أحداث و تقارير

«أصحاب ولا أعز» يثير الجدل.. وجراءة منى زكي تصدم جمهورها

«سينماتوغراف» ـ متابعات

بعد ساعات قليلة من طرح «أصحاب ولا أعز» على منصة «نتفليكس»، انطلقت موجات من الهجوم على منصات التواصل الاجتماعي بسبب قصة الفيلم التي اعتبرها البعض غير مناسبة، وأثارت حالة من الجدل وضجة كبيرة بسبب ما وصفه الجمهور بالجرأة. 

وتعرضت على وجه الخصوص الفنانة منى زكي لانتقاد لاذع وهجوم، متهمين إياها بالترويج للمثلية الجنسية، وظهورها بشخصية غير معهودة عليها، حيث تظهر في مشهد وهي تخلع ملابسها الداخلية التحتية وتضعها في حقيبتها، قبل خروجها من المنزل للقاء أصدقائها، في لقطة صادمة منها للجمهور، واعتبرها البعض سقطة في تاريخها الفني.

ينتمي فيلم «أصحاب ولا أعز» لدراما المكان الواحد، وتدور أحداثه حول مجموعة أصحاب منذ 20 سنة يجتمعوا ليلة خسوف القمر، وظهور الجانب المظلم منه رفقة زوجاتهم ويخوضوا لعبة مفادها من يرن هاتفه أو يصل له رسالة تقرأ على الملأ ويتم وضعه على خاصية «مكبر الصوت» .

ومن هنا تبدأ العلاقات الحقيقية في الظهور لينكشف الستر عن  كل منهم، وعن علاقاتهم ببعض كأصدقاء وكأزواج وزوجات، فنجد الخيانة والشذوذ الجنسي، فضلًا عن الكذب والخداع.

وسرعان ما تتحول اللعبة التي كانت في البداية ممتعة وشيقة إلى وابل من الفضائح والأسرار التي لم يكن يعرف عنها أحد، بمن فيهم أقرب الأصدقاء.

وقام الممثل اللبناني فؤاد يمين بتمثيل شخصية مثلي جنسياً يخفي الأمر عن أصدقائه، وطالت الانتقادات أيضاً بعض مشاهد الفيلم خاصة عند استخدام ألفاظ وصفها الكثيرون بالخارجة عن المألوف.

ومبدئياً عرض أي فيلم أو مسلسل على منصة يجعل من فكرة وجود مشاهد جرئية أو ألفاظ خارجة مطروحة أمر متوقع، وإذا كان هذا العمل على منصة عالمية مثل Netflix  فالأمر بالتأكيد موجود، قد يكون غريباً على الجمهور ظهور منى زكي في مشهد تخلع فيه ملابسها الداخلية، لم يظهر أي شيء من جسدها بالمناسبة، لكن الفكرة نفسها أنها كانت مفاجئة وغريبة وصادمة للبعض.

أيضاً استخدام الكثير من الألفاظ الخارجة والتي قالها في بعض المشاهد الفنان إياد نصار، كان غريباً على المشاهد المصري، ففي الأفلام المصرية قليلاً ما نجد ألفاظا خارجة، على عكس جرأة الأفلام اللبنانية وأفلام المغرب العربي.

يالإضافة إلى الحديث عن فكرة تحرر الفتاة من قيود عائلتها ما أن تبلغ 18 عاماً، وأنها قد تذهب إلى المبيت عند حبيبها وتقيم علاقة معه بدون زواج، وحديث بين الأب والأم بهدوء حول الأمر وكأنه ليس مشكلة كبيرة فالبنت تخوض تجربة!.

فيلم «أصحاب ولا أعز» يقوم ببطولته كلا من منى زكي، الفنان الأردني إياد نصار، والفنانين جورج خبّاز، عادل كرم، فؤاد يمين، دياموند أبو عبود. وهو من إخراج وسام سميرة وهو أول تجربة إخراج سينمائية له

وتباينت ردود الفعل عبر السوشال ميديا على «أصحاب ولا أعز» المأخوذ من الفيلم الإيطالي الشهير Perfect Stranger ، وفي الوقت الذي تعرض فيه الفيلم للانتقاد والهجوم بسبب نسخه تفاصيل النسخة الأصلية من العمل دون مراعاة للجمهور العربي، إلا أن عدد كبير أشادوا بالعمل واعتبروه واقعي

وجاء في تعليقات الجمهور: ” فيلم أصحاب ولا أعز فيلم لبناني إنتاج نتفليكس فكرته مأخوذة من فيلم إيطالي إسمه “perfect strangers” كل الممثلين سفاحين بس كالعادة كان لافت نظري جورج خباز ونادين لبكي… طبعا إخراج وسام سميرة… كان الفيلم شبه متكامل… ويسلط الضوء على قضايا كتير مهمة بطريقة برضه لافتة.

وفي تعليق اخر: ” ريفيو الناس على فيلم اصحاب ولا اعز محسسنى انك فرجت اطفال عندهم ٥ سنين على فيلم بورن”، وقال آخر: ” انتقادات ضخمة لفيلم أصحاب ولا أعز. .. أول فيلم عربي من أفلام نتفليكس الأصلية الانتقادات اغلبها اخلاقية بسبب عدم مناسبة الفيلم لمجتمعنا واستنساخه للمجتمعات الغربية ببلاهة

وجاء في احد التعليقات: ” فيلم أصحاب ولا أعز يعتبر من أجرأ الأفلام العربية في طرح المواضيع ، من دون ما نشوف مشهد جنسي واحد . انا شفت اكثر من نسخة لهذا الفيلم وفضلت النسخة العربية. كل ممثل أبدع في دوره و حسيت كاني عم احضر برنامج مش فيلم قد ما صدقتن. برافو للكل

وجاءت بعض تعليقات الجمهور الأخرى، على النحو الآتي: «الفيلم مش حلو، ولا يراعي ثقافتنا وعاداتنا، أنا آسف بس فيلم سيء جدًا، فيلم غير ثقافتنا ومش عارف عايز توصلونا لفين، غير لائق بيكي يامنى وبمجتمعنا أول ماحبلكيش عمل».

 وعلق الآخر: “فيلم مقزز ومقرف.. مش عارف عايزين تروحوا بينا على فين“. 

ورغم ارتفاع مؤشر النقد كان هناك إشادات كثيرة بمستوى العمل وتناوله موضوعات شائكة مسكوت عنها، وبعد مشاهدة «سينماتوغراف» الفيلم، يمكن القول:

أولاً: منى زكي ممثلة من طراز خاص تمتلك أدوات تمثيلية جعلتها على قمة هرم النجومية، فلم تعد تعتمد على ملامحها البريئة التي كانت بوابة عبورها إلى قلوب الجماهير في بدايتها، بل موهبة تطورت بشكل كبير على مدار السنوات الماضية حتى أصبحت تتخذ خطوات أكثر جرأة في تجاربها السينمائية الأخيرة ومنها هذا الفيلم، ويحسب لها لا عليها.

ثانياً: جرأة الأفلام اللبنانية وأفلام المغرب العربي، تعيد إلى الأذهان فترة السبعينات وأفلام لبنانية مثل (سيدة الأقمار السوداء، وذئاب لا تأكل اللحم)، أما ما يقدمه دول المغرب العربي، فهناك ما هو حديث مثل فيلم (أطياف) الذي يُسلّط الضوء على عوالم خفيّة في تونس، وفيلم (زواج الوقت) الذي يثير الجدل حول الجنس والحب في المجتمع المغربي، وبلاشك أن تناول مثل هذه القضايا يختلف طرحها مع ظروف كل مجتمع والمسموح والمتداول من ألفاظ مستخدمة ودارجه عند البعض وقد تكون خادشة للحياء في مجتمعات أخرى.

ثالثاً: التحفظ الوحيد على الفيلم حول ترويجه للتعاطف مع المثلية الجنسية، رغم أن هناك أعمال مصرية مهمه تصدت لهذا الموضوع مثل فيلمي (حمام الملاطيلي، وعمارة يعقوبيان)، لكن بالتأكيد هناك فرق بين التعاطف والرصد.

رابعاً: لا شك أن التكنولوجيا الموجودة في حياتنا أفادتنا كثيراً، لكن فيلم «أصحاب ولا أعز» يسلط الضوء على فكرة الهاتف المحمول الذي أصبح جزءاً أساسياً في حياتنا لا يمكننا العيش من دونه، والأسرار المخبأة خلف شاشاته، هل يمكنك البوح بها أمام الجميع أم أن هناك ما تخفيه قد يقلب حياتك رأساً على عقب؟، هذه هي الفكرة التي طوال الوقت ستفكر فيها وأنت تشاهد هذا العمل، بعيداً عن جدل الألفاظ والمشاهد الجريئة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى