Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارنجوم و أفلام

آلان ديلون .. طفولة بائسة وبطولة خالدة

دنجوان السينما الفرنسية والملاك الشرير صاحب الكاريزما القوية

«سينماتوغراف» ـ  مروة أبو عيش

فوجئ الحضور بصالة مزادات “كورنات” قبل أيام بوجود النجم الفرنسى الكبير آلان ديلون بينهم، حيث كان يعرض أسلحته التى أشعلت المزاد ومن بينها سلاح وينشستر لستيف ماكوين كان قد أهداه لصديقه الفرنسى ووصل سعره فى المزاد الى 24 الف يورو، وسلاح لديلون كان قد إستخدمه فى فيلم “الشمس الساطعة” وبيع بـ 11,076 يورو.

“الملاك الشرير” آلان ديلون كما كانوا يصفونه فى السينما الفرنسية والأوروبية خلال الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين لازال يتمتع بكاريزما قوية.. وخلال نصف قرن حقق على الشاشة ما لم يحققه غيره وقد لقب منذ بداية ظهوره بـ “دنجوان السينما الفرنسية” ليس لجاذبيته ووسامته فقط..ولكن لموهبته وأدائه الناجح لدور العاشق..‏ ويؤكد آلان ديلون أن حياته المهنية ناجحة جدا، بعكس حياته الشخصية، حيث يقول “كل إنسان له محاسن ومساوئ .. هناك عشرة آلاف” آلان ديلون” يتعايشون داخلي، ويتشاجرون دائماً فيما بينهم: الحنون والقاسي، اللطيف والفظ”.

آلان ديلون .. طفولة بائسة وبطولة خالدة

ديلون صاحب النصف قرن من التمثيل شبهه النقاد مع بداية ظهوره على الشاشة بممثلين كبار مثل جيراردفيليب وجون ماريه وجيمس دين، وقد عمل ديلون خلال مسيرته الفنية مع كبار المخرجين مثل لوتشينو فيسكونتى وجون لوك جودار وجون بايارميلفيل ومايكل انجل و انتونيونى ولويس مال، قدم طوال مشواره الفنى حوالى 100 فيلما خلال خمسين عاما.

طفولة قاسية

ولد آلان ديلون في 8 نوفمبر 1935 بإحدى ضواحي باريس، وعاش طفولة قاسية، وازدادت ظروفه تعقيداً، مما عزز صورته كفتى عنيد وصعب المراس، وساهم ذلك في زيادة روح التمرد في أعماقه، وخلال أدائه الخدمة العسكرية انضم لسلاح البحرية الا أنه تم تسريحه من الخدمة بسبب عدم انضباطه، وقد اضطر للعمل فى مجالات عديدة وأثناء ذلك كان قد كون صداقة مع الممثلة بريجيت أوبير التى انضم اليها وسافر الى مهرجان كان السينمائى ومن هناك بدأ المشوار الطويل الذى استطاع خلاله أن يصبح من كبار نجوم السينما الفرنسية، وخلال تواجده بـ”كان” التقى ديفيد أوسيلزنيك المتخصص فى اكتشاف المواهب، بعد أن اجتاز أحد اختبارات التمثيل، وعرض عليه سيلزنيك عقد عمل ولكن بشرط أن يتعلم الانجليزية، فعاد ديلون لدراسة اللغة الانجليزية، ولكن حينما التقى بالمخرج ايف اليجريه، اقتنع ببقاءه فى فرنسا لبدء حياته الفنية، وعرض عليه اليجريه أول أدواره على الشاشة من خلال فيلم “حينما  تتدخل النساء” عام 1975، وكان أول درس تعلمه ديلون من اليجريه أن يكون على طبيعته فى كل شئ، فى حركاته، فى نظراته، وأن يكون نفسه فقط وليس أى شخص آخر.

آلان ديلون .. طفولة بائسة وبطولة خالدة

وأكد  له اليجريه أن هذا التكنيك يطلق عليه “سينما الغريزة” وأن شخصيته الحقيقية هى التى تجعل شخصيته التى يمثلها تعيش، فكل شخصية بعد ذلك قدمها ديلون كانت بمثابة جزء منه.

وتطبيقا لنصائح ايف اليجريه، ذاق ديلون طعم النجاح بعد ظهوره فى فيلم Faibles Femmes”” اخراج ميشيل بوارون عام 1959 والذى عرض أيضا فى الولايات المتحدة وجلب له نجاحا كبيرا.

لم يكن يتوقع ديلون أنه سيصبح نجماً سينمائياً عالمياً في يوم من الأيام، لكنه وبإصرار منقطع النظير استطاع أن يخترق عالم التمثيل بكل سهولة.

مصداقية فى الأداء

شهدت فترة الستينيات أعمالا متميزة ساهمت بشكل كبير فى بناء شهرة النجم الفرنسى ، فلقد تعاون مع المخرج رينيه كليمون فى فيلم “شمس ساطعة” المأخوذ عن رواية باتريشيا هايسميث  والتى تحمل عنوان “The Talented Mr. Ripley” وأدى دور “توم ريبلى” الذى حصل على اشادة كبيرة عنه، وحالفه الحظ للعمل مع المخرج الشهير لوتشينو فيسكونتى وفيلمه Rocco and His Brothers”” “روكو واخواته “حيث أدى دور “روكو بارودى”، وقال عنه الناقد بوسلى كرووثر فى صحيفة “نيويرك تايمز” إن ديلون كان مؤثرا ومرنا فى أدائه، أما جون بوفور فى صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” فقال: ان المصداقية فى آداء ديلون جعلته مقنعا جدا.”

آلان ديلون .. طفولة بائسة وبطولة خالدة

قال عنه أيضا النقاد أنه يعيش الشخصية التى يؤديها، وأن شخصيته المركبة والتى تحمل أكثرمن وجه ساعدته للوصول فى الأداء الى نطاقات واسعة، وتوالت نجاحاته، على لشاشةالفضية، ليصبح من ألمع نجوم السينماالفرنسية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وبالتالي أصبح مرشحاً مثالياً لأداء أدوار اكتسبت طابع التنوع كالعاشق والوغد أو القاتل المأجور وكذلك دور محقق الشرطة الصارم.‏

ومن أهم الأعمال التى برزت فيها موهبته فيلم “لحن تحت الارض” عام 1963 مع جانجبون، وهو عمل كلاسيكى لم يتميز فقط بالكتابة الجيدة للسيناريو، وانما أيضا بالأداء الرائع لكل من ديلون وجبون، ومع أواخرالستينيات ظهر وجه جديد من أوجه ديلون مثل القاتل الانيق والسفاح السيكوباتي الذى يحدق في الكاميرا مثل القط الذى يستدرج الفأر، فقد نجح ديلون فى إظهار الجانب القاسى الذي لايرحم كما فى فيلم “الساموراى” 1967.

وشهد عام 1970 نجاحا كبيرا لديلون من خلال فيلم “بورسالينو ملطخة بالدماء” وكان من انتاجه، وشاركه البطولة النجم جان بول بلموندو، وحاز ديلون على اشادة من النقاد عن فيلم “السيدكلاين” 1976.

آلان ديلون .. طفولة بائسة وبطولة خالدة

وشارك ديلون مشاهير هوليوود في أفلام كثيرة مثل بيرت لانكستر في فيلم “الفهد” وانطوني كوين في فيلم “الفرقة المفقودة” وتشارلز برونسون في فيلم “وداعاً يا صديقي، وصولاً إلى نجوم الشاشة الفرنسية جان جيان في فيلم “رجلان في المدينة”، ولينوفنتورا في فيلم “عصابة الصقليين” وموريس رونيه في فيلم “حوض السباحة” وعلى عكس بعضهم، فقد عمّر ديلون فنياً أكثر منهم، وعقب اعتزاله للسينما عام 2000، عاد في عام 2003 ليعلن إمكانية عودته إليها، وقد سجل حضوراً جديداً على الشاشة الفضية عام 2008 بشخصية يوليوس قيصر في فيلم بعنوان “استيريكس وأوبليكس” إخراج فريدريك فوريستيير وتوماس لانجمان.

جوائز فى حياته

توج آلان ديلون عام 1984 بجائزة “سيزار” أفضل ممثل عن دوره فى الفيلم الرومانسى  “قصتنا” للمخرج برتران بلييه، وفى عام 1985 قدم فيلم “سوان العاشق” حيث جسد الشخصية التاريخية بارون تشارلوس “داندى”، وقصة الفيلم مقتبسة عن رواية للكاتب مارسيل بروست، الفيلم حصل على “سيزار” أفضل انتاج فنى، وأفضل ازياء وحصل على ترشيحين “بافتا” أفضل ازياء وأفضل فيلم أجنبى، كما رشح لجائزة سيزار كافضل ممثل مرة اخرى عن فيلم “مستر كلاين” عام 1977 من اخراج جوزيف لوسى، وفيلم “موت رجل فاسد” بطولته مع اورنيلا موتى واخراج جورج لوتنر عام  1978 .

آلان ديلون .. طفولة بائسة وبطولة خالدة

وكان قد حصل أيضا عام 1963 على ترشيحا للجولدن جلوب عن فيلمه الشهير “The Leopard” أو الفهد” أمام العملاق بيرت لانكستر والنجمة كلوديا كاردينالى واخراج لوتشينو فيسكونتى.

وفى عام 1990 تعاون ديلون مع جون لوك جودار وقدما فيلم “الموجة الحديثة” حيث لعب ديلون دور “توأم”، وتم ترشيحه لثلاث جوائز للسعفة الذهبية فى نفس العام لافضل مخرج، ولجائزة “سيزار” أفضل صوت”، وجائزة الفيلم الاوروبى.

كما نال ديلون عدة تكريمات لمشواره الفنى، مثل تكريمه فى مهرجان برلين وحصوله على الدب الفضى 1995، والكاميرا الذهبية من ألمانيا 1998، وجوائز فليانو الادوليه 1999، وتم تكريمه فى مهرجان مراكش 2003، وفى مهرجان لوكارنوعام 2012.

عاشق صوفى مارسو

وقد انحسرت الأضواء عن ديلون فى السنوات الأخيرة، وذلك بعد نصف قرن من العمل في السينما، لكن ظهوره في أى مكان يجذب دائما المصورين والنجوم الشباب،الذين يحرصون على التقاط الصور إلى جانبه، مثلماحدث في أحد  دورات مهرجان كان السينمائي حين حضر بصحبة ابنته الجميلة أنوشكا، ومثل العديد من نجوم الموسيقى والسينماوالرياضة، نقل ديلون إقامته لىسويسرا، للالتفاف على الضرائب الفرنسية الباهظة على الدخل، وهويسكن في جنيف منذ 18 عاماً.

آلان ديلون .. طفولة بائسة وبطولة خالدة

وفي أكتوبر 2007 وفى خطوة مفاجئة، قرر ديلون أن يبيع في صالة “درووماتينيون” للمزاد العلنى في باريس، جانباً من مجموعته الخاصة من الأعمال الفنية الحديثة، مؤكدا أنه يفضل أن يحصر ثروته وهو على قيدالحياة بدل أن يتنازعها الورثة بعد رحيله، وقد أصيب آلان ديلون بوعكة صحية أغسطس الماضى ونقل الى المستشفى بسبب مشاكل فى اعصاب الوجه، وكان قد احتجز أيضا فى سبتمبر الماضى بسبب مشاكل فى القلب.

وفى حوار لديلون مع مجلة  Pure People تحدث عن عودته للسينما مرة أخرى فقال أتمنى أن أعود لاعمل مع  المخرجة ليزا ازولو أو الممثلة مايوين وأتمنى ذلك قبل أن أموت وأحب أيضا أن أعمل مع صوفى مارسو، فاننى عاشق لهذه الممثلة .

وقد سئل ماذا كان سيفعل لو لم يكن ممثلا  فقال ديلون:” لو لم تجدنى السينما فمن المؤكد لما كنت تواجدت اليوم، كنت سأموت، لأننى ما كنت سأفعل إلا أشياء سخيفة، وكل العالم يعلم ذلك.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى