بلاتوهات

73 فيلماً عربياً في النسخة الثانية من «الإسكندرية للأفلام القصيرة»

الاسكندرية ـ «سينماتوغراف»

تنطلق دورته الثانية بـ73 فيلماً.. مهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة منصة عربية للفن البديل، في دورته الأولى في أبريل العام الماضي، رفع مهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة شعار «سينما ببلاش»، فأقبلت أعداد غفيرة من الجماهير حباً في السينما، وحقق جماهيريةً كبيرة، خاصة بين هؤلاء الذين لا يعرفون سوى الأفلام التي تُعرض عبر شاشة السينما، أو شاشة التلفزيون.

بعد أيام تنطلق الدورة الثانية من المهرجان الذي يخطط مسؤولوه لأن يكون طقساً فنياً ثابتاً لفن المستقبل في العاصمة الثانية لمصر، ويصبح بمثابة ملتقى للفن البديل في العالم العربي.

دورة هذا العام يشارك فيها 12 دولة عربية وتقدم 73 فيلماً.

وحول فعاليات الدورة الثانية التقت «هافينغتون بوست عربي» المخرج السينمائي محمد محمود، أحد منظمي المهرجان، لإلقاء الضوء على فكرة المهرجان وملامح الدورة الثانية له، وتنشر «سينماتوغراف» تفاصيل الحوار:

ما الدافع لتنظيم مهرجان للفيلم القصير بالإسكندرية؟

نحن صناع أفلام قصيرة وعندما كنا نخبر أقاربنا بأفلامنا ونتحدث عنها كان السؤال الوحيد الذي نواجه به: متى نرى هذه الأفلام على الشاشة؟ فكنا نقول لهم هذه أفلام لا يتم عرضها في دور العرض التجارية، ويمكن مشاهدتها في أمسيات خاصة أو مهرجانات لمثل هذه النوعية من الأفلام.

كما كانوا يسألوننا عن أفلام عالمية شاركت في مهرجانات وفازت بجوائز، متى نرى هذه الأفلام في مصر؟ هنا قررنا أن نجيب عن تساؤلات أهلنا بطريقة عملية، وقررنا تنظيم مهرجان للفيلم القصير يتيح السينما البديلة لأبناء الإسكندرية من الطبقة الوسطى الذين لم يكونوا يعرفون شيئاً عن إبداعنا.

وكان هدفنا من المهرجان هو الوصول لحل مشكلة طالما واجهناها كلما ذهبنا لمشاهدة أحد عروض الأفلام في الأماكن المخصصة لها بالإسكندرية، فنجد أن الحضور لا يزيد على 6 أشخاص تقريباً ثابتين لا يتغيرون؛ ولأننا نطمع في الوصول إلى جمهور أكثر تنوعاً قمنا بتنظيم المهرجان لنجذب طلاب الجامعة بالأساس وغيرهم من شباب الإسكندرية، وقدمنا السينما “ببلاش”، كما قلنا في شعار مهرجاننا الأول.

هل كان نجاح الدورة الأولى من المهرجان العام الماضي، التي حظيت بدعم من اتيليه الإسكندرية، داعماً لاستمرار الفكرة بقوة؟

نعم، والدليل على ذلك الأعداد الكبيرة التي حضرت العروض، ما جعلنا ندرك مدى احتياج أهل الإسكندرية إلى حافز قوي يخرجهم من بيوتهم إلى أماكن عرض الأفلام، كما كان دافعاً لنا لنستمر ونحول الفكرة إلى مهرجان سنوي.

في الدورة الأولى اعتمدنا في الدعاية على فيسبوك لجذب جماهير الثقافة الجديدة، ونجحت خطتنا وحضرت أعداد كبيرة من أبناء الإسكندرية، كما أن البعد العربي في المهرجان أسهم في زيادة أعداد جماهيره، فأبناء الجاليات العربية في مصر حضروا لمشاهدة إبداع أبناء بلادهم ما أكسب المهرجان صفته العربية، ولم يعد فكرة محلية لمبدعي الإسكندرية، وهو ما يتكرر في الدورة المقبلة بعد أيام.

وعلى العكس من المهرجانات التقليدية، ينصبّ اهتمامنا على الجمهور الذي نراه فاعلاً أساسياً، كما ينصبّ اهتمامنا أيضًا على ضرورة التواصل بين المخرج والجمهور من خلال الندوات التي تقام عقب عرض الفيلم. ويمثل هذا التواصل المكسب الأكبر للمخرج ليعرف كيف تفاعل الجمهور مع فيلمه.

خلال توزيع جوائز الدورة الاولى
خلال توزيع جوائز الدورة الاولى

بدا من عرضكم لأهداف المهرجان عبر صفحته الرسمية أنكم تشعرون بتقصير من قبل الدولة تجاه الإسكندرية لقلة ما يُنظم بها من مهرجانات سينمائية وثقافية فهل هذا صحيح؟

نعاني كثيراً من هذا التقصير كصنّاع أفلام بالإسكندرية، فعلى سبيل المثال كوني مخرجاً أرغب في صناعة فيلم بالإسكندرية، لا بد من حصولي على تصريح من نقابة المهن السينمائية ولوحة عمل لإثبات أن عملي قانوني، وبالرغم من كوني غير نقابي ذهبت بالفعل للحصول على التصريح من وزارة الداخلية، التي طلبت بدورها تصريح نقابة المهن السينمائية.

وفي الإسكندرية نعتمد في صناعة أفلامنا بشكل كبير على ممثلي المسرح؛ لأنهم أصحاب خبرة كبيرة لكنهم غير نقابيين، فواجهت عائقاً يُلزمني بأن يضم الفيلم 90% من الممثلين من أعضاء النقابة، إضافة إلى عدم وجود شركات إنتاجية بالإسكندرية لصناعة الأفلام، الأمر الذي أشعل الفكرة أكثر بداخلي أنا وزملائي محمد موني، ومحمد سعدون، لصناعة أفلام رغم ضعف الآليات وندرة الإمكانيات.

ما الذي يميز الدورة الثانية هذا العام عن الدورة الأولى العام الماضي؟

المكان هذا العام مختلف، حيث قدمنا المهرجان العام الماضي باتيليه الإسكندرية الذي لم يكن مجهزاً للعروض السينمائية، لكنه كان المكان الوحيد المتاح في هذا الوقت، لذا قمنا بتجهيزه بالصوت والإضاءة، ولكن هذا العام انتقلنا إلى قاعة أكبر هي قاعة سينما متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، المجهزة لعرض الأفلام إضافة إلى قاعة مجهزة لاستقبال ورش المهرجان.

وماذا عن توقعاتكم لجمهور الدورة الثانية؟

سيكون العدد أكبر هذا العام استناداً لعدد الحضور في العام الماضي والسمعة التي حققها المهرجان كنشاط فني مستقل للفن الجديد الذي بدأ في الانتشار في مصر مؤخراً.

ويشارك في المهرجان 73 فيلماً، في فروع المسابقة المختلفة وهي مسابقة: أول وثاني فيلم، والمسابقة الرئيسية للفيلم الروائي القصير، ومسابقة الفيلم التسجيلي القصير.

مهرجان الفيلم القصير يتيح السينما البديلة لأبناء الإسكندرية
مهرجان الفيلم القصير يتيح السينما البديلة لأبناء الإسكندرية

هل يُقبل جمهور الطبقة المتوسطة على أنواع معينة من الأفلام التي تُعرض ضمن المهرجان؟

الجمهور الذي يحضر لا يأتي من أجل فيلم بعينه؛ لأن الفيلم القصير ليس له دعاية كافية أو ترويج، لكن الاهتمام يكون مثلاً بالفيلم الفلسطيني؛ لأن هذه قضية وطنية بالنسبة للجمهور، وأبناء الإسكندرية المهتمون بالسينما يشاهدون بشغف الأفلام العربية التي لا يمكن لهم أن يشاهدوها في قاعات السينما أو في التلفزيون المصري. فيشاهدون أفلام اليمن أو الجزائر التي لم نكن نعرف عنها شيئاً تقريباً، لأننا كمصريين نتابع الأفلام الأوروبية والأميركية بشكل أكبر، وهذه فرصة لنغير من ثقافتنا في المشاهدة السينمائية.

هذا العام تشارك الإمارات مثلاً بفيلم مهم ضمن المسابقة، وهو فيلم قوي حاصل على جائزة، وهذه فرصة لجمهور الإسكندرية ليتعرف على سينما جديدة في عالمنا العربي يتم إبداعها بالإمارات. وهناك فيلم سعودي تدور أحداثه حول مشكلات الصم والبكم، وقد وجّهنا الدعوة لجمعيات رعاية الصم والبكم لمشاهدة الأفلام الخاصة باهتماماتهم.

وقد أعلنا مؤخراً عن لجنة تحكيم المهرجان وتضم كلاً من المخرج والمؤلف أمير رمسيس، والكاتبة والناقدة السينمائية صفاء الليثي، والمخرج رئيس المركز القومي للسينما أحمد عواض، والممثلة والمطربة بشرى. وسيكون ضيف الشرف في الدورة الثانية من المهرجان هو المنتج محمد العدل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى