تطوان ـ «سينماتوغراف»
يُنظّم “المعهد الفرنسي في تطوان” و”جمعية أصدقاء السينما في تطوان”، بالتعاون مع “مؤسّسة مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط” و”الجمعية المغربية لمدرّسي اللغة الفرنسية” (فرع تطوان)، تكريماً للمخرج الراحل جان ـ لوك غودار (1930 ـ 2022)، بين 19 و21 يناير 2023، في قاعة العروض التابعة للمعهد.
يتضمّن التكريم عرض 3 أفلامٍ له: “بيارو المجنون” (1965) و”مذكّر مؤنّث” (1966) و”الصينية” (1967)، بالإضافة إلى طاولة مستديرة عن أفلامه وسينماه، يُشارك فيها المخرج والكاتب محمد الشريف الطريبق، والباحثة ليلي الشرادي، بإدارة الأكاديمي والناقد عبد الكريم الشيكر.
يروي “بيارو المجنون” حكاية فردينان غرفّون (جان ـ بول بلموندو)، المُصاب بخيبة أمل كبيرة بعد فقدانه وظيفته في التلفزيون. متزوّج، وله أولادٌ من امرأةٍ، يبدو أنّ علاقته بها مرتبكة قليلاً. ذات ليلة، بعد عودته معها إلى المنزل، إثر سهرةٍ اجتماعية حزينة عند والديها، يكتشف أنّ حاضنة الأطفال، التي ترعى أولاده تلك السهرة، صديقة قديمة، تُدعى مريان (آنا كارينا)، فيُقرّر سريعاً ترك كلّ شيء والذهاب معها إلى جنوب فرنسا، في رحلةٍ تشهد عمليات بيع أسلحة ومؤامرات سياسية ولقاءات متنافرة، وأيضاً استراحات في قرى ريفية، وتمزّقات عاطفية.
في “مُذكّر مؤنّث”، يُسرَّح بول (جان ـ بيار ليو) من وظيفته، فيبحث عن أخرى، مُناضلاً في الوقت نفسه ضد حرب فيتنام. مُغرمٌ بمادلين (شانتال غويا)، مغنية شابّة تهتمّ بنجاحاتها المهنية أكثر من اهتمامها بالتظاهرات “العاطفية” لصديقها. يعثر بول على وظيفة في مركزٍ لاستطلاعات الرأي، فيُكلَّف بأول مهمّة له، تقضي بالتحقيق في الانشغالات الرئيسية للفرنسيين. هذا يدفعه إلى الإقامة المؤقّتة عند صديقتين له.
أما “الصينية”، فيتناول سيرة 5 شبان، يمضون إجازتهم الصيفية في منزل مُنح لهم: فَرونيك (آنا فيازمسكي)، طالبة فلسفة في جامعة نانتار؛ رفيقها غييوم (جان ـ بيار ليو) ممثل؛ معهما، هناك كيريلوف (لَكْس دو بْروين) الرسّام القادم من الاتحاد السوفييتي، وإيفون (جولييت بِرْتو) الفلاّحة، وهنري (ميشال سِمِنْياكو) العالِم المُقرَّب من الحزب الشيوعي الفرنسي. هناك أيضاً عمر بلوندان ديوب (الرفيق في الجامعة، المتدخّل في محاضرة تُلقى في المنزل) وفرنسيس جُنْسون. يسعى الجميع إلى العيش معاً، معتمدين على مبادئ ماو تسي تونغ. يومياتهم متمثّلة في مجموعة محاضرات ونقاشات عن الماركسية ـ اللينينية والثورة الثقافية. لكنّ فَرونيك تخطّط لاغتيال شخصية سوفييتية مرموقة، تزور باريس.
بحسب بيان صادر عن منظّميه، يهدف التكريم إلى “المساهمة في إضاءة المكانة المركزية للسينمائيّ غودار في تأسيس تيار الموجة الجديدة، وتأثير إنتاجاتها على الخطاب السينمائي المغربي والمتوسّطي”. ذلك أن “أجيالاً” سينمائية عدّة تُدين له بأشياء كثيرة، في صناعة صورة، والتفكير في احتمالاتها، والتأمّل في مكوناتها وانشغالاتها وتفاصيلها، والتفاصيل مستلّة من وقائع عيشٍ، واختبار لغةٍ، يُراد لها أنْ تمنح الصورة تجديداً في قول وشعور.