سينمانامراجعات فيلمية

«إحنا برا» فيلم وثائقي عن الحجاب

«سينماتوغراف» : نعمة الله حسين ـ الجزائر

شهد مهرجان “أيام الجزائر السينمائية” في دورته الخامسة مشاركة مهمة للأفلام الوثائقية التى عبرت بصدق شديد عن وقائع مجتمعية لبلادها وتميزت بجرأة الطرح حيث حملت رؤى وأفكار تم السكوت عنها طويلا تحت بند الممنوعات سواء بتأثير العرف أو الدين أو العادات والتقاليد. وقد قدمت المخرجتان “باهية بن شيخ لفقون ومريم بوعكار” فيلما يناقش قضية الحجاب من خلال شهادات خمس فتيات.

الفيلم بعنوان ” احنا برا ” وقد جمعت المخرجتان فى الفيلم شهادات واعترافات خمس فتيات  لجأن لارتداء الحجاب حتى يسمح لهن الأهل باستكمال تعليمهن فى الجامعة، هؤلاء الأهل الذين يرون فى الحجاب ستر للبنات وجواز مرور لهن فى الشارع لأن عدم ارتدائه يمثل من وجهة نظر الرجل دعوة للتحرش بهن، وتحدثت كل منهن عن الضغوط اللتى تعرضن لها حتى يقمن بتغطية شعرهن وارتداء الحجاب، لكننى أعيب على المخرجتين أنهما لم تحاولا تقديم نموذج يرتدى الحجاب عن اقتناع ودون ضغوط مجتمعية وهذا هوحال بعض النساء، وقد حصل الفيلم على شهادة تقدير خاصة من لجنة التحكيم لجرأة مخرجتيه على طرح هذا الموضوع شديد الحساسية.

الجيل الأخير

من الأفلام الوثائقية التى طرحت قضايا شديدة الانسانية فيلم “الجزائر، الجيل الأخير” الذى تعرض لظاهرة لاتزال تمثل جرحا غائرا فى نفوس بعض الفرنسيين الذين ولدوا وتربوا فى الجزائر ثم أجبروا على الرحيل بعد الاستقلال والذين يطلق عليهم “الأقدام السود “les pieds noirs” وهؤلاء لم يعرفوا وطنا غير الجزائر وحينما عادوا لبلادهم كان ينظر اليهم باعتبارهم خونة، أما الجزائريين فقد رأوا فيهم بقايا الاستعمار وقد عاش هؤلاء فى حنين دائم لحياتهم، فقد رحلوا عنها وهم أطفال تتراوح أعمارهم بين الخامسة والثانية عشر وقد أتيح لهم من خلال الفيلم أن يعبروا عن أزمتهم، وقدمت مخرجته صورة صادقة لهم وقد تحدثوا عن تجربة العودة وعن حالة الحنين التى تسيطر عليهم وتجربة كل منهم بعد سنوات طويلة لم تنسهم أبدا سنوات طفولتهم والأماكن التى عاشوا بها، وقد عبر عشرات منهم عن هذا الحنين وكان فى عودتهم لمسقط رأسهم نوعا من التصالح مع أنفسهم ومداواة لذلك الحنين الذى لم يفارقهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى