نصائح خبراء صناعة الأفلام لمواهب «قمرة»

انبذوا الصور النمطية لتصنعوا فيلماً قصيراً رائعاً واعرفوا جمهوركم

 

الدوحة ـ «سينماتوغراف»

أتيح لصناع الأفلام في قطر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فرص ثمينة لتعزيز أطر التواصل مع أبرز العاملين في صناعة الأفلام من خلال جلسات تدريبية جماعية وفردية ضمن فعاليات ملتقى قمرة الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام لأول مرة.

وتحقيقاً لأهداف قمرة المتمثلة بتعزيز مهارات جيل صاعد من صناع الأفلام، أوكل إلى مجموعة من الخبراء إدارة سلسلة من جلسات العمل الصباحية والجلسات التدريبية الجماعية والفردية وعروض أفلام ما زالت قيد التحضير. وكان قد وقع الاختيار على 29 مشروعاً في مختلف مراحل للانتاج لتمكين أصحابها من الاستفادة من جلسات توجيهية واجتماعات عمل صُممت خصيصاً لتلبية احتياجات مشروعاتهم.

وفي إطار جلسة تدريبية جماعية حول صناعة الأفلام القصيرة، حث سيباستيان أوبير، مديرAd Astra Films، المشاركين على التخلي عن الصور النمطية للخروج بأفلام قصيرة قوية. وبالاعتماد على خبرته الطويلة في مشاهدة المئات من الأفلام القصيرة كل عام، قال أوبير أنه لا بد أن يكون للأفلام القصيرة معنى عالمي حتى لو كانت قصصها محلية، حتى تجد مكانها عند أي جمهور حول العالم.

«لا تعتمدوا على القص واللصق عند رواية قصص شخصية» قال أوبير، «وكونوا واضحين بخصوص سياق القصة وأين تجري أحداثها ومن هم أبطالها». وأضاف أوبير بأن الأفلام القصيرة الجيدة تتميز ببروز صراع ما، ويكمن إبداع صانع الأفلام في كيفية عرض هذا الصراع.

وأشار أوبير، «عندما يترأى لكم مشهد ما بسهولة فهو بالتأكيد صورة نمطية. أجروا بحوثاُ حول قصصكم، وضعوا أنفسكم في مكان كل شخصياتكم، وتجنبوا القصص التي تعتمد على ثنائية الخير والشر، وتجاوزا الصور النمطية من خلال تبني وجهة النظرة المغايرة».

وشرح أوبير كيف للأفلام القصيرة أن تتجنب الضوضاء والفوضى عبر الالتزام بنوع الفيلم من خلال اختيار الممثلين باحترافية، والاستعانة بالخبراء في مونتاج وصنع اختبارات الشاشة. كما أكد على أهمية الحوارات القصيرة والبسيطة ودور الموسيقى في صناعة فيلم قصير جيد.

وفي استعراضه لأهم اتجاهات سوق الأفلام في المبيعات والتوزيع، قال فردريك كورفيز، مدير ومؤسس Urban Distribution International أنه من الأهمية الكبرى أن يحدد صاحب الفيلم إلى أين سيأخد فيلمه، سواء كان ذلك المكان مهرجانات سينمائية أو إلى شركات التوزيع بأقل الضمانات، حيث سيؤثر قراره هذا على مدى قابلية الفيلم للتسويق.

وقدم كورفيز نظرة متعمقة إلى نقاط ضعف وقوة المهرجانات السينمائية الكبرى حيث بات صعباً جداً على صناع الأفلام اللذين ما زالوا في بداية مسيرتهم الفنية المشاركة فيها. كما حذر من الفكرة السائدة عن المهرجانات السينمائية المختلفة، سواء كانت تتوجه لجمهور معين أو عريض، حيث توسم الفيلم وتضعه في خانة معينة مما قد يضر بمبيعاته.

وقال كورفيز أن سحر صناعة الأفلام يكمن في عدم القدرة على التنبؤ بما يمكن أن يحصل للمنتج النهائي. فقد يحقق فيلم صور بميزانية شحيحة وبسقف توقعات متدن أكبر نجاحات الموسم. كما أشار إلى الاعتبارات الواجب مراعاتها عند التعاقد مع وكلاء مبيعات حتى لا تضر هذه الاتفاقات بمستقبل صناع الأفلام الذين يدخلون فيها.

وتمحورت السلسة الأولى من جلسات قمرة الصباحية حول كيفية إشراك أفلام صناع الأفلام الصاعدين في المهرجانات السينمائية الدولية، حيث ناقش مسعود أمرالله آل علي، المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي، مبادرة المهرجان التمويلية إنجاز.

وقام ريمي بون أوم، ممثل عن فعالية أسبوع النقاد ضمن مهرجان كان السينمائي، وكريستوفر لو بارك، ممثل عن فعالية أسبوعي المخرجين أيضاً ضمن مهرجان كان، بتوضيح عملية إطلاق الأفلام خلال هذه الفعاليات. كما قام كل من كاميرون بايلي من مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، وبيانكا تال من مهرجان روتردام الدولي، وكاريل أوش من مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي، بمناقشة هذه المهرجانات وتوفير تفاصيل عنها.

وناقش راين كامب من شركة Visit Films كيفية بيع الأفلام المستقلة التي تتبنى الرؤى الإبداعية الشخصية لمخرجيها في الولايات المتحدة، كما تحدثت جميلة يسترا من شركة Binger Films إلى جيل صاعد من صناع الأفلام حول تطوير أفلامهم في هذه الشركة. وأدار كل من درة بوشوشة من أيام قرطاج السينمائية، وأدريك فام نيووينهيوزن وفانيا كالوديرشك من مهرجان كوبنهاجن الدولي للأفلام الوثائقية، جلسات عمل صباحية، حول دفع مشروعات أفلام المواهب الصاعدة إلى المراحل التالية.

وأتيح لأصحاب مشروعات أفلام في مرحلة التطوير فرصة المشاركة في جلسات تشاورية فردية مع الخبير السينمائي في قمرة دانيس تانوفيتش، بالإضافة إلى جلسات مشابهة مع خبراء في التطوير وكتابة السيناريو.

Exit mobile version