«أيام الفيلم الجزائري في عمان».. عروض تحتفي بالمرأة
عمان ـ «سينماتوغراف»: إسراء الردايدة
تحمل أيام الفيلم الجزائري في عمان، في دورتها الرابعة التي تنطلق الأحد المقبل، إنتاجات سينمائية متنوعة بين درامية وأخرى تحتفي بقوة وحضور المرأة في الجزائر ونضالها عبر التاريخ، فضلا عن مناقشتها للجريمة فيها، كما يلقي البعض الضوء على روعة وسحر طبيعة الجزائر واختلافها وجماليتها الجغرافية.
الفعالية التي تقام عروضها في الهيئة الملكية للأفلام وبتنظيم منها إلى جانب تعاون الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، تستمر حتى الأربعاء المقبل، لتقدم أحدث الإنتاجات السينمائية.
وتفتتح العروض بفيلم «فاطمة نسومر» لمخرجه الذي يحضر معه بلقاسم حجاج، ويلقي الضوء في 96 دقيقة على المقاومة الشعبية للاستعمار الفرنسي في منطقة القبائل أواخر أربعينيات في القرن التاسع عشر عبر شخصية فاطمة نسومر التي كانت رمزا من رموز المقاومة الجزائرية.
ويتناول المخرج حجاج جانبا من حياة نسومر، التي عاشت حياة مختلفة عن الفتيات في عصرها آنذاك بكونها متمردة على العادات التي تجبرها على الزواج بمن يختاره الأهل، لتبقى معلقة به حتى مماتها. فيما هي تنصرف في حياتها للعبادة وتلقي علوم الدين، واشتهرت بين القبائل بيدها المباركة. ويتغير قدرها حيث تلتقي الشريف بويغلة وهو غريب عن منطقة القبائل، باحثا عن منطقة آمنة من سيطرة الاستعمار الفرنسي، ما يشعل لهيب الحب بينهما، وتشارك هي في معارك ضد المستعمر.
الفيلم يقدم جانبا مهما من تاريخ المقاومة الجزائرية والقبائل، ودور المرأة في النضال ضد المستعمر الفرنسي، ولعبت دور نسومر الممثلة الفرنسية ليستيسيا إيدوو، التي تقمصت شخصية نسومر، التي لقبت وفق التاريخ بـ«عذراء الجبل» العام 1863.
يشار إلى أن فيلم فاطمة نسومر يأتي ضمن سلسلة أفلام تاريخية سبقته، تناولت المسيرة النضالية لرموز الحركة الوطنية الجزائرية، في إطار احتفالية الجزائر العام 2012 بخمسين سنة على الاستقلال.
وحاز الفيلم جائزة «الحصان الفضي» في مهرجان (فيسباكو)؛ «المهرجان الأفريقي للسينما والتلفزيون- واجادوجو»، وكما شارك في مهرجان دربن الدولي للأفلام.
أما فيلم «راني ميت» للمخرج ياسين محمد بن الحاج الذي يحضر أيضا برفقة فيلمه، فيدور في جانب الدراما والآثار والجريمة، ويتقاسم البطولة فيه عدد من الممثلين الجزائريين مثل عمر شوشان واسماعيل بوداود وايدير ايحاميشان.
الأحداث التي تقع في 95 دقيقة، تتناول قصة سارق السيارات عمر، الذي يقع في مواجهة مع العصابات، ضمن سيناريو معقد، وبخاصة أنه يعالج خطورة آفة المتاجرة بالأسلحة النارية وانتشارها في وسط المنحرفين في قلب الأحياء الجزائرية الشعبية.
وكان ياسين محمد بن الحاج، وهو مخرج وكاتب سيناريو من مواليد 1981، قد أنجز أول عمل سينمائي له وهو الفيلم القصير Eclipse Total (الكسوف الكلي للشمس) في 2007؛ حيث حاز جائزة «الزيتونة الذهبية» لأحسن فيلم قصير في المهرجان الثقافي الوطني للفيلم الأمازيغي بسطيف في 2008، كما كتب سيناريو الفيلم الطويل “البئر” لمخرجه لطفي بوشوشي.
وحاز الفيلم تنويهاً خاصاً في جائزة المهر لأفضل روائي طويل في مهرجان دبي السينمائي الدولي. وكما فاز بجائزة التحكيم لأفضل فيلم روائي طويل في مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي.
وفي فيلم المخرج لطفي بوشوشي «البئر»، فيروي وقائع محاصرة جنود الاستعمار الفرنسي لسكان قرية نائية بمنطقة الجنوب إبان حرب الحريرية؛ إذ يشتبه جنود من الجيش الفرنسي بأن القرية تؤوي مجاهدين قاموا بالقضاء على «كوموندوز» فرنسي، فيجد سكان القرية أنفسهم محاصرين من قبل جنود المستعمر، حيث يحاولون الخروج منها، إلا أن كل محاولاتهم تبوء بالفشل وتعرض أصحابها للموت.
يلتقط المخرج معاناة أهل القرية، بعد تطويق قوات الاستعمار لهم واستحالة الوصول للبئر الوحيدة التي ألقيت بها جثث الجنود، وصمود القرية بعد غياب رجالها، لتبقى المرأة هي التي تقف بوجه القوات المستعمرة حماية لعرضها وأرضها وأطفالها.
وشارك في الفيلم كل من نادية قاسي وليلى ماتسيستان وزهير بوزرار وأورايس عاشور ومحمد أدرار، إلى جانب مشاركة أجنبية؛ حيث قام بدور الضابط الفرنسي الممثل «لوران مورال».
وتختتم العروض بالفيلم الوثائقي «الجزائر من على» للمخرجين يان ارتوس بيرتران ويزيد تيزي، وهو محتوى بصري لجمالية الطبيعة التي تتمتع بها أرض الجزائر.
وعلى مدى 121 دقيقة، تظهر مدن الجزائر الخلابة بين غابات وصحارى ومواقع مختلفة مثل قسنطينة وأقبو وتيمقاد وسطيف وتكجدة وتيميمون وغرداية والاوراس ومناطق أخرى من الجزائر تم إبرازها ببراعة وسط مجموعة من الصور والمشاهد التي التقطت من السماء على غرار الساحل الجزائري الممتد على أزيد من 1200 كم، أيضا الهضاب والسهول والصحراء الكبرى؛ حيث دامت عملية التصوير حوالي ثلاث سنوات من العمل لفريق مكوّن من جزائريين وفرنسيين، أشرف عليهم المخرجان يان أرتوس بيرتران ويزيد تيزي.