دبي ـ «سينماتوغراف»
كشف «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، اليوم، عن 13 فيلماً جديداً من المُنتظر أن تُعرض ضمن مسابقة «المُهر الإماراتي»، التي تستعرض أبرز الأعمال السينمائية الإمارتية، يقدّمها نخبة من المخرجين والممثلين المبدعين، خلال الدورة الـ13 من المهرجان، التي تُقام في الفترة من 7 إلى 14 ديسمبر.
وتسعى مسابقة «المُهر الإماراتي»، منذ انطلاقتها في العام 2010، وحتى اليوم، لدعم وتوفير منصّة للحركة السينمائية في الإمارات. وفي كل دورة جديدة تشهد المسابقة زيادةً في المنافسة، من ناحية العدد، وعلى مستوى النوع، وذلك بفضل مشاركة مخرجين قادرين دائماً على تقديم كل ما هو مغاير وشيّق، والخوض في تقاليد المنطقة الغنية، وتاريخها العريق. ويأتي العدد غير المسبوق من الأفلام الطويلة المُشاركة في مسابقة العام الحالي شهادةً على ازدياد عدد المخرجين الإماراتيين الموهوبين، والنموّ الملحوظ لصناعة السينما المحلية.
وبعد النجاح الذي لقيه فيلمه الطويل الأول «دار الحي»، يعود المخرج الإماراتي علي مصطفى إلى المهرجان، بفيلمه الجديد «المختارون»، من إنتاج «إيمج نيشن» وسيناريو فيكرام ويت، وتمثيل علي سليمان، محمد مصطفى، سامر المصري، حبيب غلوم، ميساء عبدالهادي، وسامر إسماعيل. تدور الأحداث في مستقبل بائس، تعمّه الفوضى، بسبب تلوث مياه الشرب، فيخوض مجموعة من الناجين، الذين اتخذوا من مستودع مهجور ملجأً لهم، صراعاً ضارياً للبقاء على قيد الحياة.
وتُشارك المخرجة نايلة الخاجة، الفائزة بجائزة «أفضل مخرج إماراتي» في «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، العام 2007، بفيلمها القصير الجديد «حيوان»، الذي يُعرض للمرة الأولى عالمياً، وهو فيلم إثارة نفسي يتمحور حول تجربة طفلة عمرها سبع سنوات، نشأت في منزل محكوم بيديّ والدها الشرس والمتسلط. تعيش هذه الطفلة بين عالم والدها المعطوب نفسياً، وعالم والدتها الأنانية، وطباخهم المرح. فهل تستطيع هذه الطفلة التوازن بين تناقضات أسرتها؟ الفيلم من تمثيل محمد أحمد، وفينيتيا تياركس، ودنيا عاصي، وابيجهيت باروها.
ويعود المخرج والكاتب منصور اليبهوني الظاهري إلى مسابقة «المهر الإماراتي»، ليقدم عرضاً عالمياً أول لفيلمه غير الروائي الطويل «سبارتا الصغيرة». يستمد الفيلم اسمه من مقولة أطلقها كبار جنرالات التحالف الدولي على دولة الإمارات العربية المتحدة، كنايةً عمّا تمثله قواتها المسلحة من قوة فاعلة ومؤثرة في الحرب على قوى الشرّ، مصوراً أن الدول تعلو بعزيمة رجالها وبإيمانهم العميق، وليس بحجمها ومساحتها.
ويقدّم المخرج عبدالله الكعبي فيلمه الروائي الطويل الأول «الرجال فقط عند الدفن»، الذي يُعرض للمرة الأولى عالمياً. تدور أحداث الفيلم أثناء حقبة الحرب الإيرانيّة العراقية، في العام 1988، حيث ترحّب أمٌّ عمياء ببناتها، لتكشف لهن عن سرٍّ دفين، ولكنها تلقى حتفها قبل أن تتمكّن من ذلك. يتوافد الزوار لتعزية الأسرة، ومع كل زائرٍ جديد تنصدم البنات بمدى جهلهن بحياة أمهن، وتاريخها. وفي زحمة انشغال الجميع في كشف النقاب عن السرّ، تطرق بابهن امرأة تهزّ كيان البنات، عند اكتشافهن بأن الذي جمع بينها وبين أمهن كان أكثر من صداقة.
ويأتي العرض العالمي الأول للفيلم الروائي القصير «الاختيار»، للمخرجة إيمان السيد، الذي يروي قصة لورين، التي عاشت منذ ولادتها في أمريكا. بعد موت أبيها طلب منها أعمامها في الإمارات الحضور لنيل حصتها من المال الذي تركه والدها قبل هجرته، ومع وصولها تكتشف أن المال مُسجّل باسم عمها، وينبغي عليها الزواج من ابن عمها للحصول على نصيبها من الإرث.
ويقدم المخرج صقر لخريباني النعيمي فيلم الفانتازيا القصير «محل بو طير» في عرضه العالمي الأول. تدور أحداثه في قديم الزمان، عن شاب يُدعى خالد تربى يتيماً في منزل عمته، ويقع في حب ابنة جاره، ولكنه لا يملك المال للزواج بها، حتى يجد لؤلؤة غريبة، ويدخل في تحدٍ صعب مع طواش لؤلؤ غامض في السوق. الفيلم من بطولة محمد الجنيبي، الفنان عبدالله بالخير، والفنانة أريام، والفنانة أشواق.
ويأتي العرض العالمي الأول للفيلم الروائي القصير «روبيان» للمخرج والممثل ياسر النيادي، ليتحدث عن عدد من الشخصيات الذين يجتمعون بصمت وفي ظروف عبثية في ليلة غريبة الأطوار، مع ذلك سنلحظ تعبيرهم عن رغباتهم المخبأة. الفيلم من تمثيل: خالد النعيمي، سلطان الشامسي، خالد علي.
ويشارك فيلم «ليلة في تاكسي» للمخرجة الإماراتية عائشة الزعابي في عرضه العالمي الأول. وتدور أحداثه في أبوظبي، في ثمانينات القرن الماضي، حيث يعمل سائق تاكسي باكستاني في ورديات الليل، مما يجعله يرى ويسمع حكايات الركّاب وشكاويهم، وعندما أُصيب ابنه بمرض خطير، وجد نفسه في حاجة ليبثّ همومه، ويبوح بما في داخله، فمن سيسمعه؟
وتشارك في مسابقة «المهر الإماراتي» المخرجة نجوم الغانم، صاحبة فيلم «سماء قریبة»، الذي حاز على جائزة أفضل فیلم غیر روائي في «مهرجان دبي السینمائي الدولي»، العام 2014. يأخذ عملها غير الروائي الطويل «عسل ومطر وغبار» المُشاهد إلى عالم عائشة وفاطمة وغريب، وهم من بين الأكثر شهرة في مجال البحث عن العسل، وجمعه، في المنطقة الشمالية من دولة الإمارات. غريب يرى نفسه العسّال، كونه يختصّ بتربية النحل في محمية أسّسها في أعالي الجبال، بينما تفضل عائشة وفاطمة أسلوب التجوال الحرّ، الذي يقوم على اقتفاء آثار النحل، تماماً كما تعلّمن في صغرهن، معتمدات على الحدس والحظ والشجاعة. يعرض الفيلم للمرة الأولى عالمياً، بدعم من صندوق «إنجاز».
وينضم الفيلم غير الروائي القصير «مَمْسوسْ»، للمخرجة شذى مسعود، حين لامَسَتْ أطياف الجنون، قبل مُلامسة بِدايات هذا الفيلم، لشدة إنغماسها بالقصة. تقوم الفيلم بتوثيق ثلاث شخصيات تروي تجاربها مع الاكتئاب الحاد ونوبات الذعر، ويُعرض للمرة الأولى عالمياً.
كما يشارك المخرج علي بن مطر، بالعرض العالمي الأول لفيلمه الروائي القصير «كنادير» من تمثيل عبدالله الحميري. تحدث صدفة غريبة، يتعرّف من خلالها عبدالله على تفاصيل جديدة عن حياة أخيه سالم، الذي تُوفي من قبل أسابيع، ويبدأ بالبحث عن تلك الأمور الغريبة والغامضة المتعلقة بأخيه.
أمّا المخرج أحمد زين الذي قدّم العديد من الأفلام القصيرة والطويلة ونال عدداً من الجوائز في مهرجانات محلية ودولية، فيشارك بالفيلم الدرامي الكوميدي الطويل «ليزا»، في عرضٍ عالمي أول. تدور أحداث الفيلم حول ليزا؛ وهي طالبة من بريطانيا تدرس الإعلام في «جامعة نيويورك أبوظبي»، وتصوّر فيلماً عن أسرة إماراتية تعيش في العين. خلال تصوير الفيلم تكتشف الطالبة طيبة هذه الأسرة وكرمها وأخلاقها، وكيفية التعايش بين الجنسيات في الإمارات.
ويكتمل عقد الأفلام المشاركة في مسابقة «المهر الإماراتي» 2016 من خلال العرض العالمي الأوّل للفيلم الروائي الطويل «انتظار»، للمخرجين هاني الشيباني وخالد علي، في قصة حول خمسة أشخاص في حالة انتظار لشيء ما سيغيّر حياتهم.
وفي هذه المناسبة، قال مسعود أمرالله آل علي، المدير الفني لـ«مهرجان دبي السينمائي الدولي»: «تسعى مسابقة «المُهر الإماراتي» لدعم المخرجين الإماراتيين، وتوفير منصة متميزة لهم، يمكنهم من خلالها تقديم ابداعاتهم وأعمالهم أمام الجمهور من المنطقة والعالم، مما يساهم في إثراء السينما الإماراتية والتسويق لها… نحن سعيدون لرؤية الزيادة في عدد ونوع الأفلام الإماراتية المُشاركة، والتي تسلّط الضوء على النمو الملحوظ للسينما المحلية. من جهة أخرى فإن نجاح صانعي السينما والمخرجين، وتقديمهم للأعمال المميزة، يساهم من دون شك في إلهام الجيل المُقبل، ويحثهم على العمل في هذه الصناعة المتميزة».