القاهرة ـ «سينماتوغراف»
شهد عام 2016 رحيل الكثير من النجوم الكبار ومعظمهم يعد من عمالقة التمثيل بالسينما المصرية مثل محمود عبدالعزيز وزبيدة ثروت صاحبة الوجه الملائكي، وكان الشيء اللافت للانتباه أن بعض هؤلاء الفنانين رحل بشكل مفاجئ، وهو الأمر الذي أصاب الوسط الفني بالصدمة مثل ممدوح عبدالعليم الذى توفي أثناء ممارسه الرياضة، كذلك الفنان وائل نور الذي كان يتمتع بصحة جيدة ويشارك في العديد من الأعمال الفنية، أيضاً رحيل الفنان أحمد راتب شكل صدمة لأصدقائه ولجمهوره، خاصة أنه كان يشارك في عرض مسرحي يومي.
فيروز.. الطفلة المعجزة
في 30 يناير رحلت الفنانة (فيروز الصغيرة)، عن عمر 73 عاماً، بعد تعرضها لأزمة صحية، والتي كان من أشهر أعمالها السينمائية فيلم (ياسمين، وفيروز هانم، وصورة الزفاف، ودهب، والحرمان، وعصافير الجنة، وإسماعيل يس للبيع، إسماعيل يس طرزان) وتعد أهم طفلة في تاريخ الفن المصري، ولقبت بـ (معجزة السينما المصرية). ولدت فيروز في القاهرة في 15 مارس 1943 واسمها الحقيقي هو بيروز أرتين كالفايان وهي من أسرة أرمينية من مدينة حلب السورية. وقد تميزت -على الرغم من صغر سنها- بقدرتها الفائقة على الاستعراض والغناء والتمثيل، حيث اكتشفها الفنان اللبناني إلياس مؤدب. فقرر إدخالها مسابقة مواهب في ملهى الأوبيرج الليلي، حيث كان الملك فاروق موجوداً بالحفل فأعجب بأداء الصغيرة التي لم تتجاوز الـ 8 من عمرها.
التف حولها المنتجون السينمائيون، فاختار مؤدب الفنان أنور وجدي من بين كل أولئك ليوقع معه والد فيروز عقد احتكار تتقاضى عنه ابنته ألف جنيه عن كل فيلم. وقد اختار لها الفنان أنور وجدي اسم فيروز، حيث تبناها فنياً وأظهرها في العديد من أفلامه التي كان لها مخرجاً وممثلا ومنتجاً. وانفصلت عن أنور وجدي في عام 1953 حيث قرر والدها عدم تجديد عقد الاحتكار معه، وقرر أنْ يقوم هو بإنتاج أفلامها، لتنتهي بعد ذلك فنياً.
فيروز اعتزلت الفن وابتعدت عن التمثيل وقد تزوجت الفنان الراحل بدر الدين جمجوم الذي تزوجها بعد فترة قصيرة من اعتزالها وأنجبا (أيمن) و(إيمان) وظلا زوجين لأكثر من 30 عاماً حتى وفاته عام 1992، وعاشت فيروز بعد اعتزالها حياة أسرية هادئة طيلة عمرها بلا عودة للمجال الفني، وتم تكريمها في مهرجان القاهرة السينمائي في عام 2001.
زبيدة ثروت.. قطة السينما
فى 13 ديسمبر الماضي رحلت عن عالمنا الفنان الكبيرة زبيدة ثروت عن عمر يناهز 76 عاماً بعد صراع مع مرض السرطان، وقد ولدت ثروت في 14 يونيو عام 1940، دخلت مجال الفن بالمصادفة وذلك عندما حصلت على لقب (ملكة جمال المراهقات) فتم وضع صورتها على غلاف مجلة الجيل، فكان ذلك الباب الواسع الذى فتح عالم الشهرة على مصراعَيه أمام الفتاة التي كانت تتابع دراستها لتصبح محامية، فالتحقت بالتمثيل في دور صغير في فيلم (دليلة)، حيث لم تتجاوز الـ16 عاماً وقتها، وعلى مدار السنوات اللاحقة قدمت أدواراً في مجموعة من الأفلام، لتثبت نفسها كفنانة قوية على الساحة الفنية.
قررت زبيدة ثروت أن تبتعد عن التمثيل عام 1976، رغبة منها في أن تبقى في أذهان جمهورها بالصورة التي ألفوها للفنانة صاحبة الوجه المشرق المنمق بعناية، وأن تعتني ببناتها الثلاث، وفى الوقت الذي اعتبر فيه البعض جمال زبيدة الاستثنائي فرصة للحصول على الحب بسهولة، كانت تلك النقطة هى الأصعب بالنسبة لها، حيث لم تجد حبها الحقيقي على مدار خمس زيجات.
وائل نور.. الرحيل المفاجئ
في 2 مايو رحل عن عالمنا الفنان وائل نور عن عمر يناهز 55 عام وكانت وفاته بمثابة صدمة في الوسط الفني، خاصة أنه كان موجوداً في الإسكندرية من أجل المشاركة في عرض مسرحي للأطفال، وبعد أن انتهى من العرض، ذهب إلى شقته بالعجمي مع مساعده الخاص، وعندما أراد أن يوقظه في الصباح فوجئ بأنه متشنج، فطلب له الإسعاف ولكنها وصلت بعد أن توفي.
ممدوح عبدالعليم.. وفاة غريبة
في 5 يناير رحل عن عالمنا الفنان الكبير ممدوح عبدالعليم عن عمر يناهز 59 عاماً وكانت وفاته غريبة، حيث كان يمارس رياضة الجري بصالة الألعاب الرياضية بنادي الجزيرة، حتى فوجئ المحيطون به يسقط أرضاً، فتم نقله إلى مستشفى الأنجلو بالجزيرة، ولكن الأطباء لم يتمكنوا من إسعافه، حيث أصابته أزمة قلبية مفاجئة أودت بحياته. ولد ممدوح عبدالعليم فى 10 نوفمبر 1956 بدأ مشواره الفني وهو طفل في برامج الأطفال بالإذاعة والتلفزيون وتتلمذ على يد المخرجة إنعام محمد علي ثمَّ على المخرج نور الدمرداش الذي قدمه وهو طفل صغير في مسلسل (الجنة العذراء) مع الفنانة كريمة مختار، وقد بدأ مشواره في التمثيل فعليًّا عام 1980 وهو شاب في مسلسل (أصيلة) ثم توالت أعماله التلفزيونية، وفي عام 1983 بدأ التمثيل في السينما، وعلى الرغم كثرة أدواره في السينما إلا أنه لم يحظ بنفس النجومية التي حصل عليها من التلفزيون.
أحمد راتب.. نجم الأدوار الثانية
فى 14 ديسمبر رحل عن عالمنا الفنان الكبير أحمد راتب عن عمر يناهز 67 عاماً بعد إصابته بأزمة قلبية دخل على أثرها العناية المركزة وقد شكل خبر رحيله صدمة في الوسط الفني، حيث كان في كامل صحته قبل تلك الأزمة وكان يعرض يومياً مسرحيته بلد السلطان مع الفنان محمود الجندي وكان مستمراً في تصوير عدد من أعماله مسلسل الأب الروحي. ولد راتب في حي السيدة زينب بالقاهرة عام 1949، وقد عاش الفنان الراحل طيلة حياته ممثلاً، فقد بدأ في المسرح المدرسي وهو طفل صغير لا يتعدى السابعة من عمره، وكان جميع مدرسيه يشهدون له بالموهبة، كان الشيء اللافت في مسيرة راتب الفنية أنه لم يحصل على أي بطولة مطلقة، ولكن الأدوار الثانية صنعت منه نجماً، حيث كان يؤديها ببراعة شديدة.
حمدي أحمد.. تاريخ خاص
فوجئ الوسط الفني في صباح الثامن من يناير برحيل الفنان الكبير حمدي أحمد عن عمر يناهز 82 عاماً، وقد لد حمدي أحمد يوم 9 نوفمبر 1933 بمركز المنشأة بمحافظة سوهاج، اعتقلته قوات الاحتلال البريطاني عام 1949، وكان عمره 16 عاماً، لمشاركته في المظاهرات الاحتجاجية ضدها، تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية سنة 1961.
كانت نقطة التحول في حياته في عام 1966 عندما وقع اختيار المخرج صلاح أبوسيف على الوجه الشاب حمدي أحمد ليؤدي أحد أكثر الأدوار صعوبة وتركيباً في تاريخ السينما، ما وضعه أمام تحدي تجسيد شخصية من أكثر الفئات المكروهة وهو محجوب عبدالدايم الطالب الانتهازي والإنسان الوصولي وذلك فى فيلم (القاهرة 30) مع سعاد حسني.
فاز حمدي بجائزة أحسن وجه عام 1966، وشغل منصب مدير المسرح الكوميدي عام 1985، وحصل على الجائزة الأولى عام 1967 من جامعة الدول العربية عن دوره في فيلم «القاهرة 30»، وقام ببطولة ما يزيد على 35 مسرحية و25 فيلماً سينمائياً و30 فيلماً تلفزيونيا و89 مسلسلاً و3000 ساعة إذاعية، وأسند إليه أيضاً بطولة المسرحية الشهيرة ريا وسكينة في دور عبدالعال، لكن شكوى الفنانة شادية من أسلوبه الحاد دائماً دفعت المخرج إلى استبدال الفنان أحمد بدير به وأسند إليه الدور، الذي سجله بدير تلفزيونيا ليختفي من وعي المشاهد البطل الحقيقي للعرض.
محمود عبدالعزيز .. نهاية الساحر
وفى 12 نوفمبر غيب الموت الفنان محمود عبدالعزيز بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 70 عاماً. حيث كان يعاني من نقص نسبة الهيموجلوبين في الدم، كما كان يعاني من وجود أنسجة داخل الفم أدت لتورم باللثة، وتمت إزالته جراحياً، لكنه ظل يعاني من مشاكل في التنفس.
ولد محمود عبدالعزيز في 4 يونيو 1946 في الإسكندرية، وتخرج في كلية الزراعة، وظهر لأول مرة في مسلسل الدوامة في أوائل السبعينات، ثم شارك في فيلم الحفيد عام 1974، وبعدها توالت بطولاته السينمائية. بلغ عدد أفلام محمود عبدالعزيز نحو 84 فيلماً، وقد تنوعت هذه الأفلام ما بين الرومانسية والكوميديا والواقعية.
وكانت آخر أعماله مسلسل رأس الغول، الذي قدمه في رمضان الماضي، برفقة مجموعة من النجوم، كان أبرزهم ميرفت أمين، وفاروق الفيشاوي.