افتتح بفيلم «النبي» واحتفاء خاصّ بعمر الشريف
ايرلندا: خاصّ ـ سينماتوغراف
من فلسطين، الإمارات، مصر، اليمن وكندا، جاءت أفلام الدورة الثانية من مهرجان دبلن السينمائيّ للفيلم العربيّ، التي انطلقت يوم أمس في معهد الفيلم الإيرلنديّ الواقع في منطقة تمبل بار بايرلندا، بحضور حشد واسع من الشخصيّات الرسميّة والسينمائيّة على رأسهم الدكتور سعيد محمد علي الشامسي سفير الدولة لدى جمهوريّة إيرلندا، وزيرة الثقافة والفنون الإيرلنديّة، المخرج جيم شيريدان رئيس المهرجان، زارا مفيد مديرة المهرجان وأحد المنظِّمين الرئيسيّين له، وعمر الشريف جونيور حفيد الممثل عمر الشريف، وغيرهم.
افتتاح المهرجان الذي يعرض 7 أفلام عربيّة تمثل أحدث انتاجات السينما العربيّة، جاء على وقع أحداث فيلم «النبي ـ جبران خليل جبران» للمخرج روجر واليس (مخرج فيلم الأسد الملك)، والمقتبس عن رائعة جبران خليل جبران الأدبيّة، في وقت احتفى فيه القائمون على المهرجان بالممثل الراحل عمر الشريف، الذي كان قد شهد افتتاح دورة المهرجان الأولى التي انطلقت في ديسمبر العام الماضي، حيث قدّم رئيس المهرجان المخرج الإيرلندي جيم شيريدان الحائز على جائزة الأوسكار 6 مرّات، كلمة أثنى فيها على الممثل الراحل عمر الشريف، موجّهاً العزاء لنفسه والسينما العالميّة برحيل صاحب «لورانس العرب»، وقال: «في العام الماضي، كان صديقي النجم عمر الشريف موجوداً بيننا، إلّا أنّ القدر شاء أن يرحل عن دنيانا دون أن يعطيه الفرصة لمتابعة دورة مهرجاننا الثانية، أذكر عندما كان عمر الشريف موجوداً في افتتاح المهرجان أنّه أعجب بفكرته كثيراً، وكان من أبرز الداعمين له، لا سيّما وأنّ المهرجان يعتبر فرصة جيّدة لاطلاع عشاق السينما في إيرلندا على جزء من الثقافة العربيّة».
استدعاء ذكرى عمر الشريف لم تكن بحضور حفيده، عمر الشريف جونيور، الذي أهدته إدارة المهرجان صورة لجدّه تحمل إهداءً خاصّاً من جيم شيريدان، وإنّما تمّ عرض مقاطع من أفلامه الشهيرة ومن بينها «لورانس العرب»،«أرض السلام»،«حسن ومرقص»، وكذلك «دكتور زيفاجو» وغيرها، كما عرض له أيضاً مقاطع من آخر مقابلة جمعته مع المخرج جيم شيريدان، والتي تمّ تصويرها في دبلن وتحديداً بالقرب من شاطئ قرية هوث الإيرلنديّة، والتي تبعد نحو نصف ساعة من العاصمة دبلن.
عمر الشريف جونيور قال في تعليقه على هذا التكريم: «جدّي كان موجوداً خلال العام الماضي في افتتاح المهرجان، أنذاك أحبّ فكرته كثيراً وقضى وقتاً ممتعاً في متابعة الأفلام العربيّة، وأعتقد أنّه من المهمّ جّداً الاحتفاء بإنتاجات السينما العربيّة هنا، فذلك يعدّ احتفاءً بالثقافة العربيّة وتبيان طبيعة ما تقدمه من أفلام جميلة». وأضاف: «قبل فترة دعاني المخرج جيم شيريدان الذي يحتفظ بصداقة عميقة مع جدي، لحضور افتتاح المهرجان، حينها قال لي إنّه سيكون فرصة للاحتفاء بذكرى جدّي الذي طالما أحبّ هذه المدينة، ولذلك لم أكن أستطيع رفض هذه الدعوة، التي تعيد ذكريات جدّي ليس مع المدينة وحسب وإنّما مع السينما أيضاً».
جمهور المهرجان كان على موعد في اللّيلة الأولى مع أحداث فيلم «النبي ـ جبران خليل جبران» للمخرج روجر واليس، الذي أشرف على إخراج الفيلم والذي شارك في إعداد وإخراج رسوماته 7 مخرجين من حول العالم، من بينهم الإماراتي محمد سعيد حارب، ويلعب بطولة هذا الفيلم الممثّلة سلمى حايك وكذلك الممثّل ليام نيسون.
اقتبس فيلم «النبي» عن أيقونه جبران خليل جبران، وهو يروي قصّة رجل حكيم يدعى مصطفى تثير كلماته الحكيمة خوف السلطات السياسيّة، فتفرض عليه الإقامة الجبريّة في جزيرة «أورفليس» الخياليّة لسنوات قبل أن تطلب منه الرحيل على سفينة راسية على شاطىء الجزيرة، فيطلب الأهالي منه خلال توجهه إليها أن يشركهم في علمه ومعرفته فيحدّثهم عن الموت، الحياة، الزواج، العمل والمحبة. وها هي «المترا» الفتاة الصغيرة ابنة «كاملة» التي تلعب دورها الممثلة سلمى حايك، ترافقه في رحلته فتعيش مرحلة التحول في حياتها من خلال تأثّرها بكلماته وقصائده.