نعمة الله حسين من تكريم «الإسكندرية السينمائي» إلى «رئاسة تحكيم نقاد مونبلييه»

 

القاهرة ـ «سينماتوغراف» 

بعد تكريمها مؤخراً في مهرجان الإسكندرية السينمائي الذي انتهت دورته الـ 33 قبل أيام، طارت الناقدة الكبيرة نعمة الله حسين إلي فرنسا لحضور مهرجان مونبلييه الذي اختيرت فيه كعضو دائم بلجنة تحكيمه منذ سنوات، إلا أن هذه الدورة تم اختيارها كرئيس للجنة تحكيم النقاد مما يعكس تقديراً كبيراً لها.

وكان مهرجان الاسكندرية برئاسة الناقد الأمير أباظة قد اختارها لتكريمها عن مشوارها الممتد في مجال النقد السينمائي علي مدي سنوات طويلة في تقليد جديد لتكريم النقاد بدأه بنعمة الله حسين ليؤكد أهمية النقد ونقاده للعمل الفني وللفنان ذاته.

وقد أصدر المهرجان في إطار تكريمها كتاباً مهماً للناقدة السورية لمي طيارة حمل عنوان «نعمة الله حسين.. عين علي السينما الأوروبية»، استعرضت من خلاله مشوارها منذ مولدها في القاهرة لأب ميسور الحال يملك مطبعة ومكتباً للاستيراد والتصدير والذي تدين له بشدة فهو من شجعها علي القراءة والسفر منذ صغرها، وكان رجلاً متفتحاً يؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة، وصاحب تأثير كبير علي شخصيتها، كما تحدثت نعمة في الكتاب عن أمها التي كانت تتمتع بطيبة كبيرة وهو ماورثته عنها وتطرقت إلي زواجها بالأستاذ سيد عواد الذي التقته مع بدايات عملها الصحفي وربطت بينهما قصة حب نادرة توجت بزواجهما .

وبعيداً عن الأسرة أفردت الناقدة السورية صفحات لتناول مسيرة نعمة الله حسين المهنية التي بدأتها بالتدريب في صحيفة اللوموند الفرنسية تقديراً لتفوقها بكلية الإعلام ثم عملها بمجلة آخر ساعة وكتابتها في السينما الأوروبية.

كانت فترة تدريبها في اللوموند تجربة ثرية استفادت منها كثيراً وانتقلت من خلالها للعمل بوكالة الأنباء الفرنسية، وحين عادت  لمصر بدأت عملها بمجلة آخر ساعة حيث تنقلت في عدة أقسام بالمجلة الي أن استقر اختيارها علي قسم السينما لتكتب عن السينما العالمية بحكم سفرها وإجادتها للفرنسية الأمر الذي مكنها من حضور المهرجانات الكبري في فرنسا مثل (كان ومونبلييه ونانت ومهرجان المرأة وسينما الحقيقة)، كما تطرق الكتاب إلي فترة عملها بمهرجان القاهرة السينمائي وتوليها مسئولية المركز الصحفي للضيوف الأجانب ثم انضمامها للمكتب الفني للمهرجان لتشارك في اختيار الأفلام بحكم خبرتها وحضورها في المهرجانات العالمية.

مشوار طويل وناجح قطعته نعمة الله حسين وضعها في مكانة مهمة بين نقاد السينما العالمية، وهو نجاح لا يرجع فقط إلي موهبتها وكفاءتها المهنية وإنما يتوج أيضاً بإنسانيتها وروحها الطيبة وتعاملها بحب مع الجميع لذا ليس غريبا أن يحفل كتابها بشهادات عديدة لمحبيها وأن يتسابق الجميع من نقاد مصريين والعرب والفرنسيين ليتحدثوا عنها ويتفقوا جميعاً في رؤيتهم علي تميزها المهني والإنساني وعن حالة الحب التي تشيعها بين كل من تتعامل معهم.

Exit mobile version