القاهرة ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير
أقيم مساء أمس بسينما الزمالك عرضاً خاصاً لفيلم افتتاح مهرجان القاهرة في دورته الـ39 (mountain between us ـ الجبل بيننا) للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد والذي كان قد تعرض لمشكلة في جهاز العرض خلال حفل الافتتاح مما دعا مخرجه لوقفه والاعتذار للجمهور عن عدم اكماله.
شهد العرض الذي أقيم بسينما الزمالك عدداً من نجوم السينما المصريين والعرب، وقدمته علي المسرح النجمة يسرا رئيس شرف الدورة الحالية للمهرجان التي اعتذرت للمخرج عن خطأ الافتتاح، كما صعد للمسرح الفنان حسين فهمي رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية معبراً عن أهمية الفيلم الذي يقدمه المخرج لأول مرة في السينما الأمريكية، مؤكداً صعوبة اختراق السينما في هوليوود وقال لقد درست السينما هناك وأعرف مدي صعوبة هذا الأمر.
وقد شهد الفيلم حضوراً كثيفاً من الجمهور والنقاد وطلبة معهد السينما الذين أثاروا أزمة لعدم تمكنهم من دخول العرض لكن يسرا دعتهم للهدوء ورحبت بهم،
الفيلم تلعب بطولته كيت وينسلت وادريس ألبا، وتدور أحداثه في 120 دقيقة حول تحطم طائرة خاصة وعلي متنها مصورة صحفية وطبيب لا يجمعهما سوي رغبتهما في سرعة السفر إلى دينفر، وبسبب الغاء رحلتهما يقرران أخذ طائرة خاصة التي يتعرض قائدها لأزمة صحية خلال الرحلة ويحاول الطبيب إنقاذه فتسقط الطائرة متحطمة في منطقة جبلية تغطيها الثلوج، وهنا تبدأ أحداث الفيلم لنشهد صراعاً من أجل الحياة.
وحول اختياره لهذا الموضوع الذي جاء في سياق رواية أدبية، سأل الناقد محمد عاطف الذي أدار الندوة مفتتحاً به اللقاء مع المخرج عقب عرض الفيلم،
فقال أبو أسعد : لقد وجدت في الرواية بناءاً مختلفاً بين صراع البقاء لبطلا الفيلم ثم قصة الحب التي نمت بينهما، وهو صراع مزدوج لم تتطرق إليه السينما الأمريكية منذ أيام همفري بوجارت ، كما رأيت الثلوج كخلفية بيضاء للفيلم وأن علي كمخرج تلوينها بالممثلين، فقصة الفيلم تعتمد علي شخصيتين ولأنني بطبيعتي أحب الممثل فقد شعرت أن الفيلم لن ينجح دون ممثلين أقوياء، ولم أجد أفضل من كيت وألبا مشيراً إلي أنه شاهد صورة تجمعهما خلال توزيع جوائز البافتا وشعر أنهما يناسبان بعضهما.
ونفي المخرج أن يكون قد تعمد اختيار ممثل أسمر ليؤكد من خلال الفيلم رفضه للعنصرية، قائلاً أنه اختار إدريس ألبا باعتباره ممثل صاعد جدا ولم يكن لذلك علاقة بكونه أسود البشرة، مشيراً الي أن البعض سأله عن ذلك وأنه يعتبر الفيلم رسالة غير مباشرة ضد العنصرية التي يرفضها شخصياً .
وسألته الفنانة الهام شاهين عن كيفية تدريب الكلب علي الأداء، فقال أنه تمت الاستعانة بثلاث كلاب متماثلة لتصوير هذه المشاهد، وأنه تم عمل خيمة بدفاية للكلب مثل الممثلين الذين كانوا ينتظرونه حتي يخرج من الخيمة لبدء التصوير، وكشف المخرج الفلسطيني انه كان معهما مدربين لتدريب الكلاب قبل التصوير ورافقنا طوال مشاهد الكلب مندوب من جمعية رعاية الحيوانات، للتأكد من أننا لم نعرضه لأي مشاهد تعذبه، وأضاف ضاحكاً لقد شتمت إدريس خلال التصوير لكني لم أستطع أن أشتم الكلب.
بينما سألته يسرا عن تصوير مشهد سقوط الطائرة بهذه البراعة، فأكد أنه كان مشهداً صعباً وتم تصويره داخل الاستديو لكن تمت الاستعانة بخمسة مهندسين ظلوا يعملون علي مدي ستة أشهر لوضع المناظر الطبيعية بعد تصويره، وأن (الكاميرا مان) لم يكن داخل الطيارة وانما خارجها ويتحكم بالكاميرا عن بعد.
وحول عمله مع نجوم محليين في أفلامه ونجوم عالميين علي مستوي احترافي في هذا الفيلم، وأيهما أفضل، قال هاني أبو أسعد: العمل مع نجوم هوليوود أصعب لأن لديهم سابق خبرة وتجربة إلا أن الممثل الجديد يكون مثل عود أخضر يمكنك تشكيله، مشبهاً النجم بالصخرة التي عليك أن تنحت فيها مؤكداً أنه كمخرج يحب التحدي في عمله.
وعن مستقبل أعماله القادمة وهل سينحاز للسينما الأمريكية ويبتعد عن قضاياه العربية، قال أنه لا يحب الحديث عن المستقبل وأن لديه شركة إنتاج مع زوجته وسيواصلان عمل الأفلام من خلالها.
وكان الفيلم قد قوبل بحفاوة كبيرة من الحضور الذين أثنوا علي براعة المخرج وحفاظه علي ايقاع الفيلم.