أحداث و تقاريرأهم العناوين

إسرائيل تنتج فيلما عن «تاريخ» اليهود في الجزائر

«سينماتوغراف» : وردة ربيع ـ الجزائر

أثار الفيلم الطويل «ليلة المجانين» للمخرج الإسرائيلي رامي كيمشي، وهو فيلم وثائقي تمثيلي من إعداد برنامج الدراسات اليهودية ومعهد «جون نايت» للكتابة في التخصصات، ومركز «إينودي» الإسرائيلي، بدعم من مبادرة الدراسات التركية العثمانية، جدلا في إسرائيل، عقب عرضه لأول مرة نهاية الأسبوع الماضي، بسبب تناوله موضوع تاريخ اليهود في الجزائر في السنوات الأخيرة.

 تناول الفيلم حكاية الحركة اليهودية السرية في الجزائر خلال الحرب العالمية الثانية، التي كانت تتكون من 400 يهودي كانوا يسيطرون على مدينة الجزائر العاصمة. وحسب الفيلم والشهادات التي يقدمها، فإن تلك الحركة حاولت مقاومة 25 ألف جندي فرنسي موالين للنازية ولسياسة أدلوف هتلر ضد اليهود، كما يقول المخرج إن هتلر سعى إلى تنفيذ ما يشبه «محرقة ثانية لليهود» في الجزائر، لذا حاولت حركة اليهود السرية التصدي لمخططه. حاول المخرج في الفيلم الذي استغرق إنجازه سبع سنوات، بميزانية قدرها 120 ألف دولار، أن يؤكد نظرية أن التاريخ يكتبه المنتصر. وحسبه، فإن فرنسا أخفت حكاية الأيادي النازية التي كانت تقوم بمحاربة اليهود في الجزائر، كما يقول الفيلم، استنادا إلى شهادات مؤرخين يهود منهم أعضاء سابقون في «التنظيم» الذي يتحدث عنه الفيلم بوصفه الجزء الثاني لحركة «غيتو وارسو» البولندية التي قام بها اليهود ضد القوات الألمانية سنة 1939 والتي تكبد فيها اليهود خسائر كبيرة، وجاء في الفيلم أن حركة اليهود السرية في الجزائر وتونس والمغرب قادت مقاومة ضد القائد الفرنسي فيليب بيتان.

وتبدي إسرائيل، في السنوات الأخيرة، اهتماما كبيرا بتاريخ اليهود في الجزائر، وتركز على دورهم في الحرب العالمية الثانية، وذلك من خلال النقاشات والملتقيات التي تحتضنها تل أبيب في هذا الإطار، إضافة إلى الإنتاج السينمائي. ولا يعتبر فيلم «ليلة المجانين» الأول من نوعه في هذا الشأن، حيث حاول المخرج الفرنسي المثير للجدل «جون بيار ليدو» المنحدر من أصول جزائرية يهودية من تلمسان، تجاوز ما وصفه أحد التابوهات الكبرى في الجزائر حول الصورة النمطية المترسخة في أذهان الجزائريين عن اليهود طيلة عقود من الزمن، لكن المشروع الذي يحمل عنوان «من الجزائر إلى القدس سفر في التابو»، توقف العام الماضي أمام عقبة التمويل. وبث «جون بيار ليدو» الذي سبق أن أخرج فيلم «حلم جزائري» الذي يروي مسار الصحفي «هنري علاق»، تسجيلا بالصوت والصورة عبر اليوتيوب، يطلب فيه من الجمهور دعمه ماديا، بالإضافة إلى شركات الإنتاج السينمائي في الجزائر. يتحدث مشروع الفيلم عن العلاقة بين الجزائريين اليهود وإسرائيل، خاصة أنه منحدر من عائلة تتكون من أم يهودية وأب إسباني وغادر الجزائر سنة 1993 بداية العشرية السوداء، والذي طالما وجد صعوبة في ربط علاقة مع إسرائيل. كما سبق للمخرج المغربي المغترب إسماعيل فروخي، أن قدم السنة الماضية فيلما جديدا عرض في فرنسا، حاول إبراز الدور الذي لعبه المسلمون في إنقاذ حياة بعض اليهود في فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، حيث ألقى فيلم «الرجال الأحرار» الضوء على معاناة اليهود في الجزائر تحت حكم الاستعمار الفرنسي، وذلك في محاولات تفنيد نظريات المستعمر التي تقول بأن اليهود اندمجوا مع الاستعمار، وكانت لهم رغبة قوية في عدم الانفصال عن فرنسا.

وقال مخرج فيلم «ليلة المجانين» لوسائل الإعلام الإسرائيلية، إنه لم يفاجأ بتجاهل الخطاب الإسرائيلي لما أسماه «محرقة اليهود» في الجزائر، مشيرا إلى أن فرنسا والولايات المتحدة سعيا إلى إخفاء تلك الحقائق، ودعا إسرائيل إلى تدريس هذا الفصل في المدارس الإسرائيلية لأهميته التاريخية. ويعتبر الفيلم الخامس في مسيرة المخرج الإسرائيلي المتخصص في الثقافة الإسرائيلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى