طرحها المشاركون في جلسة ضمن “حوارات في السينما”
3 مشكلات تبعد الأفلام العربية عن العالمية
أبوظبي ـ “سينماتوغراف”
ناقشت جلسة عقدت مساء أمس في قصر الإمارات ضمن برنامج “حوارات في السينما” أساليب التمثيل في الأفلام العربية والخروج بالفيلم العربي إلى العالمية، بحضور المنتج المصري محمد حفظي، والممثل المصري خالد أبوالنجا، والمنتج غولوم دي سيل، والمخرج والمحاضر الأردني بشار عطيات. وسلطت الجلسة النقاشية الضوء على الإشكاليات الرئيسية التي تتخلل صناعة الفيلم العربي، ودورها في عدم وصول الأفلام العربية إلى العالمية بكثافة.
بدأت مدير الندوة تيريزا كافينا مدير البرمجة في المهرجان، بالتحدث عن السينما في العالم وما تتخللها من فروق عن السينما العربية، مشيرة إلى أن السينما البولويودية تتميز بطابعها الخاص ولا تكترث بالمشاركة في المهرجانات بقدر ما تهتم بتوجهها للجمهور المحلي، بينما يركز المنتج العربي من الأفلام على المشاركة في المهرجانات العالمية . وطرحت التساؤل الرئيسي عن دور الممثل في الفيلم العربي في نجاح الفيلم، وهنا أكد دي سيل، أن المشكلة عادة لا تأتي من الممثلين غير المحترفين فقط، بل حتى من ذوي الخبرة، وذلك لا يعني أنهم هم من يتحمل المسؤولية بل المخرجون كذلك، والطريقة التي يتعاملون بها معهم وما يطلبونه منهم . فوظيفة المخرج وضع الممثلين على الطريق الصحيح.
المشكلة الحقيقية، بحسب دي سيل، هي أن المخرجين ليس لديهم الخبرة الكبيرة في نمط التمثيل الذي يريده الجمهور خارج حدود الوطن العربي، وهذا من النواقص التي يعانيها الفيلم العربي .
وأوضح حفظي أن المشكلة في التمثيل في الأفلام العربية، ان الممثلين يأتون من خلفيات تلفزيونية لأنها الأكثر انتشاراً، ولذلك تغلب عليهم أساليب التمثيل التلفزيوني، وأن المخرج هو القادر على اختيار الممثلين والاستفادة من مهاراتهم في التلفزيون . ويعتقد حفظي أن الاستعانة بممثلين غير محترفين أسهل في وضعهم على الطريق الصحيح، لأنهم سيتلقون توجيهات تؤسس لديهم أسايب التمثيل السينمائي.
وقال حفظي: “المشكلة لدينا أن المخرجين لا يتعاملون ويحتكون كثيراً مع الممثلين، إضافة إلى ان الممثلين قادمون من خلفية تلفزيونية، ولعل هذين الأمرين هما التركيبة التي أدت إلى ضعف الأداء السينمائي”، مشيراً إلى انه لابد ان تكون هناك نقاشات مطولة بين المخرج والمنتج حول اختيار الشخصيات ومدى ملاءمتها للأدوار من دون أن يفرض رأياً بل مناقشة ما سيظهر للجمهور.
وأوضح حفظي أن في مصر مشكلة تتمثل في أن هناك نقابة ممثلين، وهذه تضم آلاف الممثلين لكن معظمهم لا يعملون ولكي يتمكنوا من دخول الساحة لابد أن يمتلكوا الرخصة من النقابة، وهي بذات الوقت تحدد عدد الرخص الممنوحة، مما يقيد المخرج في خياراته من الممثلين.
وأتفق أبوالنجا مع وجهة نظر دي سيل، لكن أكد أن الممثلين يبذلون جهوداً في أدائهم، إلا أن المسؤولية تقع على عاتق كل من المخرج والمنتج، كما أوضح أنه في كثير من الاحيان يشارك في عملية المونتاج ويعاني منها، ويعاني في المحافظة على الطابع العفوي للفيلم، ولكن المخرج لا يأخذ دائماً برأي الغير، إلا ان المخرجين الجدد يعون أهمية أن يستمعوا ويأخذوا برأي الممثلين، وأشار أبوالنجا نحن نعيش معاً بين مرحلة انتقالية، ما بين المدرستين القديمة والجديدة في التمثيل والإخراج، ومن الجيد أن تعمل المدرستان معا للخروج بنتاج ناجح” . وأكد أبوالنجا أن هناك جيلاً جديداً يعتمد في تعلمه التمثيل على الإنترنت وهو جيل منفتح على مصادر المعلومات، ولكن الاهم أن يتعلم الشخص سواء في الأكاديميات أو عبر المصادر الأخرى، مؤكداً أن كل شخص يمكن أن يكون ممثلاً لكن الفكرة تكمن في مدى ثقته بقدراته.
وألقى عطيات اللوم على كل من الممثلين والمخرجين، حيث لكل طرق منهما رسالة، فالممثلون هم رواة، وهناك بعض المشاهد تصل إلى 20 مشهداً للممثل بسبب المخرج . ولذلك لا بد من القول للمخرجين كونوا رحماء مع الممثلين والممثلون عليهم أن يطوروا انفسهم بحسب عطيات، مشيراً إلى مسيرته في تقديم الورش السينمائية.