المهرجانات

أيام قرطاج السينمائية: 500 سجين يتابعون فيلم «في عينيّا»

تونس ـ  خاص «سينماتوغراف»

تابع أكثر من 500 مودع بالسجن المدني بالمرناقية، باهتمام شديد، العرض الأوّل للشريط الروائي الطويل “في عينيّا” للمخرج نجيب بلقاضي، وذلك ضمن برنامج الدورة الرابعة لأيام قرطاج السينمائية في السجون، التي انطلقت أمس الأحد وتتواصل إلى يوم 9 نوفمبر الحالي بعدد من المؤسسات السجنية.

ويروي شريط “في عينيّا” الذي يعرض ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، قصّة مهاجر تونسي يُدعى لطفي، يعيش بمدينة مرسيليا الفرنسية حيث حالفه الحظ هناك ليفتح متجرا لبيع الأجهزة الإلكترونية، وهناك ينتظر لطفي رفقة زوجته الفرنسية “صوفي” مولودا، بيد أن حادثة مأساوية أجبرته على العودة إلى تونس ووضعته في مواجهة مع الماضي الذي هرب منه وهو ابنه يوسف الذي هجره في سنواته الأولى بعد أن علم بإصابته بالتوحد، وقد عاد إليه بعد غياب 7 دام سنوات. ويؤدّي بطولة الفيلم، الطفل إدريس خرّوبي ونضال السعدي وسوسن معالج وعزيز الجبالي ويحيى الفايدي و”آن باريس”، وهو من إنتاج “بروباغاندا للإنتاج.

وبدا اهتمام المودعين السجن شديدا بالفيلم، وفق ما عكسته ردود أفعالهم أثناء نقاش الشريط، حيث استفسر أحد السجناء إن كان غياب الأب يساهم في حالة التوحّد لدى الأبناء. وتساءل سجين آخر إن كان الطفل (إدريس خروبي) الذي يؤدي دور البطولة في الفيلم، مصاب بالتوحّد، وذلك بعد ما لامسه فيه من صدق وإتقان في الأداء، وفق قوله.

وعملت الإدارة العامة للسجون والإصلاح على تهيئة ظروف مناسبة لعرض الفلم، حيث ركّزت خيمة عملاقة، وفرشت سجادا أحمر مرّ عبره المودعون إلى مقاعدهم. ومكّن القائمون على السجن المدني بالمرناقية، مجموعة كبرى من السجناء، عددهم 5500 سجين، ببث موازٍ للفيلم على شاشات في الغرف. وأكّد مدير السجن المدني بالمرناقية العميد هشام الرحيمي على حق السجين في الثقافة التي تعدّ من استراتيجيات الإدارة العامة للسجون والإصلاح في تكريس مسار إصلاحي يقوم على إعادة تأهيل السجين في الحياة الاجتماعية، والعمل على تقليص الفوارق بين الحياة السجنية والعالم الخارجي. وشدّد على دور السينما في تمكين السجين من الانفتاح على العالم الخارجي، وتقليص حدّة التوتر بينه وبين عون السجون.

وتحدّث المدير العام لأيام قرطاج السينمائية، نجيب عياد، عن أهمية العروض السينمائية في السجون التي دأبت على تنظيمها أيام قرطاج السينمائية منذ سنة 2015. وقال إن التجربة التونسية تعدّ رائدة باعتبارها الأولى في العالم العربي وفي إفريقيا، مضيفا بأن عددا من الفاعلين في المشهد السينمائي العربي والإفريقي استحسنوا هذه التجربة، وهم يعملون على استنساخها في بلدانهم. ودعا إلى التكثيف من العروض السينمائية داخل السجون، وذلك لما تلعبه السينما في “تحرير” السجين من الفضاء الداخلي للسجن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى