أحداث و تقارير

إبراهيم العريس: السينما فن يليق بالنساء يكبله القيد الاجتماعي وليس شباك التذاكر

أسوان ـ  «سينماتوغراف»: انتصار دردير  

أكد الناقد اللبناني إبراهيم العريس في محاضرته التي ألقاها عصر اليوم وأدارتها الدكتورة سامية حبيب بمهرجان أسوان السينمائي وحملت عنوان «المرأة مستقبل السينما العربية» أن السنوات القادمة ستحمل أفلاماً بتوقيع السينمائيات العرب، وأن ما يسمي بالربيع العربي قد فتح أمامهن الأبواب المغلقة لتقديم أفلامهمن التي عبرت ببراعة عن واقعهن الجديد،

وأشار إلي أن هناك أفلام صنعتها نساء عربيات استطاعت أن ترصد ببراعة قضايا المجتمع، ضارباً مثلا بفيلم «نوارة» للمخرجة المصرية هالة خليل الذي عبر عن تداعيات الثورة المصرية علي النساء من طبقات فقيرة، وأن فيلم «الخروج للنهار» لهالة لطفي قال كل ما يمكن أن يقال عن الفتاة المصرية التي تضحي لأجل ظروفها الصعبة وتكتشف أن هناك نهاراً آخر.

وأن أهم أفلام عبرت عن الثورة التونسية صنعتها مخرجات مثل «شلاط تونس» و «علي كف عفريت» لكوثر بن هنية. وفي فلسطين السينما تصنعها مخرجات مثل مي المصري ونجوي نجار وفي الإمارات نحوم الغانم وفي السعودية واحد من أهم أفلامها «وجدة» جاء بتوقيع المخرجة هيفاء منصور، وفي لبنان والمغرب عدة أسماء بارزة ، فالمرأة في المجتمعات العربية تحاول أن تقول رأيها عبر السينما دون أن يكبلها التراث السينمائي لأن أكثر مايكبل السينمائي القيد الاجتماعي أكثر من شباك التذاكر.

ورغم اعتراف العريس بأن السينما التي صنعها مخرجون أنصفت المرأة مثل أفلام المخرج بركات، إلا أنه يري أنها قدمت المرأة كضحية مسكينة وبدت مثل مستشرق ينظر للعالم الثالث كشعوب فقيرة ضارباً مثل بفيلم «أريد حلا» الذي كرس سلبية المرأة وكونها ضحية وأن بطلة «دعاء الكروان» لم تعد مقبولة من النساء أنفسهن، والمرأة السينمائية اليوم تتمرد علي ذلك وتقدم صورة مختلفة لبنات جنسها القادرات علي المقاومة فبطلة فيلم مي المصري «3000 ليلة» تسجن ظلماً ويكون أول من تخلي عنها زوجها لكنها تقاوم وتنجب طفلها داخل السجن وتعمل علي تنشئته.

وأضاف العريس خلال محاضرته إلي أن السينما فن يليق بالنساء، وأننا نعيش بدايات ثورة حقيقية في الذهنيات، ونساء السينما العربيات يقدمن سينما اجتماعية تلامس قضايا المجتمع وأنهن سيلعبن دوراً أكبر بما فيهن ممثلات يتمتعن بمواهب كبيرة.

ويرى العريس أن المخرج الراحل محمد خان يمتلك حساسية أنثوية قوية، جعلته يتناول المرأة فى أفلامه بشكل أكثر إبداعاً، حيث كان يمكنه أن يصنع أفلاما تجارية، هدفها الربح، بغض النظر عن المضمون، لكنه انتصر باختياراته للإبداع.
وعن صورة المرأة العربية فى السينما، يرى العريس أنها يجب أن تكون واقعية بشكل أكبر،  فالمرأة المقاومة هى مستقبل الرجل، ومستقبل العالم، ونماذج المرأة التى قدمت فى أفلام مثل الحرام، مثلاً لم تعد موجودة فى واقعنا، مشيراً إلى أن الغرب قد اكتشف قوة وجود المراة فى السلطة السياسية، والسينما لدينا نحن العرب هى سلطة أيضاً.
وأبدى العريس إعجابه بفيلمين صنعهما رجال، لكنهما تناولا قضايا المرأة بمنظور أقرب للواقع، وهما الفلسطينى (عرس الجليل) لميشيل خليفى، حيث يعد الفيلم الفلسطينى الأول الذى ظهرت من خلاله قوة المرأة الفلسطينية، والفيلم المصرى (أخضر يابس) لمحمد حماد، الذى يعتبره أفضل تدخل ذكورى حقيقى حدث مؤخراً فى قضايا المرأة فى السينما العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى