«سينماتوغراف» : وردة ربيع ـ الجزائر
طالب المخرج أحمد راشدي الدولة الجزائرية بتقديم مساعدة رمزية لعائلة المخرج الفرنسي الراحل روني فوتييه، نظير تكريس حياته للدفاع عن الشعب الجزائري خلال نضاله ضد الاستعمار. واعتبر راشدي أن فوتييه كان مساندا للثورة الجزائرية، حيث لم يبخل بإمكاناته المادية الخاصة التي كانت قليلة لإنجاز أفلام عن الثورة الجزائرية في قلب المعركة بالأوراس. من جهته، اعتبر أحمد بجاوي أن تلك الصور ساهمت إلى حد بعيد في كسب الدعم الأميركي.
وأوضح المخرج أحمد راشدي، مشاركته في ندوة حول «السينما والثورة»، بأن عبان رمضان كان قد استدعى قبل اغتياله في ديسمبر سنة 1957، المخرج روني فوتييه للقائه في تونس، من أجل الخوض في مسألة تمكين جبهة التحرير الوطني من استراتيجية للقطاع السمعي البصري الذي كان يعتبر مهما في تحقيق تدويل القضية الجزائرية. وقال راشدي إن اللقاء بين فوتييه وعبان لم يجر، لكن أحد المناضلين أخبر المخرج الفرنسي بأن عبان كان يريد لقاءه من أجل التباحث في مسألة تأسيس مدرسة يكون مسؤولا عنها لتكوين مختصين في السمعي البصري.
وكشف راشدي، أن الفيلم الذي أنجزه مع المخرج روني فوتييه حول الصور الأولى عن دخول جيش التحرير الوطني إلى الجزائر بعد وقف إطلاق النار في مارس 1962 قد ضاع. وأضاف أن فوتييه قام بدور فعال أثناء الثورة التحريرية وبقي مساندا للجزائر حتى بعد الاستقلال، وهذا ما جعل المخرج الفرنسي، حسب راشدي، محل تقدير وإعجاب لدى الجزائريين. وعليه، اقترح صاحب فيلم «الأفيون والعصا» أن تقدم الدولة الجزائرية مساعدة رمزية لعائلته نظير الخدمة التي أسداها للجزائر.
وقال أحمد بجاوي، الذي أصدر مؤخرا عن منشورات كتابا بعنوان «السينما وحرب التحرير»، عن قوة التلفزيون الأميركي الذي كانت الثورة تزوده بصور حية عن المعارك، من خلال المدرسة السينمائية التي أسسها عبان رمضان وكان على رأسها الرائد محمود قنز، موضحا بأن تلك الصور أثرت إلى حد بعيد في المجتمع الأميركي وخاصة الديمقراطيين المحسوبين على تيار الرئيس الأميركي جون كينيدي. وأضاف: «لقد أكد شارل ديغول أن فرنسا استعملت جميع الوسائل لإبقاء الجزائري تحت سيطرتها، لكنها فشلت في مجال الإعلام والصورة».
أما الكاتب مراد وزناجي، فأكد من جهته أن السينما الجزائرية منذ 1957 وإلى غاية 2007 غيبت دور السياسي، وكأن الثورة لم يقم بها سوى العسكري، بينما دعا محمد عباد، رئيس جمعية «مشعل الشهيد»، إلى التفكير في إطلاق اسم «روني فوتييه» على قاعة «السينماتيك» بشارع العربي بن مهيدي، وعلى إحدى المؤسسات في منطقة الأوراس.