بيروت ـ «سينماتوغراف»
انطلقت في بيروت النسخة الثانية من مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية في محاولة لنسج توليفة بين السينما وفنون عدة منها الهندسة المعمارية والآثار والفن والمجتمع والرقص والموسيقى وتاريخ الفنون وتاريخ المتاحف.
ويسعى القائمون على المهرجان للعام الثاني إلى أن تشكل الأفلام الوعاء الذي يحوي كل الفنون الأخرى ويتحدث عنها.
وتشارك في المهرجان أفلام تتحدث عن الرسامين الايطالي كارافاجيو والاسباني بابلو بيكاسو والنحات الإيطالي ألبيرتو جياكوماتي وفنان البوب آرت الأمريكي أندي وارهول. كما تسرد بعض الأفلام سيرة عدد من المتاحف والمجموعات الفنية المشهورة منها الارميتاج في مدينة سان بطرسبورج والمتحف الوطني اللبناني ومتحف سرسق اللبناني للفن الحديث.
كما يعرض المهرجان فيلمين وثائقيين عن اثنين من أشهر الممثلين العالميين هما الان ديلون ومارلون براندو بالإضافة إلى فيلم من إخراج آل باتشينو تحت عنوان (البحث عن ريتشارد).
وقالت اليس مغبغب مديرة المهرجان لرويترز إن المهرجان الذي افتتح أمس الاثنين سيعرض في الأسبوع الأول على الحاضرين 52 فيلما وثائقيا تتناول الفن وأنواعه ومجالاته. والأسبوع المقبل ستعرض هذه الأفلام في جامعات لبنان والمراكز الثقافية من طرابلس بشمال البلاد إلى صور والنبطية وصيدا في جنوبه.
وأضافت انه في حين عرض المهرجان في نسخته الأولى في العام الماضي 25 فيلما وثائقيا فإنه اليوم يعرض 52 فيلما وثائقيا خلال الفترة المخصصة له من الثامن من نوفمبر تشرين الثاني حتى 20 منه.
ويولي المهرجان هذا العام أهمية خاصة للعرض في مناطق أخرى غير العاصمة بيروت وفي المدارس والجامعات أيضا تحت عنوان “الفن حق للجميع بكل المناطق”.
وبالإضافة إلى الأفلام الأوروبية والعالمية يشارك لبنان بعشرة أفلام ويدور فيلم الختام للمخرج سامر غريب حول تجربة تجمع شابين أحدهما من منطقة باب التبانة في طرابلس ذات الغالبية السنية بشمال لبنان والآخر من جبل محسن ذات الأغلبية العلوية. وتقول مغبغب إن الفيلم “يركز على كيفية تعايش الشابين مع بعضهما البعض عبر المسرح والصداقة والثقافة. هذه هي رسالة المهرجان التي أحببنا ان نختتم بها النسخة الثانية من المهرجان ليظهر لكل الشباب أننا نستطيع أن نعيش مع بعضنا ونستطيع أن ندرس ونتعلم ونتثقف مع بعضنا.”
فيلم الافتتاح أظهر كيف طوعت المهندسة العراقية الشهيرة الراحلة زها حديد المواد الصلبة فجاءت على ورقها لينة وبحساسية عالية حتى سطع اسمها في سماء الهندسة المعمارية.
وجاء فيلم الافتتاح الذي حضره العديد من المدعوين تحت عنوان (تخيّل… زها حديد: من يجرؤ يكسب) من إنتاج محطة بي.بي.سي. وكان الفيلم قد عرض في بيروت في يونيو حزيران الماضي بعد أشهر على وفاة حديد.
ويشارك المخرج اللبناني بهيج حجيج بخمسة أفلام ويقول “هذه الأفلام هي بين طويلة ومتوسطة وتدور حول المحافظة على التراث وعلى المتحف الوطني.”
وقال قاسم اسطنبولي وهو ممثل ومخرج لبناني “قمنا بمبادرات بمدينة صور من خلال إعادة افتتاح سينما الحمرا وسينما أخرى في النبطية التي كانت مقفلة منذ 27 عاما. عودة هذه الصالات اليوم شجعت هذه المهرجانات التي تقام في بيروت لتخرج إلى خارج العاصمة لتتواجد بهذه المناطق .”
أضاف “الهدف ألا تبقى السينما مركزية ببيروت وأن تذهب إلى المناطق وهذا أيضا يشجع المدارس والجامعات على حضور ثقافات مختلفة وهذا هدف السينما بالنهاية”.