الاسماعيلية ـ انتصار دردير
فى ظل الهجرة العربية التى تشهدها الحدود الأوروبية، لأفراد وعائلات، فرارا من جحيم الحروب أو الاحتلال وبحثا عن أمان مفقود فى بلادهم، وما يتبع هذه الهجرات من مآسى تفجرت على مدى الشهور الماضية، يأتى الفيلم الوثائقى الفلسطينى «الحقل القرمزى» الذي عرض في مهرجان الاسماعيلية ليسطر فصول أخرى من معاناة اللاجئين الفلسطينيين، حيث يستعرض رحلة الشاب تامر التى يقطعها فى ثلاثة أشهر من المعاناة والخوف، حين يغادر مخيم اليرموك حيث قضى سنوات حياته، متجها الى جرمانا، ويقطع الرحلة من حلب الى تركيا ومن تركيا الى اليونان الى مقدونيا، مسيرة طويلة يواجه عقبات وأهوال فى كل منها، لكنه يصر على المضى قدما رغم كل شئ، حتى يصل الى حدود النمسا، ينتظر موافقة السلطات بها على لجوئه اليها، لتكتمل رحلته التى قطع من أجلها اميال بعيدة، تعرض فيها لمصاعب جمة تحملها برجولة واصرار ليبدأ حياة جديدة، لكن يبقى ذلك رهن حصوله على تصريح بدخوله أراضى النمسا، الرحلة الشاقة يرصدها المخرج الفلسطينى نصرى حجاج المولود بمخيم عين الحلوة والذى عمل كصحفى مستقل لعشرين عاما قبل تحوله للسينما، وانحاز بشكل خاص الى السينما الوثائقية، وقد حاز فيلمه «ظل الغياب»على جائزة المهر البرونزى فى مهرجان دبى السينمائى 2007.
من جهة اخرى تشارك المخرجة والمنتجة الفلسطينية مى عودة فى لجنة تحكيم مسابقة الاسماعيلية ،وهى مؤسسة شركة افلام عودة فى رام الله بهدف انتاج وتوزيع الأفلام الوثائقية ، وقد أنتجت العديد من الافلام الروائية الطويلة مثل: عيد ميلاد ليلى، ملح هذا البحر،5 دقائق بعيدة عن بيتى، كما تقوم حاليا بتطوير العديد من الافلام منها «200 متر» للمخرج أمير نايفة ، و«المنسية » للمخرجة غادة الطيراوى.