إشاده بالفيلم الإماراتي «ساير الجنه» ضمن «القرين الثقافى» بالكويت
سالمين: صعوبات فى الكتابه وأفضل النهايات المفتوحة
النويرى: الامارات أكبر سوق سينمائي في منطقه الخليج
الكويت ـ «سينماتوغراف»
ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ 23، عرض في سينما ليلى جاليري بمنطقه السالميه بالكويت الفيلم الإماراتي العائلي «ساير الجنة»، من تأليف وإخراج سعيد سالمين، ويتقاسم بطولته أحمد الزعابي، عبدالله مسعود، فاطمة الطائي، مريم سلطان، وجمعة الزعابي، في حين تولت شركتا «إيمج نيشن» و«الرؤية الفنية» وعامر سالمين إنتاجه، واعقب عرض الفيلم ندوه ادارها الناقد السينمائى ومدير شركه اوزون للسينما عماد النويرى.
ويعتبر الفيلم هو العمل الروائي الطويل الثاني في مسيرة المخرج سعيد سالمين بعد فيلم “ثوب الشمس”، الذي شارك كذلك في العديد من المهرجانات السينمائية حول العالم. ويمتد الفيلم إلى تسعين دقيقة، ويروي قصة سلطان، وهو صبي يبلغ من العمر 11 عاماً، يبحث عن حنان مفتقد بعد رحيل جدته، بعد معاناته من معاملة زوجة أبيه القاسية، فينطلق في رحلة منهكة من أبوظبي إلى الفجيرة مروراً بدبي للبحث عن الجدة، وتنطوي الرحلة على الكثير من المفاجآت والمشاعر الإنسانية الجياشة. وقد شهد الفيلم عرضه العالمي الأول في مهرجان دبي السينمائي الدولي 2015.
والمعروف أن سيناريو فيلم “ساير الجنة” قد تمكن من الوصول إلى القائمة النهائية والترشح لنيل جائزة “آي دبليو سي للمخرجين” وقيمتها مئة ألف دولار، مع سيناريو “سمكة الرمال” للمخرجة السعودية عهد كامل، وسيناريو “الماي” للمخرج الكويتي عبدالله بوشهري.
يذكر أن المخرج سعيد سالمين المري قد تخرج من أكاديمية نيويورك للأفلام في أبوظبي، وفاز بالعديد من الجوائز عن فيلمه القصير “هبوب” 2006 في مسابقة أفلام الإمارات ومهرجان دبي السينمائي الدولي، وواصل نجاحه مع الفيلم القصير “الغبنة” 2007 الذي فاز بجائزة مسابقة أفلام الإمارات وعرض في دبي.وعرض فيلمه الأول “ثوب الشمس” 2010 في مهرجان أبوظبي السينمائي، وفاز بجائزة الحكام الخاصة في مهرجان مسقط السينمائي الدولي.وبرغم الحبكة الدرامية المتقنة التي شهدها العمل السينمائي، ومرونة التنقل في أكثر من موقع خلال التصوير، فإن النهاية اكتنفها الكثير من الغموض، وإن كان مخرج العمل سعى إلى فك رموزها، خلال الندوة النقاشية التي أعقبت عرض الفيلم، وقد تباينت آراء المنتدين حول النهاية، لكن المخرج سعيد سالمين أكد أنه يفضل النهايات المفتوحة التي تتعدد فيها مستويات القراءة للفيلم، إذ يحاول كل شخص أن يضع النهاية التي يراها في مخيلته، وتتناسب مع ثقافته ورؤيته الخاصة!
سالمين تطرق أيضاً إلى الصعوبات التي واجهته أثناء كتابة النص، إلى جانب إخراجه للفيلم، لافتاً إلى أن العمل مع أطفال لم يسبق لهم التمثيل كان أمراً بالغ الصعوبة والتعقيد، حيث أخذ وقتاً طويلاً بغية تدريبهم، ولكي يعتمد عليهم في بطولة هذا الفيلم.
وفي إطار النقاش كانت للمخرج حبيب حسين، مداخلة قصيرة ولكنها دالة، فقد شدد على ضرورة إدخال الجانب الإنساني في السينما الخليجية، عوضاً عن الأكشن والعنف اللذين تزخر بهما السينما العربية والعالمية، ملخصاً رؤيته بالقول: «ما أحوجنا اليوم إلى القضايا الإنسانية، في ظل الظروف الراهنة . . من زاويته، عرج الناقد السينمائي عماد النويري على المسيرة السينمائية لدولة الإمارات، التي باتت تشهد طفرة حقيقية في السنوات الأخيرة، لافتاً إلى أن الإمارات قد تكون الدولة الخليجية الوحيدة التي تنفق على الإنتاج السينمائي بما يكفل ظهور أعمال متميزة، ومشيداً بعدد من المخرجين الإماراتيين الذين وضعوا بصمة كبيرة في هذا المجال، ومنهم المخرج سعيد سالمين.
وفي هذا السياق أشار منسق «استوديو الأربعاء» علاء البربري في مداخلته أن نهاية الفيلم ربما كانت صادمة وغير متوقعة، غير أن الفيلم قدم دعوة صريحة إلى الجيل الحالي لاكتشاف أصالة الماضي، وهو ما عبّرت عنه بوضوح شخصية الطفل سلطان الذي يمثل الحاضر ورحلته للعثور على جدته التي ترمز إلى الماضي، كما يحمل الفيلم في طياته رسالة مهمة لهذا الجيل، مُفادها ضرورة التشبث بالعادات والتقاليد الثابتة والنبيلة التي جُبل عليها الآباء والأجداد منذ القدم .