أخيرا .. الأوسكار يعرف طريقه الي جوليان مور
خاص ـ «سينماتوغراف»
أخيرا ، تحصل جوليان مور علي جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة، بعد أن ظلت حلما يداعبها، هاهي تحصل عليها بجدارة وتنتزعها من كل المتنافسات، والفضل في ذلك يرجع لموهبتها الكبيرة، وأدائها المبهر، ومعايشتها الصادقة، ثم اختيارها لهذا الدور الانساني الرائع في فيلم «still alice» الذي جعل كل من شاهده يشعر بتعاطف كبير مع تلك المرأة التي ينهار عالمها، وتفقد بوصلة حياتها، ويذرف دموعه من أجل “اليس هولاند” الأستاذة الجامعية التي تجد صعوبة في تذكر المحتوي العلمي الذي تشرحه لطلابها، ثم يتطور الأمر لتنسي الأسماء والأشخاص، ويكتشف الطبيب اصابتها بمرض الألزهايمر وأنه ينتقل عبر الجينات، تصاب أليس بصدمة عنيفة وتجري تحليل لابنتها الحامل في طفلها الاول وتأتي النتيجة ايجابية، وأن الجنين لم يصب به، ووسط حالة الصدمة التي أصابتها وزلزلت حياتها، تحاول أليس أن تستعيد توازنها النفسي، وتقرر أن تعيش حياتها بشكل مختلف، تتمسك بكل لحظة في عمرها لتعيشها كما تحب وكما يجب، وتحقق جوليان في الفيلم معايشة كاملة لسخصية أليس وكأنها دخلت تحت مسام جلدها، وسكنتها سكونا أبديا.
النقاد اعتبروا شخصية اليس من أفضل الشخصيات الدرامية التي أدتها جوليان، وأشادوا بأدائها الناضج لامرأة تعيش لحظات فاصلة تفقد فيها الماضي ويتسرب المستقبل من بين أيديها .
لم يحمل فوز جوليان بأوسكار أفضل ممثلة، أي قدر من المفاجآت، بل جاء فوزا عادلا ومتوقعا خاصة بعد أن نجحت في الفوز بجائزتي أفضل ممثلة في الغولدن غلوب والبافتا وجائزة جوثام للسينما المستقلة، وجائزة sac عن فئة أفضل ممثلة، ولهذا بات الطريق ممهدا أمامها وصارت الجائزة بين أيديها، لتحصل عليها وهي تخطو نحو عامها الرابع والخمسين، وان كانت تتمتع بحيوية تجعلها تبدو أصغر من عمرها بسنوات.
يأتي فوز جوليان بجائزةأوسكار أفضل ممثلة عن فيلم «still alice» ليؤكد أن العمل الجيد يفرض نفسه وأنه ليس بالميزانيات الكبيرة تنجح دائما الأفلام. فها هو الفيلم الذي ينتمي للأفلام قليلة التكلفة اذ لاتتجاوز ميزانيته اربعة ملايين دولار يحصد أهم جوائز الاوسكار، ويضع بطلته جوليان مور في مصاف النجمات اللاتي حصلن علي أوسكار أفضل ممثلة.