الشارقة ـ «سينماتوغراف»
في سابقة من نوعها على مستوى الوطن العربي، دشّن مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة، الذي أقيم، لأول مرة، في مركز إكسبو الشارقة بتنظيم من هيئة الشارقة للكتاب، مساحةً حواريةً استثنائية، موفراً للناشرين العرب والأجانب فرصة لقاء أكبر شركات إنتاج الرسوم المتحركة في العالم، لعرض أفكارهم ومحتواهم والاستفادة من الخبرات الطويلة لأصحابها، وبحث سبل إبرام شراكات ناجحة وفتح آفاق جديدة في هذه الصناعة.
وشهدت منصة الاجتماعات التي خصصها المؤتمر للعمل المشترك وبيع وشراء الحقوق، لقاءات مشتركة بين نخبة من المنتجين ذوي الخبرة الطويلة في مجال إخراج وإنتاج أفلام الرسوم المتحركة في المنطقة والعالم، ومجموعة من الناشرين المعروفين والصاعدين والمبتدئين لتعريفهم على الخصائص المحددة التي يبحث عنها المنتجون المهتمون بشراء حقوق الكتب وتحويلها إلى أفلام أو مسلسلات، ومناقشة سبل التغلب على التحديات التي تواجه هذه العملية.
وقال أولي هايت، المدير العام لشركة الحديقة الزرقاء (Blue Zoo) البريطانية، ذات الخبرة الطويلة في مجال صناعة الرسوم المتحركة: «في البداية، سعيد جداً للمشاركة في فعالية تجمع صناع الرسوم والناشرين من جميع أنحاء العالم، للتعرف على المعايير التي يبحث عنها الناشرون الذين يودون بيع حقوق كتبهم لشركات الإنتاج، وأبرزها قوة رواية القصص، والجمهور المعني والمتابع، والفكرة الفريد، والشخصيات القابلة للتسويق، وجدوى الإنتاج».
وأضاف: «عند لقاء عدد من الناشرين العرب دار الحديث حول كيفية تطويع وتأهيل النصوص العربية بهدف تحويلها لفيلم رسوم متحركة متوافق مع جميع الأفكار والثقافات، وهذا لا يعني تغيير المحتوى لنرضي جهة بعينها أو مجموعة ما من الناس، لكن أقصد جعلها متوافقة ومتناغمة مع غيرها من الأفكار المختلفة عنها، وهنا تبرز أهمية المؤتمر الذي يوفر لنا فرصة لقاء الناشرين والتعرف على رؤاهم وأفكارهم وفهمها بشكل صحيح».
قال مؤنس الحطاب، مؤسس ومدير مؤسسة «ألف باء تاء» للنشر: «لقائي بالعديد من أصحاب شركات إنتاج أفلام الرسوم المتحركة من أوروبا مكّنني من التعرّف على المعايير التي تعزز احتمال شراء المنتجين لحقوق الكتب وتحويلها إلى أفلام، ومنها الجمهور المتابع، والشخصيات التي لا تنسى، والبنية السردية القوية، والجاذبية البصرية، وإمكانات التسويق».
وأضاف: «تعرفت على العديد من الأفكار الجديدة التي تفيدني كناشر عربيّ حين أفكر في تحويل النصوص العربية لأفلام الرسوم المتحركة، وأكثر ما لفت انتباهي في حديثي مع المنتجين الأجانب أن عالمها يجد تمويلاً ضخماً في العالم، ولهذا يتوجب علينا تمويل هذه الصناعة، وأن نفكر بشكل مغاير ونبحث عن أفضل القصص العربية المكتوبة بمهارة عالية لتحويلها إلى أفلام رسوم متحركة».
وأكد المخرج الإيطالي أندريا بوزيتو، من استوديوهات بوزيتو العالمية لإنتاج الرسوم المتحركة، أن:«المؤتمر فتح الباب على مصراعيه أمام المنتجين الأجانب لمعرفة ما يحبه الناس في منطقة الشرق الأوسط، ما يتيح للمنتجين في أوروبا وأمريكا آفاقاً جديدة لاستكشاف النصوص المكتوبة والمنشورة في المنطقة العربية، ومحاولة تحويلها لأفلام رسوم متحركة، وفي الواقع اطلعت على مجموعة من الكتب العربية ذات الجودة العالية التي يمكن تحويلها إلى رسوم متحركة، وهذا الأمر بإمكانه أن يسهم في تطوير المحتوى المرئي الذي تقدمه هذه الشركات».
وأشار بوزيتو إلى أن اللقاءات مكّنته من التعرف على المتطلبات الفنية التي يحتاجها الناشرون من المنتجين كتخليص حقوق النشر، ونوع الإنتاج هل هو فيلم قصير أو طويل أم مسلسل، وغيرها من الشروط التقنية والمالية والقانونية التي يمكن لشركات الإنتاج تنفيذها لتلبية احتياجات الناشرين ما يسهم بتطوير صناعة الرسوم المتحركة في المنطقة العربية.
وأوضح محمود عبدالنبي، مدير عام منشورات (ABD)، أن: «توفير منصة للقاء الناشرين العرب مع أكبر 13 شركة لإنتاج الرسوم المتحركة في العالم يشكل خطوة مهمة لم يسبق لجهة قبل هيئة الشارقة للكتاب اتخذتها، وستسهم هذه الخطوة في ازدهار سوق نشر كتب الأطفال واليافعين، والارتقاء بواقعه، وتحفيزه لدخول عالم الرسوم المتحركة، وتعريف العالم بأعمال الناشرين العرب في هذا المجال».
وأضاف: «وفّر هذا المؤتمر للناشرين العرب فرصة التعرف على أسواق جديدة لم يكن بإمكاننا التعرف عليها من قبل، إلى جانب أبرز العوامل التي تجذب المنتجين إلى الناشرين، والتي تتضمن السمعة والسجل الحافل في إنتاج الكتب العالية الجودة، والعلاقة الجيدة مع المؤلفين، والمرونة في التعامل، وفهم أساسيات صناعة الرسوم المتحركة، والإدارة الجيدة للحقوق والاهتمام بالتفاصيل المالية والقانونية، بما يسهم في تعزيز سوق النشر والرسوم المتحركة على حد سواء».