إفتتاح مهرجان أيام قرطاج السينمائية الـ26
تونسـ “سينماتوغراف”: نبيل حاجي
وسط إجراءات أمنية مشددة، أحتضن المسرح البلدي بالعاصمة تونس سهرة السبت، مراسم افتتاح الدورة ال26 مهرجان “أيام قرطاج السينمائية” في دورته الـ 26 بحضور كوكبة من نجوم السينما التونسية العربية والإفريقية وعدد كبير من المدعوين الذين لم يسعهم فضاء المسرح، إلى جانب الوزير الأول التونسي الحبيب الصيد ووزيرة الثقافة التونسية السيدة لطيفة لخضر وعدد من السفراء والشخصيات السياسية.
ترأست افتتاح الحفل شرفيا المغنية والممثلة الاسبانية الشهيرة “فيكتوريا ابريل” التي عبرت عن سعادتها حضور هذا المهرجان ومعبرة في كلمتها أمام الحاضرين عن تضامنها مع تونس ودعمها في مقاومتها للإرهاب مبينة أن السينما تظل علاجا يساعدنا على أن نحيا. مضيفة أن السينما لها مفعول صحي، و أنها تساعدني وساعدتني على العيش.
وفي كلمته الافتتاحية قال مدير المهرجان السينمائي إبراهيم اللطيف أن السينما تمزق حجاب الظلام، وتشكل الضمان الأكبر للانتصار على الإرهاب” مضيفا “أن هذه الدورة تأتي تعبيراً عن رفض الإرهاب والديكتاتورية الظلامية الأخذة في الانتشار”…خاتما بقوله “نريد أن نرسخ أيام قرطاج السينمائية في أرضها العربية – الإفريقية، من خلال الانفتاح على سينمات العالم التي تتشارك معنا الحرص على الاستقلال والتعبير الثقافي”
وقالت وزيرة الثقافة التونسية السيدة لطيفة لخضر وهي تعطي إشارة انطلاق الدورة ” أن الإبداع هو الوسيلة الفضلى للتعبير عن تمسكنا بالحياة وكفاحنا ضد أولئك الذين يسعون إلى تدمير أسس الحياة.
وشهد حفل الافتتاح، تكريم المنتجة السينمائية التونسية درة بوشوشة التي رافقت المهرجان منذ أكثر من عقدين من الزمن، كما شهد الحفل تقديم تحية إلى مجموعة من الأسماء التي فقتها المنطقة على رأسهم الفقيد الممثل التونسي الكبير احمد سنوسي الذي غيبه الموت قبل يومان من انطلاق المهرجان، ومدير التصوير التونسي حبيب المسروقي وأيضا لمبدعات السينما المصرية على رأسهن الفقيدة فاتن حمامة، وهي أول امرأة تولت رئاسة لجنة تحكيم هذا المهرجان سنة 1978 والمخرجة نبيهة لطفي، والفنانة مريم فخر الدين والراحلة معالي زايد والمخرجة أسماء البكري، هذا وتكرم الدورة المخرج التونسي النورى بوزيد ( في حفل الاختتام) إلى جانب مجموعة من السينمائيين الذين فقدتهم الساحة الفنية العالمية وهم المخرج البرتغالي مانويل دى اوليفيرا الذي أخرج أخر أفلامه عن عمر يناهز 102 عاما والمخرجة والروائية الجزائرية اسيا جبار .
وأستمتع الحاضرون في هذا الحفل بمقاطع موسيقية أدتها الأوركسترا السمفونية التونسية،مرافقة لمقاطع من أفلام خالدة ك”فيفا زبانا” وفيلم التونسي “حلفاوين” ولفريد بوغدير و فيلم “لورنس العرب”.
وبعد تقديم أعضاء لجان تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة والقصيرة التي يترأسها المغربي نورالدين الصايل، وبقية أعضاء لجان تحكيم البرامج الموازية ، تابع الحاضرون فيلم الافتتاح الذي يحمل عنوان” الحمل” للمخرج الأثيوبي يارد زيليكي الذي حضر عرضه إلى جانب أبطال عمله.
وتشهد الدورة ال26 لمهرجان أيام قرطاج السينمائية التي تستمر إلى غاية 28 من الشهر الجاري، عرض أكثر من 300 فيلما من 58 جنسية موزعة على مجموعة من الأقسام منها 17 عملا روائيا في مسابقة الأفلام الطويلة و 16 فيلما وثائقيا و15 فيلما أولا و 13 فيلما قصيرا و15 فيلما من انتاجات الطلبة و11 عملا في إطار مشروع “تكميل”.
ومن الأسماء المتوقع حضورها في هذه الدورة نجد المخرج المغربي نبيل عيوش الذى سيقدم العرض العربي والإفريقي الأول لفيلمه “الزين الي فيك “إلى جانب حضور المخرج المالي سليمان سيسي بفيلمه “بيتنا” والمخرجين الجزائريين مرزاق علواش بفيلمه “مدام كوراج” ومالك بن اسماعيل بفيلمه “ضد القوى” والمصري داود عبد السيد بفليمه “قدرات غير عادية” والسينمائي الفرنسي العراقي عباس فاضل بفيلمه “وكن، العراق عام صفر” والسينمائي اللبناني أكرم زعتر بفيلمه “28 ليلا وبيت من الشعر”….
وبالإضافة إلى جوائز المسابقات الرسمية ( التانيت الذهبي) ستخصص الدورة 26 جائزة باسم أول مخرجة افريقية وهي جائزة صافي فاى لأفضل مخرجة وقد تم إحداث هذه الجائزة من قبل مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة الكريديف وبدعم من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو .كما تتميز هذه الدورة بمنح جائزة فيبريسي أو الجائزة الدولية للنقاد السينمائيين فضلا عن جائزة الاتحاد العام التونسي للشغل التي تمنح لافضل تقني.
وتنفتح دورة هذا العام على عدة جهات داخلية حيث ستعرض الأفلام في 12 مدينة وهي القيروان والمنستير وصفاقس وباجة وجندوبة وقفصة وتطاوين ونابل والكاف والمهدية والقصرين وجربة وذلك تكريسا لمبدأ اللامركزية الثقافية.
ويعد المهرجان واجهة السينما الملتزمة في العالم العربي وإفريقيا، وتشكل لدورة ال26 لهذا العام ، عودة إلى جذور الأيام التي أسسها الفقيد الطاهر الشريعة،قبل 49 عاما ، لتشكل نافذة لاستقطاب مختلف الإعمال الفيلمية في المنطقة العربية والإفريقية، ليحتفل العام المقبل على نصف قرن من تأسيسه.