انتصار دردير تكتب: رفيق الصبان عاشق السينما.. أربع سنوات من الغياب
ـ انتصار دردير
برغم أن بداياته الفنية فى بلده سوريا كانت مسرحية بامتياز، فهو أحد علامات المسرح السورى ومؤسس المسرح القومى بها إلا أن الناقد الكبير رفيق الصبان حينما جاء الى مصر أوائل سبعينات القرن الماضى، وقع فى غرام السينما وانحاز لها كاتباً وناقداً وأستاذاً أكاديمياً ومؤسساً لنوادى السينما وجمعياتها ومهرجاناتها، ومخلصاً لها حتى آخروقت قبل وفاته فى مثل هذا اليوم 17 أغسطس 2013، والمفارقة أنه رحل فى اليوم الذى وافق ميلاده فقد ولد فى 17 أغسطس 1931.
بداية رفيق الصبان كمؤلف سينمائى لم تكن مبشرة فقد واجه مشكلة مع أول أفلامه “زائر الفجر” 1972 الذى تم رفعه من دور لسينما بعد أسبوع واحد من عرضه لاحتوائه على اسقاطات سياسية، فقد كان فيلماً ثورياً فى أحداثه وحواره ولعبت بطولته وأنتجته ماجدة الخطيب وخسرت كثيراً بسببه كما أصيب مخرجه الشاب ممدوح شكرى باكتئاب ومات حزناً وكمداً جراء ذلك.
برغم صدمة رفيق الصبان فى أول كتاباته السينمائية إلا أنه استمر بقوة فكتب سيناريو فيلم “الأخوة الأعداء” 1974 عن مسرحية تشيكوف وأخرجه حسام الدين مصطفى، وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً، وتوالت أفلامه تحقق نجاحاً ككاتب سيناريو وحوار فكتب مع كوثر هيكل الفيلم الرومانسى “حبيبى دائما” لنور الشريف وبوسى واخراج حسين كمال، وقدم مع نور الشريف والمخرج عاطف الطيب “الزمار”، “ليلة ساخنة”، ومع ايناس الدغيدى “ذكرات مراهقة”، “الباحثات عن الحرية”. كما كتب نحو 16 مسلسلاً تليفزيونياً.
كتابات رفيق الصبان النقدية اتسمت برؤية موضوعية صادقة لكافة عناصر الفيلم وربما كونه مبدعاً كان يترفق بصناعه ومبدعيه وخاصة فى تجارب الشباب الأولى ويؤكد أنه يبحث فى الفيلم عن عناصر تميزه قبل أن يتناول أخطائه، وكان رفيقاً بكل صاحب جهد لذا يبحث عن جماليات الفيلم بالدرجة الأولى، ويدين كثير من السينمائيين بتشجيعه لهم فى أفلامهم الأولى مما أعطاهم الثقة التى وضعتهم على الطريق الصحيح، كما انعكست ثقافته الموسوعية فى تحليلاته الفنية، سواء فى مشاهداته للسينما العالمية أو تذوقه للموسيقى أو ثقافته الفرنسية التى منحته لقب “فارس” من الحكومة الفرنسية.
ساهم الصبان فى تأسيس نادى السينما بالقاهرة، وفى دعم مهرجان القاهرة السينمائى، ومهرجان الاسكندرية كأحد أعضاء جمعية كتاب ونقاد السينما، كما عمل أستاذاً للسيناريو بمعهد السينما وتتلمذ على يديه عدد كبير من كتاب السيناريو، كما قام بتأليف عدة كتب فى حب السينما ومنها كتابه الأخير “السينما كما رأيتها” الذى جاء أشبه برحلة بين مدارس السينما العالمية والعربية وأهم أفلامها.