بيروت ـ «سينماتوغراف»
عقدت الجمعية اللبنانية “معمل 961 – للفنون” مؤتمرا صحافيا لاطلاق الدورة الأولى من “مهرجان كرامة – بيروت لأفلام حقوق الإنسان” الذي تنظمه بين 21 و23 تموز 2016 في سينما “ميتروبوليس أمبير صوفيل”. وحضر المؤتمر إعلاميون ومخرجون وداعمون، إلى مهتمين بقضايا حقوق الإنسان وأصدقاء.
وكانت كلمة لمدير المهرجان المخرج والناشط في مجال حقوق الإنسان هيثم شمص، ومديرة البرامج في المهرجان الفنانة نجوى قندقجي التي قدمت الأفلام المشاركة، بالإضافة إلى مداخلة لسفير سويسرا فرنسوا باراس، ومداخلة للمخرجة والمنتجة ورئيس شركة “كريستل فيلمز” ديمة الجندي عن فيلمها “أصوات من الظل” في عرضه الأول عالميا والذي يتناول تجربة مختلفة عن تلك التي نسمعها في مخيمات اللاجئين، إذ أبطاله هم الفنانون السوريون الذين يعيشون في بيروت.
وافاد بيان للجمعية ان “مهرجان كرامة – بيروت لأفلام حقوق الإنسان الذي يحمل عنوان “الآخرون” لهذه السنة، هو أحد مشاريع الجمعية التي قررت تسليط الضوء على أفلام السينما الرافضة للعنصرية وخطاب الكراهية والتمييز والظلم. يسعى المهرجان إلى رفع مستوى الوعي والمساهمة في احترام حقوق اللاجئين والأقليات في لبنان والعالم العربي، فضلا عن التشجيع والتحفيز على التضامن والدعم والعمل من أجل التغيير.
وعلى غرار “مهرجانات حقوق الانسان” العالمية اختار المنظمون أفلاما ملتزمة، تعرف الناس على قضايا حقوق الإنسان المتصلة بالهجرة وحق اللجوء السياسي، والرقابة والقمع والترحيل وإساءة التعامل مع الأطفال والاعتداء عليهم، والنبذ الاجتماعي. إلى الحرب والنزاعات وحقوق العمال والعاطلين عن العمل، فضلا عن التطرق إلى الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي ، بالإضافة إلى القضايا الجندرية والإتجار بالبشر وثقافة الأقليات وحرية التعبير والاعلام، ، إلى مواضيع مشاركة المواطن السياسية، والشفافية، والديمقراطية.
ووقع الاختيار في هذه النسخة، على 16 فيلما متنوعا من أفلام عربية وعالمية، بالتعاون مع “مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان، الأردن”، ومعمل 612 للأفكار، وبرعاية “أفلام ذات قيمة- Movies that matter” في لاهاي و”الشبكة الدولية لـسينما بلا حدود”. والجدير بالذكر أن “مهرجان كرامة – بيروت هو عضو مؤسس في أنهار: “الشبكة العربية لأفلام ومهرجانات حقوق الإنسان” منذ كانون الأول 2015، التي تدعم التعاون بين المخرجين العاملين في مجال حقوق الإنسان، من خلال دعم مشاريعهم الموجهة إلى دولهم ومجتمعاتهم.
وقال شمص في كلمته: “ليس خفيا على أحد ما يجري اليوم على الأراضي اللبنانية من انتهاكات للحقوق البديهية لأي إنسان مواطن كان أم لاجئ. الوجع كبير بالأساس والصمت أكبر والعنف الذي يتجلى بوجوهٍ متعددة أكبر بكثير. أما الشعور شعورنا بالعجز وسط تقصير الدولة وانتشار موجات العنصرية تجاه اللاجئين، وفي زمن يعيش فيه معنا من يروجون لحياة عشيرتهم وقومهم وأبناء ملتهم على حساب سائر الناس، ومن يرون الحرية حقا في مكان ولا يرونها في مكان آخر، أو يرون أن حقوقهم ووجودهم تمر من طريق إفناء شعب آخر، قد لا يبقى أمامنا، نحن الذين قدر لنا أن نبقى حتى هذه اللحظة آمنين من الانتماء الضيق، ونحن الذين قدر لنا أن نبقى آمنين في أوطاننا إلى حد ما، إلا سبلا محدودة للمساعدة، منها التضامن والشعور مع الآخر الذي ما هو إلا مرآتنا نحن”.
اضاف: “من هنا، كان هذا المهرجان الأول في بيروت “مهرجان كرامة بيروت لأفلام حقوق الانسان” الذي نحن في صدد إطلاقه اليوم والإعلان عن برنامجه الذي يمتد على ثلاثة أيام في مرحلته الأولى”.
وختم: “كان على الصوت المعارض لكل هذه الإنتهاكات المنتشرة محليا وإقليميا وفي الغرب أن يعلوَ قليلا، كي يسلط الضوء على هذه التجاوزات التي أخذت أبعادا خطيرة وعلى تبعاتها المحتملة علنا نساهم في تحريك المياه الراكدة. من هنا يأتي هذا المهرجان بالتعاون مع “مهرجان كرامة عمان لأفلام حقوق الإنسان” حاضنا لتجارب محلية وإقليمية وأجنبية موثقة بأفلام طويلة وقصيرة روائية أم وثائقية أم حركية”.
أما سفير سويسرا فأشار إلى أن “سويسرا تدعم هذا المهرجان لسببين أساسيين، الأول هو الأمن الإنساني وتعزيز حقوق الإنسان، والثاني هو أن الثقافة هي جوهر عمل السفارة السويسرية في لبنان”. وأضاف: “الثقافة في بلد مثل لبنان لا تحصر بالتسلية لأنها “أوكسيجين” تتنفسه الشعوب وطريقة مثالية للاتصال بالعالم. انها وسيلة عظيمة للتوعية والحث والدفع باتجاه الحوار على المواضيع الاجتماعية والسياسية”.
وأعرب عن أهمية “السينما كوسيلة عظيمة لحض الضمائر” لأن “الفكرة من وراء المهرجان بسيطة جدا وهي مرتكزة على “فيلم، موضوع، حوار”.
ثم كانت كلمة لقندقجي التي قدمت البرنامج الذي يمتد على ثلاثة أيام يعرض خلاله16 فيلما. كما تنظم ندوة تحت عنوان “الآخرون” أيضا تضيء تحديدا على وجهة النظر العامة تجاه الآخرين/ اللاجئين- من خلال استنكار كل أنواع العنف والإعتداء على حقوقهم الإنسانية، وتسعى الى رأب صدع المجتمع المشرذم الذي يرفض اللاجئين راهنا على أنهم “الآخرون”.
أما الأفلام المشاركة فهي أفلام روائية ووثائقية طويلة وقصيرة:
(منازل بلا أبواب) سوريا، 90 دقيقة | آفو كربليان
(أرق) لبنان، 95 دقيقة | ديالا قشمر
(قصة حب سورية)، بريطانيا،67 دقيقة | شون ماكليستر
(غضب أبيض) فنلندا، 73 دقيقة | آرتو هالونين
(أصوات من الظل)، لبنان، 52 دقيقة | ديمة الجندي
أفلام روائية ووثائقية قصيرة
(سايبة) لبنان-ألمانيا، 16 دقيقة | باسم بريش
(حب تحت الحصار) سوريا، 15 دقيقة | مطر اسماعيل
(لعبة ترانزيت) لبنان-كندا-الولايات المتحدة، 18 دقيقة | آنا فهر
(كان يمكننا، كان علينا، لم نفعل) ألمانيا، 11 دقيقة | ديفيد م. لورينز
(انتفاض) الأردن، 9 دقيقة | ديمة دبس
أفلام تحريكية
(عشاء للبعض (اليونان، أمريكا، 10 دقائق | ناسوس فاكاليس
(الفالس الميكانيكي (فرنسا، بلجيكا، 6 دقائق |جوليان ديكمانس
(جنة المغفل (فرنسا، بريطانيا، الأردن، 6 دقائق| حسام إسماعيل
(موت الضوء (فلسطين، 4 دقائق |عامر الشوملي
(الركض الى الوراء (فرنسا، تركيا، 4 دقائق |آيسيه كارتال
(أنا إنسان) الأردن، 7 دقائق |رزان هيكل
ولفتت قندقجي إلى أن “اليوم الأخير السبت 23 تموز يقع تحت عنوان “سفريات السينما” الذي يقيمه “المعمل 961 للفنون” بالتعاون مع “المعمل 612 للأفكار” في الأردن، وبدعم من “الصندوق العربي للفنون والثقافة” (آفاق). “سفريات السينما” يرسم خطا لامرئيا فنيا وثقافيا بين مدينتي عمان وبيروت مرورا بالشام، كما تطرح الأفلام المعروضة في هذا اليوم موضوع اللجوء، في مدينتين عربيتين هما عمان وبيروت. بالإضافة إلى عرض خاص لأرشيف السفريات ما بين بلاد الشام والبلاد العربية، من خلال صور و وثائق أرشيفية، للمدن وحركتها الاجتماعية والثقافية ودور عرض السينما في تلك المدن العريقة”.
كما تمت الإشارة إلى برنامج العروض الخارجية الذي سيقام في شهر أيلول، كنشاط توعوي رديف للمهرجان ولأهدافه، والذي يتضمن النشاطات التالية: عروض أفلام في مخيمات اللجوء في لبنان، وورشة عمل للعلاج بالدراما تستهدف كلا من القاطنين واللاجئين في المخيمات/مكان الإقامة، كما سيتم عرض أفلام في عدة جامعات في مناطق مختلفة من لبنان، يليها حلقة نقاش تتناول موضوع اللاجئين والأقليات.