إطلالة على أعمال عرضت في الدورة الثامنة لـ «مهرجان أفلام السعودية»
الظهران : «سينماتوغراف» ـ متابعات
يواصل مهرجان أفلام السعودية فعالياته اليومية مابين أفلام سعودية أو خليجية، وأهم العروض التي قدمت هي، (أبوبشير، جوي، متلازمة البطن المسطح، سهم معزي، قماشة، حياة إمرأة ، المخادع المحترف).
“أبو بشير” وثائقي عن الرقص والموسيقى
تعتبر آلة المزمار أو الصرناي هي الأبّ الشرعيّ لآلة الأوبوا الغربيّة (OBEO) وارتبطت هذه الآلة بأداء فنّ من الفنون الشعبيّة في منطقة الخليج العربيّ ورقصات مختلفة، وباتت جزءاً رئيسياً من كل احتفالاتهم ومناسباتهم السعيدة.
وأثر هذه الآلة والرقصات ليست على السعوديين فقط بل حتى على السائحين المقيمين، وهذا بالفعل ما حدث مع المصري هادي سيد مخرج فيلم (أبوبشير) الذي يروي تفاصيل آلة الصرناي وتاريخها في المنطقة من خلال الأب الروحي لهذا الفن “أبو بشير”.
وكان ملفتا ً سعي المخرج المصري لتقديم هذا الفيلم ونجاحه في سرده بحيث لا تشعر بأن عين سائح هي من رسمت تفاصيل أحداثه.
“متلازمة البطن المسطح” الحلم المستحيل
الوصول للجمال والهوس به يسيطر بشكل كبير على الجميع من رجال وفتيات، وفي مجتمعاتنا يشكل هوساً أكبر للفتيات وخاصة إذا اقترن الموضوع بقرب مناسبة مهمة كالزواج، هذه هي حكاية فيلم (متلازمة البطن المسطح) التي تتناول رحلة فتاة يتقدم لطلبها شاب فتبدأ في إنقاص وزنها كي تصل للجمال في ظنها.
فكرة وسيناريو الفيلم جيدة جداً لناحية بناء القصة والسخرية الذكية فيها من خلال القلق الدائم من الوزن ومحاولة التخلص من كل ما يسبب هذه الزيادة، لكنها كانت تحتاج معالجة أفضل وتفاصيل أكثر.
عابها التفاوت بالأداء التمثيلي ما بين متوسط ورديء كون معظم الأسماء تمثل للمرة الأولى، ولكن بشكل عام هي تجربة سينمائية لافتة وتستحق المشاهدة للمخرجة زهرة النخلاوي.
“سهم معزي” حكايا الحد الجنوبي
فيلم (سهم معزي) والذي أنتجته وزارة الحرس الوطني أثناء اليوم الوطني الماضي، يترجم التعايش ما بين منسوبي القوات المشاركة في الحد الجنوبي والصعوبات التي يواجهونها والصفات التي تجمعهم أهمها الشجاعة والولاء والإقبال والإقدام.
وتدور أحداثه بين زميلين يقضيان كل وقتهما في الحد الجنوبي فأحد الجنديين مسؤول عن الطبخ، ويشكو زميله من زيادة الملح، ويدور كل هذا مع تنبيه بإطلاق نار عشوائي على الموقع، وهو ما يكشف كيف يعيش هؤلاء الجنود تحت الرصاص في كل لحظة.
الفيلم من بطولة النجم فيصل الدوخي والذي يواصل فيه تألقه في جميع المجالات من دراما ومسرح وسينما ولاقى العمل تفاعلاً في صالات السينما، يوازي النجاح الكبير الذي حققه في مواقع التواصل الاجتماعي ابان تدشينه.
“حياة إمرأة” دراما لا واقعية
يروي تفاصيل إمرأة وحياتها في عشرين عام ويستعرض ظروفها الأسرية ما بين صراعات سابقة مع أهلها لزوجها الحالي، ثم المتاعب التي عانتها من زوجها المتعاطي، وقصة ابنها المشلول.
عيوب كثيرة يعاني منها الفيلم من قصة غير واقعية، وسرد درامي يفتقر للمنطق، وصدف عديدة جدا ً فما بين مشهد وآخر تفاجئنا العديد من الصدف اللاواقعية جدا، وبجانب كل ذلك أداء تمثيلي مباشر ومبالغة في رد الفعل.
الفيلم من السعودي سمير عارف وهو المخرج التي كانت بدايته مبشرة جدا ً وقدم العديد من الأعمال الدرامية والكوميدية المميزة مثل ٣٧ درجة، وبعض حلقات طاش لكن بعد ذلك تفاوتت مستويات أعماله التلفزيونية والسينمائية، وهو يحتاج للتجديد في أفكاره وأدواته.
“من ذاكرة الشمال” قصص محتلفة
يستعرض الوثائقي “من ذاكرة الشمال” للمخرج عبدالمحسن المطيري، ما يقارب عشر قصص مختلفة من زوايا اجتماعية في الفترة مابين 1990-1991 أثناء حرب الخليج أو أزمة الكويت، ويركز على ذكريات الحرب في الداخل السعودي بوجهات نظر مختلفة.
وتعد حرب الخليج من الموضوعات المهمة التي لم يتم التطرق لها بشكل كافي دراميا وسينمائيا، وتم تصوير الفيلم في مدن متعددة من السعودية، ويعرض الفيلم لقطات وصور تعرض لأول مرة، وشارك في الفيلم ما يقارب 15 ضيفاً يقدمون ذكرياتهم ومواقف متباينة اثناء ازمة الخليج.