إطلاق اللقاءات السينمائية الـ13 لبجاية شرق الجزائر
نسيمة قسوم تروي روح التضحية والوفاء في فيلم «10949 امرأة»
الجزائر ـ «سينماتوغراف»: نبيل حاجي
افتتح الفيلم الوثائقي «10949 امرأة» للمخرجة نسيمة قسوم الذي كرم مناضلات الثورة الجزائرية من خلال بورتريه لنسيمة حبلال – مناضلة من المناضلات الأوائل في الحركة الوطنية- فعاليات اللقاءات السينمائية الـ13 لبجاية – شرق الجزائر- التي انطلقت مساء أمس.
وجرت السهرة الافتتاحية لهذه التظاهرة التي تنظمها جمعية «بروجكتور» بمتحف برج موسى بالمدينة القديمة بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي وصناع أفلام من الجزائر والخارج، في أجواء حميمية بعيدا عن المراسم البرتوكولية.
وشدد رئيس الجمعية ومدير اللقاءات عبد النور حوشيش في كلمته أمام الحاضرين على أهمية هذا الموعد الذي يعد الجمهور أهم شريك له منذ انطلاقه عام 2003 منوها بأهمية وخصوصية هذا الموعد الذي يحتفي بالسينما والإبداع بحرية وديمقراطية شاكرا كل المخرجين والفاعلين الذي يدعمون هذه التظاهرة.
وجاء فيلم الافتتاح «10949 امرأة» يحمل رمزية عالية وهو يعيد تشكيل معالم تاريخ الجزائر المؤجج بالأسئلة ، لما حمله العمل الذي تطلب من المخرجة نسيمة قسوم سبعة أعوام من التأني وهي تخوض أول تجاربها الإخراجية، لترافق المناضلة والمجاهدة – المنسية- نسيمة حبلال (1928-2012) في رحلة طويلة من التحدي والإصرار واليأس والخيبة التي رافقتها بعد استقلال الجزائر. فلم تكن تدري الشابة نسيمة التي كانت تعمل سكرتيرة لدى الإدارة الاستعمارية الفرنسية، أن مصيرها سيتحول فجأة من شابة جميلة وذات ملامح أوربية إلى واحدة من الأسماء الخطيرة لدى المستعمر بعد أن أكتشف مساهمتها الكبيرة للمناضلين الجزائريين، فتعيش مختلف أشكال التعذيب والتنكيل الذي لم يثني إصرارها على مواصلة المهمة والمساهمة في تحرير الوطن.. وقد كرست البطلة «نسيمة» حياتها للثورة دون أن تطلب يوما اعترافا أو امتنانا. وقد عايشت المخرجة قسوم أيام مع البطلة المنسية وأظهرت القناعة التي كانت تحدوها في ريعان شبابها وآمالها والتزامها الكامل من اجل حرية الجزائر.
وعلى إمتداد 75 دقيقة مدة الفيلم الوثائقي، نلامس روح ووجدان السيدة نسيمة في لحظات من الصفاء والصراحة الاستثنائية وهي تكشف حقيقة المستعمر، وحقائق أخرى من خبايا الثورة وزعمائها، وشكل فقدانها لأبنها الوحيد «يوسف» الحدث الجلل الذي أثر في معنوياتها ثم فقدانها للبصر ومرضها المفاجئ لتغوص في حالات من الهذيان والحيرة لترحل عن عالمنا وهي مؤججة بأسئلة كثيرة عن معاني التضحية والحرية والوفاء.
يذكر أن فعاليات الدورة الثالثة عشر للقاءات السينمائية ببجاية ستسمر إلى يوم 11 من الشهر الجاري ( إيلول- سبتمبر) في قاعة مسرح بجاية ومتحف السينما بالمدينة، وستشهد عرض 35 فيلما من مختلف بلدان العالم، ويشمل برنامج هذه الفعالية العديد من اللقاءات والفقرات من بينها عرض أفلام وثائقية وأخرى روائية مهمة تدخل في إطار «روح اللقاءات وفلسفتها» من بينها فيلم «ضد القوى» لمالك بن إسماعيل و «القاتل ك» لامين سيدي بومدين و «بلا سينما» للأمين عمار خوجة، وأعمل أخرى منها «حمى» للمغربي هشام عيوش و«قصة يهودا» للسينمائي الجزائري رابح عمور زعيمش و «اليوم» للسنغالي آلان غومي.
وبالموازاة مع هذه العروض سيحتضن مسرح بجاية أيضا معرضا للصور تحت عنوان «شوارع» يلتقي فيه مجموع المصورين بالمخرجين الشباب لمناقشة العلاقة الموجودة بين السينما والصورة.
كما سيتم تنشيط ورشة للكتابة الوثائقية من طرف مالك بن إسماعيل إضافة إلى مائدة مستديرة حول السينما الإفريقية وشبكات التمويل يقدمها رئيس الاتحادية الإفريقية للسينمائيين المخرج المالي شيخ عمر سيسوكو، وللمرة الأولى منذ إنشائها تستقبل هذه اللقاءات «مختبر بجاية للفيلم» وهو منتدى دولي للإنتاج المشترك والممول بالشراكة من تنشيط خبراء من المعهد الفرنسي للجزائر العاصمة وصندوق تطوير الفن والتقنية والصناعة السينمائية.