هل يعيد التاريخ نفسه وتُغلق أبواب السينما خوفاً من شبح «أوميكرون»؟

«سينماتوغراف» ـ متابعات

هل يعيد التاريخ نفسه وتُغلق الأبواب من جديد؟ قلق هائل يساور صناع السينما والمسؤولين التنفيذيين في هوليود بسبب الانتشار الهائل لـ “أوميكرون” المتحور الجديد من فيروس كورونا.

بعد عامين من الإغلاق وانهيار شباك التذاكر، وبمجرد بدء صناعة السينما العالمية التقاط أنفاسها ومحاولة التعافي مقتربة من متوسط إيرادات شباك التذاكر القديمة بسبب الأداء القوي لأفلام مثل “لا وقت للموت” (No Time to Die) و”كثيب” (Dune) و”فينوم: فليكن هناك كارنيغ” (Venom: Let There Be Carnage)، إذا بهذا المتحور وقد انتشر مسببا حالة من الذعر قد تجعل رواد السينما يفرّون إلى أمان منازلهم بعيدا عن حالات الاختلاط.

تزامن ذلك مع موسم عطلات حيث “عيد الشكر” والكريسماس وما يصاحب ذلك من إجازات، وانطلاق أفلام جديدة منتَظرة يراهن عليها أصحابها لجني الكثير من الأرباح.

أما ما زاد الأمور إزعاجاً فهو شروع الكثير من الدول الأوروبية في إعادة إجراءات الإغلاق، بمجرد الإعلان عن المتحور أوميكرون وبدء انتشاره.

غير أن المنتجين المخضرمين سرعان ما أعلنوا أنهم، وبعد مرورهم بالموجات الثلاث الأُول من “كوفيد-19” فصاروا يعرفون ما عليهم فعله للحفاظ على سير الأمور كما خُطط لها، معتمدين على بروتوكولات السلامة التي نُفّذت منذ بداية الوباء وسمحت للإستوديوهات الاستمرار في إنتاج الأفلام حتى خلال موجة العدوى التي سببها متغير دلتا الخريف الماضي.

هكذا شهدنا في ديسمبر الماضي إصدار أفلام مثل “سبايدرمان: لا عودة للديار” (Spider-Man: No Way Home) الذي حقق -حتى الآن- إيرادات بلغت 1.625 مليار دولار ليصبح الأكثر ربحا العام المنصرم سواء لإصدارات شركة سوني أو سلسلة “الرجل العنكبوت” والأهم أنه الأعلى ربحا منذ بداية الجائحة.

وهناك أعمال طرحت رغم المخاوف كون صناعها لا يملكون رفاهية تأجيلها نظرا للميزانيات الكبيرة نسبيا التي تحملتها هذه الأفلام، هي: “رجل الملك” (The King’s Man) و”ذا ماتريكس: النهضة” (The Matrix Resurrections) و”هواة الغناء 2″ (Sing 2).

وقد حققت الأفلام السابقة إيرادات جيدة، ربما ليست الأفضل لكنها على الأقل لم تُلحق الخسارة بأصحابها، ووفقا للأرقام فإن متغير أوميكرون أصبح له تأثير ضئيل على رغبة الجمهور في العودة إلى دور السينما.

فمن جهتها قررت إستوديوهات ديزني عرض فيلم الرسوم المتحركة لديزني وبيكسار الجديد “الباندا الأحمر الكبير” (Turning Red) على منصة “ديزني بلاس” في 11 مارس المقبل مباشرة دون طرحه أولا بدور العرض كما كان مقررا.

وهو ما فُسِّر بالبيان الذي أصدرته شركة “والت ديزني” للتوزيع الإعلامي والترفيه، موضحة أن عرض الفيلم سيأتي خلال فترة زيادة انتشار طفرة أوميكرون، وأنه بالنظر إلى التعافي البطيء بشباك التذاكر، خاصة بالنسبة للأفلام العائلية، كان لابد من التعامل بمرونة في ما يتعلق بقرارات التوزيع، لتصبح الأولوية هي الوصول إلى محتوى متميز إلى الجمهور في كل أنحاء العالم.

بمجرد إعلان ديزني حتى توجهت أصابع الاتهام نحوها، فهذا ليس العمل الأول لبيكسار الذي لا يصل إلى دار العرض، فقد سبقه عملان آخران. ويصبح رصيد ما عرض لبيكسار على الشاشة الكبيرة خلال الجائحة فيلمين للرسوم المتحركة هما “روح” (Soul) عام 2020 و”لوكا” (Luca) عام 2021، في حين أن ديزني عُرض لها العديد من الأفلام، الرسوم المتحركة ضمنها كانت “رايا والتنين الأخير” (Raya and the Last Dragon)، إنكانتو” (Encanto).

وبقدر ما خلفت تلك القرارات من إحباط لأصحاب دور العرض الذين يعتمدون على الأفلام العائلية للحفاظ على أدنى مستوى مقبول من الإيرادات، فإن مراقبي الصناعة فسروا هذا الموقف بأن “ديزني بلس” في حاجة إلى زيادة عدد المشتركين وهو ما لن يتحقق سوى باستهداف العائلات بمحتوى مضمون وجذاب.

وقد صرح جيف بوك، محلل شباك التذاكر في (Exhibitor Relations) قائلا إنه بسبب الوضع العالمي الحالي يصبح اختيار ما تراهن عليه الجهة المنتجة وتطرحه أشبه بلعبة شطرنج جريئة عليهم أن يقدموا فيها أفضل قطعة لديهم.

ترك أوميكرون بصمته أيضا على المهرجانات العالمية، إذ استجابت صناعة الترفيه بإلغاء أو تأجيل أو تعديل الأحداث.

فعلى سبيل المثال سيقام مهرجان “صندانس السينمائي” بشكل افتراضي للعام الثاني على التوالي، حيث سيقام حضوريا في نفس المكان لكن سيُعرض من خلال الإنترنت بين 20 و30 يناير الجاري.

كما تضاءل الإصدار المسرحي الرئيسي المقرر عرضه أول عام 2022، إذ قررت ديزني عرض فيلم “مياه عميقة” (Deep Water) على منصة “هولو” مباشرة، وتأجل عرض “موربيوس” (Morbius) إلى أبريل المقبل و”الهاتف الأسود” (The Black Phone) إلى يونيو.

ليصبح الإصدار الكبير الوحيد المتبقي والذي نجا من هذه المذبحة هو الجزء الخامس من سلسلة أفلام “الصرخة” (Scream) الذي بدأ عرضه قبل يومين وحقق حتى الآن 30 مليون دولار.

وبرر صنّاعه طرحه سينمائيا بأن العمل يستدعي العرض على شاشة كبيرة، ومشاهدته في ظل مؤثرات صوتية وبصرية تجعل التجربة أكثر اكتمالاً.

Exit mobile version