الوكالات ـ «سينماتوغراف»
تكتشفين أن جنيناً يتكون في رحمك، لكن هل يجب أن تخبري صديقك بالخبر السعيد، وهو الذي يتوجه خلال ساعات إلى الأحراش ليتدرب مع القوات التي تقاتل المجلس العسكري الحاكم في ميانمار، بعد أن داهمت الشرطة بيته الآمن؟
اعتدت الشرطة على محتج بالضرب أمام منزلك. هل تملك جرأة الاستمرار في تصوير المشهد وتعرض نفسك للعواقب لو لاحظوك، ليحل عليك غضب النظام وعلى كل من تحب؟ أم أنك ستلين أمام مناشدات أسرتك للابتعاد عن النافذة والاختباء؟
هذان مجرد مشهدين لبعض السيناريوهات في “يوميات ميانمار”، وهو فيلم وثائقي من إعداد مجموعة ميانمار، التي تضم عشرة من صناع الأفلام الذين لم يكشفوا أسماءهم ليظلوا مجهولين بعد أن شرعوا في رسم صورة للحياة في البلاد منذ الانقلاب العسكري العام الماضي.
ويوثق الفيلم، الذي يُعرض لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي، القمع المتزايد منذ الانقلاب العسكري الذي وقع في بداية فبراير 2021، في أعقاب نصر ساحق لقوى المعارضة في الانتخابات الوطنية.
وقال أحد أعضاء المجموعة، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب تتعلق بسلامته: “كنا مضطرين للارتجال، ذلك لأننا لم نكن نملك وسيلة تجعلنا قادرين على توقع إلى أي مدى ستسوء الأمور”.
وأضاف “في أول أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من الانقلاب كانت الأجواء تشبه الاحتفالات”، لكن: “عندما اتخذ المجلس العسكري العنف وسيلة للرد، أصبح الوضع أشد خطراً… تعين علينا تطوير أساليبنا في صناعة الأفلام”.
تضافر الخطر والحاجة الشديدة للتخفي في صالح عمل مفكك على أجزاء مدته 70 دقيقة، بعض مقاطع وثائقية، في حين أن مقاطع أخرى عبارة عن أعمال درامية مصغرة أو في شكل تركيب فني.
وقالت المنتجة الهولندية كورون فان إيجيرات، التي نسقت العمل مع زوجها: “أشرك صناع أفلام مختلفون رواة مختلفين.. لكننا صنعنا العمل الكلي من خلال التواصل هنا وهناك حول طريقة جمع كل ذلك معا”.