ميرفت أمين البطلة الأكثر حضورا فى أفلامه

شاركت نور الشريف في بطولة 25 فيلما

«سينماتوغراف» ـ رغدة صفوت

قرابة النصف قرن قضاها النجم نور الشريف في محراب الفن منذ احترافه التمثيل عام 66، ليقدم خلال تلك السنوات ما يقرب من الـ 190 فيلماً والعشرين مسلسلاً. ولكن على مدار هذا التاريخ الثري كانت النحمة ميرفت أمين صاحبة الرقم القياسى فى عدد الافلام التى شاركته البطولة فيها والذى وصل الى25 فيلما لتتفوق بذلك على كل الممثلات اللاتى عملن معه وتشاركه آخر أعماله الآن بفيلمها “بتوقيت القاهرة”.

وبالعودة بعداد الزمن نجد أن لقاءهما الأول كان في التلفزيون عام 1969 حينما ظهرا في المسلسل التلفزيوني “الانتقام” الذي أخرجه نور الدمرداش، وظهرت فيه ميرفت بدور “سامية” فيما ظهر فيه نور بدور “فؤاد” وكانت ثالثتهما النجمة الراحلة مديحة كامل، كما شاركهما البطولة سعد أردش وعقيلة راتب وآخرون.

لم يفترق الثنائي إلا عامين فقط، كان كل منهما يقدم خلالها عددا من الأفلام، فقدمت ميرفت 9 أفلام لم يكن فيها الشريف رفيقاً، وقدم الشريف 13 فيلماً، حتى عادا ليلتقيا من جديد عام 1971 في فيلم “الأبرياء” للمخرج محمد راضي، وشاركهما البطولة كل من محيي اسماعيل ومظهر ابو النجا وعزت العلايلي وعماد حمدي وآخرون. وظهرا في دوري “ممدوح” و”فردوس” حيث كانت فردوس تعيش مع أسرتها فى منزل زوج أمها فى الريف، وتتعلم فى المدرسة وكل آمالها أن تصبح فيما بعد طبيبة، تهرب من منزل والدتها، لتلتقى بحبيب يموت فتفقد معه الحب والأمل، وتسلك طريق الحرام الذي سرعان ما تتمرد عليه وتعود للعمل الشريف فتلتحق بالعمل كممرضة فى أحد المستشفيات، حيث تتعرف على الشاب ممدوح، والذي تجد فيه ملاذها فتتبرع له بإحدى كليتيها وتنجح العملية، ويشعر هو بحبه نحوها، في الوقت الذي يبحث عنها شركاؤها في ماضيها المخجل، فيشتبكا لينتهي الفيلم بموتها.

وبنفس العام تعاون ميرفت ونور من جديد في فيلم “البيوت أسرار” لعادل إمام وشكري سرحان وليلى طاهر والذي أخرجه السيد زيادة.

لم يمر سوى عامان آخران أيضاً حتى عاد الثنائي معاً من جديد ليقدما “السلم الخلفي” عام 1973 لعاطف سالم، وهو فيلم كوميدي طريف يدور حول سكان عمارة يستخدمون السلم الخلفي لها لأغراض متعددة تتعلق بسلوكهم وأهوائهم غير المعلنة.

مدرسة المشاغبين

عام 1973 كان عاماً ثرياً للاثنين، فقدمت ميرفت خلاله ثمانية أفلام، وقدم الشريف 12 فيلماً، ولكن هذا لم يمنع أن يشهد عام 73 تعاوناً آخر أكثر نجاحاً بينها وبين نور، وهو فيلم “مدرسة المشاغبين” للمخرج حسام الدين مصطفى، وهو الفيلم الذي ظهر فيه نور بدور “بهجت الأباصيري” فيما كانت ميرفت تقوم بدور المدرسة “عفاف” التي يقع في هواها الطلبة ويتنافسون على لفت نظرها.

ولم ينته العام دون تعاون ثالث بينهما حيث قدما سوياً “السكرية” لحسن الإمام، حيث كان يقوم نور بدور “كمال عبد الجواد” وتقوم ميرفت بدور “كريمة”.

أما في 1974 لم يبتعد كثيراً ميرفت ونور فجمعتهما 3 أفلام آخرى في هذا العام، أولها فيلم “الاخوة الأعداء” الذي أخرجه حسام الدين مصطفى وظهرا فيه بدوري “عايدة” و”شوقي” عن قصة الاخوة كرامازوف للأديب الروسي ديستويفسكي.

والثاني هو “الحفيد” لعاطف سالم، حيث عاشا قصة الحب الشهيرة كـ “شفيق” و”نبيلة”. والثالث فيلم “أبناء الصمت” لمحمد راضي حيث ظهرا في دوري “نبيلة” و”مجدي” اللذين عايشا ملحمة من ملاحم النضال بالسويس خلال حرب الاستنزاف.

في 1975 جمع نيازي مصطفى بين نور وميرفت في “الانثى والذئاب” بمشاركة عادل أدهم ونوال أبو الفتوح.

وبنفس العام جمعهما مجدداً يحيى العلمي في “لقاء مع الماضي” الذي قدم فيه الشريف دور “حسين” الهارب من قبضة الشرطة والذي يتعرف على ميرفت أو “سحر” حينما يعمل لدى والدها التاجر المعروف فى شونة كبيرة بينما يخفى ماضيه الملوث، ويتصور حسين أن السنين أغلقت بينه وبين الماضى، إلا أن أسراره تنكشف بعد صراع وتير لتواجهه “سحر” التي أصبحت زوجته وتصر على الوقوف بجانبه في النهاية.

الفيلم الثالث الذي جمعهما عام 75 كان فيلم مقاولات بحت، وهو “شقة في وسط البلد” لمحمد فاضل، ويدور حول شقة يتناوب عليها ثلاثة أصدقاء ولكل منهم قصته فيها.

دائرة الانتقام

وفيه يجسد الشريف بدور “جابر” الذي دخل السجن جراء جريمة قام بها مع أصدقائه، ويخرج ليبحث عن الانتقام.

وتعاون نور مع ميرفت بنفس العام مجدداً في فيلم “الدموع الساخنة” ليحيى العلمي، حيث كانت تقدم دور “حنان” الهاربة من خالها القواد وزوجة أبيها التي تجبرها على العمل كراقصة، وتلتقي في طريقها بكثيرين  منهم “د.شريف” الذي قام به نور.

وفي 1978 عادا من جديد معاً في فيلم “المرأة الآخرى” للمخرج أشرف فهمي في دوري “هدى” و”محمود” حيث يثور “محمود” على حياة الفقر التى يعيش فيها أهله، ويقرر أن يفتح مكتبا خاصا يلحق به “هدى” ابنة خالته وهى فتاة تحبه فى صمت، وفى طريقه للبحث عن المجد يتعرف على ابنة رجل أعمال يقوم بتزويجه من ابنته، ويبدأ الصراع بين كل الأطراف حتى ينتهي الفيلم بفقدانه لعمله وزوجته وحب هدى له.

بعدها بعام اختارهما أشرف فهمي من جديد في فيلمه “مع سبق الاصرار” ليتقاسما البطولة مع محمود ياسين في قصة يكمن فيها الصراع بين نور وياسين الذي يقوم بدور وكيل نيابة متزوج من ميرفت التي تفاجيء بأن زوجها كان سبباً في تدمير حياة الآخر.

تعاون نور المتكرر في السبعينيات مع ميرفت، كان لافتاً لصناع السينما الذين كانوا يرون في ميرفت أمين وحسين فهمي ثنائياً قوياً وجاذباً للجماهير خصوصاً بعد زواجهما وعملها في عشرات الأفلام، ولكن بقى نور هو الشريك الزائر دائماً لمسيرة ميرفت، والجاذب لمخرجين كثر كان يرون في وجوده بجانب ميرفت على أفيش واحد استثناءً لصورتها الملتصقة بفهمي، هكذا أصر المخرج حسين حافظ على أن يجمعهما عام 1979 في “يمهل ولا يهمل”، وبنفس العام جمعهما أحمد يحيى في فيلمه “لا تبكي يا حبيب العمر”، وعام 79 هو العام الذي قدمت فيه ميرفت ثلاثة أفلام مع الشريف مقابل خمسة مع زوجها.

الحب وحده لايكفى

عام 1980 تكرر تعاونهما في “الحب وحده لا يكفي” لعلي عبد الخالق حيث قاما بدور الخطيبين “مدحت” و”عبير” اللذين يفرقهما طموحهما ويقعا فريسة الاستغلال والنصب والخداع.

مر عامان آخران وعاد الثنائي للعمل عام 1982 في فيلم “البعض يذهب للمأذون مرتين” لمحمد عبد العزيز، ووسط كوكبة من نجوم جيلهما، وبنفس العام خاضا تجربة ناجحة آخرى وهي “سواق الاتوبيس” للرائع عاطف الطيب.

وفي عام 1986 تجدد اللقاء في فيلم أكشن من اخراج أحمد فؤاد وهو “القطار” حيث القصة المثيرة التي تدور عن ركاب قطار فقد السائق السيطرة عليه، فيما وقعت “فريدة” في حب “خالد” في وسط كل التهديدات التي تحيط بهما.

في نهاية الثمانينيات انهمكت ميرفت امين في اعمال كثيرة مع شركاء آخرين  مثل محمود ياسين وعزت العلايلي ومحمود عبد العزيز وأحمد زكي وممدوح عبد العليم وعادل إمام وغيرهم، أما في التسعينيات ففقدت حجم نشاطها الذي تراجع إلى ربع ما كانت تقوم به في السبعينيات تقريباً، حتى عادت لتلتقي بالشريف مجدداً في مسلسل تلفزيوني استثنائي النجاح عام 1999 وهو “الرجل الآخر” للمخرج مجدي أبو عميرة،

في العشر سنوات الأولى من الألفية الثالثة، أصبح انتاج ميرفت أمين لا يتجاوز عملين في العام، وأحياناً عملا واحدا، إذ انتقلت بنجوميتها من السينما للتلفزيون، وخطت نحو صناعة اسم ناجح تسويقياً.

ولكن في عام  2001 اشترك نور وميرفت في فيلم لم ينجح تجارياً وهو “أولى ثانوي” للمخرج محمد صلاح أبو سيف، وكان يدور حول الجراح “حمزة” أو نور الشريف، الذي يرتكب خطأ يؤدى لوفاة طفلة فيحكم عليه بالسجن ويمنع عن ممارسة المهنة. حتى تدخل حياته في عزلته الأرملة “راوية” أو ميرفت أمين، بعد أن تعرف عليها في أحد المزادات.

ومر 13 عاماً حتى عادا من جديد ميرفت ونور معاً، بفيلم “بتوقيت القاهرة” لأمير رمسيس، والذي يجري العمل فيه الآن، حيث يقدمان دوري “يحيى” و”ليلى” في قصتين منفصلتين.


Exit mobile version