مراجعات فيلمية

أحمد حلمى وست ستات.. مجرد «لف ودوران»!

%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%b1-%d8%af%d8%b1%d8%af%d9%8a%d8%b1-7-247x300

بقلم ـ انتصار دردير

حين تغادر قاعة العرض بعد مشاهدة فيلم «لف ودوران» سوف تسأل نفسك، مالذى يريد أن يقوله هذا العمل، ما الرسالة التى يود ايصالها للجمهور، وماهو الموقف الذى يبقى فى ذاكرتك ولايبارحها من مشاهد الفيلم، الاجابة عن الأسئلة الثلاث لاشئ، وقد عبرت عنها ببساطة احدى المشاهدات الشابات وصديقتها تسألها بعد الفيلم مارأيك، فقالت عادى، مش بطال..

«لف ودوران» فيلم بسيط فى فكرته وتنفيذه وميزانيته بل وفى تأثيره، وأعتقد أنه كان هناك تعجل أيضا فى تصويره، فلا هو على نفس مستوى أفلام حلمى الأكثر نضجا مثل «عسل أسود»، أو «آسف على الازعاج» أو حتى «اكس لارج» والتي يحرص من خلالها على رسالة يمررها ببساطة من قلب الكوميديا، ولا هو يناسب عودة أحمد حلمى بعد غياب عامين، وأتصور أنه كانت لديه فرصة واسعة للاختيار ليقدم عملا يليق بعودته، لكنه فى هذا الفيلم يبدو كما لو أنه خرج لتحية جمهور اشتاق اليه، فأخذ يلوح لهم من بعيد، وهم يقفون فى انتظاره.

mrb3-126

يبدو الفيلم وكأنه يلعب على وتر حلقات النجم أشرف عبد الباقى «رجل وست ستات»، فبطل الفيلم «نور قبانى» يعمل بأحد الفنادق وقد أصابه الضرر من أزمة السياحة فيجد نفسه فى مواجهة ست ستات، والدته «ميمى جمال»، وجدته «انعام سالوسة»، وخالته التى فاتها قطار الزواج «صابرين»، وشقيقته الصغرى «جميلة عوض»، وتنضم اليهن فى مشاهد لاحقة بطلته «دنيا سمير غانم»، والفتاة الايطالية التى يلتقيها فى شرم الشيخ، حيث جرى تصوير أغلب مشاهد الفيلم وقد برعت الكاميرا فى تقديم لقطات ساحرة للبحر والجبل والمناظر الخلابة، بما يعد ترويجا مهما للمدينة الساحلية التى أضيرت منذ حادث الطائرة الروسية، لكن غاب عن هذه المشاهد الناس، فلم يتجول البطلين فى أسواق المدينة وسط الناس فيمنح مشاهده مزيدأ من الحيوية وهو مالم يحدث، وبدت المدينة كأنها خاوية..

mrb3-125

 يبدأ الفيلم بمشاهد داخلية بالقاهرة سواء فى بيت «نور قبانى» أو مكتبه، حيث البطل الذى تتعلق به أسرته وأمه بشكل خاص أذ تخشى أن يهاجر ويتركها مثلما فعل والده الذى تركها وتزوج ايطالية، وهذا الهاجس يشكل أزمة النساء الأربعة اللاتى يحببنه ويتعلقن به باعتباره رجلهم الوحيد.

سيناريو الفيلم كتبته مؤلفة شابة «منة فوزى»، ورغم أنها نقطة تحسب لأحمد حلمى كونه لايتوانى عن الدفع بكاتبة جديدة طالما أمدته بفكرة لامعة نالت اعجابه، لكن الفيلم ليس في الفكرة فقط، بل رسم الشخصيات والأحداث التى يجب أن تسلم بعضها بعض فى تتابع منطقى وسلاسة، وكذلك في الحوار الذى يعبر عن الفكرة، ولأن أحمد حلمى يملك حس الكتابة وخبرة النجم ويتدخل كثيرا فى سيناريوهات أفلامه، لذا يبدو قبوله للسيناريو على هذا النحو أمرا مثيرا للدهشة، فالشخصيات أغلبها غير مرسومة بدقة ولامنطقية وأولها شخصية نور التى يؤديها أحمد حلمى نفسه، وحتى مساحة الكوميديا فى الفيلم تتقلص وتعتمد بالأساس على قدرات حلمى وايفيهات يرتجلها هو بطبيعته، كما يفقد الفيلم ايقاعه فى النصف ساعة الأولى من بدايته ويبدو أقرب لحلقة تليفزيونية، ويهبط الايقاع أيضا فى المشاهد الأخيرة التى تجمعه ودنيا سمير غانم فى جزيرة العشاق.

ان المصادفة التى جمعت بطلا الفيلم «نور وليلة» أو حلمى ودنيا سمير غانم وادعائهما أنهما العروسين وضرورة أن يستمرا فى دورهما حتى النهاية، جاءت واهية ولم يكن منطقيا ابدا عدم اكتشاف كذبهما من الوهلة الأولى، وليس قبل نهاية الفيلم وهى النهاية التي بدت غير مفهومة بعبارة يقولها حلمى «صحيح الرجل هو الرأس، لكن الست هى الرقبة اللى بتحرك الرأس، وأنا لازم اقطع رقبتى»، ويجرى وراء دنيا بعد ان اكتشف حيلتها وأسرته لابعاده عن الفتاة الايطالية، ولولا نزول التيترات لما أدرك الجمهور أن هذه هى النهاية، فقد جاءت باهتة وغير محددة وليست حتى نهاية مفتوحة، وانما نهاية «مكبوسة»، فلم يفهم أحد ماذا تعنى وهل سيسعى البطل للزواج من البطلة، أم العكس، خصوصا بعد أن بدا أن كل منهما يكن للآخر مشاعر لم يخبره بها، ورغم وجود ثلاث ممثلات كبيرات انعام وميمى وصابرين الا أن أدوارهن لم تستغل قدرات كل منهن، وبالطبع فإن اختيارهم يحسب للمخرج خالد مرعى وحلمى أيضا، أما دنيا فقد أدت دورها ببساطة تلائم السيناريو فى ثانى تجربة لها مع حلمى بعد «اكس لارج»، وكان لبيومى فؤاد حضور مهم، وبعد انتشاره الرمضانى بدأ ينتشر ويتوغل فى السينما.

75c252603da6cbe8d3871aff82ad2520_920_420

عامان غاب فيهما حلمى عن السينما تعرض خلالها لأزمة صحية، ولاشك أنه ترك فراغا بغيابه لم يستطع نجم آخر أن يشغله أو يقفز مكانه أو يكون بديلا عنه ولا أن يقترب من قمته، فى وقت سيطرت فيه الأفلام التجارية والخلطة السبكية بنجمها محمد رمضان، وسقطت الكوميديا فى مواجهة أفلام البلطجة.

ومثلما اشتاق أحمد الى جمهوره  فقد اشتاق الجمهور اليه، وانتظره بشغف لثقتهم فيما يطرحه فى أفلامه من كوميديا راقية بعيدة عن الاسفاف تستطع ان تشاهدها العائلة مجتمعة، وللحق أنه لايوجد مشهد واحد ولا لفظ أو حركة تخدش الحياء، لهذا فلا عجب أن يتصدر فيلمه البسيط الايرادات خلال أيام عيد الأضحى، وقد عكست قاعات العرض فى المولات مكانة حلمى عند الجمهور، ففى الوقت الذى نفذت تذاكر فيلم «لف ودوران» من شباك الحجز، رغم عرضه فى قاعتين اضطرت ادارة السينما لاضافة قاعة ثالثة، وعمل حفلات اضافية للفيلم، بينما كانت الأفلام الأخرى المنافسة فى العيد يصطف أمامها نفر قليل من الجمهور.

 ولعل حلمي يفعلها وينزل بنفسه الى دور العرض ليتأكد من مكانته لدى الجمهور الذى اصطف فى طوابير طويلة أمام شباك التذاكر، ويتأكد عمليا من أن الجمهور الذى يرفع النجم عاليا لايعطى لأى نجم تأييد على بياض، بدليل فيلم صديقه محمد سعد الذى تذيل قائمة الإيرادات، بعد أن كان يتصدرها لسنوات، ولذلك يجب أن يتمهل ويجتهد أحمد حلمى طويلا قبل أن يقدم على اختيار فيلمه القادم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى