الجونة ـ «سينماتوغراف»
تتواصل فعاليات اليوم الثاني لـمهرجان الجونة السينمائي، إذ تعرض اليوم السبت مجموعة أفلام مميزة منها الفيلم السوري “عندما أضعت ظلي” ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، الساعة 6:30 مساء بقاعة أوديماكس.
الفيلم حصل على جائزة أفضل عمل فني أول لمخرجته سؤدد كنعان بمهرجان فينيسيا، ويرصد جانبًا شديد المأساة لامرأة سورية “سناء” ليس لديها أي اهتمامات سياسية، فهي تهتم بطفلها ذي الـ 9 سنوات، وزوج غائب يعمل في السعودية، لكنها تخرج بحثا عن أسطوانة غاز بعد أزمة شديدة تصيب مدينتها، وفي الطريق الممتد والبعيد عن منزلها تمر بأشخاص فقدوا ظلالهم وبقبور في الحدائق وأشجار زيتون محروقة.
مواقف صعبة تعيشها الأم التي تعمل صيدلانية، ورصد لتفاصيل من المعاناة السورية اليومية والقتل الوحشي والاتهامات بغياب الضمير وانتشار الجشع، ونقص الطعام والأدوية والأخلاق أيضا، ومشاهد لآثار الحرب والدمار، وحفر القبور بجانب المنازل لدفن الضحايا من الثوار.
وفي نفس القاعة يعرض الفيلم الإيطالي “دوجمان” الساعة 9:15 مساء، ضمن الاختيار الرسمي خارج المسابقة، والفيلم فازت بطلته مارشيلو فونتي بجائزة أفضل ممثل في مهرجان “كان”، كما حصل الكلب الذي يظهر في الفيلم على جائزة سعفة الكلب غير الرسمية في المهرجان، وهو من إخراج ماتيو جارونى. تستند أحداثه إلى وقائع حقيقة، إذ تدور قصته حول مربي كلاب يدعي “مارشيلو” يجد نفسه متورطًا في عالم الجريمة بسبب “سيمون” بطل الملاكمة السابقة الذي يسيطر على الحي الذي يسكن فيه “مارشيلو” ويدخل السجن، ويتحول من إنسان مسالم إلى شخص تملؤه مشاعر الانتقام، من أجل استعادة كرامته.
وفي الساعة 6:15 مساء يعرض في “سي سينما 1” فيلم “الحصادون” من جنوب أفريقيا والمشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، والفيلم للمخرج إتيين كالوس، وتدور أحداثه في جنوب أفريقيا بمنطقة حرقة، ومعقل منعزل لثقافة الأقليلة الإفريقية ذات الأصول البيضاء، وفي تلك المقاطعة الزراعية المحافظة والمهووسة بالقوة والرجولة، يعتبر (يانو) فيها شخصا مختلفا لتكتمه عن البوح بمشاعره، وذات يوم تجلب والدته إلى البيت صبيا يتيما، وتطلب من (يانو) أن يجعل من ذلك الغريب شقيقا له.
وبرنامج الغد يشمل أيضا حكاية مؤلمة من سوريا بعنوان “عن الآباء والأبناء” تعرض في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، الساعة 6 مساء بقاعة “سي سينما 2″، وهذا الفيلم التسجيلي يقترب المشاهد أكثر من الصراع في سوريا والحرب الدائرة هناك، من خلال معايشة حقيقية لعائلة من أدلب يقودها الأب المنتمي لجبهة “النصرة”، والذي يحارب تحت شعارات الخلافة الإسلامية.
اختلاف الفيلم عن معظم الأعمال التي تتحدث عن الصراع في سوريا، أن مخرجه طلال ديركي يحاول معرفة والإجابة عن سؤال وماذا بعد! وحاول أن يجدها من خلال أطفال الأب الصغار، الذين يتربون على نفس مبادئه، ويلتحقون بالتدريبات على أيدي عناصر متخصصة من الجماعات الدينية. دمار المدينة ودمار النفس قبلها، ودائرة لا تنتهي من الصراع، وحكايات من أرض الواقع، تنتهي بخروج غير متفائل للمخرج من المدينة، يصورها الشريط السينمائي في 139 دقيقة.
ويقيم المهرجان العرض الثاني لفيلم “يوم الدين” الذي حظي بإعجاب شديد من الحضور، في عرضه الأول مساء الجمعة، ويعاد الفيلم الساعة 9 مساء بقاعة “سي سينما 1″، أفلام “المذنب” الساعة 3:15 عصرا في “سي سينما 3″، و”حرب باردة” الساعة 3:30 عصرا في قاعة “أوديماكس”، و”ولدي” الساعة 3:45 في “سي سينما 1″، كما يعاد عرض فيلم “ديليلي في باريس” الساعة 12:30 ظهرا في “سي سينما 1”.
هذا إلى جانب، افتتاح معرض يوسف شاهين في الثانية ظهراً، بالجامعة الألمانية، والمعرض يضم مجموعة مميزة من أفيشات المخرج العالمي، ويأتي ذلك ضمن برنامج احتفاء المهرجان بذكراه.