وداعا رونيه فوتيي «صديق ثورة الجزائر»

الوكالات ـ «سينماتوغراف»: وردة ربيع ـ الجزائر

توفي أمس الأحد، «روني فوتيي ـ rene vautier» المخرج السينمائي الملتزم المناهض للاستعمار الفرنسي للجزائر عن عمر يناهز 86 سنة  بعد أن فارق الحياة بمستشفى «سان مالو» في منطقة «بريتاني»، شمال غربي فرنسا حيث يقيم مع زوجته سوازيغ شابدولان فوتيي.

وقد اشتهر فوتيي بفيلمه الحربي عن ثورة الجزائر «في سن العشرين بالأوراس»، كما قام بإنجاز عدة أفلام وثائقية مصورة في معاقل المجاهدين بالولاية التاريخية الأولى. و كان اول نشاط نضالي ضمن المقاومة الفرنسية في سنة 1943 وعمره لم يتجاوز 15 سنة.

وبعد اندلاع الثورة التحريرية في 1954 صور فيلما وثائقيا حول احتلال الجزائر انطلاقا من نصوص عامة تعود إلى سنة 1830، وهو الفيلم الذي منع من العرض كما وجهت له تهمة المساس بأمن الدولة حيث تنبأ باستقلال الجزائر عن فرنسا وقال أنه يجب على فرنسا أن تستعد لهذه المرحلة القادمة لا محال قبل إراقة المزيد من الدماء. و في هذه الفترة قرر الالتحاق بالثورة انطلاقا وأقام علاقات متينة مع قادة الثورة الذين سمحوا له بالاتحاق بمعاقل الاوراس أين قضى سنة 1956.

ولد في 15 يناير 1928 بفينيستار (غربي فرنسا)، ودرس السينما في معهد الدراسات السينمائية ليكرس عدسته بعدها لخدمة القضايا العادلة في وقته، وتصوير معاناة الجزائريين إبان الاستعمار. ومن أبرز أعماله التي عالجت الثورة الجزائرية واقتربت من أجوائها فيلمه «الجزائر أمة» الذي أنجزه سنة 1957، وهو العمل الذي صدر بسببه حكم ضده بدعوى المساس بـ«الأمن الداخلي الفرنسي».

 كما عمل الراحل إلى جانب «ألبير آليمون»، الذي كان هو الآخر إلى جانب الأفالان (جبهة التحرير الوطني) في 1958، وقدم فيلمه الوثائقي «جيش التحرير الوطني في القتال»، لكن العمل الذي أزعج كثيرا السلطات الاستعمارية هو فيلم «ساقية سيدي يوسف» الذي تعاون على إنجازه كل من «ألبير آليمون»، بطلب من «فرانس فانون» و«عبان رمضان» (الذي كان من بين أصدقائه)، لفائدة مصالح السينما التابعة لجبهة التحرير الوطني، وهو الفيلم الذي يستعرض الجريمة التي اقترفها الإستعمار في حق سكان قرية ّ«ساقية سيدي يوسف» المتاخمة للحدود الجزائرية التونسية، كشهادة حية على وحشية الاستعمار، متسببا في إثارة الرأي العام العالمي ضد فرنسا. في نفس الوقت أنجز «رونيه فوتيي» فيلمه «الجزائر تلتهب» وهو فيلم من 23 دقيقة بمعيار 16.

وعشية الاستقلال ساهم «فوتيى» في إنشاء مركز السمعي البصري بالجزائر، أين قام بمهمة تكوين السينمائيين والتقنيين الشباب في الجزائر المستقلة، وأشرف عليه حتى مغادرته الجزائر 1966.

ونال فيلم «فوتيي» «أن تكون في العشرين بالأوراس» الجائزة الدولية للنقد بمهرجان “كان” سنة 1972، كما حاز فيلمه الآخر «أبناء العم الثلاثة» على جائزة أفضل فيلم عن حقوق الإنسان في ستراسبورغ في 1970. أما في فرنسا فقد واجهت أعمال الفقيد المنع، حيث رفض عرض فيلمه «الناقوس» الذي يتطرق للتميز العنصري «الأبرتيد» بجنوب إفريقيا، قبل أن يسمح بعرضه في 1965. أما في الجزائر فقد حظي الراحل بعدة تكريمات على غرار الاحتفاء الخاص بمهرجان وهران للسينما العربية في 2012، والتكريم الأخير في شهر نوفمبر 2014 بسنيماتيك الجزائر بمناسبة ستينية الثورة.

 

 

 

 

 

 

 

Exit mobile version