير .. هو الراجل عمل إيه يعني .. ده طخ له واحد |
عبيد |
خد كل أرضي بس ما أرحلهمش شايل كفني … أرفع راسي ازاي بعدها في البلد .. |
يقوم حسن من مجلسه في غضب هادر
حسن |
هتشيل كفنك يا هنشيلك في كفنك |
يطاطئ عبيد رأسه
علي حفني |
أنت راجل زين يا عبيد .. أنا هدفعلك الدية |
يهلل الجميع كأن علي حفني أحرز هدفاً وبعضهم يربت على كتف عبيد الذي يومئ برأسه موافقاً على مضض … يصيب الأحباط هليل ناجح. تظهر كريمه مرة أخرى أمام منصور من بعيد . منصور يشير بلغة الإشارة بطريقة لا يلاحظها أحد لكريمه . يلتفت فضل الوحيد الذي يلاحظ إشارة منصور إلى حيث ينظر منصور ثم يبتسم فضل عندما يرى كريمه .
علي حفني يشير لأحد الجالسين كأنه خادمه .
علي حفني |
يا عمدة .. خد عبيد وحفني أبو طالب وصالحهم على بعض . |
م /45 ن / خ
زراعات القصب
دائرة صغيرة من القصب المكسور والمفرود على الأرض تجلس وسطها كريمة ومنصور يكسر أعواد القصب ليوسع الدائره التي يجلسون بها .. كريمة تقلد الحركة التي أشار لها بها منصور .
كريمه |
دي يعني أعشقك |
يهز منصور رأسه إيجاباً ..
كريمه
(ساخره) |
أنت مكسوف تقولهالي قمت قولتها بلغه الخرس |
يلتفت منصور لها ..
منصور |
أنتي لمضه قوي |
تلتقط عود قصب وتوجهه لمنصور كنايه عن أنها تتحداه في لعبه التحطيب ..
كريمه |
مين دي اللي لمضه |
يكسر منصور عود قصب آخر وبيد واحده وبتساهل يوجهه لها ..
يضحك منصور ..
تهجم عليه كريمه بقوه ..
كريمه |
ما تضحكش .. أنا بنت على أخين كان أبويه اللي يرحمه بيقول عليا أرجلهم .. |
يتفادها منصور بسهوله ..
منصور |
على كده مفيش رجاله في عيلتكوا .. |
تضرب عصاه بقوه وغضب .. لكنه يضحك أكثر ويسخر منها .. ثم يضرب عصاها لتطير بعيداً ..
منصور |
أنا طول عمري أقول النجايحه كلهم نسوان |
تهجم عليه بشراسه أكثر .. يرمي عود القصب أرضاً ويمسك يدها اليمنى فتحاول ضربه بيدها اليسرى ..
منصور |
خلاص .. خلاص |
يمسك يدها الأثنين فلا تستطيع الحركه ..
كريمه |
سيبني لو راجل .. |
منصور |
يا بنتي خلاص كل عيلتكوا رجاله .. وأنتي أرجل واحده فيهم .. |
كريمه |
سيبني |
منصور |
طيب هسيبك أهه .. |
يتركها وهو لا يتمالك نفسه من الضحك ..
كريمه |
لو مديت يدك عليه في يوم .. هقطعها لك |
يتركها وهو لا يتمالك نفسه من الضحك
منصور (يضحك) |
مجنونه .. |
تنظر له بعتاب ..
منصور |
خلاص حقك عليا … متزعليش |
مازالت تبدو غاضبة و قد جلست على الأرض …. يقف وراءها و يخفي أشعة الشمس فيلقي بظله عليها …
منصور |
أنا ماقدرش على زعلك … انت لو كشرتي الدنيا بتغيم … |
تنظر له مستخفة بما يقول …
منصور(جديا) |
أحلفلك بايه مكانش بيعدي عليا يوم الا لما بفتكر ضحتك علشان أعدي اليوم .. |
تبدأ في الابتسام و التأثر …
كريمة |
يعني أنا اللي كنت مرتاحة .. كنت بتعذب عشان واحشني و مقدرش حتى أبين …
منصور |
طب بصيللي …
كريمة |
لأ لو بصيتلك مش هاعرف أنطق … |
يلتفت لفة كاملة لكي يواجها …
منصور |
و الله بحبك …. بموت فيك .. |
تلمع عيناها و تكاد تسقط دمعة وهي تقول بتأثر ….
كريمه |
ماتسبنيش تاني أبدا …..
منصور |
أسيبك و أروح فين …. ده أنا ماصدقت لقيتك .. |
يقترب منها منصور في حب كأنه سيحتضنها … لكنه يتوقف فجأة عندما يجد عود قصب قد أوقفه من صدره … كريمة رفعت عود القصب برفق لتةقف اقترابه منها…. منصور ينظر لعود القصب ثم لها … يبتسم و هو فخور بها ….
منصور |
مش باقولك باعشقك .. |
يبتعد قليلا …
منصور |
بس أنا عايز أسمعها منك .. بعشقك و لو بالاشارة |
تهز رأسها في دلال رافضة..
تحرك يديها بحركات وإشارات .. يشرق وجه منصور ..
منصور |
آسفه !!! أتعلمتيها ليه دي .. |
كريمه |
مش سهل عليا أقولها قولت أتعلم أقولها بالإشارة |
منصور |
هي دي بس اللي مش سهل عليكي تقوليها .. طب قوللي أي حاجه تانية .. |
تهز رأسها في دلال رافضة ..
منصور |
الحمد لله اني بافهم لغة الخرس علشان أعرف أتعامل معاكي .. |
تبتسم في خجل ثم تشير بالإشارات ثانية التي تعني الأسف
وهي تهز كتفيها ..
م /46 ل / د
منزل العائلة
أصوات طبل و زمر و احتفالات في الخارج …
علي حفني يدخل غرفة معدة لاستقبال الضيوف لكنها أكثر مدنية .. هناك رجل في الغرفة يرتدي بدلة أنيقة ومعه أثنان يبدو أن مساعداه .. أنه كامل النجار عضو مجلس الشعب .. حسن وفضل وراء علي حفني .
علي حفني (بحميمية) |
كامل بيه النجار .. سيادة النائب
كامل النجار كل سنه وأنت طيب علي حفني بقالك أربع سنين ما عيدتش عليا كامل النجار (بابتسامه) ما كنش فيه انتخابات |
يضحكان
كامل النجار |
وبعدين لما بتحتاجوني باجي |
م 47 خارج المنزل ل\خ
– وصول كريمه و منصور الي المنزل ,تدخل كريمه الي غرفة الضيوف و منصور الي غرفة المجلس
فايقه تراقب الموقف
قطع
م /48 ل / د
المنزل
نفس الغرفة التي كان بها الناس في الصباح للمحكمة العرفية . الآن الغرفة مغلقة يجلس في نفس مكانه علي حفني بجانبه من ناحية كامل النجار ومن الناحية الأخرى منصور حفني ويليه حسن ثم فضل .
على يمينه ويساره يجلس أفراد عائلتين من ملابسهما يبدوان كبراء القرية .
على حفني(لكامل النجار) |
النجايحة يا كامل بيه عارفهم طبعاً |
مشيراً إلي يمينه …. هريدي ناجح يبدو كبيرهم و بجانبه شابان متحفزان توفيق و محمود …
على حفني |
والرحايمة |
مشيراً إلي يساره
على حفني |
كامل بيه لسه جاي من عند حمدان وتجار نجح عبد الرسول |
همهمة غضبة تسود الجلسة
كامل النجار |
يا جماعة هما حقهم يضايقوا .. كانوا بيشتروا منكو الأفيون الطن بمليون عاوزين فيه مليون و نصف ليه دلوقت .. هيكسبوا إزاي دلوقت . |
شاب من الرحايمة |
إحنا مالنا يكسبوا إزاي .. إحنا خلفناهم ونسيناهم |
على حفني |
اتأدب يا مرعي |
محمود ناجح |
مش معقول يفضلوا يرمولنا الفتافيت طول عمرهم الصغير لازم يكبر . |
كامل النجار |
أنا مليش دعوة .. أنا مش عايز مشاكل في الدايرة |
على حفني |
ميخلصناش نعملك مشاكل يا كامل بيه .. هما عايزين يدفعوا كام في الطن . |
كامل النجار |
مليون … |
همهمة غاضبة أخرى
محمود ناجح(بغضب) |
مليون …يخبطوا دماغهم في الحيط .. ده الطن بيتباع بعشرة وبعشرين مليون . |
تزداد الهمهمة . حسن يرمق كل من يعترض بنظرة مخيفة متوعدة ..
يقاطعهم على حفني
على حفني |
وأحنا قبلنا |
يهدأ الجميع . بأدب يتكلم كبير الرحايمة .
أبو حديد الرحيمي |
نقبل إزاي يا كبير ده قليل قوي |
محمود ناجح |
أحنا نرمي الأفيون في البحر أحسن |
على حفني |
السنة اللي فاتت زي دلوقتي يا حسنين قلتلك هنجيب مهندس زراعي مكانش عاجبك وقلتلي مهندس زراعي هيفهم إيه في زراعة المخدرات دلوقتي أرضك اللي الفدان اللي كان بيجيب خمسة أردب بيجيب كام . |
أبو حديد الرحيمي (على استحياء) |
حداشر |
على حفني |
وبعدين قلت نشتري تقاوي جديدة من بره و كيماوي , قلتوا ايه .. مالهاش عازه … صح .. |
يصمت الجميع
على حفني (بغضب) |
صح |
يهزون رؤسهم
على حفني |
الفدان كان بيدخلك كام كل سنة يا هليل |
هريدي ناجح |
ميت ألف جنيه |
على حفني |
ولو بعنا بمليون هيدخلك كام |
هريدي ناجح |
خمسميت ألف |
محمود ناجح |
بس يا كبير .. |
على حفني(بحسم وغضب هادر) |
يبقى تسمعوا الكلام عشان فيه خيركوا أحنا بقالنا سنين علمناهم يتكلوا علينا .. بنبعلهم الفدان أرخص من زرعهم .. ناس كتير منهم جرفوا أرضهم .. بس مش كفايه .. لو غلينا السعر دلوقت هيرجعوا يزرعوا تاني ومايبقلناش عازه .. أرضهم فاضلها موسم ولا أتنين وتبقى كلها بور وساعتها نبيع بالسعر اللي على مزاجنا .. |
يبدو على الجميع التسليم برأي على حفني
على حفني(لكامل النجار) |
خلاص يا كامل بيه يوم السبت إنشاء الله .. حمدان هيكون هناك ؟ |
كامل النجار |
طبعاً |
على حفني |
قله وكبير الجزيرة هيكون هناك |
حسن |
هتروح بنفسك يا خوى |
على حفني |
هيروح الكبير .. منصور ولدي |
ينظر لهم وهم يحاولون استيعاب المعلومة . منصور أدرك خطورة ما قيل مع تحديق الجميع فيه … حسن يلتفت التفاتة كاملة الى علي حفني , ثم ببطئ ينظر بعيدا و هو مصدوم …
منصور ينظر لوالده غير مصدق مثله مثل الجميع ….
هريدي ناجح |
ولدك منصور هايقابل حمدان على انه كبير الجزيرة .. |
أبو حديد الرحيمي |
ده حمدان يقرقشه .. |
ينظر على حنفي لأبو حديد الرحيمي فيهدأ ككلب مطيع ..
علي حفني |
حمدان مالوش غير بضاعته .. |
محمود ناجح |
و احنا مالناش غير بضاعتنا… محصولنا شقا السنة … |
علي حفني (لهريدي ناجح بتهديد) |
قعد ولد أخوك يا هريدي , و قله الأصول ان كبير النجايحة هو اللي يكلمني مش العيال .. |
توفيق ناجح |
هو الرحايمة دايما سايبين النجايحة يقولوا كلمة الحق فيبقوا في وش المدفع .. |
هريدي يشير لمحمود و توفيق أن يصمتا ….
هريدي |
ماانت اللي خليت العيال بقوا كبار …. |
علي حفني |
الحديت ده بعدين مش قدام الضيوف .. |
محمود ناجح |
هو انت جايب كامل بيه صدفة … ما انت جايبه علشان يشهد على الحديت فنلتزم بيه .. |
توفيق |
صح … |
علي حفني |
حسن طخ العيال دي عيارين فوقهم .. |
رد فعل حسن بطئ على غير عادته .. لكنه يخرج بندقيته و يصوبها لهم ..
كامل النجار |
لألأ .. مالوش لازمه يا كبير … |
هريدي ناجح |
استنوني بره ياالله … |
يخرج محمود و معه توفيق و النجايحة ..
محمود ناجح |
هاتسيبهم ياخدوا حقك يا حسن … |
حسن يبدو شاردا , لكن هذه الكلمة ترجع تركيزه …
هريدي ناجح |
هاتطخنا في بيتك يا كبير … |
علي حفني ينظر لمنصور ..
علي حفني |
رد يا كبير .. |
منصور (مرتبكا) |
الضيف ليه الأمان .. |
علي حفني |
شفت … كلامه زين أكتر مني … |
يهز هريدي رأسه … ينظر لأبو حديد الرحيمي , ثم يخرج من المجلس .
م /49 ل / خ
المنزل
كريمة وراء أمها .. يخترقون الصفوف لكي يخرجوا من المنزل … رجال النجايحة ينتظرونهم و يبدو عليهم الغضب …
كريمة |
في ايه ياامه ….ماشين ليه !! |
الأم |
ماخبرش … خواتك قالولي نمشي هنمشي .. |
م50 خارج منزل علي حفني ل/خ
بمجرد وصولهم يتحرك رجال النجايحة بعيدا ..
كريمة |
احنا مشينا ليه يا محمود … |
يتجاهلها محمود …
محمود |
ده عمره ماطخ حد … |
توفيق |
قال كبير قال .. |
كريمة |
كبير مين .. |
محمود |
انت مالك بحديت الرجاله يا بت … |
توفيق |
منصور بتاع المدارس يبقى الكبير .. |
كريمة(تضحك) |
منصور … |
هريدي ناجح |
حتى البت بتضحك على الكلام …ده هايبقى مسخة أهل البلد .. |
تتغير ملامح كريمة , و تتأخر عن الجميع مع ادراكها انها ليست نكتة …
م /51 ل / خ
خارج المنزل
جمهور من الناس على شكل دائرة حول حسن و خصمه في لعبة التحطيب ..
ضربات حسن قوية للغاية و كأنه ينفث فيها غضبه , يتلقاها خصمه بصعوبة …
ينهي حسن المعركة بضربة شديدة توقع خصمه أرضا في عنف …
يقف حسن في منتصف الدائرة في فخر …. منصور وسط الناس يبدو شاردا لكن أبيه يربت على كتفيه ….
يدخل شخص آخر إلى الدائرة , يبدو قويا … شخص يهمس بشئ لعلي حفني فينصرف مسرعا …. حسن يلحظ ابتعاد علي حفني …
يتبادلون الضربات لكن قوة ضربات حسن توقع بعصا خصمه على الأرض , يضربه حسن ضربة قوية تسقطه … يلتقط حسن عصا خصمه و يقذفها في اتجاه منصور الذي يلتقطها آليا لأنها متجهة نحوه …
منصور يجد نفسه محاطا بأنظار الناس و العصا في يده .. يتقدم منصور إلي منتصف الدائره .. حسن يرمقه بنظرة نارية
يلفان حول بعضهما كأنهما يدرسان قوة بعضهما …. يندفع حسن بقوة لكن منصور يفاديه
ضربات حسن قوية للغاية لكن منصور يتعامل معها بذكاء يمتص قوتها ..
يتفادى منصور ضربه لحسن ثم يلمسه بالعصا ولا يضربه بها .. ليظهر أنه فاز يهلل الجمهور فرحاً .
حسن يقف مكانه ويدور مره أخرى مستعداً لجوله أخرى .. ضرباته أقوى هذه المره .. منصور يمتص ضرباته ثانية .. حسن يبدو كالثور الهائج .. منصور يتفاداه ويوقف عصاه على رقبه حسن . يشق على حفني صفوف الناس .
على حفني |
براوه عليكوا .. سهرتوا الناس الليلة .. يالله كل واحد على داره وكل سنه وأنتوا طيبين .. |
م / 52 ل / خ
المنزل
أنصرف الناس ألا من بعض الخدم الذين يجمعون القمامه ويعيدون الكراسي لمكانها . حسن يشعل سيجاره ويبتعد عن المنزل .
على حفني |
حسن |
يتوقف حسن حتى يلحق به أخيه
على حفني |
أنت عارف معزتك عندي ولا لأ |
حسن |
طبعاً يا خوى |
على حفني |
أنت أبني أنا اللي مربيك .. أوعى تفتكر أني طمعت لمنصور في الولايه من بعدي لا |
حسن ينفث دخان سيجارته
حسن |
أنا بس خايف عليه .. مش شغلانته .. والناس متربصين لنا |
على حفني |
لو هو كان أخوى وأنت أبني .. برضك كنت مسكته مكاني |
يلتفت له حسن التفاته كامله في عدم فهم ..
على حفني |
أنا وأنت زي بعض ما نعرفش نفك الخط .. أه الدنيا قوتك وقوتني بس مش كل حاجه بتعلمها الدنيا .. أنت زي الطور .. كسبك في التحطيب إزاي ؟! |
يشير على حفني إلي رأسه ..
على حفني |
بده .. العلام بيفتح المخ .. أمال أنا علمته ليه.. أنت عايز تكون كبير على ناس صغيرين |
على حفني يمسك حسن من كتفيه
على حفني |
ولا تكون كبير على الكبار
منصور وأنت وراه هتكبروا اللي أنا عملته .. مع بعض .. و عايزك بكره تشوف حد يستاهل القتل و تخليه هو اللي يخلص عليه . |
يهز حسن رأسه
م /52 أ ل / خ
أراضي زراعيه
منصور يتبع حسن الذي يحمل بندقية على كتفه الأثنان يخترقان أراضي زراعيه كالأدعال تخفيهما داخلها .. من بعيد يظهر منزل ريفي متواضع ..
حسن يشير إلي المنزل ..
حسن |
البيت هناك أهه |
يقتربان أكثر وقبل أن تنتهي المنطقة الزراعية التي يختفيان خلفها يعطي حسن البندقية لمنصور .. منصور يصوب البندقية ناحية المنزل الذي تظهر خارجه عائله وهناك سيدة كبيره بينهم ..
منصور |
هو عمل إيه ؟ |
حسن |
كان بيشتغل مرشد مع الحكومه |
يظهر شاب من داخل المنزل لينضم إلي أفراد العائله .. حسن يشير إليه ..
حسن |
هو ده اللي هتطخه .. |
يركز منصور أكثر في التصويب وعندما يكون الشخص في مرمى البندقية يرى وجهه أنه الطيب الشاب الذي كان معه في البيجو ..
منصور
(بذهول) |
ده الدكتور .. ده كان بيشتغل مرشد |
حسن |
لا المرشد هربان وده أخوه الدكتور .. أهم واحد في عيلتهم .. علشان يبكوا عليه ويعرفوا طعم الحزن .. لو صعبان عليك نشن على قلبه يموت طوالي .. |
ينظر حسن لمنصور كي ينجز المهمة .. منصور يحاول أن يعتصر زناد البندقية ..
حسن |
صعبان عليك !!!
أنا اللي ما عايزوش يتعزب أنشن على قلبه .. طلقه واحده ويروح لحاله |
منصور في صراع لا يستطيع ويصوب بعيداً عنه .. تنطلق طلقه من منصور أخيراً ..
منصور أطلق الرصاصه لكنها أصابت السقف .. فوراً ينطلق الدكتور جرياً للمنطقة الزراعية التي خلف المنزل وكأنه يعرف أنهم يستهدفونه هو فقط ..
السيدة الكبيرة
(تصرخ) |
ولدي .. ولدي .. |
تحاول الخروج خلف أبنها الطبيب ..
يخطف حسن البندقية من منصور ويطارد الطبيب .. يشير حسن بحسم لعائلة الطبيب ألا يتحركوا ..
حسن |
أرجعي يا وليه بدل ما أطخك معاه |
يمنعها باقي أفراد عائلتها من الخروج وسط صراخها ..
منصور يتبع حسن الذي يطارد الطبيب ..
حسن يراه من بعيد .. ينشن عليه ثم يصيبه من بعيد .. الأم تصرخ ..
يصل حسن إليه يقلبه على ظهره ما زال حياً .. يطلق عليه النار ثانية في غل ..
حسن
(غاضباً) |
كان لازم تطلع تجري .. |
يصل منصور المذهول .. منصور ينظر إلي حسن المغطي بالدماء ..
حسن يبصق على جثة الطبيب .. يلاحظ حسن أن ملابسه ملطخه بالدماء ..
حسن |
هقول لاخوي إيه دلوقت .. أنت اللي المفروض تقتله .. |
جائته فكرة .. يلف حسن حول الجثة ليصبح هو في جهه ومنصور في جهه أخرى ثم يصوب البندقية على الجثة مره أخرى ويطلق النار ..
الآن منصور مغطي تماماً بالدماء أكثر من حسن .. منصور مذهول ..
م /53 فجر/ خ
أعلى الجزيرة
على الجبل
على حفني |
من وأنت صغير وأنا بجهزك تبقى الكبير .. علمتك مالعصايه للبندقه ووديتك مدارس .. بس اللي عايزك تتعلمه اليومين دول الناس بتتعلمه في سنين .. بس أنا عارف أنك قدها …………. |
منصور |
طول ماانت جنبي يا بوي هابقى قدها ….. |
على حفني |
لأ الكبير كبير لوحده … أنا بس هابقى جنبك في الأول |
منصور |
انت بجد عايزني أبقى الكبير ..أنا كنت فاكرك بتعمل كده عشان تحرق النجايحة و الرحايمة …. |
على حفني |
مش أنا اللي عايزك تبقى الكبير … انت اتكتب عليك تبقى الكبير خلاص …. أنا بموت يا منصور .. |
منصور |
تموت…. تموت ازاي … |
على حفني |
زي ما الناس بتموت.. عيان و ماليش علاج … |
منصور |
نروح لحكيم و اتنين … نسفرك بره .. |
على حفني |
لما اللي زي يقولك يا منصور انه خلاص … يبقى خلاص …. مافيش حاجة تتعمل … أنا أكتر واحد عايز يعيش يا منصور .. جنة اللي زينا في الدنيا بس و اللي جاي حساب عسير , لو ينفع أأجله هأجله … |
منصور يبدو عليه التأثر ..
على حفني |
الكبير مايحبش حاجة و لا حد للدرجة اللي تبكيه عليه .. انت لازم تبقى زي الجزيرة أقرب حد ليك على البر التاني …. |
منصور |
فاضلك قد ايه ؟؟؟ |
على حفني |
مش كتير … عشان كده مسكتك مكاني بدري و أنا عايش …عشان الناور اللي حوالينا هايطمعوا فيك من بدري .. ما ينفعش تقع يا منصور … احنا بنلعب لعبة اللي يقع فيها مالوش قومه .. |
منصور يبدو شاردا ….
منصور(فجأة) |
هانبني لك أكبر جامع في البلد …. و هاحج لك مرة و اتنين و …. |
(يقاطعه)علي حفني |
تفتكر ربنا لو شايف اننا غلط هايخيل عليه الكلام ده .. |
يتحول منصور للوجوم ….
منصور |
يعني احنا مالناش رحمة … |
علي حفني |
مالناش رحمة ليه ؟؟ مين قال ان احنا غلط .. احنا بنعمل ايه … بنوزع أفيون … مالحكومة بتبيعه في الصيدليات و المستشفيات و احنا لوبعناه نبقى تجار مخدرات !! تيجي ازاي ؟ و حالة بيع السلاح ؟؟ لو بعت سلاح يقولو عليك مجرم و لو بعت ألف تبقى وزير ….
كل واحد ليه قانونه يا منصور … و الأقوى دايما قانونه هو الصح و الكل يعمله حساب و هيبة… لازم تبقى الأقوى عشان علطول تفضل صح … |
منصور يبدو عليه الاقتناع .
م /54 ن / خ
ضفة النيل
منصور وحسن ورجال الجزيرة على ضفة النيل وسط جيش من رجالهم المدججين بالسلاح على الضفة الشرقية للنيل بينما رجال نجع عبد الرسول على الضفة الأخرى متحفزين ومدججين بالسلاح هم أيضاً .
هناك معدية يدوية رابضة على الضفة التي بها منصور ورجاله وعليها جبل من المخدرات وليس بعيداً عنها مركب كبيرة .
” المعدية اليدوية تستخدم جنازير لشدها من ضفة لأخرى بدلاً من المحركات ” .
وهناك معدية يدوية أخرى رابطة على الضفة الأخرى وعليها صندوق ضخم .
من كل ضفة تنطلق فلوكة صغيرة عليها ثلاثة أفراد .
الفلوكة من ضفة منصور عليها منصور وحسن ومحمود ناجح والشاب من الرحايمه. تتوقف جانب المعدية التي عليها صندوق . يصعد عليها منصور ومن معه .
يبتسم من يبدو قائد رجال نجح عبد الرسول .
حمدان (بسخرية) |
أهلاً أهلاً .. بالكبير ولا نقول الأستاذ منصور |
ينظر له حسن شذراً بينما لا يعيره منصور انتباهاً وهو يفتح الصندوق . الصندوق ملئ عن آخره بالمال . يحاول منصور أن يتأكد أن كل الرزم حقيقية فيخرج بعضها لكنه لا يستطيع الوصول للقاع .
منصور (لحمدان) |
عشرين مليون دول |
حمدان |
أبوك من نظرة كان يعرف الفلوس كام .. دلو تسعتاشر بس . نزلت مع أبوك مليون كمان . |
ينظر منصور للصندوق مرة أخرى ويبدو حيرة . حسن يفهم حيرة منصور وبكعب البندقية يكسر الصندوق من قاعه . يخرج رزمتين من النقود سليمتين من المكان الذي كسره فيطمئن منصور . فتحي ناجح يراقب ما يحدث في توتر شديد .
منصور يعطي إشارة لرجاله على الضفة الأخرى أن كله تمام .
هناك وفد آخر من رجال حمدان على معدية المخدرات يفحصها هو الآخر . يشيرون لحمدان ورجاله أن المخدرات تمام .
رجل من رجال منصور يرفع قفلاً كان يضعه على جنزير المعدية كيلا تتحرك . الآن يبدأ كل طرف في سحب المعدية التي على الطرف الآخر . رجال منصور يسحبون المال ورجال حمدان يسحبون المخدرات . منصور وصل لضفته مرة أخرى . الجميع يراقبون في ترقب . المعديتان الآن يتم سحبهما ناحية رجال حمدان .
يرد رجال منصور النار بالنار لكن المعديتان تبتعدان . كلما حاول أحد رجال منصور أن يتجه للجنازير يطلق عليه النار رجال حمدان .
محمود ناجح(يصرخ) |
البضاعة هتروح . . البضاعة |
حسن يطلق النار بضراوة . منصور يلتقط سلاحاً من أحد القتلى . منصور يصوب مدفعه الرشاش على الجنازير .
منصور (لرجاله) |
أضربوا الجنازير .. أضربوا الجنازير |
لا أحد يلتفت له إلا عندما يسمعه حسن ويتوقف عن إطلاق النار . ينظر له وقد أدرك فكرته ثم يصوب على الجنازير . يصوب الجميع الآن نيرانهم على الجنازير .
منصور ينطلق إلي مركبهم الرابضة في الماء . يغطيه حسن والكثير من رجالهم . ينقطع جنزير معدية النقود . يسحب رجال حمدان الجنزير الآن وقد أنفصل عن المعدية .
المعدية في منتصف النيل هائمة .
منصور أنطلق بالمركب ناحية المعدية وسط أمطار من الرصاص .
ينقطع الآن جنزير المعدية الثانية وتهيم هي الأخرى في النيل . منصور يصل إليها ويرمي هلب المركب على المعدية الأولى فيمسك بها ثم يرمي هلب المركب على المعدية الثانية لا يصيبها .. يحاول رجال حمدان أن يقتلوه وقد أدركوا ما يفعل .. رجال منصور يستبسلون في تغطيته .
يرمي الهلب مرة أخرى فيمسك المعدية الثانية فوراً يبتعد بالمركب جاراً المعديتان وراءه .. تاركاً الطرفان في اشتباك .
حسن يبتسم في فخر .
م/54 أ ل/د
منزل النجايحة
هريدي يصفع محمود على وجهه وسط رجال النجايحة … كريمة و النساء يرون مايحدث …
هريدي |
ضيعتنا … ضيعتنا .. |
محمود صامت ..
توفيق |
ماعاش اللي يضيعنا يا أبوي … لسه سلاحنا في يدنا .. نخلص عليهم قبل مايخلصوا علينا .. |
يرفع باقي الرجال السلاح في حماس ..
هريدي |
الغبي بس يا توفيق هو اللي يحارب حرب هايخسرها هايخسرها …. ولاد حنفي أكثر و أقوى مننا .. |
محمود |
كنت عايزنا نسيب الواد ده يبقى كبيرنا … |
هريدي |
اخرس انت … هو طلع كبير بحق و انت طلعت صغير زي النملة … انت اديت لعلي حفني الفرصة اللي طول عمره مستنيها عشان يخلص على النجايحة … |
كريمة(مقاطعة) |
ماتروحلهم يا بوي و تعرض عليهم الصلح .. |
محمود |
اخرسي …. النجايحة مايشيلوش كفنهم واصل .. الموت و لا العار .. |
ينظر هريدي لكريمة مفكرا …
م /56 ل / د
أمام منزل العائلة
على حفني يراقب الرجال الفرحين من وراء نافذه .
مئات من رجال الجزيرة يلتفون حول صندوقاً النقود وجبل المخدرات .
يطلقون النار في الهواء في فرحة .
بابتسامة عريضة
على حفني |
عملتها يا منصور |
منصور |
بنفسك يا بوي |
ينظر له في عينيه بجدية .. يتأملان الناس في الخارج من خلال الشباك .. يشير على الحفني إلي أولاد ناجح .. والرحايمه
على حفني |
النجايحه والرحايمه لسه فاكرين أيام هريدي وأبو حديد لما كانوا هما كبارات البلد .. بيكرهونا وبيلومونا على سجنهم بدل ما يلوموا الحكومه .. هما ميقدروش يقولوها بس بيناتهم وبين نفسيهم هما شايلنها
منصور يعني بينا وبينهم تار على حنفي الرحايمه أمرهم سهل و مش هايغدروا لو حيدناهم منصور نحيدهم ازاي ….. |
يدخل احدهم يعلن عن قدوم هريدي و كريمة خلفه تطلع إلى غرفة الحريم. منصور ينظر إليها.
يدخل هريدي و محمود و توفيق منكسي الرأس … هريدي يحمل كفنه , يبتسم علي حفني عندما يرى الكفن في يد هريدي و نظرة الانكسار في عينه …
هريدي |
اللي بتتمناه طول عمرك يا علي حصل … جيتلك شايل كفني .. |
علي حفني |
لأ مش كفاية … تغدروا بينا و بعده تتحامى في كفن .. |
هريدي |
هانتنازل عن حقنا في زرعة السنة دي .. |
علي حفني |
حق ايه انتوا مالكوش حق … النجايحة هايسلموا سلاحهم و أرضهم و هاتشتغل أجير عليها .. |
يرفع محمود و توفيق رأسهم في غضب ..
علي حفني |
أو نقتلكوا و نجيب ناس من بره يشتغلوا فيها .. أنا ماحدش في البلد هايغلطني بعد اللي حصل .. حتى أبو حديد الرحيمي … صاحبك .. |
يجز هريدي على أسنانه و يتمالك نفسه ..
ينظر هريدي لأولاده ثم يخرج مسدسه و يتركه أرضا و ينظر لأولاده كي يفعلوا مثله .. يتركون أسلحتهم ببطء..
م /57 ل / خ
منزل العائلة
يخرج على حفني ومنصور وحسن وورائهما كبير الرحايمة أبو حديد و هريدي. يتصاعد التهليل من جمهور الحاضرين مع خروج منصور . وتمطر المدافع الرشاشة رصاصاً فرحة به.
منصور يتحرك بثقة ويشير للجميع أن يهدأوا . فضل مستند على شجرة وحده يتابع بابتسامه . كريمه وفايقه وسط جمهور النساء تبدو سعيده.. يلمح منصور كريمه وهي تنظر له بفرحه وفخر .
منصور |
الكبير باللي بيعمله .. و ولاد علي حنفي كلهم كبار … كل واحد فيكوا هياخد عشر تلاف جنيه زيادة عن نصيبه .. وعلشان تزيد الفرحة الخميس الجاي هيبقى فرحي وفرح البلد كلها على فايقة بنت أبو حديد الرحيمي كبير الرحايمه . |
المتجمعون يهللون في فرحه وسعاده ..
كريمة ترمقه بنظرة تجمع بين الحزن والغضب والذهول .. يرفع منصور يده للجميع أن يهدؤوا و عينه على كريمة
منصور(و كأنه يكلم كريمة فقط) |
اللي راحو النهارده مامتوش … هيفضلوا معانا .. أهلهم في كفالتي .. لا يخافوا و لا يحزنوا .. |
لا تستطيع فايقه أن تخفي سعادتها تراها كريمه التي تقوم وتغادر المكان باكيه ..
م /58 ل / د
الفرح
منصور وزوجته فايقه.. منصور يرتدي جلابية بيضاء ويبدو متأنقاً وزوجته في ردائها الأبيض .. المهنئين والمدعوون بالآلاف في الزفه..
فايقه تبدو سعيده بينما منصور يجاهد لكي يحافظ على ابتسامته ..
موسيقى وصخب من الفرقة التي تحي الفرح ..
حسن يقترب من منصور في الكوشة و يناوله قطعة أفيون …
حسن |
حتة الأفيون اللي طلبتها أهه .. تحط حتة قد راس الكبريت تحت لسانك … أكتر من كده مش هاتدرى بنفسك و العروسة هي اللي هاتحكيلك على ليلة الدخلة … |
م 59 غرفة كريمة ل/د
كريمة تبكي في غرفتها
م /60 ل / د
غرفة نوم منصور
منصور يجلس على السرير في شرود .. تخرج فايقه من الحمام الملحق بالغرفة في خجل وهي تحمل على يدها فستان الفرح .. يتفادي منصور النظر إليها ويتجه مباشرة للحمام .. تستوقفه ..
فايقه |
منصور .. أنا عارفه |
منصور |
عارفه إيه ؟ |
فايقه |
عارفه أنك مبتحبنيش .. و ان احنا اتجوزنا علشان جوازنا كان فيه مصلحة لأهلك و لأهلي , بس أنا طول عمري بحبك و كان كل اللي بتمناه هو نظرة منك.. أنا لو مت الليلة هاموت مبسوطة … |
منصور(بوجوم) |
و أنا كمان .. |
فايقة |
لما تشوف قد ايه أنا باحبك هتحبني … أنا عارفة .. |
يهز منصور رأسه ببطء في تأكيد لما تقول .. يدخل منصور الحمام ..
فايقه ترى في الدرج بجانب السرير قطعة أفيون كبيره .. تغلق الدرج كأنها لم تراها
منصور أمام المرآه .. ببطء يضع قطعة أفيون كبيره تحت لسانه على عكس ما نصحه به حسن ثم يغمض عينه ..
م /61 ن / د
طرح البحر
منصور وسط زراعات الأفيون . هناك فتيات يشرطون زهرة الأفيون بمشاريط وسط إشراف منصور . قطرات العرق تتجمع على جبنيه .. الجو خانق وحار ..
منصور يقترب من إحداهن ويريها كيف تشرط الأفيون بالطريقة السليمة .
..
م /62 ن / د
منزل منصور
- منصور و فايقه في المنزل
م\ 63 غرفة نوم كريمه ن/د
كريمه تجلس و هي تنظر من الشباك .,وجهة نظرها لمنزل حفني
– قطع-
م /64 ل / د
غرفة النوم منصور
فائقة تغسل لمنصور قدميه .. وتدعكهم له .. يتأملها وهي تنظر له في حب
م 65 غرفة الاب ل\د
– غرفة الاب و قد جهزت كالمستشفي
-قطع-
م /66 ن / د
المنزل
منصور في الغرفة الكبيرة التي كان يحكم فيها أبيه بين المتخاصمين .
منصور في نفس وضعيه أبيه السابقة أمامه شخص في منتصف الغرفة يشتكي بعد فراغه من الحديث يشاور منصور حسن الذي يجلس بجانبه .
م /67 ن / د
غرفة النوم
منصور يتقلب في فراشه .. يفتح عينه ليرى فايقه مستيقظه على السرير حامل تترك السرير لكي لا توقظه وهي تتأمله نائماً .. تنظر له في حب ووله ..
م /68 ن / د
المنزل
زغاريد . نساء كثيرة يمررون طفل وليد من يد ليد حتى يصل إلي منصور . تتصاعد صيحات المباركة ممن حوله .
م 69 غرفة علي حفني ن/د
يصعد منصور بالطفل إلي غرفة أبيه ثم يدخل به عليه . على حفني على السرير ويبدو عليه الهزال الشديد . يده موصلة بخراطيم رفيعه لزجاجة جلكوز .
يبتسم مع رؤيته للطفل لكنه لا يستطيع أن يتحرك . يضعه منصور بجانبه ويضع يد على حفني عليه .
فضل يجلس على أرضية الغرفة في حزن .
منصور
(بتأثر) |
هسميه على يا بوي .. على الصغير |
تدمع عينا الأب من الفرحة .. منصور يقبل يد أبيه.
م /70 ل / خ
صوان
صوان ضخمه للغاية في منتهى الفخامه أمتلئ معظمها تحتل المساحه أمام منزل العائلة ..
منصور يجلس على يمينه حسن وعلى يساره أبو حديد الرحيمي كبير الرحايمه ..
حسن |
محدش من النجايحه جه |
يهز منصور رأسه بأنه أدرك هذا
أبو حديد الرحيمي |
لما كامل بيه هيجي هيجو زي الدبان |
م / 71 ل / د
داخل المنزل
النساء تتشح بالسواد .. والده منصور تبكي في حزن والنساء حولها يهدئونها .. فايقه تحمل طفلها وتهدئ أم منصور ..
كريمه تجلس وسط المعزيات .. تختلس النظرات ناحيه فايقه وطفلها ..
فايقه تلمحها وتتلاقي أعينهما لكن كريمه تنظر بعيداً ..
تتحرك فايقه وتتجه ناحيه الكرسي الفارغ بجانب كريمه التي تتحاشى النظر إليها ..
تجلس فايقه بجانبها .. على الصغير يصدر صوتاً طفولياً بريئاً يجعل كريمه تنظر له .. لا تستطيع كريمه أن ترفع عينها عنه .. يبدو بريئاً للغايه .. تنظر له في حزن وكأنه تنظر لما كان مستقبلها سيبدو من خلاله ..
فايقه |
شبه أبوه |
تهز كريمه رأسها ببطء وهي تتأمل على الصغير .. يتجشأ فتبتسم كريمه ..
فايقه |
أنا مخدتوش منك |
تختفي الابتسامه من على وجه كريمه وتنظر لفايقه بجمود ..
فايقه |
أنت لسه بتحبيه !!! لو عايز يتجوزك أنا موافقه |
تنظر لها كريمه نظره ذات مغزى
كريمه |
أنا مخونش |
فايقه |
وأنا مخونتش .. لا أنا كنت أقدر أقول لأ ولا هو حتى كان يقدر يقول لأ .. ولو حب يتجوزك دلوقتي برضه مش هقدر أقول لأ .. |
كريمه(باتهام) |
ما تخفيش مش أنا اللي آخد واحد حته منه مع واحده تانيه .. |
تقوم كريمه وتجلس بعيداً عنها ..
م /72 ل / خ
صوان
يقوم منصور من مكانه ويتجه إلي آخر الصوان حيث فضل يبكي بحرقه شديده .. يجلس بجانبه ويضع يده حوله ..
تظهر شاحنه عند باب الصوان ترجع بظهرها .. تغلق باب الصوان تماماً .. يلاحظها منصور خاصه عندما يخرج منها سائقها .. يقف منصور ..
تنهمر أمطار من الرصاص من كل مكان حاصده كل من في طريقها .. يرتمي فضل فوق منصور ليحميه ..
صوت المقرئ يتحول من القرآن إلي تأوهات أصابته ..
يتهتك قماش الصوان من غزاره الرصاص .. يظهر من يضربون من خارج الصوان من خلال القطع في القماش أنهم أولاد ناجح محمود وتوفيق ورجالهم ..
يهرب منصور وحسن مع الكثيرين من خلال القماش المتهتك .. يتبادلون أطلاق النار مع أولاد ناجح ..
م /73 ل / د
منزل منصور
محمود ناجح يدخل منزل منصور برشاش في يده .. تصرخ النساء في هستيريا ..
تصرخ نساء كانوا منبطحين على الأرض كلهم يرتدون ملابس العزاء السوداء .. بمجرد أن يروه يصرخون ويخرجون من الغرفة إلي خارج المنزل في هستيريا ..
يلمح محمود أخته كريمه الذاهله ..
كريمه |
محمود !! في إيه ؟!! |
محمود |
إيه اللي جابك هنه .. اهربي |
يدفعها بعنف ..
يبحث محمود بعينه وسط النساء حتى يرى أم منصور …. يتجه اليها …
محمود |
ابن منصور فين … |
الأم (تصرخ) |
اهربي يا فايقة … |
يطلق عليها النار و يرديها قتيلة ….
م 74 غرفة منصور و فايقة ل/د
يدخل غرفة بعد الأخرى باحثا عن فايقة …
يجدها في غرفة النوم … يلمح وراءها سرير … تشعر أنه رآه فيبدو عليها الرعب , تقف في طريقه فيضربها بكعب البندقية و يتجه لسرير الطفل , تقف و تتعلق به لتمنعه , يدفعها بعنف , تقع لكنها تقوم مرة أخرى .. يطلق عليها النار …
يتجه لسرير الطفل و يبعد الغطاء الشفاف الذي عليه و هو يصوب ناحيته مدفعه الرشاش …
م /75 ل / خ
أمام منزل منصور
اطلاق نار داخل منزل منصور , يسمعه منصور …
منصور يلاحظ أن منزلهم المختفي وراء الصوان قد أخترقته مئات الرصاصات .. ويسمع أصوات رصاص بالداخل ..
منصور
(يصرخ) |
الكلاب …. |
يطلق رصاصه بغزاره ناحيه النجايحه لكنهم أكثر منهم .. يلمح محمود ناجح وهو يخرج من المنزل أصوات أبواق سيارات الشرطة تقترب ..
يستمر أطلاق النار مع أنسحاب النجايحه .. يتسلل منصور للمنزل ووراءه فضل ..
م /76 ل / د
المنزل
منصور |
أمه .. فايقه .. |
الرصاص أخترق حوائط المنزل .. يدخل غرفة الحريم ويرى جثة أمه ..
فضل ينحني على جثه الأم .. فضل يبكي بينما منصور مصدوم ..
– صوت اشتباك الشرطة مع المسلحين خارج المنزل , و أصوات الضباط تأمرهم بتسليم السلاح ….
م /77 ل / د
غرفة النوم
منصور
(يصرخ) |
فايقه |
يرى منصور فايقة وسط دمائها …. يحتضنها …. يسمع لها أنينا ..
منصور |
فايقه … الواد فين … الواد فين يا فايقة .. |
تشير بضعف …
فايقه (تهمس) |
متخافش على الواد … |
منصور |
هو فين !!!! |
فايقه |
اديته للي بتحبها , هي الوحيدة اللي كانت تقدر تهرب بيه |
تتسع عينا منصور .. صوت اقتحام الشرطة للمنزل ..
فايقه |
كريمة…. أنا عارفة انك بتحبها , و انك عمرك ماحبيتني … |
منصور |
ماتقوليش كده … |
فايقه |
مش زعلانة يا منصور , احنا مابنختارش نحب مين … أنا ماخترتش أحبك , و انت ماخترتش تحبها .. |
منصور |
انت مرتي و أم ابني … |
فايقة |
و مش أي حاجة تانية .. وده كفاية .. أنا أتمنيت ليله معاك , عشت معاك سنة … |
منصور |
كانت أحلى سنة في حياتي …. |
فايقة
(تبتسم) |
اللي متأكده منه أنها كانت أحلى سنه في حياتي أنا … خد بالك من الواد .. |
تنتفض , ثم تسلم الروح … يحتضنها منصور بشدة …
تدخل قوات الشرطة مصوبين أسلحتهم لمنصور ..
م 78 أرض زراعية ل/خ
كريمة تجري و معها ابن منصور رضيعا
م /79 ل / د
قسم الشرطة
صالة كبيرة للغاية يفترش على يمينها أولاد حفني المقبوض عليهم … و على يسارها أولاد ناجح المقبوض عليهم ….. حولهم أفراد من العساكر ..
أيدي الجميع في الكلبشات , و هناك جنزير واحد يربط كل عائلة بأفرادها ..
منصور يرمق أولاد ناجح بكره شديد ..
محمود ناجح يشعل سيجارة و ينظر لمنصور بتشفي .. ينفخ في عود الكبريت في استهزاء ..
حسن |
هاطفيهالك في عينك بعد ما أخزقهالك .. |
يضحك محمود و النجايحة ..
محمود |
خلاص يا حسن كلامك كان يخوف امبارح .. بس النهارده بيضحك .. |
يقوم حسن فيجر الجنزير الذي يربطه بالآخرين , يقترب منه عساكر الشرطة …..
و يهدأه رجال عائلته … يقترب رجال الشرطة و يكادوا يضربوه , لكن منصور يهدأه فيهدأ …
محمود |
أستاذ منصور اللي ما بيحبش يلبس جلاليب زي أهله هو اللي بيهديه …. يمكن لو كنت شفت أمك و هي بتعيط و أنا باطخها , و لا مرتك و أنا باقسمها اتنين … كنت قلبت راجل .. |
يقوم منصور كالثور الهايج ووراءه حسن و أفراد عائلته …. يشدون ورائهم الجنازير
يقوم النجايحة هم الآخرون ..
منصور |
كلاب .. تغدروا وأنا مديكوا الأمان .. |
محمود |
ما أبوك غدر بهريدي وأبو حديد وهما مدينله الأمان |
يهجم العساكر عليهم و يشدونهم من الجنازير ليمنعوهم من الاقتراب من بعضهم , لكنهم لا يهدأون … طلقات رصاص ….. يتوقف الجميع … انه رشدي وهدان على باب القسم …
– نهاية فلاش باك –
م /80 ل / خ
سيارة المراقبة
صورة رشدي وهدان على شاشة لاب توب بملابسه العسكرية , بجانبها صورة صغيرة لمنصور , تحتها مكتوب ان رشدي هو الضابط الذي قبض على منصور …
طارق ورجاله في موخره بوكس شرطه .. كلهم يرتدون ملابس مموهه ويفحصون بعض الكاميرات الصغيرة .. طارق يتكلم على تليفونه المحمول ..
طارق |
أنت اللي قبضت عليه يا رشدي |
رشدي |
كان ليه الشرف أني أكون أول واحد يقبض عليه |
طارق |
ومقولتليش ليه من الأول |
م /81 ل / خ
الجزيره / ضفاف النيل
شارع هادئ تماما , رشدي و طارق يسيران باتجاه ضفة النيل … هناك قارب مطاطي صغير ينقل فيه رجال طارق معداتهم من البوكس ..
– عواد يشعل سيجاره داخل سياره رشدي .. ويراقب رشدي وطارق وهما يبتعدان ..
رشدي
(يبتسم) |
مش الاوامراللي عندك أنك ما تخدش معلومات من أي حد من المديرية .. أنا سيبك تمشي زي ما الكتاب ما بيقول |
طارق |
بس أنت ليه قبضت على ولاد حفني مع أنهم هما اللي أتقتلوا |
رشدي |
عايز الروايه الرسميه والا الحقيقية |
طارق |
الأثنين |
رشدي |
الرسميه أنهم كانوا مشتبكين مع بعض عملوا شغب فقبضنا على كل اللي معاهم سلاح |
طارق |
والحقيقة |
رشدي |
عضو مجلس الشعب ساعتها كامل النجار كان أتفق مع النجايحه عليهم فبإتصالاته جاتلنا أوامر نقبض عليهم على أساس أنهم خطر على الأمن العام |
طارق |
أمال منصور طلع إزاي من السجن ؟! |
رشدي |
النيابة أفرجت عنه مكنش معاه حتى سلاح لما قبضنا عليه .. عمه حسن خد أربع سنين هو وكل اللي كان معاهم سلاح ..
طارق |
عمل إيه بعدها |
رشدي |
طلع الجبل للمطاريد |
طارق
(يفكر) |
يبقى لازم أقعد مع حد مالمطاريد |
رشدي |
أنت نسيت أنهم خارجين عن القانون .. هتقعد معاهم إزاي |
يتوقف طارق مفكراً ..
طارق |
أنا شالله أطلع لهم الجبل |
رشدي |
لا لا ملهاش لازمه .. عدى عليه بعد ما تخلص هقعدك مع واحد منهم مسجون .. |
يصلون إلي المركب المطاطي على النيل ..
م /82 ن / خ
الجزيره حول منزل منصور
المكان ساكن لا أحد يتحرك إلا حارسان برشاشات أمام المنزل ..
بمجرد التفاتهما بعيداً تتحرك أغصان شجر .. أنه طارق وفريقه ..
أمير |
هي البلد دي مفيهاش حريم |
خالد |
وحشوك ولا إيه |
أمير |
واحشني من زمان.. احنا إضحك علينا .. أنا دخلت كليه شرطه علشان فاكر البنات بتجري ورا الضباط |
خالد |
هما فعلاً بيجروا .. بس بيجروا منهم .. بقينا بنخوف يا أبني |
طارق |
أنت أكيد أحسن من اللي دخل الكليه علشان يفيم العربية ومايطلعش رخص .. |
خالد |
لا يا أفندم أنا دخلت كلية شرطة علشان الوطن أولاً .. وبعدين أفيم العربية وماأطلعش الرخص .. |
أمير |
وأنت دخلت الكليه ليه يا أفندم .. |
خالد |
طبعاً علشان يبقى زي أبوه .. اللواء فؤاد بسيوني |
يصمت طارق في وجوم ..
خالد يضع الآن أحدى الكاميرات أمام باب منزل بينما يثبت كل واحد منهم الكاميرات في أماكن أخرى متفرقه .
تظهر مجموعة من رجال منصور يضحكون .. أنهم متجهون إلي الناحيه التي بها خالد يشير أحد رجال طارق إليه .. طارق يهمس في ساعته ..
طارق |
خالد في ناس جايه ناحيتك |
يلتفت خالد ويراهم لكنه لا يستطيع الرجوع مكانه لأنهم سيروه يتراجع فلا يراه طارق ..
طارق ورجاله يشهرون أسلحتهم فرجال منصور يقتربون وسيرون خالد وعندها ستحدث المواجهه ..
يعبر رجال منصور في المكان الذي به خالد .. لحظات عصيبه تتوتر بها أعصاب فريق طارق ..
طارق
(هامساً) |
خالد |
لا شئ يحدث .. يكمل رجال منصور طريقهم في ضحك ..
طارق |
خالد أنت فين |
خالد ينزل من شجره كان تعلق بها واختفى داخلها ..
خالد |
مش كنت عايزني أركب الكاميرا في حته عاليه |
يتنفس طارق الصعداء عندما يرونه مره أخرى ..
م /83 ن / خ
سياره المراقبه
طارق وإيهاب داخل سياره المراقبه المليئه بالشاشات والأجهزه الحديثه .. كل شاشة تظهر زاويه لمنزل منصور ..
طارق يشير إلي شاشه تظهر غابة القصب ..
طارق |
أنا عايز أشوف ورا القصب ده |
يضغط إيهاب زراً تقترب به الصورة أكثر من القصب ..
إيهاب |
ده أخرى .. كان لازم تحطو الكاميرات أعلى من كده .. |
يبتسم طارق ..
يلاحظ أيهاب على أحدى الشاشات منصور ومرغني يخرجوا من منزلهم ..
المراقب
(في لهفه) |
منصور أهو .. مين اللي معاه ده |
طارق |
قرب منهم و صورهم …. |
يضغط المراقب على زر فتقترب الصورة أكثر .. الكاميرات مخفاه في أعلى المنزل الملاصق للسيارة والذي يطل على النيل والجزيرة بوضوح .. طارق مركز تماماً الصورة بها منصور وفضل يتكلمان بالإشارة ..
المراقب |
أكيد بيتفقوا على مصيبة جديدة .. |
منصور يسلم على مرغني مع استمرار أخذ لقطات فوتوغرافية لهم من الكاميرات الموضوعة حول المنطقة .
طارق |
اعرف لي مين الراجل ده … شكله مش مصري .. ممكن يكون سوداني .. كلم حد من بتوع التحريات هناك … |
يلتفت منصور ناحيه أحدى الكاميرات وينظر لها مباشرة .. يتأنق منصور ويعدل من هندامه في سخريه وكأنه أمام مرآه ..
إيهاب |
هو شايف الكاميرا !!! |
يغطي منصور رأسه بتلفيحه ثم يدخل المنزل ..
طارق |
استحاله |
إيهاب |
ده بص ناحيتها |
يخرج منصور من المنزل بتلفيحته ويبتعد عن المنزل
طارق |
تابعه |
يظهر نسخه من منصور بنفس التلفيحه على شاشة أخرى ..
إيهاب |
مين ده ؟!! |
طارق |
تابعهم الاتنين .. |
يظهر منصور آخر ثم آخر .. كل شاشة عليها منصور ..
يسند طارق وإيهاب ظهرهما على كرسيهما في استسلام ..
طارق |
عارف أن أحنا بنراقبه .. |
تقاطعه طرقات على باب السيارة الخلفي .. ينظر طارق متسائلاً عمن يطرق لكنه يشير له أنه لا يعرف ..
م 84 خارج سيارة المراقبة ن/خ
يفتح طارق الباب ليجد أمامه منصور بتلفيحته التي تخفي وجهه وسط أثنين من رجاله يكشف منصور وجه لطارق ..
منصور |
نجيبلك شاي يا طارق بيه |
ينزل له طارق
طارق |
متشكرين يا منصور |
منصور |
هي الداخليه أشتكت مننا .. دي طول عمرها ناسينا إيه اللي فكرها بينا دلوقت |
طارق |
هو أنت مسمعتش عن القطر اللي وقفوه عندكوا |
منصور |
سمعت أن كل اللي كانوا فيه خرجوا سلام .. القطره اللي عندكوا أنتوا محدش بيخرج منها سليم .. |
طارق |
ياه ده اللي وقف القطر عمل عمل خدمه للبلد وأنا مش واخد بالي .. |
يتبادلان نظره تحدي
منصور |
أنت عايز إيه يا بيه |
طارق |
وقفت القطر ليه ؟ |
منصور |
لو فيه بلاغ واحد أني وقفت القطر أنا أسلم نفسي أنهارده قبل بكره .. |
طارق(بسخرية) |
أكيد طبعاً هتسلم نفسك !!أنا فعلا أسمع ان انت مثال لاحترام القانون. |
منصور |
أحنا كلمتنا واحده يا بيه |
طارق |
في تاجر مخدرات وسلاح كلمته واحده .. |
منصور |
صحيح أنا تاجر قصب يا بيه .. بس ده ما يمنعش أن ممكن يبقى فيه تاجر مخدرات وسلاح وكلمته واحده .. |
طارق |
تيجي إزاي دي يا منصور .. |
منصور |
معلش يا بيه نسيت .. صعبه على غريب يفهمها دي .. بالأذن .. |
يتراجع منصور للوراء بينما يظل رجاله بينه وبين طارق
منصور |
ما تؤمرش بحاجه |
يتابعه طارق بعينه حتى يختفي
طارق
-شيلوا الكاميرات
وجهه نظر الشخص الذي يراقب منصور الآن من داخل منزل مهجور … يعبر أمامه منصور ..
منصور بدون أن يلتفت ..
منصور |
أزيك يا رشدي بيه |
يلتفت منصور إلي حيث يراقبه رشدي من داخل المنزل ..
م /85 ن / خ
منزل مهجور
رشدي |
ابعد عن طارق يا منصور … |
منصور |
هو مش قريبك …. ماتوعيه |
رشدي |
لو مسيت شعره منه أنا اللي هقتلك.. |
منصور |
شعر ايه و دقن ايه يا بيه .. ده انت قريبك قريبنا … |
رشدي |
متقربلوش تاني يا منصور …. |
منصور(بسخرية) |
هشوفك تاني ازاي يا بيه … انت بقيت بتوحشنا .. |
يبتعد رشدي ناحية سيارته ثم يلتفت لمنصور ..
رشدي |
هدي اللعب شويه أحسن لك … |
– فلاش باك-
م /86 ل / د
غرفة استجواب / قسم شرطة
رشدي |
مش هتتهدوا يا منصور |
منصور |
هما اللي قتلونا يا بيه |
رشدي |
ما أنتو طول عمركوا بتقتلوا بعض .. هي الداخليه بتتدخل في التار |
منصور |
بس أحنا رجالتكوا |
رشدي |
كان زمان .. النجايحه هيعملوللنا اللي أحنا عايزينه .. هما اتفقوا مع كامل النجار عليكوا أنا مش عايز دوشه .. أنا هنا علشان مفيش حاجه تطلع فوق ولو حكمت هصفيكوا بنفسي .. أنا بكلمك أنت علشان كبير ولاد حفني أنسى التار والهجص ده .. |
يمد له منصور يده
منصور |
حط الكلبش في يدي .. ما بيناش حديت .. |
رشدي |
بلاش يا منصور |
منصور |
لو هتقتلني أقتلني .. أنا أحسن لي أموت لو مخدتش بتاري .. رجعني زنزانتي .. |
رشدي |
أرجعك وسط رجالتك علشان تطلعولي مع بعض رباطيه .. لا أنا هطلعلك بس لوحدك .. طالما مش عايز تتعاون خلي النجايحه يخلصوا عليك ..هما طالعين كلهم …. ما انتوا حتى مش راضيين تتهموهم بالقتل … |
م /87 ن / خ
خارج القسم
منصور يخرج من القسم ويبتعد و خروج النجايحة
رشدي وهدان ينفث دخان سيجارته وهو يراقبه من شباك داخل القسم ..
VO
صوت وكيل النيابة و هو يقرأ قرار الإفراج
م /88 ل / خ
منازل أولاد ناجح
منصور الملثم يتسلل من سطح منزل إلي آخر .. يتوقف فوق منزل كريمه .. يقفز إلي حيث شرفتها .. لا يستطيع أن يرى أو يسمع شيئاً ..
يطرق بخفوت على الشيش .. دقيقة تمر ولا شئ يحدث ثم تفتح كريمه الشرفه .. يختبئ وراء الشيش إلي أن يراها ..
يضع يده على فمها ليمنعها من الصراخ .. تراه أخيراً فتهدأ ..
منصور |
الواد … |
كريمه |
لو شافوك هيقتلوك .. بيدوروا عليك .. |
منصور |
ولدي فين |
كريمه |
ما تخافش في الحفظ والصون .. |
منصور |
عنديكو ؟؟؟ |
كريمه |
أنا كريمة يا منصور …. فاكرني حبيبتك… |
ينظر لها منصور و لا يرد …
كريمة |
نسيتني |
لحظة صمت .. ينظر اليها منصور ..
منصور |
مش وقت الكلام ده …عايز أشوف ابني |
كريمه |
مش في البيت هنا .. محدش يعرف أنه معايا
متخافش أنا واخده بالي منه زي ما أكون أمه وأكتر .. |
منصور ينظر لها باستنكار ..
منصور |
ملكيش دعوه بأمه |
كريمه
(بإحباط) |
قصدي أنه في عينيه |
صوت توفيق على باب غرفتها ينادي عليها ..
منصور |
لو غبت تقدري تراعيه |
تغرورق عيناها بالدموع
كريمه |
ولدك يا منصور .. محدش يقدر يمسه طول ما أنا عايشه .. |
توفيق يدخل غرفتها ويتجه ناحيه الشرفه ..
ينظر لها منصور ثم يتسلق لأسفل ..
كريمه
(تهمس) |
كفايه دم .. ما تبقاش زيهم .. |
منصور |
دم مين .. الدم خلص خلاص عندنا… الدم عندكوا .. |
ينظر منصور بعيداً عنها ويختفي .. يدخل توفيق إلي الشرفه
تمسح كريمه عيناها في سرعه وتغير من وجهها الحزين ..
توفيق |
بنده عليكي بقالي ساعه .. |
تلتفت له كريمه ثم تحدق فيه بغضب وعيناها تلمعان .. تدخل وتتجاهله ..
م /89 ل / خ
منزل العائلة
منصور يتأمل المنزل من بعيد وهو متخفي .. المنزل أصبح مهجوراً وملئ بآثار طلقات الرصاص ..
هناك رجلان مسلحان أمامه ..
م\90 خارج المنزل ل\د
منصور يحفر خارج المنزل ليخرج صندوق خشب به تقود, احد الحراس يسمع صوت يقترب من مكان منصور و يشهر سلاحه و لا يجد احد غير الصتدوق مفتوح و به نقود يبتسم
يظهر من خلفه منصور و يقتله
-قطع-
م /91 ن / خ
الجبل
منصور يبدو عليه الأنهاك . ملابسه مغطاه بالتراب .. يمشي الآن في وادي بين تلتين كبيرتين .. رصاصه تصيب صخره أمامه .. ينظر حوله لا أحد ..
صوت |
مين هناك |
لا يستطيع منصور تحديد مكان الصوت
منصور |
منصور حفني |
هنيهه ثم يرد الصوت
الصوت |
أخلع جلابيتك .. |
يخلع منصور جلابيته .. صوت صفاره .. يظهر رجل ملتم من وراء صخره قريبة .. ثم يظهر آخر كان وراء صخره في التل الأيمن .. يظهر آخرون كأن الصخور انشقت عنهم .. يرتدي منصور جلابيته مره أخرى .. يقترب منه ملتم من صوته نعرف أنه شديد ..
شديد |
طالع الجبل من غير سلاح .. |
منصور |
أطلع بسلاح لو قاصد شر |
ملتم |
لو قاصد شر نقتلك أنت وكل راجل في عيلتكو |
منصور |
سبقوكوا النجايحه |
يلصق شديد بندقيته برأس منصور .. في نفس الوقت الذي يقترب منه أكبرهم سنا .. أنه جمعه كبير المطاريد ..
جمعه |
وحاطين على رأسك ميت ألف جنيه .. وطى البندقه على صدره علشان لما نبعتلهم رأسه يعرفوه .. |
منصور ( يضحك ) |
ميت ألف جنيه .. مش عارف أزعل أكتر من أنهم قتلوا أهلي ولا أنهم هيخلوكوا تقتلوني علشان ميت ألف جنيه |
جمعه (بتهكم) |
هتدفع أكتر إياك |
يضحك شديد وهو يصوب البندقية إيذاناً بقتله .
منصور |
وهتفرق إيه ميت ألف جنيه من مليون وانتوا في الجبل .. |
شديد |
لمض قوي يا جمعه .. أنا هضربه في خشمه |
يصوب شديد البندقية على فم منصور ..
منصور |
أنا مش بعرض عليكوا فلوس أنا بعرض عليكو الأمان .. أنا بعرض عليكوا تنزلوا تعيشوا في الجزيرة زي كل الناس تتجوزا .. تزرعوا تعملوا ما بدالكوا |
منصور سرق تركيز الجميع .. أنه يداعب حلمهم الأكبر .. شديد ما زال متشوقاً لأن يرديه قتيلاً .. ينظر لجمعه كمن يأخذ أذن أبيه ..
شديد |
هقتله يا جمعه |
يتجاهل جمعه شديد ..
جمعه |
إزاي |
منصور |
إزاي دي بتعتي أنا .. سلموني نفسكوا |
شديد |
هي بالساهل كده سلموني نفسكوا .. أنت فاكرها غازيه هتسلمك نفسها .. أطخه يا جمعه |
جمعه |
لو ما قتلناكش دلوقت هتضيع علينا ميت ألف جنيه .. |
منصور |
ولو قتلتني هتضيع فرصه أنكو تعيشوا تاني زي البني آدمين .. |
جمعه |
كلامك زين .. بس كل الناس والبندقه على رأسها بيبقى كلامها زين .. |
يخرج منصور من ملابسه 100 ألف جنيه ..
منصور |
تفتكر أنا معرفش موضوع الميت ألف جنيه .. أنا مجيتش هنا تايه .. |
جمعه ينزل بندقيه شديد ..
جمعه |
لو في نيتك تتعارك مع النجايحه هتحتاج سلاح كتير ومحدش هيبيعلك هنا .. حتى حمدان ورجاله نجح عبد الرسول باعلهم النجايحه محصول السنه الجايه بخس علشان يبقوا في صفهم ولو شافوك هيقتلوك .. |
منصور |
أمال أجيب سلاح منين |
جمعه |
الأرهاب خلي الحكومه تدقق على السلاح .. مبقاش بيتباع في مصر كلها .. بقى بيتجاب مالسودان .. |
فوتو مونتاج
[ أغنية تعبر عن مشوار البطل ]
م/92 ن / د
منزل في الجزيرة
تفتح سيده المنزل لكريمه .. تسلل وتتأكد أنه لا أحد يراها .. تدخل كريمه غرفة بها الطفل وتحتضنه بحنان ..
– تحمله السيده وتضعه بجانب رأس كريمه وكأنها تقارن بينهما .. يبدو عليها أنها تظن أن الطفل يشبه كريمه .. تضحك كريمه في أحباط ..
م /93 ن / خ
السد العالي
منصور داخل سياره أجره يعبر جنوباً ويرى السد العالي ..
م /94 ل / د
غرفة
تعطي كريمه نقوداً للسيده ثم تدخل الغرفة ..
كريمه تدخل إلي الغرفة .. الطفل في يد سيده أخرى يبكي .. تأخذه كريمه منها فيتوقف عن البكاء .. تتأمله وكأنها ترى فيه منصور ..
م /95 ل / خ
بحيره السد العالي
منصور داخل مركب وسط بحيره السد اللامتناهيه المساحة . معه خمسه آخرون وسائق في آخر المركب على الموتور ..
م /96 ن / د
غرفة
كريمه تداعب الطفل وتعطيه ببرونه .. تنظر له بحب وحنان ..
نهاية فوتومونتاج
م /97 ن / خ
بحيرة السد
يوقفون موتور المركب ويطلبون من الجميع التزام الصمت والانبطاح من بعيد يرون نور خفر السواحل .. لحظات ويبتعد الضوء فيهدأ الجميع .. ينطلق المركب مره أخرى ..
منصور يغالب عيناه .. ينام ..
م /98 ن / خ
النيل / السودان
المركب وصل إلي شمال السودان .. الأراضي الزراعيه أكثر أخضراراً وهناك أكواخ مكان المنازل .. الأطفال الأفريقيون في النيل .. منصور يفتح عينه على المنظر الغريب عليه ..
م /81 ن / خ
سوق / سودان
منصور وسط سوق . شجارات وكلام بلهجات لا يفهمها منصور .. يسأل شخص عن شئ ولكنه لا يعييره انتباهاً يسأل آخر فيشير إليه ناحيه اتجاه ..
م /82 ن / خ
سوق السلاح
الأرض مفروشه بالاسلحه وبجانب كل فرشه شخص أو أثنان يبدو عليهم الفقر المدقع .. مسدسات .. مدافع رشاشه على اختلاف أنواعها حتى القنابل اليدويه .. والأر بي جيه .. يبدو على منصور الانتشاء مع رؤيته هذا المنظر ..
يقترب منصور من فرشه أمامها مدافع رشاشه .. يمسك منصور المدفع ويتفحصه .. من الواضح أنه يعجبه .. يشير له البائع أن يجربه لكنه لا يفهم فيأخذه منه ويضغط على الزناد لتنطلق دفعه طلقات في الهواء تفزع منصور ..
منصور |
بكام |
البائع |
بميت ألف |
تتسع عينا منصور ثم يبدو عليه التفكير
منصور |
بكام مصري .. |
البائع |
بألفين .. |
يشير منصور لصديري مضاد للرصاص…
منصور |
و دي .. |
البائع |
بألف.. |
منصور |
لو هيتسلموا في أسيوط |
البائع |
أربعة البندقية و ألفين الصديري … |
منصور |
عاوز ميتين حته |
يأخد البائع السلاح منه ويضعه مكانه .
البائع |
أكثر من عشره تيجي لمرغني بالليل |
يحاول منصور أن يناقشه لكن البائع ينتقل بالحوار للمشتري الذي يليه .
م /99 ل / خ
قهوه
المكان معبأ بدخان شجره صغيره محترقه ..
رواد القهوه يكادون أن يموتوا من الضحك .. يشاهدون أحدى محطات التليفزيون السوداني ..
منصور يصل ويسأل شخص يشير له أين يجلس مرغني ..
يجلس منصور أمامه .. مرغني يضحك بشده .. يسعل منصور من دخان الشجرة ..
منصور |
عايز متين آلي |
مرغني |
أنت اللي عايزهم في أسيوط |
يضحك وهو يشاهد التليفزيون يهز رأسه رافضاً ..
مرغني (يكمل) |
مينفعش |
يلتفت منصور إلي التليفزيون أنها نشره أخبار ينظر حوله ثانيه الجميع يشاهدونها كأنها مسرحيه ينظر منصور للشجره والدخان المبعث منها وقد أدرك أنها المسئوله ..
مرغني |
الرجاله التي بتهرب البضاعه لأسيوط هيبلغوا النجايحه وتجار نجع عبد الرسول بأي كميه سلاح ولمين وساعتها هتستلم الرصاص بس .. هتستلمه في جتتك .. |
منصور |
أنت تعرف النجايحه |
مرغني |
النجايحه وحمدان وأبوك .. والحكومه .. |
منصور |
وأنت بتقولي ليه ما أنت أحسنلك تبيع وخلاص |
مرغني |
أنا مابعش وأغدر |
ينظر له منصور وهو غير مقتنع ..
منصور(بسخرية) |
إيه الأمانه دي !! |
مرغني |
لو طلعت عليا سمعة اني باغدر .. تقدر تقول الشغل هايقل … و بعدين ما انت تاجر مخدرات و اللي بيته من ازاز … |
ينفجر مرغني من الضحك و يبتسم منصور..
يضحك مرغني والكل مره أخرى
منصور |
إيه الشجره دي |
مرغني |
شجره بنجو .. بنولعها علشان تطرى القعدة |
يلتفت له منصور ثانيه
منصور |
يعني أنت ممكن تسلملي السلاح بس هنا |
مرغني |
بس هتعمل بيه إيه |
منصور |
ههربه إنشالله سلاح سلاح |
ينظر له مرغني وقد أكتسي وجهه جديه و هو يفكر …
م /100 ن / خ
صحراء
صحراء قاحله لا أثر للحياه فيها ..
V.O
مرغني |
في طريقه واحده . بس هتبقى كأنك بتلعب ملك وكتابه على حياتك .. |
تظهر من وراء تل سياره نقل كبيره .. فوقها حموله أكبر من حجمها ثلاث مرات .. أطارات السيارة نصف مفرغه لكي لا تغرز .. السيارة سريعه مقارنه بحجمها وتترك ورائها سحابه من الرمال ..
V.O
مرغني |
في عربية بتطلع كل ليله بتاخد طريق الصحراء بتهرب سلاح ومخدرات وناس |
سودانيون مربوطين إلي حموله السياره مثلهم مثل البضاعه .. منصور ربط نفسه هو الآخر .. يضع يده حوله من البرد .. يمد يده لحقيبه صغيره ويخرج منها الصديري المضاد للرصاص ويرتديه ..
V.O
مرغني |
أربع أيام ما بتقوفش غير لما توصل |
منصور والسودانين يبدون مرهقين للغاية .. أحدهم يتبرز من مكانه ..
مرغني |
ده لو وصلت |
م /101 ن / خ
الجبل
جمعه ورجاله يأكلون خلف صخره كبيره تخفيهم عن الأشجار ..
تفزعهم دفعات من مدافع رشاشه .. ينتفضون كل منهم إلي سلاحه ثم ينظرون إلي مصدر الصوت ..
تتسع أعينهم مع أكتشافهم أن مصدر الصوت هو منصور أسفل الوادي يحمل على كتفه العديد من الرشاشات .. في يديه اليمنى واليسرى رشاشات يطلق منها النار يبدو منهكاً وقذراً ..
م /102 ن / خ
زراعات قصب
مساحات مهوله من القصب
ثلاثة شباب ذقونهم لم تحلق منذ شهر ويبدو عليهم الأهمال يجلسون داخل دائره من القصب المكسور يتأمل أحدهم جريده وبها صور لهم ومكتوب تحتها الأرهابين والآخر يحلق ذقنه بموس دون معجون يمص أحدهم قطعة قصب يسمع أخر صوتاً فيلتقط مدفعه الرشاش
الشاب |
مين |
يظهر له أحد المطاريد الملثمين أمامه وقبل أن يصوب عليه بنقديته يطلق عليه آخر النار من وراءه .. أنه منصور .. يحاول الشابان الأخران الوصول لسلاحهم لكن يرديهم المطاريد قتلى ..
يخرج شاب من كهف من الجبل .. ينظر يميناً ويساراً. يتجه وراء صخره ويجلس على الأرض ليقضي حاجته ..
بمجرد جلوسه يرى على مستوى نظره شخص ملتم جالس على ركبته وراء صخره أخرى أمامه .. وكأنه كان منتظراً له في هذا المكان. ينتفض مذعوراً لكن منصور من وراءه بسكين يقتله ..
يدخل منصور والمطاريد الكهف الذي خرج منه الأرهابي . يفاجأ ثلاثة من الأرهابيين ببنادق آليه مصوبه لرؤسهم . يستسلمون .
المطاريد يقيدون الأرهابيين .
أحد الأرهابين |
أحنا حربنا مع الحكومه .. مابيحكموش بشريعة ربنا … |
منصور |
الكلام ده تقولوه في جرايد المعارضه .. إنما أنا عارفكو كويس أنت مش حشاش يا أبن أبو إسماعيل |
أبن أبو أسماعيل (الأرهابي) |
هو الحشيش حرام |
منصور |
لا حلال زي قتل السياح بالضبط .. |
منصور يضع قطعة قماش في فم الأرهابي ليسكته ..
منصور |
لو سيبتك تتكلم مش هسلمك عايش |
أحد الأرهابيين |
الموت ليهم رحمه .. بدل ما عمالين يحصلوا ذنوب |
أبن أبو إسماعيل |
ويبقوا ماتو موته شريفه .. عشان تطبيق شرع الله في دول إسلاميه .. |
منصور |
وشرع الله هيتطبق بقتل السياح |
أبن أبو إسماعيل |
السياح دول وسيله بتقربنا للغايه .. باب بيقربنا على للي عايزين نوصله .. |
منصور يضع قطعه قماش في فم أبن أبو إسماعيل ليسكته ..
منصور |
لو سيبتك تتكلم مش هسلمك عايش |
يقترب منصور من الأرهابي الآخر لكي يضع قطعه قماش في فمه
الأرهابي |
أحنا مالنا ومالك .. أنت بتعمل كده ليه ؟ |
منصور |
أنتوا بقى الباب بتاعي اللي هيقربني للي عايز أوصله .. |
يضع قطعه القماش في فمه بعنف ..
م /103 ن / خ
صحراء
جثث الأرهابين مرصوصة بجانب بعضها وبجانبهم الثلاث أرهابين المقيدين . منصور وجمعة وأثنان من رجالهم معهم يراقبون رشدي وهو يضع صورة من معه بجانب كل أرهابي ليتأكد أنه هو. مع كل صورة تطابق الأرهابين نشعر أن رشدي ينتشى ..
رشدي يتأمل أحد القتلى . يبحث في الصور لكن لا يجده ..
رشدي |
ده زياده .. بس مش مشكله .. |
منصور |
نرجعه يا بيه |
رشدي |
لا لا .. عندنا قضايا كتير وعايزين ناس تشيلها .. هو مش كان هربان … يبقى أكيد عامل عمله |
منصور |
تحب تستلمهم في الجبل .. |
رشدي |
إيه اللي يرجعنا الجبل .. |
منصور |
علشان تهجم وتضرب نار والحكايه تتحبك مش المفروض هربانين في الجبل |
رشدي ببساطه يحرك قدمه ليقذف بها الرمال على الأرهابيين .. ليغطيهم بالرمال ..
رشدي |
خلاص بقوا في الجبل .. |
يشير رشدي لرجاله فيحملوا الجثث والأرهابيين داخل بوكس الشرطه .. عواد هو الصول الرئيسي .. يرى رشدي السلاح في يد منصور ورجاله ..
رشدي |
بس جدع والله عرفت تتصرف في سلاح .. |
يمسك رشدي بندقيه منصور ويتأملها .. يتفحصها ..
رشدي |
ده 7.62 .. مش مصري ها ؟!.. |
منصور |
مالسودا …… |
يقاطعه رشدي
رشدي |
مش عايز أعرف .. في حاجات كده يا منصور الواحد أحسن ما يعرفهاش |
يعطيه بندقيته مره أخرى ..
رشدي |
قوللي بقى طلباتك .. |
ينظر منصور ناحيه البوكس الذي به الأرهابيين ..
منصور |
مفيش يا بيه أحنا عايزين مصلحه البلد .. |
رشدي |
وطبعاً مصلحه البلد أن النجايحه يختفوا .. خلاص هقبضلك عليهم .. |
منصور |
لا يا بيه أحنا مش عايزيين نتعبك .. سيبهوملي |
رشدي |
وهتعمل معاهم إيه أن شاء الله .. |
منصور |
ضمها يا بيه دي للحاجات اللي أحسن ما تعرفهاش |
يشير رشدي للمطاريد ..
رشدي |
وبعدين دول هيروحوا فين ؟! .. |
منصور |
المطاريد هينزلوا يعيشوا عالجزيره .. |
رشدي |
وسعت منك دي يا منصور |
منصور |
الأرهاب مخلصش يا بيه .. والهربانين الجداد ما يجيبهمش إلا اللي هربانين طول عمرهم .. المطاريد .. |
رشدي يفكر وهو ينظر لمنصور والمطاريد حوله ..
منصور |
ماتخافش يا بيه…اللي داق عيشة الحبل مابيعوزش يرجعها تاني … مش هاتسمع للمطاريد حس في الجزيرة …. |
م / 104 ل / خ
منزل في الجزيرة
كريمه تعطي منصور أبنه .. يحتضنه ثم يقبله .. الطفل يبكي
كريمه |
طول الوقت بيبكي كأنه حاسس باللي حصل .. |
منصور |
هيبطل بكا لما أمه يتاخد بتارها |
كريمه |
عمر التار ما بطل حد بكا .. منصور الدم مش هيرجع اللي راحوا . |
منصور |
لو التار مش هيريحنا هيريح اللي ماتوا في رقدتهم |
كريمه |
أنت مصدق الكلام ده ولا هتاخد بتارك علشان لو مأخدتوش مش هيقولو عليك راجل .. |
يبتعد منصور ..
منصور |
لو أنتي كنتي مرتي ماكنتش هسيب دمك أبداً |
كريمه
لو كنت ميته ما كانتش هتفرق معايا منصور كلام مليح قوي … بتقوله اللي خواتها قتلوا امي و مرتي |
يختفي وسط القصب ..
يبدو على كريمه الخوف ..
م /105أ ن / خ
نقطة الجزيرة
العساكر تغادر النقطة و يركبون في بوكس شرطة.. النقطة خالية تماما .. نرى في انعكاس المرآة الجانبية رشدي وهدان بجانب سائق البوكس المبتعد ..
م /105 ب ل / خ
الجبل
منصور في وسط مخزن كبير للسلاح يوزع سلاح على من حوله يرتدي أفرول وكأنه يتجه لمعركه ..
م 106 أمام منزل النجايحة ل/خ
مشهد أقتحام كبير من منصور ورجالته لمنازل النجايحه ومهاره فائقه لمنصور في التخلص من النجايحه .. يقتل المطاريد هريدي النجايحي ..
منصور يبحث عن محمود حتى يجده .. تحدث بينهم مطارده فوق اسطح المنازل .. تراهم كريمه التي تحاول اللحاق بهم في جزع .. يشتبك منصور ومحمود بالأيدي .. منصور يسقطه ويخرج مسدسه ليقتله .. تصل كريمه وتصرخ لمنصور كي يترك أخيها .. ينظر لها منصور ثم يطلق النار على أخيها محمود .. تنهار كريمه فقد خسرت أخيها ومنصور للأبد
م/107 خ/د-ن/ل
أماكن مختلفة
لقطات مختلفة تعبر عن تمكن منصور من رجوعه مرة أخرى لاحتلال مكانه و تحكمه في الجزيرة , و خضوع العائلات له و احكام الحصار حول عائلة ناجح .
-قتل في المزارع
– سقوط يفط انتخابيه
– ناس تقبل راسه في غرفة المجلس
– منصور يبدو متأنقا …. أمامه علي الصغير … منصور يتأكد من هندامه بنفسه …
– نهاية فلاش باك –
م /108 ل / خ
مكتب مساعد وزير الداخلية
يقرأ مساعد الوزير بعض الورق في يده و بعض الصور ..
مساعد الوزير |
ده و لا الخط .. |
طارق |
الخط كانت الناس بتخاف منه يا أفندم لكن منصور بيعمل كل حاجه علشان يكسب الناس .. النوع ده أخطر من اللي زي الخط .. |
مساعد الوزير |
أنا عايز أثبات .. دليل عليه نعرف نتحرك بيه .. |
طارق |
حتى اللي رضوا يتكلموا .. مش راضيين يتكلموا بشكل رسمي في محاضر |
مساعد الوزير |
مش زارع مخدرات |
طارق |
مش في أراضي ملكه |
مساعد الوزير |
والسلاح .. |
طارق |
التحريات لسه واصلني أن كان فيه تاجر سلاح سوداني كان بيزوره من كام يوم .. أنا شايف أننا نقتحم الجزيره وأكيد هنلاقي ميت حاجه تدينه ..
|
مساعد الوزير |
مينفعش .. دول تجار سلاح يعني هتبقى حرب والفضائيات ماوراهاش غيرنا .. هيعملوا من شويه المجرمين دول ابطال وأسطوانه حقوق الأنسان والقصص اللي أنت عارفها .. |
طارق |
وأحنا من أمتى بيهمنا يا أفندم .. |
مساعد الوزير |
لا بقى يهمنا .. كل الدول بعد حداشر سبتمبر مهديه اللعب في مشاكلها الداخليه .. محدش عايز شوشره ووجع دماغ .. بعدين يقولو عندها أرهاب .. تهمه الأرهاب دلوقتي بقت بتلزق |
طارق |
أنا كنت فاكر أحنا ملناش دعوه بالسياسه .. |
مساعد الوزير |
هما يا بني كانوا بيعلموك إيه في الأمم المتحده دي |
طارق
(بأحباط) |
نحمي المعسكرات اللي فيها الأطفال والستات والعواجيز .. أهل اللي كانوا بيحاربوا بعض |
يضحك مساعد الوزير ..
طارق |
بتضحك ليه يا أفندم .. |
مساعد الوزير |
عشان دي مش طريقه حد عايز حرب تخلص .. |
طارق |
لما كانوا يعرفوا أن أهلهم في أمان كانوا يحاربوا بعض أشد ميت مره .. |
مساعد الوزير |
لازم تسيبلهم حاجه يخافوا عليها .. |
يرن تليفون طارق ….
طارق |
بعد اذنك يا فندم |
يرد على التليفون بلهفة ….
طارق |
أيوه يا أماني …. |
تتغير ملامح وجهه للجدية …
طارق |
أنا جاي حالا .. |
م /109 ل / د مستشفى
طارق يسرع الخطا في أروقه المستشفى .. يبدو عليه القلق ..
يصل إلي غرفه أبيه .. أماني تقف أمام الغرفة ..
طارق |
بابا عامل إيه ؟ |
أماني |
أطمن الحمد لله .. حالتوا مستقره دلوقتي .. |
طارق |
الحمد لله |
أماني |
ماكانش ليهم لازمه كل الدكاتره اللي أنت بعتهم المستشفى هنا كويسه خالص .. |
طارق |
دكاتره إيه |
أماني |
أساتذه جامعات ومعرفش عميد كليه طب إيه .. الدنيا أتقلبت لما جه |
طارق |
عميد أيه أنا مابعتش حد …. من ساعة لما كلمتيني و أنا في السكة… |
تشير إلي الرواق
أماني |
لسه ماشي كده وحواليه دكاتره كتير بيسلموا عليه .. |
يتجه طارق إلي حيث أشارت .. في آخر الرواق يقف الطبيب وحوله أطباء كثيرون .. يتكلم الطبيب مع شخص وظهره لطارق ..
يصل إليه طارق ..
طارق |
بعد أذنك يا دكتور |
يلتفت إليه الطبيب ومع التفاته يرى طارق محدثه أنه منصور تتسع عينا طارق
Cut
م /110 ل / د غرفة / مستشفى
طارق يقتحم غرفة وهو يدفع منصور .. يخرج مسدسه ويلصقه بصدغ منصور ..
طارق |
لو دي طريقتك في التهديد فأنا مابتهددش |
منصور هادئ ولم تهتز له شعره
منصور |
تهديد إيه يا باشا والدك يبقى والدنا .. الدكتور طمني عليه |
يضغط طارق المسدس على رأس منصور
طارق |
أنا مش عايزك قريب من أبويه أو أي حد أنا أعرفه |
منصور | |
هو أنتوا بتعاملو ضيوفكوا في مصر كده | |
طارق | |
بنتعامل كده مع اللي زيك | |
منصور | |
متشكرين يا بيه .. بس أنا ليه عتاب عندك … تسمع لكلام الناس كده …. | |
طارق | |
أنت مين قالك أن أنا قلت حاجه | |
منصور | |
مش حضرتك لسه جاي من وزاره الداخليه | |
طارق
(بإنفعال) |
|
أنت بتراقبني ولا إيه .. | |
منصور | |
إيه ده هو لما حد بيتراقب المفروض يزعل من اللي مراقبينه .. يبقى أنا المفروض أزعل من زمان .. |
طارق |
أنت هتقارن نفسك بيه .. |
يزيح منصور مسدس طارق ببطء ..
منصور |
أنت قاسي علينا قوي كده ليه .. أحنا مش من طينه تانيه .. |
طارق |
أطلع بره ومش عايز أشوفك هنا تاني |
منصور |
ماشي يا بيه .. بس العين بالعين والتلات أيام بتوع الضيافه خلصوا خلاص .. من النهارده مفيش حد في الجزيره هيكلملك ولا حتى يبصلك .. أنا كنت جاي بس أطمن على الوالد .. علشان أحنا بتوع أصول وبنراعي العشره .. سلامو عليكو .. |
يخرج منصور خارج الغرفة ..
م /111 ل / د مكتب رشدي
رشدي يتحرك في مكتبه و هو يتحدث في التليفون ..
رشدي |
أيوه يا باشا أنا عرفت انه جالك … لأ مايتهيأليش ان طارق عرف حاجه ..
منصور ريحته فاحت قوي … هو أدى دوره و زياده , معاده بقى يسلم الرايه للي بعده …. |
م/ 112 ل/د
المستشفى/غرفة الأب
طارق يدخل الغرفة ..
طارق |
ألف سلامة عليك يا بابا … |
فؤاد بسيوني |
أنا كويس .. قلت أخضكوا شوية علشان وحشتوني … قللي عامل ايه في الصعيد .. |
طارق |
كويس الحمد لله .. |
فؤاد بسيوني |
كويس يعني عملت إيه ؟!! |
طارق |
شاغلين |
فؤاد بسيوني |
انت مش هاين عليك تقولي أي حاجة عن شغلك….أنا مابقيتش اللوا فؤاد بسيوني اللي بيخوفوا بيه الضباط .. أنا بموت يا أبني
أنا وصيت عليك تروح المأمورية دي علشان انت عارف إن أنا اشتغلت كتير في الصعيد و قلت هاتيجي المره دي تسألني .. يبقى الناس كلها بتيجي لحد النهارده تستفيد من خبرتي و انت لأ … |
طارق |
يا بابا أنا بحب أعتمد على نفسي .. |
يسعل الأب و يبدو عليه التعب ….
أماني |
ارتاح يا بابا …. مش وقت خناق … |
يتأزم طارق عندما يرى تعب والده ..
م 113 شوارع الجزيرة ن/خ
طارق يسير بجوار رشدي .. وسط رجال مباحث وعساكر .. رشدي يرتدي نظاره شمسيه سوداء ..
الناس في منازلها وخارجها ينظرون لرشدي ورجاله في رهبه ..
طارق |
الراجل السوداني اللي كان عند منصور .. تاجر سلاح أسمه مرغني .. ملفه لسه واصلني .. أكيد جاب سلاح لمنصور .. |
رشدي |
طبعاً .. أمال كان جاي مالسودان يتفسح .. |
طريقه رشدي مختلفه عن كل مره يحدث طارق .. يبدو عليه أنه يحافظ على بروده ورهبته أمام أهل الجزيرة ..
طارق |
يبقى نروح نقبض على منصور ونقلب بيته لغايه لما نلاقي السلاح .. |
رشدي |
الناس دي بتتاجر في السلاح من قبل ما أحنا نتولد .. لو في سلاح طبعاً مش هتلاقيه في بيت منصور .. |
طارق |
أنا مش هقعد أتفرج .. مفيش حد مالجزيره بقى راضي يديني أي معلومه .. |
رشدي يشير إلي سرب حمام يحوم حول الجزيره .. يتوقف رشدي أمام منزل متهالك ..
رشدي |
شايف دول .. طول ماهمه بيلفوا كده معناها أن في بضاعه في الجزيره معناها أن كله يحط عينوا في وسط راسوا .. لو دخلنا دلوقت مش هتلاقي حاجه وهتضيع عنصر المفاجأة .. |
فجأه يضرب رشدي بقدمه باب المنزل لينهار الباب ..
م / 119 ل/خ
منازل في الجزيرة(حوش المنزل)
عدد كبير من رجال الشرطة بيتهم من يرتدي ملابس مدنية “المباحث” و آخرين يرتدون الملابس العسكرية … هناك رجال على الأرض مقبوض عليهم و عسكريان يحفروا في حوش المنزل .. رشدي و طارق يتابعوا الحفر …
رشدي |
أنا بقالي هنا عشر سنين .. |
يتوقف العسكريان عن الحفر مع وصلولهما لشئ ….
رشدي(يبتسم) |
كل أسبوع بضبط أكتر من ميت حته سلاح .. وعمري ضربت طلقه .. |
يقترب رشدي و ينحني عند الجزء الخشبي و يزيح عنه التراب بنفسه ..
يظهر أنه صندوق خشبي ..
يضرب رشدي بالجاروف الصندوق الخشبي من أعلاه ليكسره … الصندوق ملئ بالبنادق الآلية ..
طارق(مندهشا) |
ازاي !!! |
رشدي |
لا دي عايزه عشر سنين هنا عشان تفهمها .. ولو أن في ناس بتقعد عمرها كله وما بتفهماش … منصور هنوقعه في الوقت المناسب .. لو مش بالسلاح هيبقى بالمخدرات .. |
طارق يبدو عليه التفكير …
البوكسان ينصرفان … بهم طارق و رشدي … منصور و حسن من بعيد يراقبان ما يحدث …
– قطع –
م /114 ل/خ
شوارع مدينة قنا
خالد يخرج من محل كباب و في يده ساندويتش يأكل منه و يناول الآخر لطارق الذي يبدو محبطا .. يقرب الساندويتش الممتلئ عن آخره بالكباب …
طارق |
هي اللحمة هنا ببلاش و الا ايه … |
خالد يأكل بنهم …
خالد |
اتوصى طبعا لما قلت له ان احنا ضباط …. هتلاقي السندويتش العادي بيشممه لحمة بس … دي بركة الجنيه الميري |
طارق يناول خالد السندويتش الخاص به …
طارق |
امسك … ماليش نفس .. |
خالد |
مالك يا طارق .. متضايق من ايه ؟؟ |
طارق |
حاسس ان احنا جايين نتفسح.
خالد ما هو طبيعي ان احنا نستنى … واحد زي العميد رشدي فاهم الناس هنا بتفكر ازاي … طارق و هما فاهمين هو بيفكر ازاي … و الوزارة باعتانا عشان كده بالضبط عشان عندنا عنصر المفاجأة .. صح ؟؟؟ خالد صح …. طارق انت مش ليك واحد من دفعتك وكيا نيابة هنا … خالد شريف الفيشاوي .. طارق كلمهولي .. أنا عاوز اذن نيابة حالا .. |
– قطع –
م/115 ل/خ
منزل منصور
خالد و طارق و أمير يخطون بخطوات بطيئة داخل المنزل … المكان شبه مظلم … هناك صور لمنصور و أبيه و عليها علامة سوداء تظهر أنه متوفي …
طارق يشير لخالد و أمير كل منهم في اتجاه .. يتجه كل منهم في ناحية و يزرع فيها أجهزة تصنت صغيرة ..
م/116 ل/د
بدروم مخزن السلاح
منصور و حسن و فضل … هناك كمية كبيرة من صناديق السلاح … منصور يخرج سلاح و يفككه بسرعة و احتراف ليتفحصه …
حسن |
قول لمرغني عايزين تاني من السلاح أبو خزينتين .. مش ملاحقين على بيعه .. |
هناك صوت يصدر من آخر المخزن لا يلتفت له الا منصور … يترك منصور السلاح و يتجه ناحية الصوت … انه جهاز رقمي يبدو متقدم … حسن و فضل يتبعاه ..
حسن |
هو الجهاز ده ايه .. من ساعة ماجابهولك مرغني و هو مرمي كده .. أنا كنت فاكره فيديو و جبت فيلمين على مزاجك متسجلين من على الدش .. |
منصور |
ده جهاز تشويش .. |
حسن |
تشويش !!! يعني بيعمل ايه ؟؟ |
منصور |
لما الحكومة تحط أجهزة تصنت جوه بيتنا يعمل الصوت ده … |
تتسع عينا حسن و قد أدرك ما يعنيه هذا … فجأة يجري الجميع …
حسن
اجري يا واد على البيت ….
- قطع –
م117 ل/د
منزل منصور
رجال منصور داخل المنزل الآن … لا أحد غيرهم …
يصل منصور …
حسن |
مالقيناش حد .. |
منصور(بغضب) |
زمانهم روحوا و ناموا …. أنا قلت تبقى فيه حراسة جوه البيت .. |
حسن |
أنا قلت ماينفعش الرجالة يبقوا جوه البيت … و بعدين رشدي بيه مش طمنك … |
منصور |
انت ماتقولش و ماتفكرش … |
حسن |
ماشي يا كبير … |
منصور |
انقلوا السلاح المخزن التاني و فتحوا عنيكوا …
|
م117 سطح الإستراحة ل/د
طارق مع فريقه يفتحوا جهاز التسنط و يسمعوا منصور
منصور(صوت) |
أهم ناس الحكومة. لازم تسمع كلام الحكومة… |
فجأه يسمعوا صوت تشويش.
إيهاب |
عنده جهاز تشويش. |
طارق |
إيهاب… تعرف تفك الشفرة و تتخلص من التشويش ده. |
إيهاب |
ممكن … بس حياخد وقت |
طارق |
مش حينفع. لازم تتخلص من التشويش ده بأسرع طريقة. دي مسؤليتك الوحيدة دلوقت |
إيهاب |
حاضر يا فندم |
م/118 د/ل
مكتب رشدي في المديرية
رشدي واقف بجانب مكتبه و يبدو عليه الغضب الشديد ….. بجانبه تليفون يتحدث فيه .. على الاسبيكر (speaker)
طارق يجلس أمام المكتب في حرج ..
رشدي |
يا افندم لو ده الأسلوب اللي هاتشتغلوا بيه …آخد أجازة لغاية لما تخلصوا المهمة دي .. |
صوت مساعد الوزير من التليفون ..
مساعد الوزير |
خلاص يا رشدي خلاص .. طارق هاينسق معاك بعد كده .. |
رشدي |
مش بس على التنسيق يا افندم , و تظبيط الاجراءات … ما أنا من بكره ممكن أقبض على منصور بس لو الاجراءات ناقصة هيطلع زي كل مره … |
مساعد الوزير |
لأ أنا عايز من القصة دي .. طارق نسق مع الراجل ده .. |
طارق |
حاضر يا فندم .. |
يغلق رشدي السماعة ….
طارق |
كنت عايز أجيب عليه دليل مايقبلش اللبس … اعتراف بصوته.. |
رشدي |
يا ابني الناس دي مابتغلطش بكلمة حتى و هي نايمة … و انت خليته دلوقت يفتح عينه على الآخر باللي عملته.. كنا عايزين نلاقي عنده سلاح … ابقى قابلني لو لقيت في الجزيرة كلها بندقية رش … |
طارق لا يرد … تتغير لهجة رشدي لقلق على طارق ..
رشدي |
انت عارف لو كانوا قتلوك انت و اللي معاك .. كانت ديتكوا زي دية الحرامية اللي داخلين يسرقوا البيوت ….. |
طارق |
أنا خلاص ما بقيتش عارف أعمل إيه .. |
رشدي |
أنت فاكر إيه في يومين هتفهم الدنيا هنا ماشيه إزاي .. أنا مرضيتش أقلك كده مالأول .. سيبتك تشوف بنفسك .. طبعاً الوزاره غلطانه .. محدش هيفهم هنا غير واحد من هنا .. ولولا توصيه أبوك مكنتش هتيجي مالأصل .. أنت أخويه الصغير .. طبعاً مش هقول الكلام ده لحد تاني .. بس أنت لو عايز تكمل يا طارق .. متمشيش من دماغك .. أسأل اللي بقاله سنين هنا .. أنا أخوك الكبير مفيهاش حاجه .. |
– قطع –
م /120 ن / خ
منزل منصور
سيارات جيب كثيره متوقفه أمام المنزل .
تصل سياره حمدان ويخرج منها و يتجه الى المنزل .
م /121 ن / خ
عمارة مواجهة للجزيرة
طارق على سطح عمارة وينظر من منظار على موكب السيارات أمام منزل منصور …
م /122 ن / د
منزل منصور
المكان ممتلئ .
الجميع متأنقين ويبدو عليهم الثراء والهيبه .
منصور وحسن يسلمون عليهم الواحد تلو الآخر بأحضان وقبلات . يصل اليهم في النهاية حمدان …. يقبله ويحتضنه .
حمدان | |
ماتعزمناش عندك غير في المشاكل بس يا منصور | |
منصور | |
أعزمك في بيتك يا حمدان | |
حمدان | |
كفاره يا حسن مشفناكش من أيام السجن !! | |
حسن | |
الله لا يعيدها أيام .. | |
حمدان | |
ايه السجن ماجاش على هواك ؟؟ |
حسن |
عمره ما فرق معايا .. بس كانت عيبه أني أخش السجن في حته سلاح .. مش في تهمة عدله .. |
شعبان (ضاحكاً) |
بكره تخشه في قتل |
حسن |
ما تفولش على نفسك |
يشير حمدان على يمينه
حمدان |
دول تجار نجع عبد الرسول ودول تجار |
يقاطعه منصور
منصور | |
هتعرفنا بأهلنا | |
حسن | |
كلهم ولاد عمنا | |
حمدان |
|
أنت عارف يا منصور أن سلونا أن الحمايه متبقاش في أيد عيله واحده وأتفقنا من زمان أن أحسن حل أن مفيش عيله ترشح حد منها | |
منصور | |
الاتفاق ده كان ليه يا حمدان | |
حمدان | |
علشان الحماية تتقسم علينا زي بعضينا | |
منصور | |
أنا أكتر واحد فيكوا رجاله من عندوا أتمسكوا .. خدت إيه مالحمايه .. كامل بيه عمل حاجه | |
كامل النجار | |
أنت عمرك ما طلبت مني حاجه | |
منصور | |
وأنا هاشحت منك .. أوعاك تكون صدقت نفسك أنت موظف عندنا … بتاخد مرتب | |
كامل | |
أنا موظف | |
منصور | |
لا معادلكش عازه عندنا هنطلعك معاش | |
كامل النجار | |
سامع يا حمدان | |
حمدان | |
ما يصحش يا منصور |
يقف منصور
منصور |
ما يصحش نكون كلنا ولاد عم وسايبين غريب بنا علشان مخونين بعض .. حمايه مجلس الشعب ملهاش عازه عندي زي ما عشت من غيرها السنين اللي فاتت مش هجري وراها دلوقت .. كلكو عارفين أن كلمتي واحده .. الدوره دي هيخادها واحد من ولاد حفني مش هيفرق بين حد مننا والدوره الجايه رشحوا حد من عندكوا |
شعبان |
من غير حمايه محدش فينا هيبقى موجود للدوره الجايه |
يقف حسن
حسن |
عيب الكلام ده يا شعبان |
يقف الجميع
كامل النجار |
مش قلتلكوا .. |
منصور |
ايه يا كامل احنا مش في زمن الديمقراطية .. يا أخي الناس كارهاك و عايزني أرشح نفسي .. |
حمدان |
انت اللي هترشح نفسك يا منصور .. |
يهز منصور رأسه ببساطة …
منصور |
مش كبير ولاد حنفي .. |
كامل النجار |
أبوك لو كان عايش مكانش هيرضى .. |
يقاطعه حسن بحده ..
حسن | |
كامل أنت بالذات متجيبش سيره أخوى لا قطعلك لسانك .. | |
حمدان | |
محدش هيرضى باللي بتقوله يا منصور | |
منصور | |
خلاص يبقى نسيب الناس تقول كلمتها في الانتخابات | |
حمدان | |
انت كده بتعادي الكل يا منصور انت الحكومة بتنخور وراك الأيام دي .. | |
منصور | |
ياه ده أحلى شغل و الحكومة بتنخور وراك … قلبك بيبقى ميت و كل الناس بيبقى شكلها صغار .. |
ينظر الجميع لبعضهم ويبدو المكان على وشك الانفجار .. يتحرك حمدان ومن معه خارجاً ..
م123 ن/د
مكتب رشدي
رشدي يشاهد صور انتصراته يدخل عواد.
عواد |
منصور و حمدان مااتفقوش … منصور ركب راسه و هايرشح نفسه قدام كامل النجار …. |
يهز رشدي رأسه و يرجع الصورة ..
م /124 ن / خ
سوق الخضار
كريمة |
هتبعلي على مزاجك بقلك أديني خمسه كيلو |
يزن التاجر كيلو بصل واحد ..
التاجر |
موال كل يوم مش هنخلص منه بقى .. مقدرش أبيعلك غير كيلو واحد في اليوم .. اللي يكفيكي أنت بس مش كل دار من دوار النجايحه |
كريمه |
الناس تموت مالجوع يعني |
التاجر |
أحسن ما أنا أموت |
يناولها كيس البصل .. يظهر منصور ورائها ..
منصور |
أديها اللي هيه عايزاه النهارده |
يرتبك التاجر ويزن البصل في سرعه
التاجر |
أمرك يا كبير |
تتفادي كريمه النظر له وتظل محدقه في الخضراوات أمامها .. تتجمد المشاعر على وجهها ..
يتأملها منصور في حزن ..
ينتهي التاجر من الوزن ويعطيها الكيس .. تمد يدها بالنقود ويرتبك التاجر وينظر لمنصور الذي يهز رأسه بألا يأخذ منها نقود
يهز التاجر رأسه لها رافضاً في خوف ..
تبدو أنها ستقاوم لكنها تفضل تفاديه .. تأخذ كيسها وتبتعد ..
منصور يبتعد في شرود وحزن ..
تستوقف منصور سيده وفي يدها أبنها ذو العشرة أعوام
الأم |
يا كبير .. |
يتجه لها منصور ببساطه ..
الأم |
الواد ساب المدرسة وغلبت معاه |
ينحنى منصور ليكون في مستوى الطفل
منصور |
أنت أبوك موصيني عليك .. سيبت المدرسه ليه |
الطفل |
بشتغل في الأرض بشرط أفيون |
منصور |
بتكسب كويس أياك |
الطفل |
لا علشان أبقى زيك .. كبير |
الأم |
أختشي يا واد |
منصور |
لو عايز تبقى زيي ترجع المدرسة .. لو رجعت المدرسة يوميتك شغاله .. بشرط تنجح .. لو مانجحتش هشغلك سنه بلاش |
الأم |
ربنا يخليك .. ربنا يجبر بخاطرك |
يبتعد منصور .. الأم تزغرد ..
م /125 ن / د
منزل كريمه
تدخل كريمه المنزل وهي تحمل أكياس الخضراوات الثقيله ورائها عشرون من نساء النجايحه .. أمها وتوفيق في انتظارها ..
توفيق |
أنتي كلمتي الكلب اللي أسمه منصور .. |
تتجاهله وتتجه ناحيه المطبخ ..
توفيق |
ردي عليه |
يمسكها من ذراعها في قسوه .. تقع الأكياس وتتناثر الخضراوات .. يهرول ورائها النساء وكأنهم في مجاعه ..
الأم |
سيبها يا أبني |
توفيق |
البلد كلها بتلسن علينا .. هي الوحيده مالنجايحه اللي سايبها تنزل .. ناقصه كمان تكلمه .. ده أنا أطخها .. |
يتجه إلي غرفته ..
كريمه |
هطخني وتاكل إزاي وأنت وكل الناس دي |
يتوقف ويهدأ قليلاً عندما يرى نظرات نساء العائله تحيط به ..
كريمه |
من بكره ما نزلش لو عايز .. أنا مش هتفرق معايا .. طول النهار بشحت من ده وده علشان يبيعولي شويه خضار وفاكهه .. يعني أكرملي أموت مالجوع أتفقوا مع بعض ولوكلكوا معندكوش مانع تموتوا مالجوع أنا مش هخرج مالدار .. |
تتركهم وتدخل غرفتها ..
عيون النساء تحاصر توفيق في ملامه .. توفيق غاضب للغاية …
م /126 ن / د
المقابر
منصور و فضل و علي يقفون أمام شواهد قبور مكتوب عليها اسم علي حفني و والدة منصور و فايقة زوجته .. المنظر مهيب .. لا صوت لأحد … علي صامت هو الآخر .. رجال منصور يضعون جريد نخل أخضر على القبور … علي يشير لفضل متسائلا عن سبب وضع جريد النخل ..
منصور |
دي اللي بيموت بنحطها فوق قبره .. |
علي |
ليه .. |
منصور |
بتخفف عنه العذاب .. |
علي |
هي مش أمي عند ربنا … هيعذبها ليه … |
منصور |
انشاء الله أمك في الجنة .. دي أمك لو بتتعذب يبقى مين اللي هيخش الجنه…. |
علي |
انت هاتخش الجنة … |
يصمت منصور قليلا و يفكر …
منصور |
لو هاخشها أبقى رايح أزور أمك بس … |
رد الفعل على علي الصغير ..
م /127 ن / د
خارج المنزل
يركب منصور سيارته و يركب فضل و علي الصغير السيارة الأخرى و وراءهم سيارة ثالثة ..
م 128 ن / د
طريق
سيارة منصور في الطريق.علي يركب بجانب منصور الذي يقود … هناك رجلين مسلحيين في الخلف
قطيع من الأغنام يقطع الطريق أمام سيارة منصور و السيارة التي خلفها … السيارة التي فيها فضل تنطلق بعيدا … تتوقف سيارة منصور و وراءها السيارة الأخرى … منصور يبتسم لعلي الصغير .. سائق سيارته يطلق بوق السيارة أكتر من مرة .. الأغنام مازالت أمامهم … منصور ينظر للأغنام التي بلا راعي …
تنطلق فجأة المدافع الرشاشة من جانب الطريق .. لتحول السيارتين الى مصفاة … طارق يراقب من بعيد و يرى مايحدث …. رجال منصور يقاومون …. يقتلون الواحد بعد الآخر … منصور يأخذ علي في حضنه و يقفز إلي كرسي قياده السياره ويقودها إلي مزارع القصب على جانب الطريق .. لا يرى شيئاً من القصب وتلاحقه الرصاصات .. تقع السياره في حفره توقفها ..
رجال منصور كلهم يقتلون … يدخل الرجال المهاجمين الى مزارع القصب وراء منصور … طارق يخترق القصب … منصور يعدو و يجري و هو يحمل علي … القصب الناشف يجرح وجه منصور و علي الصغير
علي يبكي من الخوف .. منصور يخرج مسدسه و يقتل أحد المهاجمين … يضرب طلقات أخرى لكن مسدسه تنتهي منه الذخيرة ..
طارق لايستطيع الوصول لأحد و لا اختراق القصب ..
منصور(لعلي) |
ماتخافش …. ماتخافش |
يجري به منصور ثم يتوقف و يتركه على الأرض
منصور |
خليك مكانك … هارجعلك تاني.. |
علي |
لأ .. ماتسيبنيش … |
منصور |
ماتبكيش .. الرجالة مايبكوش … ماتتحركش و لا تعمل صوت .. |
ينظر له علي و هو يجاهد لكي يتوقف عن البكاء …
يبتعد منصور …….
أحد المهاجمين يستشعر حركة على يمينه ثم أخرى أمامه … انه شخص يلف دائريا حوله .. يمطره برصاص .. شئ يقع .. يقترب منه المهاجم ليكتشف أنه قتل زميله …يقطع القصب و يبحث بعينه على منصور و علي … فجأة يضرب على وجهه بعنف بثلاث أعواد قصب … أطراف الأعواد حادة كالسكين … تشوه وجهه تماما … يضربه منصور ليسقطه … ثم بكل قوته يضرب الأعواد بطريقة عمودية على رأس المهاجم … منصور يبدو في منتهى الشراسة ..
المهاجم الأخير يبدو تائها …..
المهاجم |
الهامي …..حسونة |
ينظر منصور في المكان الذي به علي … في يده سلاح الآن يأخذه معه ..
المهاجم تائه … تنطلق طلقة تصيب بطنه .. يصرخ في ألم … يظهر فوقه منصور و معه علي ..
منصور |
مين اللي بعتك … النجايحة ؟! حمدان ؟! الحكومة ؟!! |
يصرخ في ألم .. منصور يقترب من رأسه و يضرب طلقة بجانب أذنه بدون أن يصيبها .. يتألم المهاجم و يمسك أذنه اليمنى و هو يبكي …
منصور |
لو ضربت ودنك التانية مش هاتسمع سؤالي و ساعتها مش هايبقى لك عازه عندي .. |
يصرخ المهاجم في ألم و هو يبكي … يلف منصور ناحية أذنه الأخرى ..
المهاجم |
حمدان … |
منصور يلتفت لعلي الذي يكاد يبكي وهو يسمع تألم المهاجم ..
منصور(لعلي) |
ده كان عايز يقتلك انت و ابوك .. زي ماقتلوا أمك .. |
علي لا يتحرك … مصدوم و مذهول … يضغط منصور على اصبعه وعلى يغمض عينيه مع صرخه المهاجم .. منصور أطلق النار بجانب أذنه الأخرى ..
طارق تائه و لا يعرف طريقه و يبدو عليه الارهاق … يظهر له منصور فجأة.
منصور |
الطريق من هنا يا بيه .. |
م/129 ن/خ
النيل
رجال يقربون جثة غارقة في النيل …. يقلبونها …. انه شعبان …
م/129 أ ن/خ
منزل حمدان
رجال حمدان يتلفتون حولهم في ترقب بينما يتجه حمدان في حراستهم الى سيارته …
تدور السيارة , ثم تنفجر …
م/130 أ ن/د
أرض زراعية
رجال يجرون عامر و هو مغطى بالدماء الى حفرة , ثم يدفنوه بها …..
م/130 ب ن/خ
منزل حمدان
سيارة حمدان المنفجرة المحترقة حولها الكثير من رجال الشرطة … رشدي مع طارق مع شاب يشبه حمدان ..
ابن حمدان |
مانتهمش حد يا بيه … |
رشدي |
و لا حتى منصور الزعيري … |
ابن حمدان(بحقد) |
مانتهمش حد يا بيه …. |
طارق(بحده) |
يعني لو قبضنا على منصور هاتقول مش هو اللي قتل أبوك … |
ابن حمدان |
ده أنا أوقفله محامي يا بيه … |
ينظر له طارق , ثم يبتعد رشدي …. طارق يطلق زفيرا في يأس …
م/ 131 ل/د
مكتب رشدي
رشدي يتكلم في التليفون … أمامه توفيق ناجح …
رشدي |
منصور و لا همه اللي بيحصل .. عرفت من رجالتي في البلد ان عنده تسليمه الليلة .. |
يعمر مسدسه ..
رشدي |
لا يا باشا دي هاتبقى آخر تسليمه ليه.. منصور ماينفعش يعيش … |
م /132 ل/خ
أمام المدرية
طارق ينزل مع رشدي و القوات تستعد لضبطية… معه طارق
رشدي |
مش قلت لك كل شئ و له وقته… |
م /133 ل/خ
شارع في الجزيرة
شاحنتان بجانب بعضهما ….
منصور و حسن يشرفون على رجالهم و هم يحملون شاحنة بكميات ضخمة من البانجو ….
حسن |
مش نهدي شوية … العيون كتير حوالينا |
منصور |
لأ ..ده هيه دي الأيام اللي تعرف فيها مين اللي معاك .. |
يركب منصور سياره منهم مع رجاله ويبتعدون ..
م /134 فجر/خ
الساقية القديمة
يتسلل رشدي و معه الفريق حيث نرى في الخلفية عملية تسليم منصور للمخدرات …
رشدي |
محدش يتحرك .. ولا خطوه |
رشدي |
نزل سلاحك يا منصور |
منصور |
معناش سلاح |
يطلق رشدي النار على منصور ليرمي فضل بنفسه لينقذ منصور
منصور |
معناش سلاح |
لا يتحرك أي رجل من رجال منصور و يقفوا أمام منصور ليحموه ..
يصل رجال طارق إليهم ويحيطوهم .. يفتشونهم بحثاً عن أسلحه ..
منصور |
ايه يا رشدي بيه .. نظرك ضعف ولا إيه.. |
رشدي(بارتباك) |
دوروا هناك …أكيد رموا السلاح وراهم .. |
طارق يراقب ارتباك رشدي بشك .
يخرج أثنان من رجال طارق كميات البنجو من الشاحنه ..
منصور |
الغلط لازم يجيله يوم ويتكشف |
طارق يشمها يظهر عليه الدهشه .. يشم كميه أخرى ..
منصور(بسخريه) |
من زمان وأحنا بنشتري تبغ ونغش المعسل عندنا |
يصعد رشدي إلي الشاحنه ويتفحص كل ما عليها ليكتشف أنه تبغ ..
ينزل رشدي من السياره ويبدو عليه الارتياح ..
طارق |
فكوا العربية دي حته حته … فين المخدرات يا منصور |
منصور |
يا بيه أنا لو بتاجر في المخدرات زي مالناس بتقول مش هقع بالسهوله دي وأكيد كانت المخدرات زمانها أتسلمت لصحابها وخدنا تمنها كمان .. |
– قطع –
م /135 فجر / خ
طريق صحراوي
-عملية التسليم
حسن يتفحص حقيبه نقود كبيره .. يغلقها ويشير لرجاله أن ينزلوا من الشاحنه .. الشاحنه هي التي كانت تملأ بالمخدرات من قبل .. ينزلوا ويركبوا معه سياره أخرى ويبتعدوا بها ..
– قطع –
م/136 الساقية القديمة فجر/ج
حوار يبين تهكم منصور على ما يحدث ثم يغادر مع رجاله المكان
رشدي يصرف رجاله غاضبا و يبقى طارق و يدور حوار بينهم. يعتذر فيه طارق له. أنه كان يظن أن رشدي على علاقة بمنصور و يؤكد له أن هناك في الداخلية من يبلغ منصور بما يحدث.. رشدي ينظر له بأسى و يخبره أن يتركه وحده الأن ويتجه الى السياره.
- قطع –
- فلاش باك –
م /137 ل / خ
مكان زراعي على النيل
منصور ورشدي وحسن يتحركون ناحيه سياره مرسيدس فاخره تبدو جديده ..
حسن يبدو غاضباً ..
رشدي |
مش قلتلك تيجي لوحدك |
منصور |
أنا جاي لوحدي يا باشا أنا وحسن واحد |
رشدي |
كفاره .. يا حسن .. |
يصلون إلى السياره .. يفتح منصور شنطتها ليريها لرشدي ..
الشنطه ممتلئه بالمخدرات .. منصور يمد بمفتاح السياره لرشدي ..
رشدي |
إيه ده يا منصور |
منصور |
هديه يا باشا |
رشدي (يضحك) |
يعني حتى لما جيت ترشيني مش هاين عليك تجيب فلوس جايبها مخدرات .. |
يسيروا على كورنيش النيل ..
منصور |
يا باشا أنت لو بتاع رشاوي كنت طلبت مني زمان |
يلتفت منصور لحسن
منصور |
استنى يا حسن جنب العربية .. |
منصور(لرشدي) |
المخدرات مش ليك يا بيه …دي عشان تعملك ضبطية كبيرة … |
رشدي |
هتسلم نفسك و لا ايه يا منصور .. |
منصور |
و انت هتسيبني أخش السجن يا بيه .. |
رشدي |
لأ يا منصور ده أنت عزيز عليا قوي |
منصور |
الشغل اللي بيننا مفيهوش عزيز .. مفيهوش غير المصلحه .. الأرهاب قل خلاص مبقيتش بسلمك أرهابين وأنت عليك ضغط شغل لازم تسلم كام حته سلاح كل شهر وكام مسجل خطر ولما الشغل هيقل هتشوفني زيي زي غيري هبقي ظبتيه كبيره .. صح .. |
رشدي |
طبعاً |
منصور |
بس لو قبضت عليا هيجي غيري وياخد مكاني وهتبدأ معاه مالأول |
رشدي |
ساعات ده بيبقى ده أحسن يا منصور .. أنت كبرت قوي .. ده أنت حتى النسوان والعيال شغلها في زرع الأفيون .. ده ولا كأنهم بيزرعوا فراوله .. |
منصور |
مفيش بيت في الجزيره مبيكلش مالأفيون .. عشان كده معندناش ولا مرشد .. |
رشدي |
أنت معندكش مرشدين علشان أنا مبحاولش أعمل عندك مرشدين .. حط تحتها ميت خط دي يا منصور .. مش بقلك أنت شكلك خلاص .. |
منصور |
يا باشا ده عرض وطلب يعني أنا هروح هيجي غيري .. |
رشدي |
جيب مالآخر |
منصور |
أنا عايز أخدم الحكومه |
رشدي |
إزاي |
منصور |
هشتغلكوا مورد .. عايز ميت حته سلاح كل شهر تعمل بيهم ضبطيات نجيب .. أي حاجه ناقصاك .. طن مخدرات تعمل بيهم أحلى شغل مثلاً نورد.. |
رشدي |
والمسجلين الخطر كمان أنت مليت الجزيره عيال هربانه |
منصور |
دي اللي مقدرش عليها |
رشدي |
ما تلاعبنيش.. أنت فاهمني وأنا فاهمك كويس .. زي ما هعوز سلاح ومخدرات هعوز ناس مسجله وعليها أحكام ودول يا مكترهم عندك .. وأنت عارف أن أنا لو وافقتك هطلب منك كده .. |
منصور |
يبقى بضاعتي توصل مصر من الطريق الزراعي .. مهربهاش مالصحرا تاني |
يصمت رشدي لبرهه ثم يبتسم ..
رشدي |
هنشوف يا منصور .. |
قطع
– نهاية الفلاش باك –
م 138 سيارة رشدي ل/د
رشدي يتلقى مكالمة من منصور
م/139 ل/ خ
منزل منصور
منصور يقول لرشدي على التليفون أنه متأكد انه ليس له علاقة بمحاواة القبض عليه.
م 140 منزل منصور ل/د
فضل يقلد رشدي و هو يبحث عن المخدرات و الرجال يضحكون.
منصور يدخل
حسن |
تمام يا كبير |
جمعة |
رشدي وهدان ده بيمثل زين .. اللي يشوفه ما يصدق أنه هو اللي قالك على القبضيه |
منصور |
علشان مكانش بيمثل |
م /141 ل / خ
الشلال الصغير
كريمه |
أنا قولتلك علشان مكنتش عايزه أخوى يبقى هو اللي بلغ عنك .. |
منصور |
كان هيبقى بياخد بتاره أخوه مني |
كريمه |
كان هيبقى بياخد تار أخوى .. مني قبلك .. زي ما أنت خدت تار فايقه مني |
منصور |
أنا عمري ما كان قصدي أئذيكي |
كريمه |
كل رصاصه ناحيه أهلي بتأذيني وكل رصاصه ناحيتك بتقتلني |
منصور |
أنا في دين في رقبتي ليكي .. بس التار سلونا |
كريمه |
لو هنفضل نعيش في دم يبقى وفي دينك ليه .. وأقتلني دلوقتي أرحم |
منصور |
ويفضلي إيه بعدها .. |
ينظر لها في حب ..
كريمه |
كلام يا منصور كلام .. اللي بيحب بجد بيعمل حاجه .. |
منصور |
وأنا معملتش حاجه |
كريمه |
عملت إيه |
منصور |
أنتى عارفه القطر اللي وقف ده وقف ليه |
كريمه |
هتقولى عشاني!! |
منصور |
قالولي أن أهلك هيسفروكي ومش هيرجعوكي تاني .. وقفت القطر ولو كنتي على طياره كنت نزلتها .. |
كريمه |
أنا مكنتش مسافره |
منصور |
أشاعه طلعوها النجايحه علشان أتجن وأوقف القطر .. وأبقى عاديت الحكومه .. شوفتي مش كله كلام .. تعالي يا كريمة .. اهربي و نتجوز .. |
كريمة |
و أجيب العار لأهلي .. |
منصور |
مين فينا اللي بتاع كلام … اللي بيحب بيعمل أي حاجة علشان اللي بيحبه .. |
كريمة |
و انت بتحبني .. |
منصور |
بحبك .. |
كريمة |
و تعمل أي حاجة عشاني .. |
منصور |
طبعا … |
كريمة |
تقبل الصلح و تشيل كفنك .. |
منصور |
أصالح اللي قتلوا أمي و مرتي …. الناس يقولوا عليه ايه … |
كريمة |
مايقولوا اللي يقولوه … قالوا عليك ايه لما خدت بتارك .. راجل ؟؟ كل العند و الدم ده كله عشان ايه؟ شكلك قدام الناس … هي دي المرجلة .. |
تبتعد كريمة المتأثرة لكنها تلتفت الى منصور ..
كريمة |
انت ناسي انك قتلت أخوي قدام عيني .. ماتطلبش مني اللي انت ماتقدرش عليه .. |
منصور يراقبها تبتعد .. تلين ملامحه شيئاً فشيئاً ….
م /143 ن / د
منزل كريمه
طرق على الباب .. يترك توفيق ناجح مجموعه من رجال النجايحه ويفتح الباب ليفاجأ بمنصور .. منصور يرى التجمع داخل المنزل ..
منصور |
بتقسموا الغنايم ..
لسه الحكومه مخلصتش مني يا توفيق |
يدخل المنزل
توفيق |
جاي ليه يا منصور |
منصور |
جاي أتحدت معاكوا .. لحد أمتى الحكومه تلعب بينا وتقومنا على بعض .. أنا عارف أن أنتوا اللي وزتوهم عليه أمبارح |
توفيق |
أنت جاي ترمي بلاك علينا |
منصور |
هقولك على نصيحه يا توفيق .. كل ما تحصلك مصيبه وما تبقاش عارف مين السبب فيها .. فكر مين اللي هيستفاد تلاقيه هو اللي عملها .. |
يدخل المنزل فيتحفز الجميع .. تخرج النساء من الداخل وبينهم كريمه ..
منصور |
أنا جاي أمدلكوا يدي .. أقبلوا الصلح وخلوها أنا وأبن عمي على الغريب |
ينظرون لبعض في دهشه
توفيق |
وعشان الصلح يتم لازم يبقى في بينا دم ..
منصور صح توفيق لازم تتجوز كريمه صح !! |
لا يرد عليه منصور
توفيق |
رأيك إيه يا كريمه ؟ |
الجميع يحدقها بعينيه ..
كريمه |
الرأي رأيك يا خوي .. |
توفيق |
تتجوزي اللي قتل أخوكي |
كريمه |
أتجوز اللي مادد يده بالصلح |
توفيق يرمقها بنظره ناريه ..
يخرج توفيق مسدسه ويصوبه لمنصور
توفيق |
الصلح ده ما يلزمناش |
تظهر عشرات البنادق من شبابيك المنزل لرجال منصور ..
ينظر منصور لكريمه ثم يخرج من الباب ..
م /144 ن / خ
الاستراحه
طارق يتأمل من الشرفه شروق الشمس على الأراضي الزراعيه الواسعه يسمع تليفونه يرن داخل الاستراحه .. يدخل ويرد عليه ..
طارق |
ألو .. عايز أيه يا منصور .. |
م /145 ن / خ
الطريق لمنزل منصور
طارق يخطو بتحفز قاطعاً شوارع النخيله الوجوه في الطرقات تراقبه وجوه منحوته لا تعلوها ابتسامات ..
نوافذ تغلق .. الكل يراقبون طارق وهو متجه إلي الطريق للجزيره ..
الطريق ينحدر فيظهر النيل ثم الطريق للجزيره .. يصل طارق لضفه النيل تظهر الجزيره أمامه .. مجموعه من المنازل المتلاصقه تغطي طرق الجزيره المواجه للقريه مما يعطيها شكل القلعه ..
طارق يتحرك صوب الجزيره .. مع أقترابه يلاحظ بندقيه وراء بندقيه مصوبه إلي صدره لكنه لا يتوقف ..
طارق يعبر مدخل الجزيره أكثر من عشره رجال ملتمين يصوبون إليه بنادقهم .. يصيح به أحدهم ..
ملتم |
وقف عندك |
يتوقف طارق ليقترب منه أثنان ليفتشوه بحثاً عن سلاح
منصور |
سيبوه |
منصور عند آخر الطريق .. هو الوحيد الغير ملتم ..
م /146 ل / خ
المنزل
منصور و حسن و طارق و فضل و علي الصغير عند المصطبة حول طبلية مليئة بالطعام الفلاحي , يأكلون بنهم , علي الصغير معه موبايل طارق يلعت به لعبة snake ..
زوجة حسن تضع مكان طبق الفطير المنتهي غيره , و تأخذ طبق العسل الفارغ
منصور |
كمل أكل يا طارق بيه … لازم تاخد واجبك .. |
طارق |
تسلم ايدك … |
ترتبك زوجة حسن و لا تعرف كيف ترد , فتتجاهل طارق .
حسن |
و ده أكل … ده أنا هاطلقها علشان مابتعرفش تطبخ .. |
طارق |
انتوا بتسمنوا الضباط هنا قبل ماتدبحوهم .. |
منصور |
اللي ندخله دارنا يبقى في أمان … لو حد لمسك و انت هنا يبقى تاره معانا .. |
حسن يستكمل أكله و علي الصغير مازال يلعب snake
حسن |
ما تسيب يا واد العده دي و بطل لعب و كلك لقمتين يقوك .. |
لا يلتفت علي له و يكمل لعب بالموبايل …
حسن |
بيموت في لعب الحنشان.. |
فضل يشير لعلي أن يتوقف عن اللعب … يحبط علي .
طارق |
حنشان!!! .. |
منصور |
حنش يعني تعبان … |
طارق |
تعبان .. يعني snake ….آآآآه |
يبتسم طارق … علي يعطي الموبايل لطارق ..
طارق |
خلصت لعب حنشان .. |
يلتفت علي لفضل الذي يهز رأسه ايجابا .. فينظر علي لطارق ..
علي |
متشكر … |
طارق |
ابنك شكله متربي كويس يا منصور .. |
منصور |
طبعا يا بيه … و بعدين عمري ماهاطلعه زي .. عمره ماهيغش المعسل |
يبتسم حسن و يكتم ضحكه…
م /147 ن / خ
الجزيره
منصور يقود طارق وهما يسيران وسط الأراضي الخضراء التي تحدها غابه من القصب تمنع رؤيه ما بعدها .. يتبعهم على بعد عشره خطوات رجال منصور المدججين بالسلاح ..
يرى منصور من بعيد حصان عجوز فيخرج من جيبه قوالب سكر ويشير إلي الحصان الذي يقترب ببطء ..
منصور |
سألت الناس على الحقيقة |
طارق |
كل واحد قاللي كلام |
منصور |
هي إيه الحقيقة اللي حصل ولا اللي الناس مصدقاه |
طارق |
بتسأل سؤال صعب .. |
منصور |
ساعات الناس تقول كلام وتصدقه ويبقى حقيقه أكتر مالصدق .. أنت فاكر أبو زيد الهلالي ده إيه .. هتلاقيه أتعارك له عاركتين والباقي ده كله كلام الناس |
يشير طارق إلي غابه القصب أمامه ..
طارق |
واللي ورا القصب ده كلام الناس برضه |
منصور |
أنا أرضي بتنتهي عند القصب واللي وراها أرض هجرها صحابها .. الزرع بيطلع فيها شيطاني والحكومه بتحرقه وبيطلع تاني .. |
طارق |
بيقولو أنت اللي دخلت البنجو مصر |
منصور |
ما بيكسبش زي الأفيون |
طارق |
يعني بتزرع أفيون |
منصور |
أديك هتصدق كلام الناس .. هي محتاجه تاجر مخدرات علشان يعرف أن الأفيون بيكسب أكتر .. أنا بزرع قصب يا طارق بيه .. |
طارق |
الناس ظالماك قوي يا منصور |
منصور |
معلش بقى يا طارق بيه يمكن بعد سنين يعملوني بطل .. أكيد أبو زيد الهلالي برضه كانوا بيقولوا عليه تاجر مخدرات في الأول .. |
طارق
(يبتسم) |
|
أنت طلبتني ليه يا منصور ؟ | |
منصور | |
شايف القصب ده يا طارق بيه .. أنا ممكن أقصه وساعتها الحكومه تعمل مابدالها في الأرض اللي وراه .. | |
طارق | |
طب ما الحكومة تقدر تعمل اللي هيه عايزاه في أي وقت… | |
منصور | |
و أنا اللي قلت عليك بقيت بتفهمنا ..انت عايز ايه … مش الدنيا تهدى و المخدرات و السلاح يختفوا .. هايحصل كله بعد ماأخش المجلس و نبدأ صفحة جديدة .. | |
طارق | |
و اللي فات عايزني أنساه .. | |
منصور | |
انت مش هاتقبض علي يا طارق بيه .. اللي زي يابيعيش في داره … يا بيموت في قبره … طول مامسدسي معايا هاضرب منه .. و أنا معايا طلق كتير .. | |
طارق | |
بس أنا مش هاسيبك يا منصور … | |
منصور | |
قالوها كتير قبلك .. | |
طارق | |
بس أنا مش زي أي حد قبلي .. | |
منصور | |
بردك دي سمعتها كتير … ماتخليش العند هو اللي يمشيك .. و شوف المصلحة فين يا بيه … | |
طارق | |
المصلحة ان يبقى فيه جزاء للي غلط و دي وظيفتنا و دورنا في البلد . | |
منصور | |
دوركم ان الناس تكون مبسوطة , و هي مبسوطة بكده .. | |
طارق | |
لأ يا منصور … ماينفعش ان واحد زيك يبقى هو اللي بيحكم و يقول ده صح و ده غلط , ده نظام دولة و هي اللي لازم تحكم | |
منصور | |
و الدولة امتى باصلنا , مانتوا سايبنا طول عمرنا .. | |
طارق | |
حتى لو كان دا حصل فدا غلط , لكن الصح هوه اللي بيحصل دلوقت .. اعترف باللي عملته يا منصور و خد جزاءك , و سيب الناس تعيش من غير سلاحك و تجارتك .. | |
منصور | |
دي أحلام و مش حقيقة … | |
طارق | |
هاتتحقق يا منصور و احنا اللي هانحققها , بمزاجك أو غصب عنك ….
|
ينظر له طارق بامتعاض …
منصور |
انت ليه يا بيه حاسس انك أحسن منينا … أنا طلعت كده عشان أبويا كان كده … و انت طلعت كده عشان أبوك كان كده …. |
طارق |
يعني ماحدش حر في اختياره يا منصور !!! |
يشير منصور إلي الحمام الذي يلف في حركه دائرية حول الجزيره ..
منصور |
شايف الطير ده .. اللي يشوفه يفتكره حر وبيطير على مزاجه .. من أول يوم في عمره بنعوده على طريقه أكل ونعوده على طريقه شرب ونعوده على طريقه طيران |
منصور يصفر للحمام .. فيهبطون تدريجياً ..
منصور |
أنت عارف أنا لو مصفرتلوش .. هيفضل يلف كده لحد ما يموت في الهوا .. والناس لو شافته تقولك حر .. |
يصل الحمام إلي برجه ..
م/148 ل/خ
مكتب رشدي
رشدي |
انت عرفت ان منصور طلب الصلح من النجايحة , و عايز يديهم نص أرضكم .. |
حسن |
نص أرضنا .. ده احنا نقطع ايدينا قبل ماتتمد لهم بالصلح .. |
رشدي |
هو أنت ماكنتش معاه لما راحلهم |
حسن |
قال راح يخوفهم .. لا لا منصور ما يعملش كده .. منصور عاقل .. |
رشدي |
منصور خلاص أتجنن .. كريمه لحستله دماغه بيحفر قبره وهايخدكوا كلكوا معاه .. |
حسن شارد ويفكر ..
– طارق يصعد سلالم المديريه
رشدي |
منصور مسبلناش اختيار بقى يا هو يا الجزيره وإنت اللي قدامي دلوقتي يا كلكم تروحوا يا أنت تاخد مكانه وتكمل .. ما تفكرش كثير منصور لازم يختفي وبأيدك أنت وأنا حاساعدك بعد كده .. |
حسن يبدو في صراع شديد مع نفسه ..
– طارق يتجه إلي مكتب رشدي ..
رشدي يمد يده إلي الباب ليخرج حسن
– طارق يمد يده للباب ليفتحه .. يدخل لا أحد في الغرفة .. ينظر يساره رشدي يرجع من ناحيه الحمام والباب الجانبي الآخر في الغرفة وفي يده فوطه كأنه خرج للتو من الحمام ..
نلمح شبح حسن يبتعد من الباب الجانبي ..
رشدي |
جاي منين .. |
يتجه طارق لكرسي ويجلس عليه ..
طارق |
عند منصور… في الجزيرة .. |
– قطع –
م / 149 ل / خ
مديره أمن قنا
حسن يخرج من المديرية مبتعداً وعلى وجهه الوجوم ..
عواد وراء سياره رشدي يتكلم في تليفونه المحمول وهو يراقب حسن يبتعد ..
– فلاش باك –
م 150 ن/خ
أمام منزل منصور
رجلين في سياره نقل كبيره .. يلحق بهم حسن ينظرون له وهم لا يعرفون ما يقولون يستوقفه منصور ..
منصور |
حسن أنا عايزك في حاجه |
يغلق حسن باب السياره
حسن |
مش هنتأخر هروح معاهم نسلم البضاعه وهنيجي علطول .. |
منصور |
لا الموضوع ما يتأخرش |
حسن |
هجيب حاجه أصلي من قنا |
منصور
(بغضب) |
حسن أنزل أنا عايزك دلوقتي .. |
ينزل حسن وهو متعجب ..
ينظر لشديد
منصور |
أنا ما بخترش غير الرجاله .. اللي بتعملوه ده لينا كلنا وعشان ولادكو .. |
شديد |
ولادنا وصيتك |
منصور |
في عيني |
يحتضن منصور شديد ثم الرجل الآخر ..
شديد يحتضن ابن و يوصي زوجته عليه
يركبون السياره ويبتعدو بها .. يتابعهم منصور ببصره ..
منصور |
العربية اللي كنت هتركبها الحكومه هتمسكها الليلة بالبضاعة اللي فيها .. |
حسن |
حكومه إيه !!! أنت عرفت إزاي !! |
منصور |
هيتقبض عليهم باتفاق بيني وبين رشدي وهدان |
حسن |
أنت اللي بتسلم رجالتنا .. |
منصور |
هما عارفين يا حسن واختاروا يروحوا .. علشان رشدي يصهين على المخدرات والسلاح ويسيبلنا الجزيره لازم ندفعله ضرايب مفيش حاجه ببلاش خلاص مبقاش فيه أرهابين .. يا نجيب ضرفها يا نديله حاجه .. |
حسن |
الفلوس كتير أهه .. أدفعله .. أشتريه .. أقتله أعمل أي حاجه بدل العار .. |
منصور |
ما أنا بشتريه يا حسن .. بس مش بالفلوس ..
حسن بالرجاله !!! منصور اللي بيتمسك أهله بيبقوا في كفالتي وبيعيشوا أحسن ما كان وسطيهم .. |
حسن |
يا ريتك كنت سيبتيني أركب مع الرجاله السجن كان أهون لي .. أنا مقدرش أعمل كده .. |
منصور |
بس أنت قدرت تعمل كده زمان |
ينظر حسن لمنصور وقد أضيقت عيناه ..
منصور |
أبوي قالي يا حسن .. قالي أنه هو اللي بلغ على أبو حديد وهريدي .. كنت أنت صغير بس أتفق معاك تتحجج بولاده أمي فييه |
م151 فلاش باك المنزل المتهالك
– حسن طفلاً عندما طرق باب المنزل الذي كان به على حفني مع أبو حديد وهريدي
حسن (طفلاً) |
مرتك بتولد |
– على حفني ومعه حسن يبتعدان عن المنزل .. على حفني يلتفت وراءه ثم ينحني لمستوى حسن
على حفني |
لازم ناس تضحى علشان كلنا نعييش يا حسن |
– نهاية فلاش باك –
م152 أمام منزل منصور ن/خ
قطع بين كلمه من على حفني ونفس الجمله يقولها منصور
منصور |
لازم ناس تضحي علشان كلنا نعيش يا حسن .. روح راقب الرجالة و اللي يرجع في كلامه طخه |
م /153 ن / خ
الطريق الزراعي
السياره تتوقف في كمين به رشدي .. شديد ومن معه مستسلمون في سكينه ..
تفتح شنطتها الخلفيه وتفتش .. تحت الخضراوات يجدوا مخدرات .. حسن من بعيد يراقب
م /154 ل / د
منزل منصور / الغرفة الكبيره
(تغيير الحوار)
حسن يدخل على منصور الذي يكلم رجاله ..
حسن |
أنا عايزك يا كبير .. |
يشير منصور لرجاله أن يخرجوا ..
منصور |
أقفل الباب وتعالى |
يغلق حسن الباب ويلف في الحجره بتوتر ..
منصور |
مالك يا عمي |
حسن |
أحنا بنغرق يا منصور .. الحكومه حوالينا .. |
منصور |
جمد قلبك مش أول مره الناس تفتكرنا هننتهي |
حسن |
مش مهم ننتهي بس أهم حاجه مانطاطيش .. |
منصور |
أنت قعدت مع رشدي |
حسن |
هتشيل كفنك علشان مره |
منصور |
أنا الكبير يا حسن ولا نسيت |
حسن |
الكبير ما يجيبلناش العار |
منصور |
رشدي عايز يوقع بنا .. تفتكر قالك كده ليه |
حسن يخرج مسدسه وهو يرتعش
حسن |
رشدي عايز مصلحته بس كلامه صح .. بقيت أنت في كفه والجزيره في كفه .. وأنت اللي علمتني أن في ناس لازم تموت علشان الكل يعيشوا .. |
منصور |
نزل سلاحك يا حسن وأنا مش هحاسبك |
حسن |
سامحني يا واد أخوي .. بس أنت ميت ميت |
منصور |
هيقتلوك يا حسـ .. |
تتسع عينا منصور مع ضغط حسن على زناد مسدسه .. تنطلق رصاصه تصيب صدر منصور في مكان قلبه بالضبط وتوقع به هامداً ..
حسن مازال ثابتاً مكانه من الصدمه
ببطء يخرج من الباب الخلفي مع طرقات عنيفه على الباب الذي خرج منه رجال منصور
م 155 سطح الإستراحة ل/خ
طارق مع الفرقة يسمعوا صوت رصاص. طارق يعلق
يروا حسن يهرب
م /156 ل / خ
خارج منزل منصور
حسن يركب حصانه ويبتعد مسرعاً .. تلمع عينه في حزن
م /157 ل / د
منزل منصور / الغرفة الكبيره
يكسر رجال منصور وبينهم فضل الباب ويدخلون الغرفة .. يتجهون إلي منصور .. فضل يبدو عليه الذعر ويبدأ في النحيب .. يمسك برأس منصور ويدخل يده مكان الرصاصه التي أصابت منصور ..
يسعل منصور في ألم .. يبدو على فضل السعاده .. منصور يخلع صديري مضاض للرصاص كان يرتديه .. أنه الصديري الذي أشتراه من السودان ..
جمعه |
حسن اللي طخك يا كبير ؟!! |
رجل آخر |
هنطلع وراه نجيبه قبل ما يطلع من الجزيره |
منصور |
سيبوه .. هو مش هيطلع من الجزيره |
م /158 ل / خ
أراضي زراعيه
حسن ينزل من على حصانه .. ينظر حوله .. سياره رشدي متوقفه ..
حسن |
رشدي بيه .. |
توفيق ناجح ومعه ثلاثه من عائلته مختبئ وراء شجره مصوباً بندقيته إلي حسن .. يطلق عليه النار ..
يقع حسن على الأرض .. يظهر توفيق ناجح ورجاله فوقه .. ويصوب البندقيه إلي رأسه ..
توفيق |
قتلته يا حسن |
حسن بيصق دم من فمه .. ويحاول المقاومه رغم هزاله الشديد .. يظهر رشدي وهدان فوقه هو الآخر ..
رشدي |
أوعى تقولي ما قتلتوش |
رشدي يخرج مسدس حسن من جيبه يقربه من أنفه ..
رشدي |
قتلته .. المسدس لسه مضروب منه طلقه |
يحاول حسن المقاومه لكنه ضعيف ..
حسن |
كلب |
يمسح رشدي المسدس بمنديل ثم يرميه على الأرض
رشدي |
أنا مضحكتش عليك يا حسن .. أنت كان لازم تقتل منصور .. أنا بس ما قلتلكش أنك ما ينفعش تعيش بعدها .. |
يبتعد رشدي
رشدي |
خدت تارك يا توفيق .. مش عايز قلق في البلد |
صوت طلقه وراءه ..
م 159 اراضي زراعية ل/خ
طارق يجري حتى يصل إلى مكان مقتل حسن و يجد جثته. احد رجال منصور يراه
طارق |
مين اللي قتلك يا حسن |
حسن ينزف دم من فمه و يحاول أن يقول كلمة …. طارق يقترب منه …
حسن |
الحكومة مالهاش صالح .. |
يلفظ أنفاسه الأخيرة وسط دهشة طارق …
م /160 ل / د
منزل كريمه
منزل كريمه ممتلئ عن آخره بالنجايحه واحد وراء الآخر يحتضن توفيق ..
أحدهم |
مبروك يا توفيق |
كريمه تخرج من غرفتها تبدو وكأنها لا تعرف ما يحدث ..
كريمه
(لسيده أمامها) |
إيه .. وافقوا على الصلح .. |
السيده
(بفرحه) |
لا أحسن .. منصور أتقتل .. |
زغاريد وفرحه هستيريه ..
كريمه ذاهله لا تشعر بما حولها ..
الجميع يحتضنون بعضهم .. الرجال ينزلون في الشارع ويقبلون أرض الشارع الذي لم يروه منذ .. يطلقون النار في الهواء ..
م / 161 ل / د
غرفة كريمه
كريمه ترتعش .. أصوات الطلقات القادمه من الخارج كأنها تصيبها الواحده بعد الأخرى ..
تمد يدها للشباك لتغلقه لكن أصوات الطلقات والزغاريد ما زالت تصل إليها ..
تضع يدها على أذنها ثم تسقط بجانب الشباك .. تتساقط دموعها في غزاره ..
م /162 ن / خ
مقابر
عدد قليل من الناس يقفون حول قبر مفتوح ..
لا صوت لأحد ..
يخرجون جسد ملفوف بكفن من تابوت خشبي .. على مدخل القبر يقف منصور وفضل الذي يتلقفون الجسد ..
يدخلونه داخل القبر .. يخرجون وبعدها يغلق القبر .. جمعه يقف بجانب منصور وبجانبه فضل الذي يحمل بندقيه على كتفه لأول مره ..
يهمس جمعه في أذن منصور ..
صوت شخص |
البقيه في حياتك يا كبير .. |
يلتفت منصور بغضب ليتعرف على مصدر الصوت ..
منصور |
مين اللي بيقول البقيه في حياتك .. |
يمسك برجل من كتفيه ..
منصور
(بغضب هادر) |
مين .. |
يخرج مسدسه ويلصقه يصرخ رجل آخر ..
منصور |
أنت .. |
يهز الرجل رأسه في رعب .. يضع منصور مسدسه على صدغ آخر ..
منصور |
أنا مش هاخد عزى عمي إلا لما آخد بتاره .. |
فضل يظهر أمام منصور ويشير له أن هذا خطأ .. منصور عينه على البندقيه التي يحملها جمعة .. والتي تظهر من وراء ظهره .. ينزل مسدسه ويتجه لفضل ليهمس له ..
منصور |
مش عايز حد يشيل سلاح جنب مني .. |
فضل يشير له ان هذا هو جمعة ..
منصور |
وللي حاول يقتلني كان عمي |
يبتعد منصور .. فضل ينظر له بحزن ..
م 163 طريق على شط النيل ن/خ
منصور وفضل وعلى الصغير يقفون على مقربه من فلوكه صغيره .. مختفيه وسط عشب طويل على شاطئ النيل .. الفلوكه بها رجلان أشداء ..
منصور |
معاك فلوس كفايه |
يهز فضل رأسه إيجاباً ..
منصور |
عايزك تختفي وماتقولش لحد واصل أنت فين .. وياهنشوف بعض هنا .. يا هنشوف بعض زي ما قلتلك .. |
يبكي فضل ويحتضن منصور .. فضل يشير بالإشارات لمنصور ..
منصور |
مينفعش أهرب يا فضل .. تفتكر أبوك كان هيهرب .. |
يشير فضل أنه غير أبوه ..
منصور |
بعد السنين دي كلها لسه شايف أن أنا مش زي أبوي .. ده أنا زيه تمام يا فضل .. |
يلتفت منصور لعلي
منصور |
مش هقولك تسمع كلام عمك لأنك ما بتسمعش غير كلامه (يبتسم) وعلشان هو ما بتكلمش .. عايزك تعلمه شويه كلام زي ما هو علملك لغه الإشاره |
على |
هعلمه |
منصور |
انت هاترجع تاني و هاتبقى كبير الجزيرة زي أبوك و جدك .. فيه ناس بتتولد عشان تبقى كبار ….
اوعاك حد يقولك اللي بتعمله غلط .. انت هاتعمل اللي علمهولك أبوك و جدك … أنا عملت كل ده عشانك و اللي هاتعمله عشاني انك هاتكمل …. |
يحتضنه منصور ويقبله ..
يبتعد فضل وعلى لكن علي يتوقف أمام جريد نخل أخضر مقطوع … يمسك باتنين و يرجع بهما لأبيه .. يأخذهم منصور بتأثر شديد … يبتعد علي و يترك منصور وحده …
يركبون في المركب التي تبتعد وسط الظلام ..
م 164 منزل منصور ن/د
منصور يتحدث مع الرجاله و يأمرهم ببناء دشم أمام كل بيت في الجزيرة و إستعدادهم للهجوم.
منصور | |
كل بيت في الجزيرة بتتبني قدامه دوشمة .. و النخل اتعلقت فيه أنابيب بوتاجاز … مش عايز عيل معهوش سلاح. من النهارده الحكومة مش حتخش الجزيرة. و اللي يشوف عسكري يطخه. | |
م 165 سطح الإستراحة ن/خ
فرقة طارق حول إيهاب الذي مازال يحاول في فك الشفرة. أخيراَ ينجح و يسمعوا الحوار بين منصور و رجاله.
م166 مكتب مساعد الوزير ن/خ
طارق يحكي لمساعد الوزير عن الدليل الذي استطاع ان يحصل عليه و يسمعه الشريط. مساعد الوزير ينهي مهمة طارق و يطلب منه العودة ألى القاهرة.
م /167 نقطة شرطة الجزيره ن / خ
النيران تأكل نقطه شرطة الجزيره .. رجال أطفاء وعساكر يحاولون أطفاء الحريق .. الناس ملتفه حول المكان لتشاهد ما يحدث ..
رشدي وهدان وسط رجاله يقودهم لأطفاء الحريق .. يلمح منصور من خلال النار التي تفصل بينهم وسط الناس ينظر له بتحدي يسأل أحد الضباط رشدي شيئاً يلتفت له رشدي ويشير له في اتجاه معين وعندما ينظر مره أخرى ناحيه منصور .. لا يراه ..
م /168+169 استراحه الشرطة (داخل و خارج) ن / خ
طارق و المجموعة يجمعوا متعلقاتهم
سياره تعبر أمام الاستراحه .. يخرج منها رشاش يمطر الاستراحه بوابل من الرصاص
م /170 ن / د
استراحه الشرطة
طارق و المجموعة ينبطحوا داخل الإستراحة حتى يتفادوا الرصاص. أوراق تتطاير و يطير الكارت الذي قد أعطاه له منصور في أول لقاء بينهم و الموجود على ظهروا : العقيد رشدي وهدان (الكارت الخاص به)
م 171 فلاش باك
تبداء مجموعة من الفلاش باكات التي تؤكد تورط رشدي مع منصور.
م /172 ل / خ
أمام منازل النجايحه
منصور ومعه جيشه الصغير على أحصنتهم يقفون في مواجهه منزل كريمه ..
منصور
(يصرخ في جنون) |
أخرجي يا كريمه قبل ما أسوى ببيوت النجايحه الأرض .. أخرج يا توفيق لو كنت راجل .. أخرج و موت راجل بدل ما أموتك زي النسوان… |
منصور يطلق النار على منازل النجايحه ..
م /173 ل / د
منزل كريمه
كريمه وسط أخيها وأمها منبطحين على الأرض .. مشاعرها متضاربه تحاول أن تخفي سعادتها بنجاه منصور وهي تسمع منصور يصرخ تحت المنزل .. أخيها يرمقها بنظرات حاقده ..
منصور |
لو كريمه ما نزلتش مش هيفضل واحد من النجايحه عايش بعد الليلة .. |
توفيق في يده بندقيه ويختلس النظرات من الشباك .. كريمه تري أمها تقرأ القرآن في خوف وبجانبها سيدتان يبدو عليهم الرعب ..
منصور(يصرخ) |
كريمه |
تدمع عينا الأم وهي تنظر لكريمه ثم تهز لها رأسها وكأنها تحثها على الخروج لمنصور ..
م / 174 ل / خ
منزل كريمه
باب منزل كريمه يفتح .. تخرج منه كريمه لتهلل أسارير منصور .. تتحرك كريمه خطوه فتظهر البندقية في يدها .. بندقية توفيق .. تصوبها نحو منصور ورجاله ..
كريمه |
خد رجالتك يا منصور وأمشي .. |
تقاوم دموعها بصعوبه .. يرفع رجال منصور سلاحهم نحوها .. منصور يشير لهم أن يخفضوها ..
ينزل منصور من على الحصان ليتحرك نحوها .. تطلق النار أمامه ..
كريمه |
ما تقدمش خطوه تانيه .. |
يتوقف منصور ويتبادلان نظره
كريمه |
المره دي لو هتقتل حد من أهلي .. هتبدأ بيه .. |
منصور |
انت مالكيش صالح بالكلام ده .. |
كريمة |
أول رصاصة هاتطخها ناحية النجايحة هاتكون في يا منصور.. |
منصور يقترب منها أكثر يضرب البندقية و يمسكها …
منصور |
بتضربي عليا نار يا كريمة .. |
كريمة |
سيب أهلي يا منصور أبوس رجلك |
منصور يتزل على الأرض بجانبها … يرفعها …
ينظر حوله ثم لها مرة أخرى …
منصور(آمرا) |
ياللا .. |
يركب حصانه و ينطلق به , و ينطلق كل من معه ..
كريمة تتابعه باكية ….
– قطع –
م /175 ل / خ
طريق صحراوي
أبراج ضغط الكهرباء الضخمه موصله الواحد بالآخر بأسلاك ضخمه غليظه .. تحت أحد أبراج الضغط العالي يقف منصور وسط رجاله الذين ينشرون أحدى أرجل برج الكهرباء .. هناك أحدى أرجل القواعد تم نشره بالفعل .. يقترب رجال منصور من نشره بالكامل ..
يهتز فجأه البرج .. يبتعد الرجال عنه .. يميل ثم يقع بقوه هادره .. تخرج منه شرارات عنيفه ..
م /176 ل / خ
قنا
مدينه قنا ليلاً وكل منزل وشارع مضاء ..
تنقطع الكهرباء عن منطقه بعد الأخرى ..
م /177 ل / د
مكتب رشدي
المكان مظلم بسبب إنقطاع التيار الكهربائي.
يدخل طارق ليجد رشدي جالساً على المكتب يدخن سيجاره في انتظاره ..تليفون رشدي يرن لكنه لا يجيب ..
رشدي يشعل سيجاره ..
رشدي |
معلش النقطه بقالها عشر سنين مقفوله .. |
طارق |
إيه اللي قفلها عشر سنين |
رشدي |
المصلحة .. |
طارق |
مصلحه مين |
رشدي |
مصلحه البلد .. |
طارق |
بقت حاجه غريبة يا رشدي .. كل مصيبه تتعمل دلوقتي تتعمل باسم مصلحه البلد .. |
رشدي |
مصيبه .. اللي أحنا فيه مصيبه .. كنت فين من عشر سنين .. مكناش بنسمع هنا إلا صوت الرصاص .. الأرض كانت مسقيه دم .. كنا بنحارب الحراميه وتجار المخدرات والأرهابين .. كان الضابط اللي يطلع دماغه من المدرعه يبقى انتحر .. كنا في حرب .. انهارده إيه .. عيل مجنون وهنخلص عليه مع شويه مجرمين .. ده لعب عيال يا حبيبي .. أنا بدل ما أحارب الكل خليتهم هما اللي يخلصوا على بعض .. |
طارق |
عملت أكبر تاجر مخدرات وسلاح في مصر وتقول لعب عيال |
رشدي |
سألت نفسك قبل كده إيه فكره الصاعق .. صاعق الحشرات !! .. ضوء بيجذب الحشرات اللي بتدور على الدفا .. تقرب تقرب وبعدين |
يصفق يده بعنف
رشدي |
كلها تموت .. أنا عملت منصور وخليت الجزيره ملجأ لكل المجرمين اللي بيدوروا على الأمان ودلوقتي هننهيهم كلهم .. تبقى ضربه معلم ولا لأ .. |
طارق |
زمان يا رشدي بابا لما كان يغلب معايا ويحب يقنعني بحاجه كان يجيبك تقعد معايا .. وبعد عشر دقايق بغير رأيي وأبقى مقتنع .. بس بعد كده بطلت آخد رأيك عارف ليه .. |
رشدي لا يرد ..
طارق |
علشان اكتشفت أنك تقدر تقنع أي حد بأي حاجه ولو أنت عايز .. تقدر تقنعه بعكسها .. |
رشدي
(يبتسم) |
يعني مش هينفع أقنعك أن أنا صح .. |
يهز طارق رأسه نفياً ..
رشدي |
طب أسمع بقه الصراحه .. |
طارق |
آه نفسي أسمعها يا رشدي .. |
رشدي |
مش مهم تبقى صح .. المهم تبقى فاكر أن أنت صح .. يعني لازم تقدر تقنع نفسك كل شويه أن طريقتك هي الطريقة المظبوطه .. ده مش سهل طبعاً .. الضحك على الناس سهل .. أنما أنك تضحك على نفسك صعب قوي .. الحاجات دي هتنفعك قوي لما تقدم .. |
طارق |
أنت مسيبتليش أي مخرج .. أنا هبلغ مساعد الوزير |
رشدي
(يضحك) |
تبلغه بأيه !! أنت فاكر أن أنا لوحدي .. |
تضيق عينا طارق محاولاً الفهم ..
رشدي |
الطريقه دي قديمه قوي .. ده ليها مدرسه في كل حته في الدنيا .. فرق تسد .. |
طارق |
هي الطريقة دي ليها مدرسة كمان .. |
رشدي |
مدرسة وجامعه وخرجيين كتير .. |
ينظر له طارق بشك ..
رشدي |
آه .. مش بقولك أنا مش لوحدي |
طارق |
اللي الغايه عنده تبرر الوسيله معندوش لا مبدأ ولا أخلاق .. |
رشدي
لأ .. انت لو تعرف الأستاذ الكبير بتاعي … هتغير رأيك |
صوت جرس التليفون يرن ..
رشدي |
ده هو اللي بعتك هنا … تاخد ترد عليه.. |
المتحدث |
آلو … رشدي .. الواد ده لازم يموت يا رشدي |
رشدي |
افتح الكاميرا يا باشا .. عايز أوريلك حاجة .. |
صورة والد طارق على الكاميرا… رشدي يناول التليفون لطارق الذي يفاجأ بوالده , و أبوه يفاجأ به , فهو أيضا يرى صورته …. رشدي يأخذ منه التليفون.
طارق ما زال واجماً. رشدي يأخذ منه السماعة.
رشدي |
ألو….أيوة يا باشا. …حكلم حضرتك تاني. |
رشدي |
أبوك أول واحد عمل الموضوع ده .. عمله مع على حفني .. |
أوعى تفتكر أن أنت جيت هنا صدفه .. أبوك ضغط لغايه لما خلاهم يختاروك .. علشان ما يبعتوش حد تاني يعرف الحقيقه ويتكلم .. |
طارق |
أبويه !!! |
رشدي |
انت لو فتحت بقك بكلمة هتلوث شرف أبوك , و لو كنت متضايق ان سمعة أبوك الكويسة بتطاردك فانت هاتتضايق أكتر بكتير لما تبقى سمعة أبوك الوسخة هي اللي بتطاردك … |
طرق زمان ما بقتش تنفع .. موافق .. بس هتسيب الحقيقه تندفن مع منصور وهنبدأ من أول السطر .. و انت عارف و أنا عارف ان منصور مش هايسلم نفسه و لا هايستسلم للبوليس .. |
يقترب من طارق وتهدأ نبره صوته مره أخرى
رشدي |
عادي يا طارق أنا برضه كنت مصدوم أول مره عرفت الدنيا ماشيه إزاي .. أبوك كان حاط حته حشيش لواد بتاع عيال .. زعلت قوي وقلتلته حرام .. تاني يوم شوفته مع عيل صغير جبته من قفاه ولبسته طربه حشيش |
ينظر له طارق .. يهز رشدي رأسه في رأفه محاولاً أقناعه ..
طارق |
هما يغلطوا يبقوا مجرمين وأحنا نغلط نبقى الصح .. |
رشدي
(بعظمه وجنون) |
طبعاً أحنا النظام .. الحكومه .. الأقوى .. سنين بتشتغل في الأمم المتحده وما أتعلمتش الموضوع ده .. الأقوى هو الصح والأضعف دايماً غلطان .. |
يهدأ رشدي ..
رشدي |
أنت هتطلع من هنا على مصر تريح لك يومين وتنسى الصعيد خالص .. يكون موضوع منصور ده خلص خالص .. .. أبقه آجي أنا وأنت وحمايا نتفق هتكتب إيه في التقرير بتاعك .. |
طارق صامت .. يربت رشدي على كتفه ..
رشدي |
ياالله يا بطل .. |
م /180 ن / خ
شوارع النخيله
مدرعات و قوات تخترق شوارع الجزيرة …كريمة تلمح القوات بجزع و خوف …
المدرعات تتقدم ناحية الجزيرة .. لا تلتزم بالطريق بل تسير على الأرض المنخفضة بين الجزيرة وضفة النيل .. و تحيط بمنزل منصور
وراء كل مدرعة مجموعة عساكر تحتمي بها ..
يبدأ إطلاق النار على المدرعات التي لا تتأثر بالطلقات وتستمر في طريقها .. مجموعة من قناصة الشرطة يتصيدون رؤوس رجال منصور الواحد وراء الآخر ..
زوارق شرطة تهاجم الجزيرة من النيل .. تتبادل إطلاق النار مع رجال منصور ..
تقترب المدرعات ويبدوا أن كفة الشرطة ترجح ..
- تفتح المياه من أماكن جانبيه في الأرض المنخفضة التي تسير عليها المدرعات .. تغرق الأرض تماماً .. المدرعات تغرز ..
- ينطلق أكثر من مدفع جرينوف من دوشم فوق منازل الجزيرة .. لكنها لا تتجه ناحية المدرعات أو العساكر .. إنها تصوب فوقهم .. إلي النخيل ..
- يدقق رشدي النظر إلي ما أختفى داخل النخيل ثم تتسع عينيه .. أنها أنابيب بوتجاز أخفيت في النخيل ..
- يقترب أحد الزوارق من شاطئ الجزيرة .. لا مقاومة هنا .. تستعد القوات للنزول .. يلاحظ أولهم أسماك ميته طافية .. يلاحظ هذا مع دفع زملائه له للنزول على الشاطئ .. بمجرد ملامسته للماء ينتفض في شده .. المياه مكهربة .. يتراجع زملائه ويحاولون إنقاذه ويصيحون في الزوارق الأخرى أن المياه مكهربة ..
- تنفجر أنبوبة فوق مجموعة من العساكر .. يتساقط نصفهم مصابين .. تتوقف مدرعه .. تنفجر أنبوبة أخرى .. يصاب الكثير من العساكر لكن تستمر القوات في التقدم ..
يظهر عند مدخل الجزيره الرهائن ومقيدين من أيديهم .. ورائهم رجال منصور يقاتلون من ورائهم ..
الرهائن أطفال وشيوخ ونساء ..
يتوقف بعض الضباط عن إطلاق النار .. يجن جنون رشدي وهدان ..
يتردد الضباط ..
مساعد الوزير
(في اللاسلكي) |
محدش يضرب نار .. محدش يضرب نار معاهم رهاين .. أرجعوا .. كل القوات ترجع .. أرجعوا |
رشدي وهدان |
دول معاهم .. دول أهاليهم يا فندم .. |
يغلق اللاسلكي ..
مساعد الوزير |
أنا مقدرش أتحمل مسئوليه زي دي .. |
م 181 الجزيرة ن/خ
مجموعة من الأشخاص يتابعون شاشه تليفزيون صغير خارج أحد المنازل يشاهدون قناة الجزيره .
مذيع الجزيره |
يذكر أن مقتحم سجن أسيوط هو مجرم يقود جماعة من الخارجين عن القانون يدعي منصور حفني وهذه ليست المره الأولى التي يتعدى فيها سلطه الدولة .. |
مدرعة تتبعها مجموعات من عساكر الأمن المركزي تخترق الشارع .. يلتفت لهم الجميع في ذعر ..
م /182 ل / خ
شوارع القاهرة
سيارة توزيع الجرائد .. تلقي برزمه من الجرائد .. لبائع على الرصيف .. على الصفحة الأولى للأهرام .. إمبراطور الصعيد يمنع الشرطة من أقتحام حصنه ..
- بائع صحف ليلي أخرى وقد تجمعت حوله الناس تقرأ في شغف ما تصدر كل الصحف ..
- حرب بين الشرطة ومنصور حفني تنتهي بإنتصاره ..
- منصور حفني يساوم الحكومة ..
م /183 ن / خ
الجزيرة
الرهائن يجلسون بجانب بعضهم .. بينهم النساء و الأطفال و كبار السن … رجال منصور لا يصوبون اليهم بنادقهم ….
الأطفال يصرخون و يبدو على النساء و كبار السن التعب … ينظرون إلي رجل عجوز ويشيرون إليه بأعينهم أن يتحرك ينفصل الرجل عجوز منهم .. يقوم و يتجه لمنصور .. يقف رجال منصور بينه و بين منصور … يراه منصور ..
العجوز |
يا كبير .. النسوان تعبت و العيال عماله تبكي و احنا مش قادرين … |
يهز منصور رأسه وكأنه يوافقه ..
العجوز | |
احنا كبار على البهدلة دي و انت طول عمرك كريم معانا .. | |
منصور
(للرهائن) |
|
عايز تمشوا .. دلوقتي .. طبعاً أنتو تعبتوا .. مرتاحين بقالكوا سنين .. أحسن أكل وأحسن شرب .. تعليم ودوا ببلاش .. كله على الحساب .. |
بنبره أقوى وغضب ..
منصور |
بس كان المفروض تعرفوا أن مفيش حاجه ببلاش .. انتوا مش قاعدين هنا بمزاجكو .. اللي مخدش مني حاجه يقوم ويمشي .. |
ينظر الرهائن لبعضهم في رهبه .. منصور يخرج مسدسه ..
منصور |
هو ده الوحيد اللي حقه يمشي .. اللي مخدش مني حاجه .. أنا عايز واحد يقوم |
لا يتحرك أي منهم .. تحاول أم أسكات طفلها الذي يصرخ .. يبدو عليها الخوف ..
منصور
(للعجوز) |
أقعد يا عم الحج أحنا لسه بنقول يا هادي |
يرجع الرجل العجوز وهو يجر رجليه .. يشير منصور لرجاله فيصوبوا بنادقهم للرهائن ..
م /184 ن / خ
ضفة النيل أمام الجزيرة
ضابط وسط القوات بالضبط يحمل مكبر صوت .. حوله مجموعة لواءات شرطة ورجل وقور يرتدي ملابس الصعيد ..
الضابط (عبر مكبر الصوت) |
هنبعتلكوا اللواء منتصر فريد وكبير الهلايله يتفاوضوا معاكوا .. محدش يضرب نار .. هما مش مسلحين .. |
لا إجابة من ناحية الجزيرة ..
يتحرك اللواء وكبير الهلايلة ناحية الجزيرة ببطء ..
خطوات ثم يستوقفهم إطلاق نار أمامهم بأمتار .. أنها رسالة أعتراض على حضورهم
م / 185 ل / خ
أمام الجزيرة
طارق بجانب اللواء أحمد هيبه مساعد الوزير الذي يراقب الجزيرة بمنظار مقرب وإلي جانبه رشدي ..
اللواء أحمد أبو هيبه |
أسيبك تخش عند منصور ليه .. |
طارق |
أديني نص ساعه .. أخر أمر الهجوم نص ساعه .. |
رشدي |
هتخش تعمل إيه يا طارق |
طارق
(بتحدي) |
هاخش أجيبه يا فندم بدل مانعرض حياتنا و حياة الناس دي للخطر .. |
اللواء أحمد أبو هيبه |
حتى لو أديتك الأذن هتخش إزاي .. ده ضرب نار عليا أنا شخصياً.. |
طارق |
هاخش على مسئوليتي يا فندم … |
يبدو اللواء مترددا …
رشدي |
بلاش يا طارق … صدقني انت مش عايز تخش جوه. ده خلاص بقى زي الكلب السعران |
طارق |
اسمحلي يا فندم |
م /186 ل / خ
أمام الجزيرة
الضابط ذو مكبر صوت ..
الضابط |
هنبعتلك الرائد طارق بسيوني .. محدش يضرب نار |
طارق يسلم سلاحه لخالد ..
خالد |
بلاش يا أفندم .. الناحيه التانيه كلها مجرمين .. |
طارق |
يا ريت الناحية التانيه بس هي اللي فيها مجرمين .. |
يتحرك طارق ناحية الجزيرة .. خطوات تتبعها خطوات مترقبة .. يعبر المنطقة التي ضرب النار فيها على اللواءات ..
الآن يدخل الجزيرة ..
م /187 ل / خ
مدخل الجزيرة
طارق يعبر مدخل الجزيرة .. الكثير من الأسلحة مصوبة إليه من أشخاص ملثمين .. يتحرك أكثر للداخل فيرى على يساره حوالي خمسون فرداً ما بين رجل وأمرأة وطفل يجلسون على الأرض والأسلحة مصوبة إليهم هذه المرة.. أنهم الرهائن يبدون متعبين للغاية .. ينظرون لطارق في لهفة لينقذهم.. يرى بينهم الناس الذين سألهم عن منصور الخاله والكهل والشاب ..
يوقفه رجال منصور في عنف يفتشونه ويوقفونه على ركبتيه ويده فوق رأسه .. يقتادوه بعدها إلي داخل الجزيرة ..
منصور حفني يجلس على شرفه منزله ..
يتبادل منصور وطارق نظره كلها غضب .. يتركون طارق. يقترب منه منصور ..
طارق |
البقية في حياتك |
يصوب منصور مسدسه إلي رأس طارق ..
منصور |
لوقلتلك حياتك الباقية احتمال أبقى بكذب عليك .. لأني مش عارف إذا كان فيها باقي ولا لأ .. |
م / 188 ل / خ
الأراضي الزارعيه / الجزيرة
منصور يصوب مسدساً إلي طارق الذي يسير أمامه .. يسيران وحدهما ..
منصور |
أنا قلت للرجاله ما يطوخكش وأنت داخل علشان أقتلك بنفسي |
طارق |
مش عيبه في حقك أنك تقتل ضيفك .. |
منصور |
لو فاهم التقاليد والعادات مليح كده .. كان لازم تعرف أنه مش عيبه لما تقتل الخاين |
طارق |
أنا اللي خنت يا منصور !! أنا لو خنت مكنتش هدخلك بعدها |
يوقفه منصور .. يفتشه في سرعه ..
منصور |
لتكون جاي تقتلني .. جاي تخلص اللي قريبك مقدرش عليه |
يضرب طارق المسدس من يد منصور في سرعة فيطير بعيداً ..
طارق |
أنا لو عايز أقتلك كان زمانك ميت .. |
ينظر له منصور ثم يهجم عليه في شراسه .. يحاول طارق تفاديه باحتراف لكن منصور مندفع بشده .. يسقطان أرضاً .. يتبادلان الكلمات في قوة وعنف ..
يتبادلان لكمات ..
منصور |
وزيتوا حسن عليا وبعدين قتلتوه .. |
- طارق ومنصور يظهران في عدسه منظار قناص .. القناص على جانب القوات فوق عماره عاليه ..
- رشدي وهدان يمسك باللاسلكي من موقعه أمام الجزيره وسط القوات ..
رشدي وهدان |
الهدف واضح ؟ |
القناص لا يتستطيع التصويب على منصور لأن طارق في مرماه ..
القناص |
لسه .. |
طارق |
أنا مليش علاقه بموت حسن .. |
يهجم عليه منصور وهو يصيح ..
منصور |
أصدقك ازاي و حسن قالي بلسانه قبل مايطخني انه قابل رشدي … و رجالتي شافوك فوق جثة حسن .. الحكومة عايزة تقتلني .. يبقى هاتاخدوا البلد كلها معايا .. |
يتفاداه طارق هذه المره .. منصور يسقط أرضاً ..
طارق |
أنا ماقتلتهوش … أنا وصلت بعد ماتقتل .. |
منصور يجد المسدس بجانبه .. طارق يرى المسدس بجانب منصور ..
طارق |
بلاش يا منصور .. شايف العماره العاليه اللي ورايا .. |
يلتفت منصور للعماره التي على الطرف المقابل للجزيره ..
طارق |
بص كويس هتشوف واحد ماسك بنقديه ومصوبها ناحيتنا .. ده قناص .. |
ينظر منصور مدفعاً ليرى القناص ..
وجهه نظر القناص طارق يخفي منصور وراءه ..
القناص |
الرائد طارق هو اللي في مرمايه يا أفندم .. |
رشدي
(يصرخ) |
هما بيتنيلوا بيعملوا إيه .. |
طارق |
أنا اللي بينك وبينه .. لو أنا عايز فعلاً أقتلك هاجي يمين سنه أو شمال سنه .. |
ينظر له منصور مفكراً ..
طارق |
أنا دخلتك تاني علشان أعرفك ان أنا مش زي رشدي .. و انك مش لازم تموت و الناس دي كلها تموت معاك .. |
وجهه نظر القناص .. طارق ووراءه منصور يبتعدان بطريقه تخفي منصور وراء طارق ..
القناص |
بيتحركوا بعيد .. |
رشدي
(بنفاذ صبر) |
أضرب الهدف |
يد القناص تداعب الزناد
القناص |
الرائد طارق في المرمى بتاعي |
رشدي
(بجنون) |
بقلك أضرب .. أضرب .. |
- طارق يمشي بحذر وهو يوجه منصور حتى يصلا إلي جدار يفصلهم عن القناص .. يهدأ الأثنان .
- يتنفس القناص الصعداء ..
القناص |
الهدف خرج عن المرمى يا أفندم .. |
رشدي يرمي اللاسلكي على الأرض في غضب ..
م/ 189 ن / خ
وراء الجدار
طارق ومنصور وراء الجدار يجلسان على الأرض وهما ينهجان .. الأثنان ينزفان من ضربهما لبعض ينظران لبعضهما نظره مختلفه .. منصور يضع المسدس في ملابسه ..
منصور |
كنا عايزين نضايفك … بس أحسن تطلع قبل ما الدنيا تمطر رصاص .. |
طارق |
مش هاتعقل يا منصور .. |
منصور |
و اللي انت عايزه مني هو العقل … و أنا لو سلمت نفسي هيسبوني أعيش .. أنا هافضل وسط رجالتي .. لآخر طلقة .. |
طارق |
احنا معانا طلق أكتر .. |
منصور |
هتزهقوا يا بيه … الطلقة عندنا بعشرة من عندكو .. انتوا بتسلموا الفوارغ و بتضربوا زي الغشم في كل حته .. احنا عندنا الطلقة بواحد … |
طارق |
مش مهم مين يقتل للتاني أكتر .. الرهاين اللي ملهاش ذنب دي تموت ليه … مش أهل بلدك دول … مفيش حد منهم فارق معاك .. |
منصور |
الكبير يا بيه ميحبش حاجة و لا حد للدرجة اللي تبكيه عليه .. انت آخر واحد هايخرج من الجزيرة و بعدها ماحدش هايخرج واصل .. |
م /190 ل / خ
الجزيره
كشافات أضاءه قويه تنار باتجاه الجزيره لتحيل المكان إلي نهار .. طارق الذي يسرع الخطي باتجاه القوات المرابضه على الناحيه الأخرى من الجزيره يخفي عينه وراء يده ..
يتجمع الضباط حول طارق
ضابط |
أيه اللي حصل يا طارق |
ضابط آخر |
منصور عايز أيه |
ينظر طارق حوله ……
– فلاش باك –
طارق مع مساعد الوزير ..
طارق |
لما كانوا يعرفوا أن أهلهم في أمان كانوا بيحاربوا بعض أشد ميت مره |
مساعد الوزير |
لازم تسيبلهم حاجه يخافوا عليها |
– نهاية فلاش باك –
م /191 شروق / خ
مدخل الجزيره
منصور يخترق صفوف رجاله في سرعة و يبدو عليه القلق ..
كريمة تدخل من مدخل الجزيرة …
منصور يصل الى مدخل الجزيرة ليرى كريمة ..
منصور(بغضب) |
ايه اللي جابك …. انت عايزة تموتي .. |
كريمة |
اشمعنى انت عايز تموت .. |
منصور |
انت دخلت ازاي ؟؟ |
رشدي على جانب القوات يتكلم في اللاسلكي بجانب الكردون الذي يمنع الناس من الدخول …
مجموعة من رجال النجايحة يبدو عليهم الغضب يريدون العبور …
ضابط(لرشدي في اللاسلكي) |
الرائد طارق هو اللي عداها .. |
رشدي(في اللاسلكي بغضب) |
محدش يأخد أوامر من الرائد طارق بسيوني , مساعد الوزير أعفاه من مهامه .. |
يتجه رشدي نحو النجايحة …
توفيق ناجح |
الفاجرة …. جابتلنا العار …. سيبونا نخش نغسل عارنا … |
رشدي يشير لرجاله أن يسمحوا لهم بالعبور .. يدخلون مسرعين ..
رشدي(في اللاسلكي لمساعد الوزير) |
رجالة منصور هيبدؤوا يقتلوا الرهاين … لازم نبدأ الهجوم … |
مساعد الوزير |
ابدؤوا الهجوم .. |
رشدي(في اللاسلكي) |
ابدؤوا الهجوم .. |
يسمع طارق قرار مساعد الوزير
صوت انفجار …. تنقطع بعدها الكهرباء … طلقات الرصاص تنهمر كالمطر ..
م192 شروق / خ
الجزيره / ناحيه قوات الشرطة
طارق وسط فريقه وهو يرتدي صديري واقي من الرصاص في في سرعه ..
طارق |
اللي هيجي معايا احتمال يعرض نفسه للمسائله .. بس لو مدخلناش منصور هيموت وهتموت الحقيقة معاه .. |
خالد |
بتضيع وقتك ما أنت عارف أن كلنا جايين |
م /193 ن / خ
داخل الجزيره
رجال الشرطه يصطادون رجال منصور الواحد بعد الآخر .. يعملون باحتراف شديد ..
منصور يجري وفي يده كريمه .. لا يكترث للحرب الدائره حوله ..
منصور |
في مركب صغيره مخبيها .. هتخديها وتهربي |
كريمه |
وأنت معايا |
منصور |
أنا ماهربش …. |
كريمه |
مش هسيبك ..يا نموت سوا .. يا نعيش سوا |
منصور |
أنا خلاص مابقاش ينفع أعيش |
كريمة |
سلم نفسك |
منصور |
أموت أهون |
كريمة |
يبقى خكمت عليا معاك بالموت .. |
يلمح من بعيد المركب الصغيره وحولها مراكب الشرطة قد وصلت ..
يتراجع ويبدأ في إطلاق النار .. الشرطة في كل مكان .. لا مخرج .. حصان منصور غارق في دمائه على الأرض ..
طارق يقود فريقه الأكثر احترافاً يقتلون الواحد بعد الآخر ..
طارق يبحث بعينه عن منصور ..
رشدي يدخل الجزيره ووراءه عواد .. لا قتال عند مدخل الجزيره الآن .. فقط جثث رجال منصور .. عواد يتفحص القتلى ويبعد أسلحتهم عنهم ..
رجال الشرطة يحاصرون شخص يطلق مدفع جرينوف بغزاره من داخل منزل .. يتجه إلي هناك طارق وفريقه ..
طارق
(يصرخ) |
منصور .. منصور |
يتوقف إطلاق النار من المدفع
منصور |
دخلت كريمه ليه .. كنت سيبتهم يقتلوني أحسن .. |
يطلق دفعه جديده من المدفع .. الكل يختبئ وراء جدران المنازل
طارق |
أنا مش عايزك تموت يا منصور .. أنا عايز أحميك .. ما تساعدهمش أنهم يقتلوك |
أنا داخلك يا منصور .. معيش سلاح |
يتحرك طارق ناحيه المنزل ببطء .. يدخل إليه فيرى منصور على المدفع ووراءه كريمه مختبئه خلفه .. منصور ما زال مصوباً المدفع لطارق
منصور |
طلع كريمه أنا مش طالع.. |
طارق |
هاتطلع يا منصور و هاتسلم نفسك … أنا عارف ان لسه معاك طلق , بس أنا هافضل هنا لغاية ماتخلصه , مش هاخليك تموت نفسك يا منصور .. |
يقترب طارق أكثر …
طارق |
أنتوا اللي أتنين في حمايتي يا منصور .. مفيش ضابط ولا عسكري هيقربلكوا .. أقسملك بالله |
منصور يفكر ..
م /194 ن / خ
خارج الجزيره
صوت طارق على لاسلكي ضابط مرابض خارج الجزيره :
صوت طارق |
منصور حفني معايا مش مسلح .. محدش يضرب نار .. بكرر منصور حفني سلم نفسه معايا .. محدش يضرب نار .. |
الرساله تصل لكل ضابط وعسكري على اللاسلكي الخاص به ..
طارق وفريقه يحيطون بمنصور و كريمه في شكل دائره .. يخرجون من مدخل الجزيره ..
مئات من الضباط والعساكر ينزلون أسلحتهم يبدو عليهم الأرتياح .. الأمر أنتهي بالقبض على منصور .. السكون يملأ المكان أخيراً ..
طارق ورجاله عند منتصف الطريق من الجزيره لضفه النيل ..
طلقه تصيب قلب كريمه تقتل الهدوء .. أنه توفيق أخوها .. منصور يسحب مسدس الضابط من فريق طارق و في نفس الوقت مع طارق يطلقون النار على توفيق ..
كريمه تنزف وتموت بين يدي منصور الذي يبكي لأول مره .. يترك المسدس لطارق الذي يأخذه منه و لا يقاوم ..
منصور |
كريمه |
فريق طارق يحيط بمنصور ويبعده حتى لا يقتله أحد .. يحاول أن يقاوم لكنه يأخدوه بعيداً ..
منصور(يصرخ) |
كريـــــــمه |
طارق يسند كريمه بتأثر .. كريمه تنزف من فمها .. تنظر لمنصور وهو يبتعد .. تشير بيديها بالإشارة التي تعني أنها تعشقه ..
كريمه(تهمس) |
بعشقك .. |
منصور (يبكي) |
كريمه .. |
يشير لها منصور بالإشارة أنه آسف .. تغمض كريمه عينها للأبد .. بينما منصور يبتعد ..
الحمام يلف حول الجزيره بلا توقف ..
منزل منصور تحول إلي مصفاه .. كفوف الأيدي التي طبعتها أيدي منصور وعائلته بهتت للغايه ..
Fade To Black
م /195 ن / د
مستشفى
ممرض يجر عربه الطعام ويستعد للدخول لغرفة فؤاد بسيوني ..
يستوقفه طارق الذي تغير شكله تماماً .. يبدو على مظهره الأهمال .. ذقنه غير حليقه وعينه متورمه من عدم النوم ..
طارق |
هدخلهوله أنا |
يستسلم له الممرض ويهم بالأنصراف .. يسحب طارق جريده مطويه مختفيه خلف بالطو الممرض ..
طارق |
وده كمان |
م /196 ن / د
مستشفى / غرفة فؤاد بسيوني
يدخل طارق .. فؤاد بسيوني يبدو عليه الوجوم .. يضع الجريده بجانب والده على السرير ..
طارق |
.. شكلك أحسن الحمد لله |
مانشيت على صدر الجريده عليه صورة منصور وخبر عن بدء محاكمته .. فؤاد بسيوني ينظر بعينه فقط للمانشيت بدون أن يحرك الجريده ..
يفتح طارق الباب و يدخل … طارق واجم ..
فؤاد بسيوني عينه على الباب و كأنه منتظره … فؤاد بسيوني يدخن سيجارة و بجانبه طفاية بها أكثر من سيجارة مطفأة …
فؤاد بسيوني |
انت ايه اللي جابك … انت مش عندك شغل .. |
طارق |
جاي أسألك أعمل ايه !! اتصرف زي ماربتني طول عمرك و اكشف الحقيقة و أشوه أقرب الناس ليه .. و لا أتصرف زي ما اللواء فؤاد بسيوني كان بيتصرف “الغاية تبرر الوسيلة” و أسيب الحقيقة تضيع …
فؤاد بسيوني انت جاي تتهمني .. انت ايش فهمك انت .. اللي عملته صح و لو رجع بيا الزمن تاني هاعمله تاني و تالت و رابع … طارق صح ازاي !!! فؤاد بسيوني ماتعمليش زي اللي بيدافعولي عن حقوق الانسان و الكلام الفاضي ده و مش موافقين على الضرب في أقسام البوليس … و كلهم أول ما الخدامة تسرق منه حاجة … يدورو وشهم الناحية التانية و يقولوا عايزين حاجتنا مش مهم ازاي …. طارق و افرض الخدانة طلعت بريئة … فؤاد بسيوني أنا ماقلتش الطريقة دي مالهاش عيوب … بس نتايجها فعالة … خلصنا على الارهاب , و السياحة شدت حيلها .. ماحدش بقى بيسمع صوت للصعيد …لولا اللي أنا عملته عمرنا ماكنا هانبقى في الأمان ده … طارق آه أمان … الصعيد كله أمان دلوقت فعلا … على فكرة الصعيد ماحدش بقى بيسمعلوا صوت عشان انتوا دفنتوه .. فؤاد بسيوني دفنا المجرمين … المجرمين اللي زي منصور .. نضفنا البلد … يا ابني أنا عارف اني فاضلي أيام و أقابل ربنا .. و هاقابله و أنا مش خايف لأني عارف اني عملت الصح …. طارق(بحسم) أنا ابنك و باقلك انك لازم تبدأ تخاف … و أحسن تقضي الأيام اللي فاضله بتستغفر … |
يخرج من الغرفة المليئة بالدخان وسط ذهول فؤاد بسيوني الذي صعقته الاجابة ..
تتجمد المشاعر على وجه طارق .. يخرج فؤاد سيجاره .. يشعلها ..
م /197 ن / د
محكمة
قاعة المحكمة ممتلئه عن آخرها .. صحفيون ووكالات أنباء ..
منصور في القفص مكبل بالجنازير كمعتقلي جوانتانمو .. يبدو عليه الوجوم والحزن وكيل النيابة يترافع أمام المحكمة .. طارق جالس في قاعة المحكمة وسط الجمهور ..
وكيل النيابة |
عريضه أتهام هذا المجرم تمتد لخمس عشره صفحه كاملة متنوعه ما بين قتل وزراعة مخدرات وبيعها أن أقل ما يمكن للأدعاء طلبه هو الحكم بإعدام المتهم مائه مره لو أمكن .. |
يجلس وكيل النيابه بعد ما أنهى مرافعته ..
المحامي |
قضيه أخرى أنجرف فيها الرأي العام وراء مبالغات الصحافه .. قضية بلا دليل دامغ واحد .. أتهموا موكلي بالقتل في قضايا لم يتهمه فيها حتى أهالي الضحايا وأتهموه بزراعة المخدرات على أراضي لا يمتلكها أحد .. |
منصور جامد ويبدو عليه الحزن لكنه يشير لطارق “هتفرق ايه” ..
المحامي |
وكعاده الصحافه في هذه الأحوال جعلت من موكلي وحشاً أرتكب كل جريمه حدثت في السنوات الأخيره .. منصور حفني وقف القطر .. منصور حفني هجم على السجن .. |
منصور يلمح طارق الذي يتأمله .. يتبادلان نظره طويله
المحامي |
منصور حفني قاوم للشرطه .. أن موكلي كان أحد الرهائن المحتجزين من مجموعة المجرمين الهاربين من الجزيره .. وهذا أمر ثابت بشهاده الشهود |
يجلس المحامي …
وكيل النيابة |
النيابة تستدعي الرائد طارق بسيوني للشهادة …. |
يتقدم طارق …
وكيل النيابة |
ايه اللي حصل في الجزيرة يا سيادة الرائد …. |
– قطع –
م /198 ن / خ
خارج المحكمة
منصور يخرج من قاعة المحكمة وسط دائرة من العساكر والشرطة تحيطها دائره أكبر من الصحفيين ومراسلي التليفزيونات ..
طارق |
ماكانش ينفع أقول الحقيقة يا منصور … |
منصور |
أنا لو مكانك عمري ما هافضح أبويا .. |
طارق |
انت عارف … |
منصور |
ماتخافش سرك في بير … |
طارق |
ممكن تتكلم انت يا منصور … قول الحقيقةتبقى عملت حاجه صح مره في حياتك |
نرى منصور وطارق من خلال منظار قناص فوق أحد العمارات المقابله للمحكمة
منصور |
الصح بتاعنا غير الصح بتاعكوا .. |
طارق |
الصح واحد في كل مكان يا منصور .. |
منصور |
ماكنش حد عمل غلط يا بيه .. |
طارق |
لأ الغلط بيتعمل بميت مبرر … و ميت منطق ..شكلي عمري ماهاقابل حد ناوي يعترف ان هو غلطان … |
– رجال منصور حاملين سلاح و يتقدموا منهم فضل .
منصور |
هاتقابل كتير … بس يوم القيامة .. |
- قوات الأمن حولهم ….
- شخص يصوب مسدسا من سيارة زجاجها أسود …
طارق |
عندك حق يا منصور … على الله ما أقابلش الناس كلها |
– يهز منصور مقتنعاً بما قاله طارق .. يبتسم منصور ..
– طارق يبتسم ….
منصور |
أخيرا اتفقنا على حاجة .. |
– الشخص يعمر البندقية ..
– الرجل الآخر ينزل من العربة بالمسدس ..
– رجال منصور يتحركوا ..
– من وجهة نظر منظار البندقية طارق و منصور معا ..
– ظلام دامس ..
– صوت طلقات ..
ثم طلقه القناص .. بعدها هدوء ..
ظلام دامس وسكون تام
فحم يتقد فجأة داخل ماشه وتخرج منه شراره مفاجأة عندما ينفخ فيه على الصغير .. لا يهتز مع أقتراب الشرارات من وجهه بالظبط كجده على حفني في أول الفيلم ..
النهايـــة
بالتوفيق بإذن الله
م/124 أ
للمديرية
رشدي و معه طارق و أمامهم منصور ….
رشدي |
ايه اللي حصل ده يا منصور … |
منصور |
ناس كانت عايزه تقتلني … بس ماعرفوش يعملوا شغلهم كويس .. |
طارق |
و طبعا ماتتهمش حد .. |
منصور |
و الله براوه عليك يا باشا … ابتديت تفهمنا أهه
(لرشدي) ماتطلب يا باشا ينقلوه عندينا , و الله ابتدينا ناخد عليه .. |
رشدي |
منصور مش عايز ردود فعل عنيفة .. احنا مش ناقصين روشة … |
منصور |
أبقى كداب يا بيه لو أعرف اللي كان عايز يقتلني أنا وولدي .. و أقولك اني هاسيبه يعيش لبكره .. |
م /131 ن / د
منزل شديد
شديد يبدو حزيناً وهو يحتضن أبنه .. ثم يسلم على أمه ويقبل يدها .. أبنه هو الطفل ذو الأثنا عشر عاماً الذي قال لمنصور انه يريد أن يصبح مثله ..
الأم |
أنت مسافر |
شديد |
لا يا أمه .. عندي شغل |
يعطي زوجته رزمه نقود
شديد |
خدي بالك مالواد ولو عزتي حاجه روحي للكبير |
أبنه يلعب ويبتعد خارجاً .. لكنه يلحق به ويحتضنه في تأثر ..
م /132 ن / خ
شارع في الجزيره
شديد ورجل آخر يحملون سياره نصف نقل بالمخدرات .. يقترب منهم منصور ويضع يده على كتف شديد ..
منصور |
ودعتوا أهلكوا .. |
يبدو عليهم التوتر .. يهزون رؤسهم بالإيجاب ..
منصور |
لو حد عايز يرجع في كلامه يقول
|
الرجل الآخر |
أحنا تمام |
م /138 ن / د
مكتب رشدي
على الحائط هناك قصاصه من جريده ما نشيت عن رشدي وهدان وأنه قبض كميه كبيره من المخدرات بحوزه مهربين في سياره نصف نقل ..
رشدي يتكلم في تليفونه …
رشدي |
لا لا مفيش داعي يا باشا .. منصور مش هيزعجنا بعد الليلة .. لا هيبقى مجرم قتل أبن أخوه علشان الزعامه .. عادي بتحصل هنا كتير .. |
م /149 ن / د
مديره أمن قنا / قاعة اجتماعات
الوزير مساعد وزير الداخليه وقيادات بينهم رشدي وهدان وطارق يجلسون جميعاً على ترابيزه اجتماعات كبيره .. الجميع يبدو عليهم الوجوم ..
مساعد الوزير يتفحص ملف أمامه ..
الوزير |
حرق نقطة شرطة .. اقتحام سجن .. قطع الكهرباء عن البلد .. فضيحتنا بقت بجلاجل .. |
رشدي |
المدرعات وصلت من ساعتين وأحنا جاهزين للاقتحام .. |
طارق |
لازم نتروى ياافندم .. |
مساعد الوزير
(مقاطعاً) |
ماتكلمش خالص .. أنت اللي وصلتنا للوضع اللي أحنا فيه دلوقتي |
رشدي |
أدينا أذن الاقتحام يا أفندم .. لازم نعمل من منصور عبره |
مساعد الوزير |
عبره أيه ده هو اللي عمل مننا عبره .. أنت بقالك سنين هنا بتعمل إيه يا رشدي .. بتلعب .. حسابنا أول ما نخلص الموضوع ده |
طارق |
الخساير ممكن تبقى كبيره |
الوزير |
ما سبلناش حل تاني .. أدي أمر لقوات الاقتحام .. |
مساعد الوزير |
طارق أنزل مصر .. مهمتك أنتهت .. |
م / 153 ل / د
غرفة طارق / الاستراحة
طارق يجمع حاجاته في شنطته الصغيرة .. يبدو عليه الوجوم .. تليفونه يرن لكنه لا يرد .. يبحث في أرجاء الغرفة عن أي شيء آخر نسيه .. يلاحظ على الكومود كارت صغير .. أنه الكارت الذي تركه منصور وأخبره أنه به أرقامه عندما جاءه في الغرفة
يتجه إليه ويتأمله .. أرقام منصور مكتوبه على الجانب الخلفي من الكارت بخط يدوي يقلب طارق الكارت ليجد أنه كارت رشدي وهدان رئيس مباحث المديرية .. تتسع عينا طارق ..
– فلاش باك –
منصور |
أنت محتاج أن أنا أقولك الحقيقة يا باشا .. !! |
– فلاش باك –
طارق |
أنا حسيت أن في حد بيبلغ منصور خطواتنا .. المره دي محدش هيعرف غيرنا بس .. |
( يبتسم ) |
يعني منصور لو عرف هيبقى يا أنا يا أنت |
– فلاش باك –
توفيق |
عايز تقبض على منصور بجد ولا أنت معاهم |
– فلاش باك –
رشدي يطلق النار على منصور ومنصور غير مسلح ..
رشدي |
نزل سلاحك يا منصور |
منصور |
معناش سلاح |
– نهاية فلاش باك –
تتسع عينا طارق في تفكير ..