أفلام «سينما الغد» تواجه التطرف والإرهاب وتخرج عن النمطية
القاهرة ـ «سينماتوغراف» : انتصار دردير
خمسة أفلام قصيرة من فنزويلا والهند وإيطاليا والكويت عرضت ظهر اليوم بسينما الهناجر ضمن مسابقة «سينما الغد الدولية للأفلام القصيرة» التي يشرف عليها الناقد السينمائي محمد عاطف ضمن إطار عروض مهرجان القاهرة السينمائي الـ 39.
هذه المسابقة التي تشهد مشاركة 29 فيلماً قصيراً من كافة أنحاء العالم يجمع أغلبها فكرة «الإسلامو فوبيا» في ظل حوادث الإرهاب التي تجتاح عديد من الدول.
الفيلم الهندي «المعتوه» للمخرجة روشي جوشي وزوجها المخرج سريرام جانا باثي تدور أحداثه في 18 دقيقة داخل غرفة تحقيق حيث يتهم شاب هندي بخطف طائرة وبمجرد معرفة اسمه عبد الحميد يتعامل الإعلام مع الحادث باعتباره إرهابيا ثم يتضح من خلال التحقيق معه أنه قرر أن يفعل ذلك للبحث عن زوجته التي اختفت في استراليا وفشل في الحصول علي فيزا للسفر بحثاً عنها.
وأكدت مخرجة الفيلم أن فكرته مستوحاة من حادث اختطاف مواطن مصري لطائرة بركابها لزيارة زوجته في قبرص، وهو ما أثار مخاوف الجميع من كونه إرهابياً. وقالت أنها أعجبت بالفكرة لتقدمها مع زوجها في أول تجاربها كمخرجة، وتم تصوير الفيلم في يوم واحد، ولعب بطولته الممثل الهندي وأنتجه آرفي لامبا.
وفي الفيلم الإيطالي الفرنسي «حالة طوارئ» تثير حقيبة سفر مجهولة فزع الجميع أمام أحد المباني الحكومية في باريس، ويسود الذعر جنود الحراسة الذين يتعاملون بحذر بينما يتجمع بعض المارة الفضوليين، ويتصدي للأمر رجل لا يقدر حساسية الموقف وينفعل الجميع ويكشف الفيلم عن حالة الخوف التي تنتاب الناس.
الفيلم من اخراج طارق رولينجر وإنتاج ماريسا مايير، التي أكدت أنه جري تصويره عقب الأحداث الإرهابية التي شهدتها باريس، مؤكدة أن الفيلم عن حالة البارانويا التي تصيب جندي الحراسة في موقف لا يدرك فيه الخط الفاصل بين الموقف العادي والخطر الحقيقي.
وفي فيلم «خوف ـ Fear» وهو إنتاج مشترك بين النمسا وإيطاليا واخراج دانيال أندرو، يؤكد فكرة الخوف من خلال بطلته التي تعيش حالة من الإرتياب عندما تجد كتاباً إسلاميا في غرفة طارق اللجئ الذي تأويه في بيتها فينتابها الشك من أن يكون إرهابياً.
وأكد مخرج الفيلم أنه يرصد من خلاله حالة الهوس بالخوف الذي يتحول فيه كل موقف عادي إلي أنه خطر حقيقي، وقال خلال المؤتمر الصحفي عقب عروض الأفلام أن أغلب العنف ضد المسلمين بسبب الخوف منهم، الذي يبدو كوحش طول الوقت، ونحن في حاجة لمزيد من الشجاعة للتفرقة بين الناس المسالمين والإرهابيين الذين يلتفون علي الإسلام، وقد خرجت بنفسي في شوارع القاهرة مع أصدقاء لي وتناولنا الأكلات الشعبية وشعرنا بدفء الناس.
بينما جاء الفيلم الكويتي «لمياء خوندة» للمخرج خالد إدريس وهو يؤرخ لجدته العراقية التي يتم الزج والتنكيل بها وتتعرض للسجن والتعذيب من قبل الجيش العراقي لمساعدتها للكويتيين أثناء فترة الاحتلال العراقي للكويت.
وقدم المخرج الأرجنتيني من خلال فيلمه «بيان صغير ضد السينما النمطية» ليقدم نمطاً مغايراً للسينما من خلال قصة شاب وفتاة يتعارفا خلال إحدي الحفلات لكنه اختار أن يحكيها بشكل يخرج عن المألوف.
ويقول المخرج أنا ضد كل الأكليشيهات في السينما وضد النمطية، وضد أن يكون هناك نموذج واحد للعبقرية سواء كان فلليني أو جودار، فمن حق كل مخرج أن تكون له مفرداته الخاصة بعيداً عن التقليد أو المحاكاة.