الإسماعيلية ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير
بينما كانت الضربات الأمريكية الفرنسية البريطانية تتوالي اليوم علي سوريا شهد مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة عرض الفيلم التسجيلي القصير “يوم في حلب” من اخراج علي ابراهيم وهو صحفي ومخرج أفلام تسجيلية وشارك في كتابة السيناريو مع المنتج فراس فياض.
المشهد الافتتاحي للفيلم يصور حالة الدمار التي صارت عليها مدينة حلب الجميلة، وتستعرض الكاميرا وسط دوي القنابل في لقطات ترصد من أعلي أطلال المباني، بينما يتسلل طفل صغير وسط دمار مدرسته ويفتح كراسة ملقاة علي الأرض يستعيد بها صوت أقرانه وفصله الدراسي، وتنتقل الكاميرا في سرعة لتلاحق سرعة الدمار وأطلال المدينة والبشر الذين يكافحون للبقاء علي قيد الحياة، في ظل قطع روسيا لامدادات الطعام والدواء حيث يحاصر الموت الجميع، ورغم هذا الحصار القاتم تنتقل الكاميرا لمشاهد مبهجة موحية بالأمل لصغيرات يمسكن بالفرشاة والألوان لترسم علي جدران البيوت المتهدمة لوحات تؤكد صمود حلب وأهلها وتماسكهم في مواجهة الدمار الذي يعيشونه، يغيب الحوار طول الفيلم فلا صدي لأي كلام في ظل هذا العبث، والصورة وحدها كافية لإدانة كل من تسبب في هذا الضياع ، بينما المخرج ومع تتر النهاية يكتب جملة مؤثرة يقول فيها: (الشى الوحيد اللي بيخليني أشعر إني لسه عايش هو إحساسي بالخوف).