القاهرة ـ محمد جابر
شهد عام 2016 حضوراً لافتاً لعدد من المخرجين الجدد في أفلامهم الأولى، مما سبب حراكاً واضحاً في السينما المصرية، وتواجداً في عدد من المهرجانات العالمية المهمة، وعلى رأسها “كان” و”برلين”. هذه الأفلام، ينتمي أغلبها للسينما المستقلة، وتتجاوز أهميتها كونها أعمالاً جيدة، وترتبط بصورة أكبر باحتمالية فتحها الباب لتيار جديد ومختلف في مصر عام 2017.
«آخر أيام المدينة» للمخرج تامر السعيد
الفيلم الذي بدأ مخرجه صناعته منذ 10 سنوات كاملة، عرض أخيراً للمرة الأولى في فبراير/ شباط الماضي بمهرجان “برلين” السينمائي، وفاز بجائزة “كاليغاري” في قسم “المنتدى”، قبل أن يدور في عشرات المهرجانات العالمية، ويحوز عدداً من الجوائز (آخرها الجائزة الكبرى في مهرجان “نانت” العريق). وجاءت أغلب المقالات النقدية والآراء العالمية عن فيلم تامر السعيد شديدة الاحتفاء بالتجربة المختلفة واللغة السينمائية التي لا تحاول استنساخ شكلٍ آخر من سينما العالم. وقد يصبح هذا الفيلم، المستقل بالكامل، والذي لا يتنازل عن جودته التقنية في آنٍ واحد، إلهاماً لصناع السينما الجدد.
«أخضر يابس» للمخرج محمد حماد
قبل أيام قليلة، فاز محمد حماد بجائزة أفضل مخرج في مهرجان دبي السينمائي عن فيلمه الأول “أخضر يابس”، وقبلها كان قد عرض ضمن مهرجان “لوكارنو” ، ونال احتفاءً بالغاً على كافة الأصعدة. الفيلم هو اكتشاف مع سيدة في الثلاثينات من عمرها، ولم تتزوج أو تخض علاقة عاطفية بعد. وجاءت أغلب الآراء مادحة حساسيته البالغة في التعامل مع الشخصية، وقدرته على صنع فيلم بسيط ومنخفض الكلفة، ومع ذلك مرتفع القيمة جداً على المستوى الفني.
«اشتباك» للمخرج محمد دياب
الفيلم صاحب الرصيد الأوفر من الجدل والنقاشات في السينما المصرية خلال هذا العام. بدأ الصخب مع عرضه في مهرجان “كان” السينمائي ضمن قسم “نظرة ما” في مايو/ أيار الماضي، والآراء الجيدة الواردة عنه، والتي وصفته بتجربة مختلفة تعكس الوضع في مصر، قبل أن يأتي موعد عرضه الجماهيري بعدها بشهرين فقط. ودار الكثير من الجدل حول دور الرقابة في عرض الفيلم، ودور الأمن في محاولات التضييق عليه وعلى عروضه السينمائية، بالنظر لتناوله قضية سياسية مثل احتجاز عدد كبير من المواطنين، ينتمي بعضهم للإخوان المسلمين والبعض الآخر من المؤيدين للسلطة والجيش، في سيارة أمن مركزي، ورغم هذا الجدل السياسي والفني الذي ارتبط بالفيلم طوال مدة عرضه، إلا أنه في النهاية حقق نجاحاً مقبولاً في دور السينما.
«علي معزة وإبراهيم» للمخرج شريف البنداري
منذ فيلمه القصير الأول “صباح الفل” (عام 2006)، وشريف البنداري يعتبر من أهم الأسماء السينمائية الشابة والمنتظرة. استمرَّ نجاحه مع أفلامه القصيرة اللاحقة مثل “ساعة عصاري” و”حار جاف صيفاً”، وأخيراً، عرض فيلمه الطويل الأول “علي معزة وإبراهيم” ضمن مهرجان دبي السينمائي، ونال تقديراً كبيراً إلى جانب جائزة أفضل ممثل لبطله علي صبحي، ويحاول البنداري في الفيلم اكتشاف كيفية صنع فيلم مستقل (بالنظر للتكاليف وعدم الاعتماد على نجوم وفي الموضوع والأسلوب غير المعتاد) ولكنه في نفس الوقت، يحقق نجاحاً جماهيرياً وتلاقياً مع المتفرجين.
«هدية من الماضي» للمخرجة كوثر يونس
الفيلم الذي كان مشروع تخرج كوثر يونس، من معهد السينما (وهي لم تزل في العشرين من عمرها) تحول لواحد من أهم الأفلام المستقلة التي عرضت تجارياً في السينما المصرية خلال العام، لدرجة أن الفيلم الوثائقي الذي يتناول رحلة بين المخرجة وأبيها للبحث عن حبيبة قديمة في إيطاليا لم يرها منذ 30 عاماً، لايزال يعرض للأسبوع الرابع على التوالي في قاعة “زاوية”.