«وحش المال» السينما تعري واقع البرامج الاقتصادية

عبدالستار-ناجي

«كان» عبد الستار ناجي

يمثل فيلم «وحش المال ـ Money Monster» للمخرجة النجمة جودي فوستر واحدا من الأعمال السينمائية المثيرة للجدل بالذات فيما بخص تعرية البرامج الاقتصادية والتي تقدم النصائح الاقتصادية حول شراء او بيع الاسهم والسندات.

الفيلم يعتمد على سيناريو تعاون في كتابته كل من جيم لندن والان ديفور بالاضافة الى جيم كويف اما الاخراج فتصدت له النجمة المعرفة جودي فوستر والبطولة من نصيب الثنائي جورج كلوني وجوليا روبرتس.

الحكاية تعتمد على برنامج اقتصادي من تقديم مقدم البرامج الاقتصادية لي جيتز جورج كلوني الذي يقدم برنامجا جماهيريا اقتصاديا شهيرا يقدم المعلومات حول الاسهم وحركتها وتدير انتاج البرنامج باتي فنن جوليا روبرتس حيث تحدث المفاجأة حينما يداهم الاستديو وعلى الهواء مباشرة كايل بودويل اوكنيل جاك شاهرا مسدسه مهددا بتصفية مقدم البرنامج لانه كان السبب وراء افلاسه وخسارته كل ما يمتلك عبر مجموعة من المعلومات الكاذبة والتي لم يحصد من ورائها الا الخسارة في تلك اللحظة تقرر المنتجة ان يستمر عرض البرنامج على الهواء مباشرة وهي تعرف جيدا انها تقدم على مهمة قاتلة.

فيلم يصعد اللعبة بايقاع واحداث متواترة ومتسارعة تحبس الانفاس يظل خلالها المشاهد وسط كومة من الاحاسيس فمن التعاطف الكبير مع مقدم البرنامج الى حالة موازية من التعاطف مع ذلك الانسان المسحوق الذي خسر كل ما يمتلك نتيجة تسريب معلومات خاطئة لالتهام أموال صغار المستثمرين والتي تمثل وقودا لكبريات الشركات والمؤسسات المالية التي تقوم بتمرير كمية من المعلومات عبر هكذا نوعية من البرامج مقابل دعم مادي كبير سواء لادارة البرنامج او كوادره ومن بينهم مقدم البرنامج الذي يظل طيلة التجربة محاولا ان يصد الاتهامات التي توجه اليه على انه يتلقى كافة المعلومات من قبل فريق الاعداد والانتاج.

وعلى مدى ساعة وأربعين دقيقة نتابع أحدث التقنيات في عالم البرامج التلفزيونية وايضا تعرية حقيقية لواقع البرامج الاقتصادية التي يتم تجنيدها لمصالح كبريات الشركات والمؤسسات المالية الكبرى في وول ستريت على وجه الخصوص.

اننا بالفعل امام فيلم يستمد قيمته ليس من نهايته بل من الاحداثيات التي يطرحها والاتهامات التي تنهال كما المطر على صناعة الاعلام المزيف وبالذات البرامج الاقتصادية الملوثة والتي تستنزف قوت الفقراء وتدمر أحلامهم . فريق العمل وبالذات ثنائي الفيلم كلوني وروبرتس كانا في مباراة عالية المستوى على صعيد التمثيل والانتقال بالشخصيات من حالة الى أخرى وكل منهما رغم ملامحه الطيبة الا انه يكشف عن مخالب قاتلة وشخصيات انانية عنيدة تريد كل شيء لمصالحها وأهدافها الشخصية.

ويبقى ان نقول .. فيلم وحش المال يذهب الى عقولنا قبل قلوبنا.. لذا فهو يقول الكثير بادارة نجمة ومخرجة تعرف ماذا يريد الجمهور من أجواء المغامرة وماذا تريد من رسائل ومقولات وأهداف تقف الى صف الانسان المطحون أمام آلة الاعلام المزيف.

Exit mobile version