«سينماتوغراف» ـ متابعات
تعرض العديد من دور السينما العالمية فيلم الأب الروحي «The God Father» في 25 فبراير الجاري بمناسبة مرور 50 عاماً على عرض الفيلم الذي يعتبره الكثيرون الأعظم والأشهر في تاريخ السينما العالمية.
الفيلم الذي بدأ عرضه في 14 مارس 1972، لم تتخطَ ميزانيته 7 ملايين دولار وحقق إيرادات بلغت 287 مليون دولار، وحصل على 7 ترشيحات للأوسكار وفاز بثلاث جوائز، وكان علامة بارزة في تاريخ كل من شارك فيه بداية من المخرج فرانسيس فورد كوبولا إلى البطلين مارلون براندو وآل باتشينو ورفاقهما ديان كيتون وجيمس كان وروبرت دوفال.
وشارك كوبولا في كتابة السيناريو مع ماريو بوزو الذي ألف الرواية الأصلية التي أصبحت الأكثر مبيعاً في عام 1969، وتحمل الاسم نفسه.
الفيلم يحكي قصة الجريمة المنظمة والصراعات الشرسة بين المجرمين والعائلات للسيطرة على العالم السفلي الخفي للمجتمع ورجال الأعمال. وتمتد القصة من عام 1945 إلى عام 1955، وتؤرخ لعائلة كورليوني بقيادة البطريرك فيتو كورليوني (براندو)، مع التركيز على تحول ابنه الأصغر، مايكل كورليوني (باتشينو)، من دخيل على الأسرة متردد إلى زعيم مافيا لا يرحم.
الطريف أن شركة باراماونت بيكتشرز حصلت على حقوق الرواية مقابل 80 ألف دولار، قبل أن تكتسب شعبية هائلة.
وواجه مديرو الاستوديو صعوبة في العثور على مخرج ؛ بعد أن رفض المرشحون الأوائل المنصب قبل أن يوافق كوبولا على إخراج الفيلم.
لكن الخلافات لم تنتهِ عند هذا الحد، بعد أن نشبت حول اختيار الممثلين وخاصة الشخصيتين الرئيسيتين في الفيلم فيتو ومايكل.
وخالف الفيلم كل التوقعات المتشائمة من عرضه، وأصبح الفيلم الأعلى ربحاً لعام 1972، وحافظ على مكانته لوقت طويل بعد أن كسب ما يقارب 290 مليون دولار من شباك التذاكر، وحصل على إشادة عالمية من النقاد والجماهير.
المهم أن الفيلم كان بمثابة قبلة الحياة لبطله مارلون براندو الذي كادت نجوميته أن تتلاشى قبل أن يعيد الفيلم تنشيط مسيرته السينمائية، ليواصل أدوار البطولة في أفلام مثل التانجو الأخير في باريس والجحيم الآن وسوبرمان.
وفي حفل توزيع جوائز الأوسكار الخامس والأربعين، نال الفيلم 7 ترشيحات، و فاز بثلاث جوائز هي أفضل فيلم وأفضل ممثل (براندو) وأفضل سيناريو مقتبس (لبوزو وكوبولا).
وأكمل صناع الفيلم بعد ذلك ثلاثية الرواية فظهر الجزء الثاني من العراب في 1974، والجزء الثالث في 1990.
ولم يكن كوبولا هو المرشح الأول للعمل، فقد سبقه إيليا كازان، وآرثر بن، وكوستاجافراس، ورفضوا جميعاً المهمة، حتى اضطرت الشركة المنتجة للاستعانة بكوبولا.
ولم يكن المنتجون مقتنعون تماماً بكوبولا لذلك استعانوا بمخرجين احتياطيين في موقع التصوير، ولكن بمجرد بدء التصوير صرفوهم واقتنعوا بكوبولا.
وفي محاولة لخفض التكاليف، طلبت الشركة من كوبولا تصوير الفيلم في مدينة كانساس سيتي بدلاً من نيويورك، ولكنه أقنعهم بالحفاظ على زمن القصة الأصلية.
الأكثر من ذلك أن كوبولا عندما رشح مارلون براندو لدور فيتو كورليوني، اعترض رئيس الشركة المنتجة تشارلز بلدورن بشدة، وأعلنها قاطعة «براندو لن يظهر أبداً في أي فيلم لبارامونت»!
ورشحت الشركة لورانس أوليفييه، ولكن مع اصرار كوبولا، قبلت بثلاثة شروط أولها اجراء اختبار تمثيل لبراندو، والتمثيل مجاناً لحين عرض الفيلم، والتوقف عن سلوكياته المثيرة للجدل.
وأدرك كوبولا استحالة موافقة براندو على الشرط الأول، ولكنه استدرجه بحجة اختبار المكياج، والذي كان في الواقع اختبار الشاشة الذي طلبته الشركة المنتجة، وعندما شاهدوه أسقطوا الشرطين الباقيين!
بالمثل، لم يكن آل باتشينو هو الخيار الأول، بعد أن رشح المنتجون روبرت ريدفورد أو رايان أونيل في دور مايكل كورليوني، ولكن كوبولا أصر على اختيار آل باتشينو.
وخلال جولاته اليومية إلى موقع التصوير، كان كوبولا يرى قطة ضالة، وفي يوم تصوير المشاهد أخذ كوبولا القطة وأخبر براندو بأن يرتجل معها. وأحب القط براندو لدرجة أنه ظل جالساً في حضنه طوال اليوم.
وكان من المقرر أيضاً أن تكون هناك استراحة أثناء عرض الفيلم الذي بلغ طوله 175 دقيقة، ولكن صانعي الفيلم ألغوا الفكرة حتى لا تخل بتفاعل الجمهور مع الأحداث.