أفلام لها تاريخ

«إنكهارت» فانتازيا عوالم السحر والخيال

 

خاص ـ «سينماتوغراف»

«إنكهارت» وترجمته «قلب الحبر» هو فيلم فانتازيا يقوم على سلسلة أكثر روايات الخيال الشبابي مبيعا لمؤلفتها كورنيليا فنك، والتي توصف بأنها النسخة الألمانية للكاتبة «جيه.كيه.رولينج» مؤلفة سلسلة روايات هاري بوتر. وهي ترتبط بأعداد ضخمة من القراء الكبار في أنحاء العالم إلى جانب الأطفال والمراهقين الذين يتذوقون عوالم السحر والخيال في رواياتها.

ولا يزال الكثير من الألمان متحيرين من أن عالم صناعة النشر يفضل الروايات الخيالية للكاتبة كورنيليا فنك التي تسجل الأرقام القياسية في التوزيع حيث بيع 15 مليون نسخة منها، وتتجاوز كتبها الآن الخمسين وتناقش بإعجاب كبير في صفحات مراجعة الكتب بالصحف.. وأي شخص استمتع بأفلام هاري بوتر أو نارنيا لن يقاوم إغراء فيلم إنكهارت والذي يقوم فيه الساحر مو فولكارت ويلعب دوره الممثل الأمريكي بريندان فريزر باستحضار أرواح الأشرار إلى الحياة الواقعية.

ومثل الأفلام الأخرى التي تنقل عن نصوص أدبية، فقد اختفت كثير من التفاصيل الواردة في الرواية التي نشرت لأول مرة في عام 2003 من الفيلم الذي أخرجه إيان سوفتلي والذي يختصر أكثر من 550 صفحة إلى أقل من ساعتين هي مدة أحداث الفيلم. الذي تم تصوير معظم أحداثه في استوديوهات شيبرتون قرب لندن.

ويختلف العمل السينمائي شكلا وتأثيرا عن الرواية الأم، التي تعتبر نص أدبي رائع، وحاول الفيلم مجراه القصة الأصلية في تدفق أحداثها وطريقة مزجها الواقع بالخيال، وسرعة إيقاعها، لكنه أخفق في الإثارة بالبطء والحوار الطويل، والسرد المفسر لتفاصيل كثيرة، مما جعل المشاهد يشعر في فترات بالملل والفتور ويفكر في ترك مقعده في صالة العرض قبل أن يكمل رؤية العمل، الذي كان من الممكن أن يكون متميزا لو أعتمد علي الصورة، أكثر من وصف الحكاية علي لسان أبطالها.

«إنكهارت» فانتازيا عوالم السحر والخيال

يروي «إنكهارت» قصة فتاة صغيرة تلعب دورها البريطانية إليزا هوب بينيت حيث تكتشف أنها قد ورثت قدرة أبيها على إعادة إحياء أبطال كتب الحكايات، من خلال قراءتها بصوت مرتفع، «ميغي» فتاة في الثانية عشرة من عمرها، بدأ صبرها ينفد من أبيها الذي يرفض قراءة الحكايات لها. لكن ما لا تعلمه هو أن والدها «مو» (ويقوم بدوره بريندان فريزر) يملك موهبة خارقة ونادرة على إحياء شخصيات وأبطال أي كتاب يقرأه. إلا أن ذلك لا يكون بلا ثمن، فمقابل كل شخصية خيالية تأتي إلى الحياة، تختفي شخصية حقيقية من عالمنا لتجد نفسها حبيسة السطور والأوراق. وهذا ما حدث في بداية الفيلم عندما اختفت زوجته أم «ميغي» والتي تقوم بدورها إندي سيركس، وحل مكانها الشرير «كابيركورن» عديم الرحمة، الذي يعلم بقدرات «مو» السحرية ويحاول الحصول عليها لخدمة مصالحه الشخصية والسيطرة علي كنوز العالم. ومن أجل ذلك يقوم بحرق قصته الأصلية من كل مكان حتى لا يسعي  «مو» من قراءتها مرة أخري فيعيده إلي ما كان عليه، وبهدف وضع «مو» تحت رحمته، يقوم «كابيركورن» باختطاف «ميغي» رهينة عنده. لكن «ميغي» تكتشف أنها ورثت قدرات أبيها الخارقة فتنطلق في مغامرة إنقاذ خطيرة، يساعده فيها مؤلف القصة الأصلية لـ «إنكهارت» وساحر النار ولص «علي بابا والأربعين حرامي» اللذين ظهرا وحل وجودهما في الواقع مكان شخصيات أخري ذهبت مكانهما إلي عالم الروايات التي أتيا منها، بالإضافة إلي شقيقة والدها «ألينور» وتلعب دورها الممثلة البريطانية هيلين ميرين، وفي مشهد النهاية الذي جمع فيه كل أبطال الفيلم تبدأ “ميغي” في استحضار شخصية الظل الشرير ليساعد «كابيركورن» في الانتقام ممن يريد، وعندما يظهر ببشاعته تكمل «ميغي» تأليف القصة بنفسها لتعيد جميع الشخصيات إلي واقعها، في محاولة منها لإنقاذ والدها ووالدتها.

«إنكهارت» فانتازيا عوالم السحر والخيال

من الواضح أن المخرج أراد أن يقدم جرعة من الإثارة والرعب الممزوج بالخيال، وأن يعتمد علي اللمسات الإنسانية حتى يزيد فيلمه سحرا وغموضا ويترك المشاهد في حيرة مما يراه، هل هو حقيقة أم أسطورة أم أنه مزيج بين الاثنتين؟.

مهما كان التصنيف، إلا أنه فيلم مليء بالجمال البصري، مع أدوار رسمت ببالغ الرقة والعذوبة والغموض، جاءت من الخيال إلي الواقع تفاعلت معه وخرجت منه لتعود إلي دنيا أخري مختلفة عما نراه ونلمسه، لتنتهي الأحداث ونغرق نحن في تساؤلاتنا.

«إنكهارت» فانتازيا عوالم السحر والخيال

وهكذا ينهي المخرج إيان سوفتلي فيلمه، وهو يدعونا ـ نحن المشاهدين ـ للتفكير والقلق على ما يجري حولنا، وما نتشارك فيه، فهو يعبر عن جزء مجهول في داخل خيال أبطاله، يلتقي مع العقل الباطن للمشاهد، ومن هذا اللقاء تنشأ الصدمة والفزع والخوف، وهذا النوع من الفن يحتاج إلي المغامرة التي تنطوي علي الالتقاط الحساس وموهبة تحويل هذا الشيء الخاص، إلي شيء عام يمس المتفرج مهما كان موقعه على خريطة الدنيا.

5

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى