جاكرتا ـ «سينماتوغراف»
بعد نجاح الفيلم الأول “هيا: قوّة الحبّ” (Hayya:The power of love) عام 2019 بجلب 750 ألف مشاهد في دور السينما الإندونيسية، وبعد تأجيل سلسلتها التالية بسبب جائحة كورونا، أطلقت شركة “وارنا بكتشير” للإنتاج السينمائي “هيا 2: أمل وحلم وواقع” (Hayya2: Hope, Dream &Reality) الذي سيعرض في دور السنيما في مارس المقبل.
يحكى الفيلم قصة رحلة طفلة فلسطينية يتيمة هربت من واقع مرير من أحد مخيمات اللاجئين، تحمل هموما وآمالا، وفي طريق هروبها الدرامي تواجه سلسلة من المواقف المثيرة والمعقدة.
وتبدأ رحلة آمنة شهاب عندما تختبئ في حقيبة كبيرة تخص مجموعة من الناشطين، الذين يتفاجؤون بوجودها معهم في إندونيسيا، يختلف الأبطال حول إمكانية تبنيها ورعايتها، وينتهي المشهد الأخير بالجزء الأول من فيلم “هيا” بتسليمها إلى جهة حكومية مسؤولة لإعادتها إلى مسقط رأسها في فلسطين.
ولكن قصة “هيا” لم تنته في ذلك المشهد، إذ هربت مرة أخرى من مركز اللجوء بجاكرتا، لتبدأ رحلتها الجديدة التي تجسدها بالجزء الثاني من “هيا 2“.
واختارت هيا خوض رحلة هروبها الثانية من مركز اللجوء لعدم رغبتها في العودة إلى بلدها الأصلي، بسبب صدمة الصراع العميقة في نفسها، وتمسكت بآمالها في البقاء بإندونيسيا.
تلتقي هيا السيدة “عالية دني أمينرتي” التي زعمت أنها طفلتها المفقودة، لتشابه الملامح بينهما، فتقيم لديها فترة من الزمن، في حين يواصل بطل الفيلم “رحمة باعبد الله” وأقرانه في البحث عن الطفلة من خلال أحداث درامية مثيرة، إلى أن يفاجأ الجميع بتعرضها لحادث مأساوي.
ورغم أن الفيلم عائلي، لا ينفى مخرج الفيلم جاستيس أريمبا أن هيا تشكل رمزا لواقع، مع رسالة موجهة للمشاهد تلقي الضوء على القضية الفلسطينية.
وحول اختيار طفلة لتكون بطلة الفيلم، يقول المخرج “إننا نرى أن كل الصراعات والحروب تضر بحياة الأطفال وتقضي على براءتهم أكثر من تأثيرها على أي فئة أخرى، فما ذنب الأطفال حتى يتحملوا عبء فقدان السلام والأمان ودنيا الألعاب، فهم لا يدرون أبدا لماذا ولدوا ضحايا للصراعات والحروب دون القدرة على الاختيار“.
ويرى المخرج أن الأهم هو إيصال رسالة توعية للمشاهدين بأسلوب فني، مشيراً إلى نجاح ذلك مع الجزء الأول “هيا: قوة الحب” حيث حضر أغلبية المشاهدين ليس فقط للاستمتاع والترفيه، بل لشحذ الهمّة وزيادة الوعي والاهتمام بالقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أنه تمّ التبرع بـ 2.7 مليار روبية (1.2 مليون دولار) لشعب فلسطين من أرباح الجزء الأول من الفيلم.
وأضاف “نحن ملتزمون بالتبرع بجزء من إيرادات الجزء الثاني للفيلم من أجل الشعب الفلسطيني، ونتمنى أن نتمكن من تحقيق إنجاز أكبر مما تحقق مع الجزء الأول“.
وحول فكرة إيصال رسالة إنسانية فلسطينية، عبر إنتاج فنّي سينمائي، أكد مدير الإنتاج إريك يوسف أن “القضية الفلسطينية، كما يعرفها الجميع، قضية صراع قديمة متشعِّب الأبعاد لا يجوز أن تتخلى عنها الأمة الإسلامية والجيل الحالي“.
وأضاف “حاولنا التعامل مع القضية من خلال جميع الأساليب عبر الفعاليات الشعبية والمنظمات الإنسانية، ومن ضمنها الأسلوب الأدبي والسينمائي سهل التناول، مع قوة التأثير وبعيدا عن الأسلوب الخطابي والتوجيهي“.
وأشار إلى أن فيلم “هيا 2” يركز على ملامسة الشعور الإنساني الوجداني وإحياء الوعي بعيدا عن الجوانب السياسية، وهو ما جسدته شخصية طفلة صغيرة، يشعر بالشفقة والتضامن معها كل ذي ضمير حيّ أيا كان، مؤكداً أن نوع الفيلم عائلي حيث يمكن لجميع الفئات العمرية مشاهدته، حتى الصغار، لينشؤوا على تلك القيم ولينتبهوا إلى أن هناك أطفالا مثلهم فقدوا الأمن والاطمئنان والسلام بسبب الحروب والصراعات.