منذ عرضة في تظاهرة أسبوعا المخرجين في مهرجان كان السينمائي الدولي، والفيلم التشيلي«نيرودا» يحصد الكثير من النجاحات والاهتمام والكتابات النقدية التي رسخته كواحد من أبرز الاعمال السينمائية لهذا العام، والذي خوله الترشيح للتنافس باسم تشيلي ضمن جوائز أوسكار أفضل فيلم اجنبي غير ناطق بالانكليزية ما يصعب المنافسة هذا العام.
اسمه ريكاردو اليسير نيفتالي رييس باسولاتو بابلو نيرود المعروف ببابلو نيرود، شاعر تشيلي الجنسية ويعتبر من أشهر الشعراء وأكثرهم تأثيراً في عصره، ولد في تشيلي، بقرية بارال بوسط تشيلي في 12 يوليو عام 1904. ويعتبر بابلو نيرودا من أفضل شعراء القرن العشرين في جميع لغات العالم.
كان ذا اتجاه شيوعي متشدد، كما يعد من أبرز النشطاء السياسين، كان عضوا بمجلس الشيوخ وباللجنة المركزية للحزب الشيوعي كما أنه مرشح سابق للرئاسة في بلاده. نال نيرودا العديد من الجوائز التقديرية أبرزها جائزة نوبل في الآداب عام 1971 وحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة أوكسفورد. وتوفي في 23 من سيبتمبر عام 1973.
يعتمد المخرج بابلو لورين الذي شاهدنا له العديد من الاعمال السينمائية الهامة ومنها نو وجاكي والنادي على سيناريو كتبة السيناريست جاليرمو جالدرين الذي كتب النادي وفيوليتا، وفي الفيلم عدد بارز من نجوم أميركا الجنوبية وفي مقدمتهم المكسيكي يائيل غارسيل برنيل الذي يتقمص شخصية المفتتش الذي أسندت الية مهمة القاء القبض على نيرودا إثر الانقلاب الذي اطاح به بينوشية بالزعيم سلفادور الليندي ولدور نيرودا يطل علينا متألقا ليس جينكو في واحد من أهم الشخصيات التي قدمها خلال مشواره الفني الطويل .
الفيلم يأخذنا الى هروب نيرودا داخل بلاده لأنه يعتنق الفكر الشيوعي ومطارته من قبل احد المحققين الذين يكتشفون مكانة هذا الشاعر الفذ والقيم الكبري التي راح يؤكد عليها في رحلة سينما تمثل تقريرا عن حالة المرحلة التي عاشتها تشيلي وعاشها ايضا شاعرها الفذ بابو نيرودا.
فيلم كبير يتحرك خارج الأطر والصيغ التقليدية في الكتابة أولا وكذلك على صعيد الإخراج يأخذنا الى عوالم تلك المرحلة بكل أبعادها السياسية ورجالاتها، وايضا النجوم الأفذاذ الذين يؤكدون بأن أميركا الجنوبية تمتلك مستودعا ضخما لأهم نجوم التمثيل في العالم وفي مقدمتهم المكسيكي الرائع يائيل غارسيا برنيل.
ويبقى أن نقول بأن فيلم نيرودا ليس مجرد فيلم عن الشاعر نيرودا بل ملحمة سينمائية ترصد تشيلي واميركا الجنوبية في الأربعينيات من القرن الماضي ومن هنا تأتي أهمية هذة التحفة السينمائية التي سيكتب عنها الكثير والكثير.